إعداد : العربي الراي / تصوير : رشيد بيسموكن
في إطار اتفاقية الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والإدارة العامة للأمن الوطني ضمن المشروع التربوي المزدوج المسمى : " المشروع التربوي للوقاية من حوادث السير " الرامي إلى الحد من الظواهر المشينة التي أضحت تقض مضجع المجتمع والمحيط المدرسي المغربي ، وذلك بهدف ترسيخ بعض القيم النبيلة الكفيلة بتأهيل العنصر البشري والمساهمة في الهندسة الاجتماعية، وخلق إنسان و مواطن صالحين.
بداية، رحب مدير الثانوية الإعدادية المجاهد ناضل الهاشمي السيد : مصطفى القطبي بالحضور وبطاقم الأمن الوطني منشط اللقاء التواصلي، وبالسيد ممثل النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، ورئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ ، وبعموم التلميذات والتلاميذ وبممثلي المجتمع المدني ورجال الصحافة والإعلام.
في كلمته، ذكر السيد سعيد ممثل النيابة الإقليمية للتربية الوطنية، أن اللقاء جاء في سياق اللقاءات التواصلية التحسيسية الذي يؤطره أفراد الأمن الوطني بإقليم السمارة في إطار تفعيل الشراكة مركزيا ما بين وزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير. كما اشار في معرض حديثه إلى استفحال حوادث السير ببلادنا، وتنامي عدد ضحاياها، التي أصبحت ظاهرة تأرق المواطن والدولة على حد سواء، وتكلف ميزانية الدولة ما يناهز 12 مليار درهم سنويا.
أمر كهذا، - يضيف المتحدث- بات يقتضي انخراط كل الفاعلين والمتدخلين كل حسب موقعه، وتكثيف الجهود وتظافرها سعيا إلى محاربتها. يدخل هذا في نطاق المقاربة الجديدة التي تنهجها وزارة التجهيز والنقل المبنية على البرامج والمشاريع التي تروم بالأساس التربية على السلامة الطرقية.
واعتبارا للدور الأساسي الذي تلعبه مصالح الأمن الوطني في التوعية والتحسيس بمخاطر الطرق وحوادث السير بصفتها إحدى الجهات الرسمية المتدخلة في مجال السلامة الطرقية، رحب الأستاذ : سعيد بعناصر المنطقة الأمنية بالسمارة في أولى لقاءاتها التواصلية التحسيسية المسطرة ضمن برنامج سنوي يستهدف كافة التلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بإقليم السمارة، والتي سيشرف على تأطيرها الضابط : عزيز هديدو، على مدى السنة إن شاء الله.
من جهته، اعتبر الضابط : عزيز هديدو، أن هذه الحملة التحسيسية للمؤسسات أساسها الجهود المشتركة بين المؤسسات الأمنية والقطاعات الحكومية المعنية بالتربية على المواطنة والتوعية الطرقية، ومرتكزها تلك المواضيع المندمجة للقضايا السليمة والتربية على المواطنة، وقوامها تحصين الشباب والطفولة ضد مختلف مظاهر الإنحراف، وغايتها المثلى جعل الفضاء المدرسي رحبا للتحصيل والتعليم، بعيدا عن كل الأنماط السلوكية المشبوهة والمتميزة بعدم الشرعية.
وأضاف المؤطر أن قضايا الطفولة بما يتفرع عنها من تنشئة اجتماعية لائقة، وتمدرس فعال، وتربية قويمة، وتحصيل محكم ووقاية ناجعة، فهي تشكل انشغالا يكثرث بمختلف الأوساط الحكومية والفعاليات الأكاديمية والمدنية. وأوضح المنشط أن اللقاء التحسيسي جاء في سياق التقاء مجموعة من السياسات والمقاربات التي ينبغي تجميعها في استراتيجيات موحدة، يتقاطع فيها الإصلاح والتهذيب والتربية والتحسيس، ثم الوقاية والتقويم.
من هذا المنطلق – يستطرد السيد : عزيز- يأتي مشروع الحملة التحسيسية كبرنامج تربوي طموح يروم القرب مجاليا من هذه الفئة المجتمعية، والتفاعل معها وتحسيسها بمجموعة من المخاطر الدقيقة التي تهددها، وفق منهج بيداغوجي قائم على الترغيب وبعيد عن كل أشكال التمييز والترهيب.
