تجليات الألم والامل قاسم الغراويكاتب / صحفيلازلت متمسكاُ بالحياة بكل مااملك من تحدي في قمة ضعفي ازحف باتجاه النور فيما تلاحقني الظلمة لتسلب مني لحظات تمسكي باذيال هذه الحياة .نشيد جنائزي يتردد كل يوم وعربة تلملم اذيال الحياة من قارعة الطريق لتودعها الى مثواها الاخير.كنت استمع لموسيقى عجلة بائع اسطوانات الغاز وهي توحي لي بموكب جنائزي يسير باتجاه المقبرة فيما ينتظم المعزين وراء جنازة المفقود تلك كانت الصورة القاتمة التي تراودني. لا اتذكر كم من الايام مرت والليالي ولكن الذي اتذكرة بأنني كنت انتظر الفجرمطمئناً بسماع صوت الاذان . فصوتك يسمعه الله حين تظن أن لا أحد يسمعك ، وكنت استحي من الله الذي اكرمني بالحياة وكنت لئيماً لم اقدر هذه النعمة. في ليالي الالم تناثرت اشلائي لولا صوت الله ويد حانية تطبطب على جبيني ،فعلى عتبة الليل كل يوم تبدأ قيامة اوجاعي ، رغم الألم والخوف وأيام الوهن التي مزقت جسدي وانتزعت انفاسي باتت اسطوانة الأوكسجين بقربي ضرورة لابد منها حتى استمر لما تبقى لي من الحياة وانا اصارع من اجل البقاء .في التيه شريدا وحدي وما بين شهقة الموت والحياة ومضة يغيب فيها الكون وتحضر فيها روح الله ، وكان الله يمزق شرايني واوردتي لابصر عودتي في حلم او رجاء او تمني . صوت الله والضياء وقلبي المفجوع كل ما أملك ومابقي لي في صراعي من أجل البقاء. من هنا مرت ايامي وفيض احلامي نجمة في الفجر ارقبها غادرتني وانا لازلت في الانتظار .ففي سماء مملكتي تنهش الخفافيش جسدي وانا لازلت أمد بظل عمري في رحاب الله .ارى حزناً يجتاج سنين العمر سلام عليك أيها القلب الموجوع . اكثر مايؤلمني من ان اصرخ تنهيدة وجع يهددها الكبرياء الذي اختزلت الامي وانا استسلم بعين الرقاد إلى قدري ورحمة الله التي غطتني في سبات عميق بعد الفجر ، لابدا يومي في منتصف الطريق مهرولا نحو حدود النور والخضرة وسماء مترامية الاطراف وانا أغادر ظلمة حالكة السواد ، بدأت تلملم اذيالها فيما اتسعت مسافات الضياء واشرق فجر جديد ويوم جديد لأرى حياتي بلون اخر ومذاق اخر حينما ودعت بفضل الله ليالي الالم التي دامت ثلاث اسابيع راودني فيها الأمل بان الله موجود بقربي دائما
عدد زيارات الموقع
103,275