قراءة تأويلية في نص الكاتبة السورية / يمن النائبإليكم النص:نُطقُ الغراميا أنت يامن ملأت حياتيأدمنت عشقكعلى مرأى السنينبات اللهيب يحرق كيانيأين المفر؟؟؟وقد غدت أمامي جيوش غزلك ترميني بسهامها وخلفي بحر هائج من الأشواقلا حيلة لي فإن تقدمت أُصبحت أسيرة غرامكوإن تراجعت غرقت بدوامة المرام.يامن قيدت أفكاريجعلتني رماد من الهوىتذروه الرياح حيث سهمكلايحيد عن طريقهصوبته بكلمات خفيةإخترقت فؤداكبالأمس كنت أقرب لي من حبل الوريدواليوم أصبحت صعب المنالالشاعرة يمن النائبالجمال وليد العاطفة ومنالمؤلم أن تظل حافي القدمين على حافة الإنتظار مابين الاطمئنان والقلق وتظل الريبة تعتصر وجدانك فتعطيك بريق أمل وهذا هو المطلوب من الشعر عموماً أن يظل المتلقي على وجل يشتاق ويقلق ويتعاطف وكذلك الشاعر نفسهولكن بدت الذات في هذا النص وفي هذه المرحلة مغتربة،قلقة ،حزينة ،خائفة كئيبة ،حائرة، ولكنها في الوقت نفسه متطلعة ، هاجسة ، مشوقة لعالم منكر للوجود وللمشاعر ،فشكلت كل همومها هما واحداً . لذلك تبدو الإمكانية الإبداعية وليدة في رحم إندماج الذات بالواقع .سنجد ضمير المتكلم هوالمسيطر على أنَّات الشاعرة في هذا النص لذلك قالت : (حياتي ،كياني ،أماني ، ترميني .خلفي ، لا حيلة لي ، فإن تقدمت ، وإن تراجعت... إلخ) .كلها تشير إلى ضمير المتكلم المسيطر و(الأنا) التي تقبع وتسيطر فهي بؤرة الإحساس تجاه(الهو) القابع بكل ثقة .لذلك جاء الوزن حسي مسموع ، منظور أي تستطيع أن تتخيله فهو حركي.أما الإقاع فهو حسي خالص تدركه كل الكائنات إن استطاعت قراءة هذ النص .فهو يحتاج إلى الفكر وإعمال الذهن .فلو خُضنا في غِمار النص كقراءة سريعة نجد الشاعرة تقول :(يا أنت ) ،ظاهريان عبارةنداء تحمل التهكم والسخرية كما تحمل بعضاً من العتاب وحين الولوج إلى ما بعدها نجدها تحمل معنى الدلال ولفت انتباه المُخاطبوخاصة بعد إدمان العشق الذي وضعته الكاتبة في سياق العادة التي إعتادها الإنسان والذي لا يستطيع الإستغناء عنها مثل التدخين أو تعاطي الخمور أو (شيء آخر.)....(على مرأى السنين):تصوير بلاغي رائع وكذا أسلوب سردي ماتع إختزلت فيه الكاتبة السرد لتسريع الحدث ومجريات النصوكذا أنسنة السنين لترى وتسمع.بات اللهيب يحرق كياني / صورت أو شبهت الشوق بالجمر الذي يحرق الجوارح أين المفر؟ / أسلوب إنشائي إستفهامي غرضه التعجب والإستنكار وكذا الاستنكار وضيق التصرف .واستطردت تقول:أمامي جيوش غزلك ترميني بسهامهاجيوش الغزل/ إنزياح لعبارات الحب والهيام التي قالها البطل وأصبحت مجرد ذكريات.(ترميني بسهامها ):تشبيه بليغ وصورة رائعة صورت فيها الكاتبة الغزل بمملكة لها جيوش ورماه يحمون قلاعها .فالرماة يلقونها بسهام كلمات الحب والغزل فيها إنزياح واضح وصريح للقصيدة وكلمات البطل التي لازالت في مسامع المتكلم (وخلفي بحر هائج من الأشواق ) إستكمالاً للمشهد أو الوضع الذي هي فيه فمن أمامها الجيوش ومن خلفها البحر.فهي محاصرة صورة رائعة كأنك تشاهد الموقف على مرأى ومسمع منك كقارئ حصيف .صورت الأشواق بتدفقها بالمياه كناية عن كثرتها وكثرة كلام الغزل الذي كان بينهما .(وليس بيدي حيلة ) كناية عن الإستسلام والضعف. قد بدأت تفند البطلة خسائرها من الوضع الذي هي فيه بعد حصارها فإن تقدمت يأسرها الغرام (فهناك سهام الغزل). وإن تقهقرت غرقت في بحر الشوق .هذه الصورة تجعل المتلقي يذوب عشقاً وهياماً كما يذوب حيرة ولوعة لمعرفة ماهو الحل؟!(يا من قيدتي ) نداء للقريب من القلب والروح كأنها تطلب المهادنة وإسترقاققلبه فهي تستحق الشفقة.(جعلت مني رماد الهوى ) السر في مفردة (رماد )وكأنها حلقة وصل ربطت النص .ففي المقدمة ذكرت (اللهيب) والآن (الرماد)كنتيجة طبيعية للإحتراق وكذلك لإظهار الضعف وطلب الشفقة .(رماد الهوى).صورت الحب بمخلفات النيران التي تطيرها الرياح ،كناية عن خفة وزنها وكذلك في محاولة تناصية مع الآية الكريمة التي قال فيها الله سبحانة وتعالى [وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا]الآية ٤٥ من سورة الكهف.الألفاظ: استخدمت الشاعرة الإنزياح والرمز للتعبير عن تجربة شاعرية بكل دقة .كذلك إختزلت الزمن كما ذكرنا سابقا في جملة واحدة وهي (مرأى السنين ) لذلك نجد القارئ يتساءل ماذا عن حدث في السنين السابقة ؟!.وهنا استخدمت الرموز في عدة مواقف.كان مصدرها الطبيعة مثال :(بحر،دوامة ،الرياح ،الطريق) وهكذا ...اللغة: جاءت بسيطة، سهلة في متناول القارئ البسيط فهي لا تحتاج إلى قاموس لغة.الأسلوب : جاء أغلبه إنشائي مع خبري .الضمائر : ساد في هذا النص ضمير المتكلم حيث كان هو بؤرة الإحساس وبؤرة النص ولكن سير النص واعتماده فقط على ضمير المتكلم قد يسبب الرتابة والملل الناتج عن أحادية الصوت المتمثل في المتكلم .فكان ولابد أن ينبثق ضمير أو فكرة أخرى كتغيير لكسر أحادية الصوت(وهذه وجهة نظري الشخصية)البناء: النص متحد عضوياً كذلك وحدة التجربة جاءت محكمة .االمدرسة التي ينتمي إليها النص: ينتمي إلى المدرسة الرومانتكية التي كان من روادها خليل مطران .الحكم على النص : نص إنهزامي تحدثت فيه الكاتبة بطريقة مباشرة وبرغم ذلك خرج كعقد جمّان لم يفقد بريقه.(وهذه وجهة نظري الشخصية)## زين المعبدي ##
عدد زيارات الموقع
103,253