في حرمِ السكون
---------***---------
بمحبرةِ العِصيانِ
غمستُ ريشتي الظامئة
تنهلُ مدادَ أشواقي..
أعلنتُ التمرّدَ على
ترسانةِ أحزاني..
جرّدتُ حروفي من غمدها
حرثتُ حقولَ الذاكرة..
نثرتُ الفرحَ
فوق السطورِ
صلَّيتُ بخشوعٍ
رجوتُ الغيثَ ..
عيوني المترعة
بماءِ الحنين تروي أوراقي..
كلماتي تَنسجُ المعاني
من خصيبِ خَيالي..
تراتيلُ عشقٍ
يبتهلها قلبي
على دربِ سفرٍ طويل..
جمعتُ أشلاء صورٍ
تناثرت على خشبةِ
مسرحٍ مهجور..
وحَفنةٌ من رميم
حبٍ موءودٍ في الصميم..
رفعتُ ستائر الحرمان..
يحدّثني الصمتُ متسائلاً
أنتَ في حرمةِ القبور
تستجدي رمقَ الحياة..؟
عبرَتْ كلماتهُ
رحمَ مسامعي..
يعصرُ روعي المشبع بالألم
تلاميحَ السكون ..
أصرخُ متوتراً
في وجهِ الذعر ..
سئمت سياطَ القهرِ تَكلأَني..
تجرّعَ القلبُ مرارة الفراق
صبابةٌ تحرقني
غربةٌ في أحضانِ الحنين..
جذورٌ تمتصُ الملحَ
وجراحٌ
تَستَدِّرُ حُرقةَ الجَوْرِ..
وعيونٌ حيارى
ترمقُ سفوحَ الجبال..
تفيضُ من طَرْفها
تغمرُ ضفافَ الوديان..
يتسارعُ نبضُ خافقي..
نهمةُ الأفقِ العريضِ
تبتلعُ دربي
تذوبهُ غياهبُ النسيانِ..
عبثاً أزحتُ
نقابَ الغموضِ عن ذاتي
واكتشفتُ هويتي..
شعاعاً مرتحلاً
قادماً من وراءِ التاريخِ..
جسداً يحبو
وروحاً تسعى..
أنا مثلَ السرابِ في تكويني
أعبرُ من المجهولِ
إلى المجهولِ..
أتصيًّدُ في عبوري زادي..
نورٌ انبثقَ من حُلمٍ
وحُلمٌ ينبثقُ من نورٍ..
لا تحدّني المسافاتْ
ولاتغريني العروشْ..
سأبقى أناضلُ بأشعاري
لأصنعَ سيداً يخدمني..
أتبعهُ في حلكةِ
الظلامِ الدامسِ
أنيرُ لهُ السبيل..
أنا هو وهو أنا
في ذاتنا مشتركان.....
----------*****----------
همسات من الذات
محمد قرموشة *أبو الفداء