السمارة: مهرجان خطابي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير احياء للذكرى35 لإجلاء آخر جندي أجنبي من الأقاليم الجنوبية
*****************************************
على هامش المهرجان الخطابي الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير، وبتنسيق مع عمالة إقليم السمارة إحياء للذكرى 35 لإجلاء آخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية،استضافت قاعة الاجتماعات بمقر عمالة الإقليم صباح يوم الأحد فاتح مارس 2011 السيد العامل الإقليمي والسيد المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير، وسامي الشخصيات المحلية وأعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير وبعض ممثلي المجتمع المدني.
استهل المهرجان الخطابي بكلمة تطرق فيها منشطه إلى أهمية الذكرى ودور أسرة المقاومة وجيش التحرير في تمتيع الأقاليم الجنوبية بالحرية والاستقلال وطردها للمعمر.
وفي كلمة لرئيس المجلس اللإقليمي ، وبعد إشادته بالذكرى وبالبطولات التي سجلت في ربرطوار أسرة المقاومة وجيش التحرير في سبيل استقلال البلاد، ذكر بتزامن المناسبة مع الذكرى الرابعة لميلاد الأميرة الجليلة للالة خديجة، كما توجه بالشكر إلى عامل الإقليم نظير عنايته بأسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم.
ولإيفاء هذه الفئة ما تستحقه من تقدير وامتنان ناشد رئيس المجلس الإقليمي السيد المندوب السامي على العمل على:
1- توظيف أبناء المقاومين وجيش التحرير، والنظر في ملفاتهم المعروضة على السيد العامل.
2- تحسين الوضعية الاجتماعية لدى هذه الفئة،والتدخل لدى الدوائر الحكومية لمنحها امتيازات إضافية.
3- وضع استراتيجيات محكمة لتأهيل أسرة المقاومة وجيش التحرير.
4- تنظيم لقاءات فكرية تعرف برجال المقاومة بإقليم السمارة.
وبترحيبه بالسيد المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير،تناول رئيس المجلس الإقليمي لأسرة المقاومة وجيش التحرير نضالات أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم التي استماتت من أجل حصول هذه الربوع على الاستقلال والتحرر من ربقة المعمر، وانخراطها في مسيرة الإصلاح والنماء مع الملكين الراحلين جلالة المغفور لهما السلطان محمد الخامس، ونجله البار جلالة الملك الحسن الثاني، ووارث سرهما جلالة الملك محمد السادس، كما توجه بالشكر إلى السيد العامل الإقليمي على مساهمته الفعالة في تمتيع هذه الفئة بحقوقها والعمل على إدماجها في المجتمع صونا لكرامتها وضمانة لحقوقها في العيش الكريم.
وطعنا في مصداقية المجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير الذي وصفه بالجمود وعدم التفعيل والأجرأة، التمس المتدخل من المندوب السامي التدخل لصالح هذه الفئة، وتفعيل وظيفة المجلس وتحريك دواليب وميكانزماته نزولا عند رغبة أسرة المقاومة وجيش التحرير.
وبترحمه على أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل مغرب حر ومستقل، أوكل المتدخل مهمة رفع آيات الولاء والبيعة للسدة العالية بالله الملك محمد السادس.
باسم المرأة الصحراوية المقاومة، سلطت فاطمة الإسماعيلي الضوء على موضوع الوحدة الترابية وما حققه المغرب من مكتسبات ايجابية في هذا الملف، الذي عرف التفافا جماهيريا ملحوظا ومساندة دولية مشهودة، زكتها قرارات المنتظم الدولي وباركتها هيأة الأمم المتحدة، بخصوص المقترح المغربي الرامي إلى تمتيع الأقاليم الجنوبية للمملكة بحكم ذاتي تحت السيادة المغربية، على غرار دول رائدة في هذه التجربة، لكن بخصوصيات مغربية. كما أعربت في كلماتها الاختتامية عن تشبثها والمرأة الصحراوية بأهداب العرش العلوي المجيد.
