( قداسة العهد )
...........
على عددِ خرزاتِ مسبحتي
أعدُُّكَ نبضاً ... فأتقنٌُ العدَّ
يرتعشُ قلبي... بذكرِ ربّي ..
يرتِّلُ دعاءً لك َ
كالقمرِ
تدرَّجَ الحبُّ في خافقي
جنيناً ثم وليداً ثم طفلاً
حتى صار صبيّ ..
أهيمُ بمحرابِ وجدِك َ
فأنظرُ إليكَ بخشوعِ نبيٍّ
ترتشفُ الحبَّ من مهجتي..
بهدووووءٍ
أتأمَّلُ صورتَكَ...
أرشفُها ألمِسُها
بطهرِ كفِّي بعدَ الوضوءِ
لا تعجبْ من خوفي ومن قلقي
لا تسأمْ من سهري ومن أرقي
فخوفي عليك..
كخوفِ المرضِع على طفلِها
من لفحةِ بردٍ ..
لا تضيقُ بغيرتي
أغارُ كطفلةٍ على أبيها
من أمها
من أخيها..
فيستحوذُها الودُّ
أحبُّك... بجنونِ الرَّبيع ِ
كنسائمَ الفجرِ ...
كباقةِ وردٍ
تضمُّها إلي صدرِها
تبخلُ بعبقِها...
فلا يشُمُّها سواها
ولا يلمسها أحداً
تختالُ بك غروراً
كأنَّكَ شامةٌ في الخدِّ
تزدادُ بك جمالاً وحسناً..
تزيِّنُ الجيدَ بالعقدِ
تقدِّسُكَ كعهدٍ مع الله
وما أحلى قداسةَ العهدِ
تحنو عليكَ...
تحرسُ الدروبَ قلقاً
كأنَّك ذاك الوليدُ في المهدِ
تعدو إليكَ...
كأنَّك الأمُّ
أو كأنَّك الابُ الحنونُ أو الجدُّ
فلا تضيقُ بحبِّها.. بغيرتِها
باهتمامِها... بشغفها
بجنونها... بلطفِها
فهي تهواكَ...تهواكَ
لأبعدِ أبعدِ حدٍّ
فلا تضيقُ بها ذرعاً
أو تحجمُ عن الرَّدِّ
.........
بقلمي
نجلاء محمد علي الشمري
من العراق
١٠ / ١ / ٢٠٢٣