لُغتي الَّتي أهوى
هلْ أَنَّ قلبي في الهوى يتبدَّلُ
أوْ أَنَّ حبِّي لحظةً يتحوَّلُ
فهيَ الحقيقةُ كيف أسلو حبَّها
وهيَ الثُّريا في السَّماءِ تجلجِلُ
لا لا وحقِّ اللهِ لستُ مكابرًا
فالقلبُ مبهورٌ بها متعلِّلُ
غنَّى على غُصنِ المحبَّةِ طائرًا
وشدا بحبٍّ بالهوى يتغزَّلُ
أظناهُ مِن شوقٍ عذابُ تلهُّفٍ
ما حيلةُ المشتاقِ؟ ماذا يفعلُ؟!
لُغتي الَّتي أهوى أصونُ كمالهَا
دومًا لها أهفو ولا أتغفّلُ
فيها حروفٌ مِنْ جواهرِ تبِرِها
قدْ نوَّرتْني جذوةً تتأصَّلُ
فيها الجمالُ سلاسةٌ وتغنُّجٌ
فيها جدائلُ شعرِها تَتَسَلْسَلُ
فيها البلاغةُ والعلومُ بأسرِها
في إثرها تسمو ولا تترهَّلُ
في نطقِها حَرَصَتْ جوارحُ خافقي
شعرًا ونثرًا بالقوافي تَنْهَلُ
إنِّي عشِقتُ جمالَها ووصالَها
فهيَ الحبيبةُ والهوى والمنزلُ
أمُّ اللُّغاتِ تضُمُّنا في حِضْنِها
عربيةٌ في الأصلِ ما تَتبدَّلُ
لا ما رأيتُ كمثلِها معطاءةً
تُعطي بألوانِ العطاءِ وتَذْهَلُ
بالضَّادِ سُدنا بلْ بنينا مجدَنا
والضَّادُ فينا سيّدٌ يتفَضَّلُ
لا يطمسنَّ معالمًا ومفاخرًا
جيلٌ تحلَّى قدوةً يَتَسَرْبَلُ
يكفي بأنَّ اللهَ قدّسَ سرَّها
كلُّ المزايا والخبايا منهَلُ
قرآنُنا نتلو بنطقِ حروفِها
زهرٌ تفتَّحَ لا عدمتُهُ يذبُلُ
لغةٌ بها ضادٌ وحاءُ محبَّةٍ
والباءُ يجري في الدِّما يتأمَّلُ
سأصونُها حرصًا على ديمومةٍ
فالبعضُ أهملَ فضلَها يتطفَّلُ
والبعضُ لا يهوى سماعَ صهيلِها
يلهو ويلعبُ بالحقائقِ يَغْفُلُ
منْ يوقفُ الخيلَ الجموحَ إذا جرتْ
تجري خيولُ الحرفِ فينا تَصهَلُ
وهيَ الرَّؤومُ تلمُّنا بودادِها
وهي السَّماحةُ والوفا والموئلُ
تبًّا لمن خانَ الوصالَ بهجرها
مَنْ مثلُها لُغتي بضادٍ أنبلُ
قدْ عقَّها عمدًا بهجرِ صنوفِها
ببلاغةِ الإعجازِ لا لا يَسألُ
إنِّي تهجَّيتُ الحروفَ بلذَّةٍ
منذُ الطُّفولةِ عشقُها يتجذَّلُ
لا أستطيعُ العيشَ دونَ حبيبتي
في القلبِ عِشقٌ ثائرٌ يتغلغَلُ
الشاعر د.سؤدد اسامة الخطيب