كيف أنسى..
أنني صرخت منذ فارقت رحم الامنيات
لم يدر بخلدي أبدا أنها لن تكون أول صرخة
وآخر صرخة
ربما لأن وطني الصغير هذا الذي أجهش ببعثي
سيمنحني تأشيرة العبور لوطن أرحب
دون أن أفقد أي حاسة من حواس انسانيتي
يكفيني فقط أن ألامس وجه أمي
وأن أتمعن في ملامح إخوتي وهم يلعبون لعبة الغميضة
يكفيني أيضا أن أجهز سجادة الصلاة لأبي
عند عودته من حقلنا الصغير وامسح بضحكتي تعب يومه
فليس محرما أن أخطو خطواتي نحو مدرسة حينا
دون خوف من الإزدحام و من الكلاب السائبة
وألتقي فتى أحلامي على ضفاف قصيدة حب وانتصار
سأقسم بالولاء لتربة دثرت تعبي بالزهر والندى....
لكن ...لن أصرخ ثانية وثالثة وألفا
مهما تصدعت جدران بيتنا
ومهما قصفت اللعنة صرح أحلامنا
لن يبتر الأعداء نبضي وتاريخ هويتي
لأنني رغم الوجع أقسمت
رغم القهر أقسمت
رغم الدهر أقسمت...
ألا ...وألا ...أصرخ مجددا ....