أهمية مضادات الأكسدة :-

إن كل خلية من خلايا الكائن الحي تعاني من آلاف الهجمات من المواد المؤكسدة في اليوم الواحد التي تستهدف كل من الأغشية الخلوية والبروتينات والدهون ، ولكنها تتركز في الغالب على المادة الوراثية من نتائج هذه الهجمات الإلتهابات والأمراض المناعية الذاتية ، وكذلك التطفر الذي يؤدي إلى تسرطن الخلية . على الجانب ألاخر فكل خلية مزودة بسشبكة من مضادات الأكسدة التي لها القدرة على منع تكوين أو نع تأثير هذه المواد المؤكسدة . وفي الحالة الطبيعية يوجد توازن بين إنتاج كل المواد المؤكسدة والمواد المضادة للأكسدة وبذلك تستطيع الخلية أن تقوم بوظائفها إما في حالة تعرض الخلايا لمقدار كبير من المواد المؤكسدة أو نقص في إنتاج مضادات الأكسدة بحيث لا تستطيع مضادات الأكسدة معادلة جميع المواد المؤكسدة فتصاب الخلية بالإجتهاد التأكسدي .

والسؤال الآن :- ما هي المواد المؤكسدة وما هي مضادات الأكسدة ؟

المواد المؤكسدة :-

المواد المؤكسدة من الناحية الكميائية هي عبارة عن مركبات لها القدرة على أكسدة الجزيئات الحيوية في جسم الكائن الحي ، ويتم ذلك إما بإضافة ذرة أكسجين أو إختزال ذرة هيدروجين أو الكترون . تحتوي المواد المؤكسدة على الجذور الحرة وهي التي تحتوي على الكترون غير مزدوج في مستوى طاقتها الخارجي والذي يجعل هذا الجزئ غير مستقر مثل : هيدروكسيل راديكال (OH) وأوكسيد النيتريك (NO) وفوق الأوكسيد . كما يوجد أيضا بعض العناصر الأخرى مثل ماء الأكسجين (H2O2) ، وبيرأكسي نيتريت (ONOO) ، وحمض الهيبو كلورس (HOCL) وتكون هذه العناصر أكثر ثباتا وهي شديدة الفاعلية ولها تأثير مدمر .

 

مصادر المواد المؤكسدة :-

وتنقسم مصادر المواد المؤكسدة إلى مصادر داخلية تنتج داخل جسم الكائن الحي نتيجة التفاعلات الجانبية للإستخدام الأعتيادي للأكسجين لحرق الطعام وإنتاج الطاقة حيث يتسرب بعض فصائل الأكسجين النشطة من خلال السلسلة التنفسية في الميتوكزندريا ، كما تنتج بعض الخلايا المناعية كمية كبيرة من هذه المواد المؤكسدة أثناء تعرض الكائن الحي للميكروبات كجزئ من الإستجابة المناعية وتكون موجهة للميكروب المستهدف .

فعلى سبيل المثال العدوى البكتيرية تؤدي إلى تنشيط الخلايا المناعية الأكولة والذي بدورها تنتج كمية كبيرة من أصناف الأكسجين وأصناف النتروجين النشط ، وكل هذه المواد لها قدرة هائلة في أكسدة الميكروبات للتخلص منها ولكن في الواقع لها تأثير مدمر على الأنسجة المحيطة وليثما عندما يتواجد الميكروب لفترة طويلة .

وهناك أيضا المصادر الخارجية التي تزيد من إنتاج الجذور الحرة مثل الإشعاع والسموم وملوثات الهواء والمواد الكيميائية والمطهرات المؤكسدة . كما ان الإجهاد وزيادة إستهلاك الأكسجين خلال التمارين الرياضية العنيفة تزيد من إنتاج الجذور الحرة فمن المعروف أن أثناء التدريب يزيد إستخدام الأكسجين لخيول السبق بمقدار 40 ضعف .

فيتضح مما سبق أن المواد المؤكسدة سلاح ذو حدين حيث أن الكائن الحي يستخدمها في إنتاج الطاقة وتحطيم الجراثيم إلا أنها لها تأثير مدمر على الخلايا و الأنسجة المحيطة ولذلك يحتاج الكائن الحي لجرعات مستمرة من مضادات الأكسدة لمعادلة هذه المواد المؤكسدة .

