كلام فى الفرق عظيم النفع..............الفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع والحكم المؤول الذى غايته أن يكون جائز الاتباع .......بعد أن عرفنا أن دين الله تعالى كله فرق ...وكتاب الله فرقان.. ونبينا محمد صل الله عليه وسلم فرق بين الناس ..ومن يتق الله يجعل له فرقانا..وعلمنا ان الهدى كله فرق ....وأن الجمع هو أصل كل ضلال كما جمع المشركون بين عبادة الله وعبادة الأوثان ومحبته تعالى ومحبتهم..وجمعوا بين المذكى والميتة .........وجمعوا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ....وعموما جمعوا بين الحلال والحرام .....الى أن جاءت طائفة الاتحادية وجمعوا الكل فى ذات واحدة وقالوا = هى الله الذى لا اله الا هو وقال صاحب فصوصهم وواضع نصوصهم أن الأمر قرآنا لا فرقانا ...نقول= والفرق بين الحكم المنزل الواجب الاتباع ......والحكم المؤول الذى غايته أن يكون جائز الاتباع .....أن الحكم المنزل = هو الذى أنزله الله تعالى على رسوله وحكم به بين عباده وهو حكمه الذى لا حكم له سواه ..........وأما الحكم المؤول = فهو أقوال المجتهدين المختلفة التى لا يجب اتباعها ولا يكفر ولا يفسق من خالفها فان أصحابها لم يقولوا = هذا حكم الله ورسوله .....بل قالوا اجتهدنا برأينا فمن شاء قبله ومن شاء لم يقبله ..ولم يلزموا به الأمة... بل قال أبو حنيفة = هذا رأيى فمن جاءنى بخير منه قبلناه .....ولو كان هو عين حكم الله لما ساغ لأبى يوسف ومحمد وغيرهما مخالفته فيه ......وكذلك الامام مالك استشاره الرشيد أن يحمل الناس على ما فى الموطأ فمنعه من ذلك وقال = قد تفرق أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم فى البلاد وصار عند كل قوم علم غير ماعند الآخرين ...وهذا هو الشافعى ينهى أصحابه عن تقليده ويوصيهم بترك قوله اذا جاء الحديث بخلافه ......وهذا هو الامام أحمد ينكر على من كتب فتاواه ودونها ويقول = لا تقلدنى ولا تقلد فلانا ولا فلانا وخذ من حيث أخذوا ........ولو علموا رضى الله عنهم أن أقوالهم يجب اتباعها لحرموا على أصحابهم مخالفتهم .ولما ساغ لأصحابهم أن يفتوا بخلافهم فى شئ ...ولما كان أحدهم يقول القول ثم يفتى بخلافه فيروى عنه فى المسألة القولان والثلاثة وأكثر من ذلك ....فالرأى والاجتهاد أحسن أحواله أن يسوغ اتباعه .....والحكم المنزل لا يحل لمسلم أن يخالفه ولا يخرج عنه .........وأما الحكم المبدل وهو الحكم بغير ما أنزل الله فلا يحل تنفيذه ولا العمل به ولا يسوغ اتباعه وصاحبه بين الكفر والفسوق والظلم وهذا ردا على الذين يقولون أن سبب تأخرنا هو تمسكنا بالأوائل فى فهمهم للنصوص والغاء اعمال عقولنا ........فمن قال لكم هذا ومن أفتى وقال لابد من اتباع الأوائل فى كل شئ ....المقصود بالاتباع للأوائل هو التأسى بهم والتخلق بأخلاقهم والتمسك بديننا وفهمه الفهم الصحيح كما فعلوا هم ....فهم كما أخبرنا الحبيب صل الله عليه وسلم خير القرون ........ولما تخلقوا بالأخلاق الاسلامية وتربوا وتعلموا على يد معلم البشرية كلها نبينا محمدصل الله عليه وسلم ..كانت لهذه التربية أعظم وأجل تأثير ..لذا لما طبقوها عمليا فى حياتهم أبهروا العالم وغيروا البشرية كلها وولد العلم عندهم ومن ثم انتشر فى كل انحاء الكون ............ولننظر الى حالنا الآن وقد أصبحنا من العالم ماقبل الثالث والسبب هو عدم نهج نهجهم وعدم اتباع مسلكهم ..السبب هو البعد التام عن تعاليم ديننا الحنيف ............اللهم ردنا الى دينك ردا جميلا واهدنا صراطك المستقيم.المراجع الروح لابن القيم ........بقلمى | محمود عبد الخالق عطيه المحامى
أعجبنيابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
266,498