أيها القادم ..من عمق الأزل البعيد ..لم يزل نشيجك مضطرب كالنحيب ..لم يزل صوتك مثل الكروان يغني ..لموج نبضك العتيق ..وعقيق الأمنيات في روحك ..يصهل صهل الفؤاد ..في مضامير الشوق العتيد ..ذكريات ..تطفو على بال الليالي ..بارقة كالنجم في وادٍ سحيق ..أحلامك ..لم تزل طفل يهرول في الحقل ..بين سنابل القمح قبل الحصيد ..بمنجل الأمنيات ..يتسارع وجدك نحوي ..كالسيل الهادر شوقاً ..بالسلام والحب الشديد ..تصفني أميرة لياليك الحالمات ..يا روحي ..يا عيني ..يا نبض قلبي ..كيف أتخلى اليوم عنكِ ..وقد خرجتِ بزهو بدرٍ ..تناذرت عليه جيوش ..الحقد و الترهات و المقتِ ..وما زلتِ أنتِ ..أنتِ تشعين ..بتوهج قمراً لم يزده الانقسام ..الإ جمالاً سريالي العبرات ..اضحكي ولا تبكي ..ارسميني وجهاً آخر كي أدومفي حكاياك الشهرزادية ..سأمكث ههنا بين النجوم ..لأقتفي خيوط الضوء ..حين تعبر شبابيك نومكِ ..وحين تتماهى بضوءك ..لأسرق ذلك القلب المغروس فيكِ ..كقطع العقيق أو الياقوت ..المنعكس نوره كضوء المناراتيا امرأة ..سلبت وجداني ..وقلبت في الحلم كياني ..من أين خرجتِ ..وكيف سكنت بمدخل شرياني ..يا امرأة ..يغار منك الجوري والفل ..ويسرق الياسمين من عطرك العطر ..يا امرأة ..كيف أحلت وجه الليل ..لقناديل بحرية ..وحقل عشب يموج ..باخضرار البسمات السرمديات .. في رأسي فكر مسلوب ..يطويني كأميٍّ ما فقه ..لغة الضاد والبيان ..أعيدني إلى روحي ..إلى نسغي الناقص ..ليخضر زماني ..أعيدني طفلاً يعدو ..بين الكلمات ليهجأ ..كلمة لازلت أجهل ..معناها في كتب العشاق ..و خفق النبضات ..ح-ب-ي-ب-ت-ي جاءت تغتال قلبي ..في عصر ثاني ..عصر مليء بالحقد ..لا يحمل في مسراه ..نصر أو رايات .. دعيني أستأجر قلبك عامين ..لأكون له البستاني ..أغني له في النظرة موالين ..والعزف يكون بأوتاني ..ما عدت أحتمل البعد ..وقد التقينا في عصر جاني ..عصر تتالت نكباته ..والحلم فيه مفخرة ..والنصر بلقاء حاني ..يا طعم الورد ..سأذيقكِ من طعم حناني ..هات المعصم واليدين ..ولنمضي بعمر التحنان ..كنا في الماضي حلفين ..يتنافس فينا النبضين ..برسم الحب الغاني ..يتوافق فينا الوجدين ..فلا يبقى الحرف حائر ..أما اليوم اتحدت فينا ..أنواء الحب والريح ..ولنعلن وحدة قلبينا ..بأهازيج العمر الغابر ..ولنرفع رايات النصر .. بشائر شوقٍ لقلبٍ ثائر .. #عائشة