غيابٌ يحتله الحضور
تغوص ببحر الصمت تعزف الناي مواجعها
تكتب الريح قصة حزنها وحكاية ابجدية تمردت على مقاصل الرحيل
تدخل خزائن الحيرة تتنقل حافية على بلاط الحنين تعيد تشكيل حروف النداء وبصدر جف من التنهدات أخذ حزنها ينزف صمتاً ذاب في أتون أفكارها
مثل غمامة خريفية احست روحها اليوم كثيفة الدمع خاوية تائهة في ازقة نظرت الوداع الأخير تحمل باقة الريحان تلملم أنفاسها تلبس سوادها ترتب خصلات شعرها البيضاء ترتدي شالها على عجل تغلق الباب خلفها غارقة في لجة بحر من القهر
دوامة الذكريات تعصف بها تفقد احساسها بحرارة خطواتها وعلى امتداد وجهها افترش الناس ارصفة الفرح المزيف
وبالدمع المسكوب خلسة في فكرة اللقاء الممزوج بحموضة تنهيدة عتب تئن بين أوتار القلق تهتف
تعالَ
عانق غيمكَ بغفلة من هدب الحلم
اعتلي صهوة صوتك المعتق بكل لحظات
بعثر ترتيب ذاكرة الرحيل
حطم قيود الحضور وتمرد كما تشاء
أيها المقيم في عيني وهجاً
كالسراب
لا تكسر كبريائي بجرم الغياب
فأنت ما زلت منسكباً على روحي
في انهياراتِ الزمن
أنصت جيدا لنبض صمتي
ولا تسأل
كيف أتساقط على حزني كل صباح وأغرق في بحر قهري عند المساء
وفي عتمة الليل أمطتي أحصنة ذاكرة التراب وآهدهدك في دمي أنيناً يتأرجح بين الضلوع لأجد نفسي أغرق أكثر في اتون الام وتنفجر المشاعر المخزونة في قلبي المحروق بالفراغ
وفاء ديب / سوريا