وفي مداخلته المستفيضة، ذكر المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير بأهمية المناسبة التي ترحل بنا إلى حقبة زمنية تحظى بأهمية خاصة لدى كل المغاربة، تعود بهم إلى أيام مناهضة الاستعمار الأجنبي، وإجلائه من طرف أعضاء المقاومة وجيش التحرير. كما أشاد بالحضور المكثف الذي عرفته قاعة العمالة الاقليمية المحتضنة لفعاليات المهرجان الخطابي، بحاضرة العلم والعلماء وقلعة الشيوخ الصوفيين أمثال الليث سيدي أحمد الركيبي، وسيدي أحمد العروصي حفيد الشريف مولاي عبد السلام مشيش العلمي دفين شمال المملكة بمنطقة بني عروص ضواحي مدينة العرائش ، والشيخ ماء العينين صاحب الزاوية المشهورة التي مول بناءها السلطان العلوي مولاي الحسن الأول.
واعتبارا لأهمية الذكرى التي تعد – حسب تصريح المندوب السامي – من أعز الذكريات التي تندرج في سياق الأمجاد الوطنية التي سطرت بمداد الفخر والاعتزاز لشهامة أبناء هذه الربوع المجاهدة، الحاضرين في كل المعارك والملاحم البطولية للدفاع عن المقدسات الدينية والمقومات الوطنية والثوابت الحضارية للمغرب، وهم يخلدون لصفحات مشرقة من صفحات ملاحمهم الوطنية بأريحية فريدة، يذكيها التزامهم بالوفاء والإخلاص للمبادئ والمثل العليا ومكارم الأخلاق وقيم التضحية والتمسك بالجذور الوطنية، وما أبلوه من بلاء حسن خلف رائد الرعيل الأول الراحل السلطان محمد الخامس، ومهندس المسيرة الخضراء الراحل الحسن الثاني.
وأشار المندوب السامي في كلمته إلى النسق الجديد للمقاربة الحداثية لمفهوم ثورة الملك والشعب على عهد الملك محمد السادس، التي عرضها على شعبه، والتي استجلى من خلالها – حفظه الله – أبرز معالمها وخطوطها العريضة وخارطة طريقها، ثورة ضد الفقر والإقصاء والتهميش والغش والتدليس وانتهاك حقوق الإنسان والمواطن، ودعما لدولة الحق والقانون والمؤسسات، ومغرب الحداثة والألفية الثالثة ، مع اعتماد دبلوماسية تراعي مصالح المغرب وتحافظ على مكتسباته ، وتقوي مكانته الدولية ، وتدافع على حدوده،وتقف سدا منيعا في وجه كل مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة.
واعتبر الدكتور مصطفى الكثيري الحدث مناسبة لاضطلاع أجيال اليوم على مفاخر أسلافهم في النضال ومقاومة المعمر، واستبسال جيل الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير.
وإنه اعتبارا لأهمية الذكرى وبعدها التاريخي والسياسي والاجتماعي المهم، برمج المندوب السامي في أجندته سلسلة من الزيارات، احتلت منها الأقاليم الجنوبية حصة الأسد. كانت أولاها بمدينة العيون يوم 28 فبراير 2011، تلتها السمارة يوم1 مارس 2011 ، ثم بوجدور يوم 2 مارس 2011.
استخلاصا للعبر وتثمينا لأبطال المغرب الاشاوس، وتمجيدا لرجالته الأفذاذ، حث المندوب السامي جموع الحاضرين على الانخراط في كل الأوراش التنموية المفتوحة سيرا على النهج المولوي الذي يقوده الملك محمد السادس. كما دعا إلى تبني اليقظة حيال خصوم وحدة المغرب التربية ، والتصدي لكل محاولة تنال من سمعته، معتبرا المهرجان فرصة لتمثين الأواصر بين أسرة المقاومة وجيش التحرير، والتعريف بأمجادها االمعبرة عن أسمى ميثاق يربط بين العرش والشعب، وأسس بناء مغرب حديث متناسق المعمار قمة وقاعدة.
