شناديخ الأسبوع" من طرائف نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي، وهو يمر عبر الصالحية كل صباح باتجاه السراي، كان هناك بائع شاي يعترض سيارته ويركض خلفها وهو يسب ويشتم به، توقف في احد المرات وسأله عن سبب هذا السباب والشتيمة له رغم انه لا يعرفه فاجاب بائع الشاي: حينما تسجنني سيعرفني الناس كسجين سياسي وتصيبني الشهرة!! واتقاضى من الدولة 450 فلسا كسجين سياسي في حين كل ما اجنيه من بيع الشاي يوميا هو 250 فلسا ولا يعرفني أحد، اعطاه السعيد خمسة دنانير وتركه لحاله، لكنه استمر على منواله من السب والشتم كلما مر من امامه في الصالحية بدوره يردعليه نوري السعيد وهو يخرج رأسه من نافذة السيارة دون أن تتوقف وملوحا له بيده ويقول له ضاحكا باستهزاء: خبل لو تطلع روحك ما اسجنك حتى تبقى على الربع دينار وجايجي طول عمرك محد يعرفك بس اليشرب منك جاي" (منين أجيب أزرار للزيجه هَدل ؟ )الحكمة تغلب ما سواها، خلال الحرب العربية الفلسطينية الاولى عام 1948 , ضجت بغداد بالتظاهرات المطالبة بتسفير العراقيين المتطوعين للقتال الى جانب الفلسطينيين , والقوات العربية وفي طليعتها القوات العراقية ..وعندما تحشد الآلاف من العراقيين في ساحة (الشهداء) بكرخ بغداد , للمطالبة بسرعة تسفيرهم الى جبهات القتال , حضر رئيس الوزراء نوري السعيد الى الساحة , ووقف بين المتظاهرين ليسألهم ..”ماذا تريدون يا أولادي” ؟ فتعالت الهتافات “ارسلونا الى جبهات القتال الآن ّ”.قال لهم السياسي الحكيم ” الآن اصدرت اوامري وستصل السيارات العسكرية لنقلكم الى جبهات القتال بعد دقائق ” ! وقبل انتهاء السعيد من كلماته فرغت الساحة من شاغليها , لتنته تلك التظاهرات بسلام ! ( منقولة من كتاب أوراقي في الصحافة والحياة – للكاتب صبري الربيعي)"روى شاكر علي التكريتي مدير المطبوعات أنه زار نوري السعيد ليعرض عليه المنشور الذي طلبه منه وهو جالس معه يقرأ له المنشور دخل عليه أحمد مختار بابان (وهو سياسي مخضرم ومن أصل كردي من حلبجة!! وكان آخر رئيس وزراء!! الذي اطاحت ثورة تموز عام 58 وشغل عدة مناصب وزارية) قال بابان لنوري السعيد: والله ياباشا انا خجل منك هناك شاب كردي من معارفنا حاصل على بعثة حكومية لأنه متفوق والمفروض أن يسافر ولكنه اعتقل في تظاهرة منذ اسابيع والايام تمضي وسيسقط حقه بالبعثة وامه المسكينة كانت تنتظر ان يعود بشهادة عالية وهي تبكي عندنا في البيت، نادى الباشا على الشرطي وطلب منه ان يطلب له مدير الامن على التلفون وهكذا كان فطلب من مدير الامن فأعطاه اسم الشاب الذي سلمه له بابان وطلب ارساله الى منزل السعيد على الفور وبعد حوالي النصف ساعة ادخل شاب بملابس رثة ويبدو انه يعرف احمد مختار بابان فقد سارع للسلام عليه باللغة الكردية بينما بادر بابان لتانيبه فطلب منه السعيد الذي كان يفهم الحديث كما قدرت حينها ان يترك الشاب وخاطبه السعيد قائلا : اصعد على سطح هذه المنضدة وكان هناك منضدة متوسطة الحجم تردد الشاب قليلا فنهره السعيد قائلا: اذا لم تصعد ساعيدك الى الامن ...وبعد ان اضطر الشاب للصعود وقف مترقبا ماسيحصل ووقفنا نحن مذهولين فقال له السعيد ( يلا هوس نفس الهوسة اللي جنت تهوسها من لزمتك الشرطة ) توقف الشاب مذهولا فصرخ فيه السعيد (هوس) لو ارجعك للامن !! فبدا الشاب مضطرا نكس راسه وبدأ يردد ( نوري السعيد القندرة وصالح جبر قيطانها ) وكان السعيد يضحك ثم طلب من الشاب ان ينزل فاقترب منه وامسك بإذنه وقال له : لك ابني روح كمل دراستك وخذ الشهادة وبعدين تعال اشتمني اني وصالح جبر !! وكتب ورقة صغيرة سلمها للشرطى يأمر فيها بإطلاق سراح الشاب واتمام معاملة بعثته !! (عن المدى)...
عدد زيارات الموقع
103,275