مؤسسة صفوة الشعراء للشعر والآداب والثقافة magazine of poetry, literary, cultural and social

مونولوج شخصي

 

إلى الشّهيد..

اَلحُسين ابْن عَلي (ك...)

 

اقْتَنَصَتْهُ عَيْنايَ

وَالْحُلمُ أيْضاً

وَلا أَحَد سِواهُ

فـي اللّيالي

يَهُزُّ نَخْلةَ الْغِياب

أكادُ أراهُ في

بُرْدَتهِ النّبَوِيَّةِ مُخْتَمِراً

بِالْحُبّ وَ مُخَضّباً

بِدَمِهِ الْمَغْدورِ.

تَذَكّروا اللّمْحَ الْمَهيبَ

كُلّنا خَسِرْنا

نِزالَهُ الأخيرَ

أرانِيَ أعْصِرُهُ خَمْراً

فَلا غَرْوَ أنْ ثَوى

هذا الْمَليكُ فيّ..

هُوَ مساحاتُ أضْواءٍ

باقٍ في الأفُقِ النّائي

مَوْكِبُ النّهارِ بِزاهي

ثِيابِهِ يَنْجَلي بِوُضوح

فَدَعوهُ يَهُبّ..

هُوَ السِّراجُ مُضاءً

هُوَ الْمَرْجُ بِما في

بَسَماتِهِ مِنْ زُهور

لَهْفي عَلى الْماء..

عَلى الْخَيْزُرانِ

 الرّطْبِ..

هَمْهَماتي الرّوحِيَةِ

وِ ظِلِّ الْمُتْعَبينَ

ما لَمْ أجِدْ خَميلَةً

تَحْتَ لَهيبِ

الشّمْس..هُوَ

ظِلّي عَلى الطّريقِ.

إلى الشّرَفِ الْكَريِمِ

يَهُزُّني هاتِفي !

هُوَ ذاكَ

في اللاّمَحْدودِ

يُداري الْحَياءَ.

أيُّ نَهـْرٍ

لِلْحُبِّّ يَجْري !

عَذْبَةٌ مِياهُهُ ..

ها هُوَ بِجِواري

مديدٌ تماماً.

عَبيرُ خَطْوِهِ مُسْتَمِرّ..

يَشُمّهُ ما لا يُحْصى

مِنَ الْخَلائِقِ ..

وَحْدي كُلّما خَيّمَ

الظّلامُ في الْمَمَرِّ

الْوَعْرِ أُحِسُّ وُجودَهُ

وَ أسْمعُ صَهيلَ

جَوادِهِ الْحَميمَ

بِالإمْكانِ رُؤيَتُهُ في

كَرْبلاءَ خَلْفَ أزْمِنَةٍ

بِالإمْكانِ أنْ تَرَوْهُ

إذا ما بَدَأتُمْ إلى

الْحَبيبِ اللّوْعةَ.

موْلاي الحُسَين لَمْ

يَعُدْ مِنَ الأسْفارِ

هُوَ نَهْرُكَ الْمُخْضَوْضِرُ

الْعَيْنَيْنِ يا شَمْس

سَوْفَ يَجيءُ لأغْفُوَ.

إلَيْهِ أمُدُّ يَدي ..

لِنُسْنِدَ الرَّبابَة

وَ سَيّدي يَضْحَكُ

مَع الطّيْرِ في

الشّجَرِ النّائِمِ.

غَداً سَيَعودُ آخِرَ

اللّيْلِ مِنْ

رَحِمِ الأرْضِ

وَ تاريِخنا الْمُظْلِمِ.

هُوَ الصّدى يَجيءُ

يَخبُّ في خَطْوِهِ

يُعْشي البَصَرَ ..

تُلاحِقُهُ عُراةُ غُزلانٍ

فَيَخْتفي وَ يَبِينُ

لا تسْألوا كَمْ ليْلاً

قَضَيْتُ يَقْضانَ أبيتُ

مُكْتَحِلا بِهِ وَ لَمّا أنَمِ

 

محمد الزهراوي

  ابو نوفل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 87 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2022 بواسطة Achkariman

عدد زيارات الموقع

103,338