جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يا خيبة الأشعار ـ 1
يــا خـيـبة الأشـعـار خـيـبة وجهتي ... نــزعـت عـبـاءتـنا وتــرمـي جـبـتـي
يـــا خـيـبـة الأشــعـار والأقـــلام إن ... ظــلـت تـحـذرنـي وتــدفـن ثــورتـي
يــا خـيـبة الأشـعـار مــا فـتـئت ومـا ... زالــت عـلـى جـبـن تـنادم مـهجتي
يــا خـيـبة الأشـعار إن دامـت عـلى ... حــال مــن الـجـزع الـمـريب وخـيبة
يـــا خـيـبـة الأشـعـار مــا لاذت فــرا ... را أو تـــــزوّر بــالـمـخـاوف دنــيـتـي
يــا خـيبة الأشـعار إن زحـمت طـريـ ... ـقــي واسـتـباحت فـارغـات الـرغـبة
يــا خـيـبة الأشـعـار إن حـلـمت بـما ... لٍ أو قـــصــور أو شــقــائـق ثـــــروة
يـــا خـيـبة الأشـعـار تـخـذلني وتــر ... مـي بـالمصاعب والمآسي ساحتي
يــا خـيـبة الأشـعار تـتركني كـسيـ ... ـرا دائـــم الإطـــراق ســاهـم نـظـرة
في حيرتي كسسرت مجاديفي وما ... رحــمـت ولا جـــادت عـلـي بـفـكرة
خـلـقت جـبـانا صــارع الأمــواج فـي ... صــمـت مـريـع يـنـزوي فــي حـفـرة
حـظـي ومـا حـظي ؟ كـباسط كـفه ... لـلـريـح يـقـبـض مــن خــواء عـطـية
ذهـبـت بـأحـلامي وكـنـت أسـيـرها ... وبـقـيت فــي حـال الـمقيم لـحكمة
خـرطـومـنـا أبــــدا تــجـرجـر ذيـلـهـا ... ظـمـئـت ومـــاء الـنـيل نـهـر مـجـرة
قــد كــان يــروي الـظـامئين وزرعـنا ... والــيــوم آســنــه يــلـوث مـعـدتـي
يــا خـيـبة الأشـعـار إن غـنـت لـنيـ ... ـل لـيس يـرضى فـي عناد سلطتي
يــا خـيـبة الأشـعار مـا مـدحت ومـا ... أجــرت عـلى الـخدين يـوما دمـعتي
يــا خـيـبة الأشـعـار مـا ظـلمت وكـا ... نــت فــي ضـعـيفٍ ذابــلٍ مـن بـنية
فـسـخت مـلابـسها لـكل الـظالميـ ... ـن ولــم تـقـاوم فــي بـسـالة نـخوة
دعـنـي أقــول وفــي خـلاصة رحـلة ... كـانـت أمــرَّ مـن الـهبيد (1) وجـمرة
قــد ذقــت فـيـها مــن عــذاب ويـله ... ورويــــت لـلـخـدين أنــهـر حــسـرة
مـــن مـــات حـــان قــضـاؤه ومـنـية ... فــعــلام شــعــري نــــادب لـمـنـية
وعـــلام يـبـكـيني كـطـفـل جــاهـل ... وعــلام بـين الـناس يُـذهب هـيبتي
وعــــلام لا أبــقـى كـصـخـر جــامـد ... لــــم يُــلــق لــلأنــواء بـــال مــذلـة
وعــلام يـمدح مـن حـنا أو مـن جـفا ... وعـــلام يـجـعلني سـريـع الـخـطوة
لا تـفـعـلـوا خــيــرا يــقــال بــأنـكـم ... مـــن خـيـريـن ومـــن كــرام صـفـوة
مــــن كــــا ذا خــيـر فـــذاك لـربـنـا ... أولـــى وكـــان الأجــر يــوم الـوقـفة
يــا خـيـبة الأشـعـار فـلـتسرع إلـى ... جـــبٍ عـمـيـق تـرتـمي فــي هــوّة
مــا عـاد لـي شـرف الـقصيد ولا أنـا ... أحـبـبت فــي يـوم لـذاهب سـيرتي
أشـعـارنـا مــحـض الــهـراء وبـعـضها ... خــــوف وجــبــن وادعــــاء بــطـولـة
لا تــجـر خـلـف الـمـدلجين لـشـهرة ... يـا بـئس مـن سـعيٍ وضيع الشهرة
الــشـعـر يــبـقـى لــلإلــه مـخـافـة ... لـمـحـمد الـمـعـصوم أرفـــع نــصـرة
الــشـعـر لــلأوطـان يـبـقـى نــاصـرا ... ويـعـيـد مـــن قـيـم لـنـا فــي عــزة
نـصـر الـضـعيف وقـام يـرشق ظـالما ... لا يـــتــقــي إلا الإلـــــــه بــــذلـــة
يـــا خـيـبـة الأشــعـار مـنـي جـانـبا ... سـيـري وخـلـي لـلـمعارك شـدتـي
يـــا خـيـبـة الأشـعـار مــاذا أرتـجـي ... ومـضت سـنون الـعمر أنـشد لـذتي
فـكـي وثـاقـي لـم أعـد لـك شـاعرا ... إلا تــــمـــرّد واســـتــبــد بــــثـــورة
حسن إبراهيم حسن الأفندي