Ibrahim Fahmy added 2 new photos.
ومضه من السعاده / قصه
""""""""""""""""""
وها هى رحلة القطار تبدأ من جديد .... وأحمل إليكِ كل مشاعرى وأشواقى وكلماتى المرصّعه التى بذلت جهداً طويلاً طوال الليل أصوغها وأُنمّق حروفها .
وأختار من قاموس لغة العشق أسمى الكلمات وأعظم المعانى حتى تليق بذلك المكنون الذى يملىء كل حواسى وانبدر أشجاراً وارفه داخل قلبى ووجدانى .
كنت وأنا بالقطار أتخيّل أشياء كثيره ستحدث عند اللقاء ، كنت أعد نفسى لكثير من السيناريوهات التى شغلت ذهنى وأفكارى طوال المده الماضيه .
كان من أبسط هذه السيناريوهات والأكثر وروداً على ذهنى هو تلك المقابله الحميمه التى ستحدث بيننا وذلك افرتباك وحُمرة الخجل التى ستكسو وجهك وترعد يدك حين تقتنصها يدى فى سلام حميم ملتهب تنبعث منه حرارة حب صادق هاجم قلبينا فجأه وثبّت قواعده وقلاعه دون سابق إنذار .
وكانت الدقائق تمر علىّ وأنا فى القطار ثقيله ...رتيبه ..أتابع تارة المنظر خارج نافذة القطار وكل ملامحه تمر بسرعه كبيره كلقطات كاميرا السينما وهى تعرض مناظرها بسرعه كبيره ليراها الناس على الشاشه بصورة متناغمه مترابطه .
وتارة أخرى أجول بنظرى حول الركاب معى فى القطار ، ولا يشغلنى شىء من كل هذه الأمور سوى الوقت الذى يمر ثقيلاً وأنا أرجوه أن ينطلق بأقصى سرعه ويطوى رحلة القطار فى غمضة عين حتى أجد نفسى أمام عينيكِ .... ألتمس منهما أحاديث كثيرة لا تستطيع الشفاه أن تبوح بها فتنيب العينان فى ذلك .
وبكثير أو قليل وصل القطار إلى محطته المنشوده ، وكنت أول الهابطين من القطار قبل الزحام وهرولت سريعا إلى كافيه المحطه ووجدتك تجلسين قرب باب الكافيه وعيناك متعلقه برواد الكافيه تبحثين فيهم عن ملامحى .
ظللت أراقبك عن كثب بضع ثوانى وألمح فى ملامحك علامات الحب والأشواق حين ترغم ملامحنا على التصريح بما نحاول إخفاءه معظم الأوقات .
ولم أحتمل أن أدعك فى ذلك الإنتظار والترقّب القاتل فتوجهت إليك مسرعاً واختطفت يدك فى يدى وانتقلت حرارة يدك إلى جسدى كله وشعرت أن كل الدفء صار من حظى وحدى وملكى وحدى ، وكل صقيع الماضى ما عاد له أى بصيص من ذكرى داخلى .
وخطفتنى عيناكِ فى نظرة طويله سبحت فيها داخل أعماقك وتكشّف لى كل اسرارك التى يًسدل عليها الخجل ستاراً كثيفاً طوال الوقت .
لم نحفل بمن حولنا من ناس ... ولم ندرك كم مضى من وقت وأنا غارق فى عينيكِ وأنت غارقه فى عينىّ ...ويدك البضّه الرقيقه الدافئه ساكنه فى حضن يدى ... وجلسنا بعض الوقت وتناولنا قهوتنا التى جمع حبها بيننا ذات لقاء عابر وسط بعض الأصدقاء .
أخبرتك أننى جئت خصيصاً إليكِ كى أراكِ وأخبرتنى أنك كنت تشتاقين إلى هذا اللقاء منذ أخبرتك .
وسألتك عن برنامج الرحله الذى أعددته لنا لمدة ساعتين ...هما كل ما استطعنا إقتناصه من الأيام ....ومن العمر ...ومن الواقع العجيب الذى يشتت بين الأحبّاء ويطيل الوصل بين المتنافرين .
لا يهم ما سيحدث بعد ذلك .
لا يهم أننا بعد الساعتين سنفترق .
لا يهم أنك فى واقعك لست لى وفى واقعى لست لكِ .
المهم أن الساعتين لنا وحدنا الان نستجمع فيهما كل السعاده التى غابت عن حياتنا طوال رحلة ماض إنسرق منا وانفلتت سنواته تباعاً ونحن ننتظر الأمل والرجاء فى تغيير الحال
وفى إصلاح ما بيننا وبين الحظ الذى طالما هجرنا وظلمنا وانزوى بعيداً عنّا .
كانت الفرحة والسعادة تملىء عينيكِ ... وتملىء قلبى ..وكانت كلماتنا كثيرة وصمتنا أكثر
لم نكن بحاجه إلى حديث كلٍ منا عن ماضيه وظروفه فقد ذكرنا ذلك كثيراً فى المكالمات الهاتفيه التى بيننا ولم نرغب فى إضاعة الوقت فيما مضى ، فيكفى العمر الذى سرقه منا
والسعاده التى حرمنا منها .
ونهلنا من السعاده والمرح على شاطىء البحر الذى هدأت أمواجه خصّيصاً لنا بالرغم من أننا فى فصل الشتاء وفى أيام النّوات .
لكن البحر دائماً يحن إلى الحب ...وإلى القلوب المحبه ...ويسمع أسرارهم ، ويحافظ عليها
ويؤنس الوحيد منهم وهو يشكو أشواقه ولهيب وجده .
وحيث أن أوقات السعاده تمر بسرعه فقد هرولت الساعتان المحددتان للرحله وجاء موعد قطارى وانصرفت بعد أن ودّعتها بوابل من الدموع تعصف بعيوننا بعد أن رقصت من السعاده فى ومضة خاطفة من عمر مسروق .,,,,,
بقلم الشاعر والأديب / إبراهيم فهمى المحامى