مقدمة عن المرض :-
تعتبر الإصابة بالديدان الكبدية من أهم وأخطر الأمراض الطفيلية حيث تنتشر الإصابة بالفاشيولا بمختلف بلاد العالم وخاصة البلاد التي تتميز بجو ملائم لمعيشة ونمو العائل الوسيط ( قواقع الليمنيا ) وفي مصر سجل القدماء المصريين على جدران المقابر رسوم تدل على بقايا الديدان الكبدية بمومياوات الإنسان المصري القديم وكذلك بأكباد الأبقار منذ خمسة آلاف سنة تقريبا .
تعيش الديدان الكبدية البالغة في القنوات المرارية تسبب مرضاً يسمي ( فاشيولياسز ) ( Fashioliasis ) والإسم المتعارف عليه في منطقة الدلتا هو " الغش " والذي ينتج عنه خسائر إقتصادية جسمية ، ففي الحالات المزمنة يحدث تليف للكبد فلا يستطيع تأدية وظائفه وينتج عن ذلك إنخفاض في معدل وزن الحيوان وإصابته بالأنيميا كذلك يحدث إنخفاض في إنتاج الصوف في الأغنام وتقل نسبة الخصوبة في الحيوانات ويصبح الكبد غير صالح للإستهلاك الأدمي ، ويتم إعدامه . وقد تؤدي الأصابة المزمنة إلى نفوق الحيوان وفي حالات الأغنام يحـدث حالات نفوق مفاجئ نتيجة الأصابة الحادة بالفاشيولا .
وفي مصر سنة 1996 أجريت دراسة حول نسب الأصابة في بعض الحيوانات مثل الجاموس والأبقار والأغنام والماعز فكانت هي 20 ، 16 ، 15 ، 10 % على التوالي بينما كانت نسبة الأصابة في الإنسان 5 % في نفس هذه الدراسة أيضا .
المسبب المرضي :-
الفاشيولا عبارة عن دودة مفلطحة من عائلة التريماتودا ويوجد منها نوعان هما :-
1. فاشيولا هيباتيكا .
2. فاشيولا جيجانتيكا .
1- فاشيولا هيباتيكا :-
تشبه ورقة الشجرة ولونها بني مخضر وطولها 30 مم وعرضها 13 مم ، ولها من الأمام بروز مخروطي وكتفان عريضان .
2- فاشيولا جيجانتيكا :-
دودة مفلطحة كبيرة الحجم من 25 – 75 مم وعرضها 12 مم وجسمها شفاف وليس لها أكتاف عريضة .
العائل النهائي :-
الأغنام والماعز والأبقار والجاموس ، كما يمكن أن تصـاب نوعيات كثيرة من الثديات الأليفة والبرية ، التي تتغذى على الأعشاب مثل : الجمال ، الظباء ، الأفيال ، الزراف ، الخيل ، الحمير ، والعزلان ، وكذلك بعض القوارض مثل الأرانب والفئران ، كما يمكن أن تصاب القردة ويعتبر الإنسان عائلاً نهائياً .
العائل النهائي :-
يعتبر قواقع الليمنيا عي العائل الوسيط الوحيد الذي له دور نقل المرض ولا توجد قواقع أخرى لها دور في نقل المرض حيث أن لها مناعة مكتسبة طبيعيا ضد الإصابة .
وقواقع الليمنيا هما نوعان :-
1- ليمنيا كايودي – العائل الوسيط للفاشيولا جيجانتيكا .
2- ليمنيا ترانكاتيولا – العائل الوسيط للفاشيولا هيباتيكا .
دورة حياة الفاشيولا :-
تضع الدودة البالغة البويضات في القنوات المرارية حيث تنتقل إلى الأمعاء مع السائل المراري ثم تخرج إلى البيئة الخارجية ، وينمو الجنين داخل البويضة إلى الميراسيديم في خلال 12 – 17 يوم في درجة حرارة 22 – 26 0 م ، ثم يخرج الميراسيديم من البويضة ليسبح في الماء ليجد قوقع الليمنيا ( العائل الوسيط ) ويخترقه ليكمل دورة حياته داخل القوقع فتنتج السركاريا التي تخرج من القوقع في خلال 4.5 – 7 أسابيع من دخول العدوى إلى القوقع وتسبح في الماء حتى تجد الحشائش أو الخضروات والنباتات الملائمة لتلتصق على سطحها بمادة أسمنتية بعد فقد ذيلها وتحوصلها وتسمى الميتاسركاريا المتحوصلة وهي الطور المعدي للإنسان والحيوان على السواء . عندما يتناول الحيوان أو الإنسان المتياسركاريا المتحوصلة ، يتم هضم الحويصلة بواسطة العصارات المعدية والمعوية وتخرج اليرقة المبكرة وتخترق جدار الأمعاء إلى التجويف البريتوني وتتجه إلى الكبد وتتحول إلى ديدان بالغة ، ويتم ذلك في خلال 3 – 4 شهور من بداية تناول الطور المعدي ، حيث تعيش الدودة بصفة دائمة في القنوات المرارية .
