مذكرات حب الانكسار التاسع بقلمي : الكاتب والإعلامي وائل الحسني سيدتي العزيزة : كلُ أحلامنا التي رسمناها في مخيلتنا ذات يوم وأردناها وردية مُبهجة، تحولت وبأبشع صورة إلى كوابيس مهلكة أرَّقَتنا وأهلكتنا ثم أخذت من عافيتنا.. وستشهدُ كل تلك الدروب التي خطوتُ فيها إليك بقلبي قبل قدماي، فعدتُ منك خالية من شغف الحياة عدت بقدماي مثقلة وقلبي تركته معلق في دروبك.. مؤسفٌ حال المرء.. حين يستمر في حرق نفسه وهو يتمنى في صدرهِ أُمنيات من ضباب، كأضلعِ نافذةٍ ترتجفُ من فكرةِ الوحدة التي تسكن حُجرتها.. واكتفيت بمشاهدة الأشياء وهي تذهب ، وهي تأتي، وهي تبقى، حتى أني لا أفعل شيئًا سوى المشاهدة، أعي ما معنى أن ينظر المرء بخيبةٍ لكل شيء...لستُ على مايرام، كل شيء ضائع حتى روحي، حالة من الانطفاء الغريب، أريد البقاء، أريد الرحيل، أنا على بعد ثلاثة محيطات من روحي. فالمُرعب أنه وبعد أن تنقضي تلك الأيام المؤلمة أن تكون قد اعتدت.. أعتدت الحزن وإنعدام الرغبة في أي شيء، ولكنك مع ذلك تجد نفسك حزين.. انا في الحقيقة مهمشون لا يأبه بنا أحد، منفيون بداخلنا ، يقهرنا حجم معاناتنا، ما زلنا أسرى في حرب لا نعلم متى بدأت أو كيف بدأت ومتى ستنتهي. لقد رأوا الحزن في عينيك ومروا كالغرباء، رأوك تجر أذيال الخيبة والخذلان، رأوا عينيك تغزر بالدموع، كيف ستأمنتهم على قلبك يومًا ما... عندما أقابل الموت، اُقسم لك أني سأعانقه عناق العشاق ، فما صنعتيه بيه كان موتًا على قيد الحياة ولم يبقى إلا أن أشعر بالموت الحقيقي. ذلك الموت الذي هاجسه يراودني بكل لحظة.. هل كان حبنا وهم او حلم يقظة قصير.. اذا كان كما تدعيه انت وهما.. فدعيني اتوهم وكوني انت وهمي الجميل.. دعيني اعلل نفسي بالاوهام.. فانا كالطير الذي يخطوا نحو الشمس لكنه سيحترق قبل الوصول.. يا ترى أين يستريح المتعبون، أين يلوذ البائسون، من أرهقتهم قساوة الحياة، من جردتهم من السعادة وأملأت أيامهم خيبة وخذلان.لم يعد هناك متسع للكلام أو للتبرير، لا طاقة لي في الحديث عن ماضٍ مر وانتهى، فلو وجدت في طريقي ما هو أهدأ وأخف من الصمت لفعلته دون التفات... نعم مر الأصدقاء بجانبي والكثير منهم ولم يفهمني أحد، كل ما أجادوا فعله هو إلقاء اللوم عليّ، والمغادرة دون التفات، لم اعد اثق بأحد، جميعهم كسروا قلبي كثيرًا.. أنا لست حزيناً اليوم ولا أحن لشيءٍ أبداً، فأنا الذي تهدمت أحلامي كلها وأصبحت صامت لا أقسى ولا أحن ولا أعاتب أحد، يكفيني ما تلقيته من صفعات من كان وجودهم كل شيء لي في الحياة..ان الشعور المؤلم عندما تغيب رغبتك في شرح ما يحدث بداخلك رغم ضجيجه، صامت وعاجز تمامًا، بركان من الغضب يحدث بداخلك وأنت في قمة هدوئك.