جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
غريباً عشتُ يا وطني , طريداً
يزجي الحروف نجوما توقظ السهدا
و آهاتي همومٌ حط داكنها
فوق الفؤاد و ألقى جوفُها الزبدا
فأواه من ألمٍ ما عدت حامله
مع زيت قلبي دفاقاً و متقدا
إني أنا المنفي تحت عباءتك
أنسج هواي لتسمو للعلى صعدا
ففي كل ملحمةٍ بالشعر أكتبها
تلعن شراييني من خان أو قعدا
مازلت تسكب في أعماقي سحبا
من البروق تغذي الروح و الجسدا
و أشعلت في القلب بركان ثورته
شوقاً إليك فما هدأت , و ما اتأدا
أنظر الحسون كمداً و قد غدا طلقا
حراً محلقاً ليمضي في أيكه غردا
أرخى جناحيه فوق العش مبتهلا
رباً كريماً و إلهاً يرسل المددا
إني أنا العاشق المقتول ,قاتله
صبٌ , لعينك بعد الله قد سجدا
الشوق في الروح نارا تتقد وهجا
عشقاً تقطّر في الأوصال و احتشدا
فهل ستخذلني من كنت أسْكنها
عالي النجوم و لم أخذل بها أبدا ؟
حيفا و يافا و الأغوار تعرفني و ال
قدس تسري في الشريان و الوردا
أواه يا وطناً قد بات يسكنني
ترقرق السحر من أهدابه , فشدا
ما انفكَّ يدهشني سحراً و يشقيني
فعشت الهوى قلقاً ظمآن منفردا
أخشى عليه دنيئاً مد مخلبه
إلى الجذور ,و قد كانت له سندا
و أنظر الناب تلو الناب تنهشها
و النوم طاب لمن خان و من جحدا
فهل تكحل عيناي يوماً برؤيته ؟
أم طريدا , تمضي أيامه بددا ؟
الشاعر د . عبد الجواد مصطفى عكاشة