الأعراض الإكلينيكية للإصابة بالديدان الكبدية :-
1- الإصابة الحادة بالديدان الكبدية :_
وتحدث عادة نتيجة تناول كمية كبيرة من الميتاسركاريا المتحوصلة وتظهر على الحيوان أعراض ضعف وورم أوديمي بجفون العين وألم عند منطقة البطن عند الضغط عليها ، وقد يحدث نفوق بسرعة خلال 48 ساعة ومن الممكن أن يكون مصحوبا بإفرازات دموية من فتحتي الأنف والشرج .
2- الإصابة تحت الحادة :-
تنتج نتيجة تناول كمية كبيرة من الميتاسركاريا المتحوصلة في فترة طويلة والأعراض عبارة عن نقص في الوزن – بهتان في الأغشية المخاطية وورم أوديمي تحت الفك في بعض الحالات القليلة .
3- الإصابة المزمنة :-
تنتج نتيجة تناول عدد قليل من الميتاسركاريا المتحوصلة في فترة زمنية طويلة والأعراض عبارة عن نقص في الوزن وورم أوديمي تحت الفك bottle jow وجفاف في الصوف والشعر ونقص في إدرار اللبن والأنيميا .
طرق الإصابة تشخيص الفاشيولا :-
1- الأعراض الأكلينيكية التي تظهر على الحيوان .
2- الفحص الميكروسكوبي لبراز الحيوان ( طريقة الترسيب ) .
3- إختبار التقطير بالعين .
4- إختبار الحقن بالجلد .
5- الفحص السيرولوجي عن طريق أحدى التجارب الآتية .
6- إختبار الهيم اجلوتينشن .
7- إختبار الأمينو الكتروفوريسز .
8- إختبار الاليزا
العلاج :-
يستخدم العديد من الأدوية سواء كان بإستخدام الحقن أو عن طريق الفم مثل :
- الرافوكسانيد – دوفينكس .
- الفازينكس .
ويفضل إستخدام المستحضرات التي تحتوي على مادة الترايكلايندازول بمالها تأثير على جميع أطوار الدودة داخل الحيوان .
طرق مكافحة والوقاية من الإصابة بالفاشيولا :-
أ- بالنسبة للحيوان :
1- تغذية الحيوان بالأعلاف العالية التركيز والقيمة الغذائية والإبتعاد عن الحشائش التي تجمع من أماكن قريبة من المجاري المائية .
2- إستخدام مياه نظيفة لشرب الحيوانات وتجنب رعي الأغنام والحيوانات الأخرى بالقرب من حواف الترع والمصارف .
3- الفحص والتشخيص المبكر للإصابة بالحيوانات الصغيرة وقبل ظهور البويضات .
4- توعية أصحاب الحيوانات بالتعرف على مدى خطورة المرض وقيمة الخسائر الإقتصادية الناتجة عنها .
ب- بالنسبة للعائل الوسيط : ( قواقع الليمنيا )
1- إستخدام الطرق الكيمائية بوضع كبريتات النحاس بالمجاري المائية للقضاء على القواقع .
2- الطرق البيولوجية مثل زراعة نبات الدمسيسة على شواطئ المجاري المائية التي توجد بها القواقع .
3- تطهير المجاري المائية من النباتات والحشائش التي بها الأطوار المائية والقواقع والتخلص منها بطريقة صحية وسليمة .
الإصابة بالديدان الكبدية في الإنسان :-
تصيب الديدان الكبدية الإنسان وتنتقل العدوى عن طريق تناول النباتات والخضروات الطازجة مثل الخس والجرجير الملتصق بها الطور المعدي ( الميتاسركاريا المتحوصلة ) فتكتمل دورة الحياة وتعيش الدودة الكاملة البالغة في القنوات المرارية للكبد وتسـبب تليفه مما يؤثر على الحالة الصحية العامة للمريض ، وفي بعض الحالات لا تكتمل دورة الحياة بشكلها الطبيعي وتسير مع الدم وتصل إلى عضو من الأعضاء الحيوية بالجسم مثل الرئتين أو الطحال أو الكليتين ، وقد تصل إلى المخ أو القلب وأحيانا إلى العضلات وتسبب أوراما وألاما شديدة بهذه الأماكن ولكنها تظل يرقة كما هي ولا تصل إلى الطور المعدي .
مرض الهالزون :-
تناول الإنسان لكبد الحيوان المصاب بالديدان الكبدية لا ينقل العدوى بمرض فاشيولا الكبد ، ولكن تناول الكبد النيئ المصاب بالديدان الكبدية الحية ينتج عنه مرض يسمى الهالزون ، حيث تتعلق الديدان البالغة الحية بالحلق وتسبب ورم أوديمي حول منطقة الحلق والزور يؤدي إلى الأختناق ، وهذا المرض لا يوجد في مصر .
طرق المكافحة والوقاية بالنسبة للإنسان :-
1- التثقيف الصحي للمواطنين وتعريفهم بمدى خطورة الإصابة بالفاشيولا في الإنسان .
2- عدم غسل الخضروات الطازجة مثل الخس والجرجير بالتبرع والمصاريف وغسلها في أحواض مياه نظيفة مضاف إليها محلول من 1% من الخل أو الليمون – 2% برمنجات البوتاسيوم أو الصابون .
3- إكتشاف الإصابات بالإنسان وعلاجها بمادة الترايكلايندازول والمتوفرة بوزارة الصحة على هيئة أقراص .
4- توعية الفلاحين بعدم التبرز في العراء بالقرب من المجاري المائية .
ساحة النقاش