 

مضادات الأكسدة :-

تصنف مضادات الأكسدة بأنها تلك المواد التي لها القدرة على تثبيط المواد المؤكسدة فهي تعمل منع تكوين أو منع تأثير أصناف الأكسجين والنتروجين الفعال الناشئين داخل الجسم ويؤديان إلى إضرار أضرار في الجزيئات الحيوية للخلية يتم ذلك بإضافة كم هائل من الإلكترونات إلى داخل الأوعية الدموية مما يحقق التوازن لذرات الأكسجين التي تحمل عناصر حرة وأيضا والأهم أنه يعيد الخلية مسلوبة الإلكترون إلى توازنها زطبيعتها قبل أن تجن وتصبح قادرة مرة أخرى على أداء وظائفها الطبيعية .

ولأن الأكسدة هي السبب الرئيسي لجميع الأمراض فإذا حققنا هذه المعادلة وتم تعويض الخلايا الدموية بالإلكترونات المسلوبة منها فإننا نحقق التوازن المطلوب للشفاء . وتمكن قوة مضادات الأكسدة في قدرتها على إعادة نشاطها بمساعدة بعض الإنزمات الأخرى .

 

أنواع مضادات الأكسدة :-

وتنقسم مضادات الأكسدة إلى مضادات أكسدة ذات وزن جزئي كبير ( انزيمية ) وهي قليلة ولها وظائف محددة داخل الخلية وتشمل أنزيم فوق أكسيد ديسميوتيز وانزيم الكتالاز وانزيم بيروكسيداز الجلوتاثيون .

كما يوجد مضادات أكسدة وزن جزئي صغير وتشمل بعض الفيتامينات والمعادن والعناصر النادرة .

مضادات الأكسدة من الفيتامينات هي فيتامين A(أ) وفيتامين E(هـ) وفيتامين C(ج) ، أما المعادن فهي الزنك وعنصر السلينيوم وهو من العناصر النادرة ، وسنتكلم عن مضادات الأكسدة كل على حدة من ناحية فوائده .

فيتامين A(أ) :-

يعتبر فيتامين (أ) من مضادات الأكسدة القوية ويلعب دورا رئيسيا فعالا في نمو جسم الحيوان سواء من ناحية إنقسام الخلايا أو من ناحية تطورها ، يساعد على تكوين الأغشية المخاطية .. كما يلعب دورا مهما في مساعدة تكوين العظام . ولكونه مضادا للأكسدة فهو يقوم بدور فعال في التفاعل مع أيونات الجزور الحرة ، والمواد المضادة لجسم الحيوان ويعمل على تعادلها ومن فوائد فيتامين (أ) زيادة الجهاز المناعي وتقويته وجعله يقاوم جميع الأمراض بكفاءة عالية .

فيتامين E(هـ) :-

ويساعد في نمو العضلات وفي تدفق الدم في الشرايين والأوردة ، ويعتبر فيتامين (هـ) مضادا قويا للأكسدة ، حيث له قدرة فائقة على تخليص الجسم من الشقوق الحرة الضارة والمؤذية للحيوان والتي تعمل على هلاك الشعيرات الدموية وتدميرها ، وإنسداد وضيق بعض الشرايين الذي يؤدي إلى خلل في الدورة وتدفق الدم ويحافظ على نضارة الجلد ، ويعتبر فيتامين (هـ) مضادا للتجلط ، لذلك فهو يحمي القلب من الأزمات والجلطات ويحمي الحيوان من أمراض السرطان .

فيتامين C(ج) :-

فيتامين (ج) له فوائد عديدة وكثيرة ، ويعتبر مضادا قويا للأكسدة ويزيد من المناعة إذ يقوي الجهاز المناعي للحيوان ويجعله قادرا على مقاومة ومحاربة جميع الأمراض فهو ينتقل عبر الدم باحثا عن أي سموم أو جزور حرة ويتفاعل معها ويقضي عليها ويطردها خارج الجسم ، ولذلك يعتبر أساسيا في التخلص من السموم داخل الجسم ، كما أنه يعمل على الصيانة والمحافظة على الشعيرات الدموية ، ويساعد على إمتصاص الحديد ، وبالتالي يعمل على تحسين نسبة الدم وتقوية الغضاريف والأنسجة الضامة وله دور كبير في زيادة عدد كريات الدم الحمراء وتكوينها ، ويجعل جسم الحيوان مقاوما لأي عدوى مرضية .

أثبتت كثير من البحوث أن فيتامين (ج) يشترك في أكثر من 300 تفاعل أنزيمي داخل الجسم ، وإنتاج الطاقة اللازمة للحيوان . ويعمل فيتامين (ج) في الجسم مشاركة مع فيتامين (أ) وفيتامين (هـ) كمضاداتت للأكسدة .