كما أشار في معرض حديثه إلى أن المواضيع - قيد المعالجة - موضوع الحملة التحسيسية، قد تم إدراجها ضمن البرنامج السنوي لمديرة الأمن الإقليمي. والتي تتميز براهنيتها وبتقاطعها مع اهتمامات التلميذ، وبملامستها لواقعه وتطلعاته.
وفي سياق متصل، أعطى المؤطر الاهتمام بالدرجة الأولى للسلامة الطرقية والوقاية من حوادث السير، مقدما إحصائيات في المجال.
واستعراضا لمواد البرنامج المسطر، أطلع المتحدث جمهور الحضور على المواضيع المعتمدة ذكر منها : العنف المدرسي، وظاهرة الشغب في الملاعب ، وأخطار التعاطي للمخدرات.
وفي مداخلة لرئيس المنطقة الإقليمية للأمن السيد : نور الدين الزعيم، الذي أبى إلا أن يشرف شخصيا على الأجرأة الفعلية للمشروع التربوي الهام. ركز على ضرورة احترام قانون السير واستعمال الطريق، بما في ذلك احترام علامات التشوير والمدارات والتزام أقصى اليمين، والتقيد باستعمال ممر الراجلين ضمانا للسلامة الجسدية ودرءا لكل خطر قائم أو محتمل.
وانتقالا إلى ساحة المؤسسة تلقى التلاميذ، في مرحلة موالية درسا ميدانيا تطبيقيا على احترام قانون السير داخل المدار الحضري سواء تعلق الأمر بالراجلين أو مستعملي الطريق من راكبات وراكبي الدراجات الهوائية والنارية. ذكرهم شرطي المرور من خلاله بعلامات التشوير ودورها الأساسي في تنظيم عملية السير على الطريق وضمان السلامة والوقاية.
بعدها أفسح المجال لمداخلة نائب رئيس المنطقة الإقليمية للأمن، ولمداخلة زميلهما الثالث الذي تقدم بتوضيحات مهمة حول استعمال الطريق.
وتقييما لهذا النشاط الغير المسبوق بالثانوية الإعدادية المجاهد ناضل الهاشمي، التي تفوقت إدارة وطاقما تربويا في التحكم في مجريات الأمور من بدايتها إلى نهايتها، والتي اتسمت بالتناسق والانسجام الملحوظين، صرح مدير المؤسسة لصدى الصحراء أن الهدف من اللقاء هو إدخال التعديل و التغيير المناسب على السلوك الإنساني للفئة المستهدفة من التلميذات والتلاميذ، في إطار ثقافي وتربوي، وفق أهداف مضبوطة و محددة. والشكر موصول أساسا إلى فرقة الأمن التي ساهمت في إنجاح النشاط ، بالوسائل البيداغوجية و المادية الضرورية . مما أضفى على العملية دينامية مشهودة أثارت حيوية وفعالية وتفاعلا بين جماعة التلاميذ المنتمين لجماعة الفصل ، كأرقى صيغة لتكريس مفهوم دينامية الجماعة وبيداغوجية التواصل، من خلال القيام بأدوار وممارسات لفظية و حركية استجابت للأهداف المسطرة .والتحسيس بمخاطرالطريق وتطبيق مدونة السير الجديدة التي تشكل دعامة أساسية للاستراتيجية الوطنية للحد من حوادث السير وضمان السلامة الطرقية.
مدون الصحافة الإلكترونية : العربي الراي في حوار مع مدير ثانوية المجاهد ناضل الهاشمي السيد : مصطفى القطبي،
وبجوارهما الإداري السيد : عبد الله نبيل
كما أكد على أن الشراكة ما بين الأمن والتعليم المجسدة على أرض الواقع ما هي إلا ترجمة حرفية للمقاربات والاستراتيجيات المنصوص عليها من طرف القطاعات الحكومية المستمدة شرعيتها من النصوص التشريعية الوطنية، تحت الرعاية السامية لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
ساحة النقاش