الأسلاك الشائكة..
أسلاك تتشابك ذؤاباتها..
أسلاك تخاتل حرير الحكايا الضاربة في جذور السديم..
نسيجة من غيوم تسرد أحزان الظلام
ليل وريح ودوامة مطر
تبلل ضفيرة عطشى.
يالَ جنون السراب!
يتنادى صراخه
يتصادى مخترقا المكان
متمنطقا بالزمان
وحين غفلة، تسقط تفاحة شاردة من مكان ما..
في زمان قبل الزمان
وأنا أحصي حموضة الفراغ خارج المكان
وفي اللازمان..
عند بوابة خليج غارق في الزرقة
تتعرى الشمس على استحياء...
تذوب عسجدا
تغوص خجلا...
والمركب المهجور يُسَبّح للخالق
في انتظار معجزة
فطوق النجاة بين فكّيْ حوت أزرق...
هذا الصباح، حضرت العرافة بلا موعد
سمعتها تقول __ وقولها معجون بالأساطير __
أعيروني أسماعكم، إن كان لديكم سمع..
الذباب غير لونه..
صار يتشبه بالموج...
الوجود يعشق العدم
وأنتم تخلعون الأجنحة وتلبسون السراب
تضربون الودع حولكم أسلاكا شائكة
وتنامون على الطوى..
وفي أحلامكم تتحولون نحلا عسله مر...
قلبي كائن غريب...
يتخفف غالبا من كل أطرافه
ويتكور حول نفسه...
اشترى صخرة سيزيف بمقابل غريب:
أن يخلص كبد بروميثيوس من مخالب الرخ...
قلبي مجنون يعشق الموسيقى
عندما يصله أنين الناي، تخضلُّ عيناه طربا
تتعثر لديه خطى الذاكرة
ويقف عند عتبة القدر يطرق بابه...
ذات حلم، فتشت جيوب القصيدة
أبحث عنك..
أيتها البهجةالمشتهاة...
وجدت قلما ودواة وورقة مطوية..
امرأة من زمن الغياب..أنا.
كنت أطعم عصافير الحروف بين كفّيّ
رحمة وودا..
أصنع لها من أضلاعي أقفاصا بلا أبواب
وأغسل أجنحتها بماء الحنين
أدعوها إليّ فتحلق بعيدا..بعيدا..
وترسل إلي معزوفة خلاخيلها
مخضبة بحناء فردوسية
نيزك شرد عن السرب...
ليته فجر جبل الأوهام شظية.. شظية..
وأحرق غابات البهتان ..
وأقام مملكة جديدة:
شعارها:
"لا مكان للضباع بين الأسود"
تمتد المسافات وتتمطى
بين واقع جريح وخيال مقعد
ترتطم رغباته بأسوار شاهقة
تحول بينه وبين قفز الحواجز...
تتنهد خيول المعاني في مرابضها شوقا
إلى مضمار بلا أشواك
بلا أسلاك بلا مطبات
ليضع الكلام أفراسا رضعت لبان مهرة أصيلة...
فاطمة محمود سعدالله/تونس21\8\2022