حنين الذكريات
............
كانت تُفتشُ بين جراحها عن جرحٍ قديمٍ، علّها تتعلم كيف يستفيقُ النَّدى فوقَ جثةِ زهرة،
وكانت استطالات الأوقات الباردةِ تطاردُ رعبَ العقاربِ الخرساء
إلّا من نبضِ المعدنِ المقيت...
تجمعُني وتُشتتني في لحظة..
يدير للأيام ظهره ويرسمُ فوقَ يدي حلماً مازال يصرخ
فوق رؤوس الأقلام المسنونة
وبين نزاعات الاوراق ، التي لم يُعحبها طعم الحبرِ..
هذا ما قرأته من جرحها القديم، تناولته وسارت به بعيداً عن أطرافَ الجسدِالصَّامت في حضرةِ الأحلام...
تتمزق فوق كتف الطَّيف كلمة،
وتسارعُ الأحرف بالإبتعاد عن اقفالها
ويدور الجرح في مكانه، يبحثُ عن قطرةِ دمٍ طريةً ينزفها ساعةَ تفتقه..
يحادثني بلغةِ الإبتسام، يُقاسمني لحظةَ الحبِّ، ويحفرُ للذكرى كهفاً جميلاً لتنام به، وتغلق الكهف بصخرةٍ لم تتغلم سوى* افتح ياسمسم*...
يخرج من جيب معطفه الشتوي ساعةً ذات سلسلةٌ ومنديل انكمش بين أنامله وكأنّه وجه عجوز ملأته التجاعيد..
هاقد حان الوقت لرحيلي، فحربهم عليَّ قائمة..
وأنا عاجزٌ عن خوض هكذا حروب..
فأنتظري مني رسالة يحملها لك عصفورً لايشبه العصافير..
يُغَني ويُزقزق، يطير ولايراه احد
فَقَدَ ريشهُ عندما عرفني فألبسته ثوباً من نسيج حنيني ودموعي..
انتظريه ياحبيبتي عندما يخفق الفؤاد..
ومضى بعد أن لمسَ جرحي والذي بدأ ينزفُ دمعاً عوضَ الدّم، حثى الخطى بعيداً عني
ودون أن يلتفت وراءه، لكنَّهُ
كانَ يلوّح لي بأطراف أصابعه من خلفِ ظهرهِ ، ليُخبرني أنّه بيني وبينه* افتح ياسمسم*
مفتاحٌ للذكرى..
............
سرى شاهين
سورية