 

الزنك :-

يعتبر من العناصر المعدنية النادرة ، ولكن له دور رئيسي وفعال كمضاد للأكسدة يعمل على معادلة السموم والجزور الحرة الضارة بالجسم ، ويعمل على التخلص منها ، ويلعب دورا مهما في تمثيل البروتين والإستفادة منه في تغذية الجلد وتكـوين الكولاجين والكبراتين ، والزنك مهم أيضا في زيادة قدرة الجهاز المناعي ومقاومة الأمراض كما أن له دورا أساسيا وكبيرا في محاربة الأورام والخلايا السرطانية .

والجدير بالذكر أن تناول كميات كافية من الزنك يساعد في علاج الإلتهابات الجلدية والقروح المزمنة وإلتئام الجروح .

السيلنيوم :-

عنصر معدني من العناصر النادرة ، وله دور مهم في تثبيط أنزيم الجلوتاتيون بيراوكسيديز المسؤول عن معظم عمليات تفاعلات الأكسدة الخاصة بالدهون في جسم الحيوان والتي تعتبر المصر الرئيسي لإنتاج السموم والجزور الحرة التي تسبب كثيرا من الأمراض السرطانية ، وهو يقضي تماما عليها بمساعدة الزنك وفيتامين (هـ) ، وله قدرة كبيرة على حماية الأعضاء الحيوية في جسم الحيوان مثل القلب والبنكرياس والبروستاتا والغضاريف ، ونقص السيلينوم يؤدي إلى تضخم الكبد وعدم قدرة البنكرياس على العمل بكفاءة ونقصه يؤدي إلى الوهن والضعف .

مما سبق نجد أنه من الضروري أن نمد الحيوان بالمواد الغذائية المحتوية على مضادات الأكمسدة يوميا لكي نحميه من الأمراض المختلفة سواء بسيطة أو حادة أو سرطانية ، بل إن تناول مضادات الأكسدة يعمل على زيادة النشاط والمحافظة على الصحة العامة ، كما يزيد من قوة الجهاز المناعي للحيوان ومقدرته على محاربة جميع الأمراض .

 

مضادات الأكسدة وبعض الأمراض :-

أصبحت مضادات الأكسدة تحل حيزا هاما من إهتمام العلماء في السنوات الأخيرة بسبب إكتشاف أهميتها الحقيقية وفعاعليتها في الوقاية من أمراض كثيرة وأظهرت الدراسات أن الإجهاد التأكسدي ( الناتج من زيادة المواد المؤكسدة إلى الحد الذي لا يستطيع مضادات الأكسدة من التغلب عليه ) وهي السبب الرئيسي لكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ، والإلتهابات الروماتيزمية ، وإلتهاب الضرع في الماشية وأمراض الجهاز التنفسي في الخيول .

وقد أثبتت الدراسات أن إعطاء خيول السبق التي تقوم برياضة عنيفة وتدريب مستمر وتلك المصابة بأمراض مزمنة مضادات الأكسدة بصفة مستمرة تحسن من حالتها الصحية وتحافظ على لياقتها البدنية ، والجدير بالذكر أن الغذاء المتكامل من البروتينات والكربوهيدرات والدهون مع التركيز على الفيتامينات وضروري جدا الحفاظ على صحة الحيوان وإستخدام مضادات الأكسدة كعلاج يجب أن يكون لمدة طويلة أو بصفة مستمرة فقد لا يظهر تأثيرها في إعادة الإتزان بين المواد المؤكسدة ومضادات الأكسدة إلا بعد مدة طويلة من العلاج لا تقل عن ثلاثة شهور .

يعتبر العلاج بمضادات الأكسدة مساعد قوي في حالة التهاب الضرع في الماشية كما أثبتت الدراسات أن حقن الحيوان بـ 3000 وحدة من فيتامين (هـ) والسلينيوم قبل الولادة بـ 5 – 10 أيام تقي الحيوان من الإصابة بإلتهاب الضرع ، وكذلك إعطاء مضاد الأكسدة للعجول والمهور المصابة بالإلتهابات الرئوية كعلاج مكمل يحسن من وظائف الرئة يقلل من حدوث الأمراض الرئوية المزمنة وذلك عن طريق التخلص من فصائل الأكسجين والنتروجين الفعال اللذان يلعبان دور هام في تدخور الرئة وإصابتها بالأمراض المزمنة .

المصدر: إعداد د. أشجان فهمي إبراهيم السيسي باحث بقسم المناعة - معهد بحوث صحة الحيوان
  • Currently 72/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
24 تصويتات / 1279 مشاهدة

ساحة النقاش

AHRIEgypt
»

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

284,418