واعترافا منه بمضي المغرب بتؤدة وثبات في مساره التنموي، أكد الكثيري على أن المكانة المرموقة التي حظي بها المغرب لدى المنتظم الدولي وأحقيته المشروعة في أقاليمه الجنوبية، وطي ملف طال أمده، يقف وراءه تعنت خصوم الوحدة الترابية للمغرب، المعاكس لأخلاقيات حسن الجوار ووحدة المغرب العربي. كما أشاد بالأصوات الحرة والنزيهة المنادية بإقبار هذا الملف، كما دعا إلى تبني كل ما تقوم به بلادنا من أجل التنمية الشاملة للوطن، وتثمين الجهوية الموسعة ومبادة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. فيما حمل الجزائر مسؤولية رفضها للمقترح المغربي. هذا واستحضر الدكتور الكثيري ما ورد في الخطابات الملكية السامية بخصوص تشبث المغرب بصحرائه.
وبشكره للسيد العامل الإقليمي على العناية الموصولة والرعاية الكبيرة التي يوليها لأسرة المقاومين وأعضاء جيش التحرير، نوه بكل ما تحقق في الآونة الأخيرة، همَّ أساسا خمسة ملفات :
1- ملف تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لأسرة المقاومة وجيش التحرير، والاستجابة لملف الاعانات والمساعدات، حيث أنه وإلى غاية 31 دجنبر 2010 برمجت 41 إعانة، فيما وضع صندوق للدعم ممول من طرف وزارة الداخلية يضمن مدخولا إضافيا لأسرة المقاومة ويؤمن لها إعانات دائمة.
2- ملف التغطية الصحية الذي يدخل سنته الرابعة،والذي تم بخصوصه تجديد عقد اتفاقي مع شركة للتأمين رصد له غلاف مالي قدره مليارا ثلاثمائة مليون سنتيم، يشتمل على التغطية الصحية الأساسية والتكميلية، إضافة إلى خدمات التنقل والإسعاف.
3- ملف العناية بأبناء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بتعاون مع الهيآت المنتخبة، بهدف خلق فرص شغل مدرة للدخل، وأخرى للتشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي والاقتصاد الاجتماعي. ووعيا بأن التوظيف غير كاف لتلبية كل الطلبات تم تقديم 1000 مشروع، استفادت منه 106 جمعية و54 تعاونية، في إطار العمل المقاولاتي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير.
4- ملف يتعلق بالتمثيلية الخاصة بالاستحقاقات الانتخابية( اللجان المحلية/ المجلس الإقليمي/ أعضاء المجلس الوطني) ، وممارسة الصلاحيات، وتتبع أطوار عملها مع الوزير الأول، وذلك قبل موعد انتخابات 2012.
هذا وقد نوه المندوب السامي بالعمل الإقليمي، وبكل الهيئات التمثيلية التي تشتغل - حسب تصريحه - بإرادة قوية.
5- ملف يتعلق بصياغة الذاكرة التاريخية : حيث اعتبر الكثيري أن هذا الملف ينبغي أن توسَّع دائرة عمله وفق استراتيجية محكمة ترتكز في أساسها على الثوثيق، كما أشار إلى أن بيبليوغرافيا المندوبية السامية تحتوي على 10مجلدات تدخل في صلب اهتمامات القطب، آخرها مجلد خاص بالأعلام الوطنية.
وخلقا لفضاء يختزن ذاكرة أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالسمارة، بشَّر الدكتور الكثيري جمهور الحضور بإقدامه في ذات اليوم على تدشين فضاء يفي بجميع التطلعات.
وقبيل اختتام كلمته ذكر أنه نشط 18 لقاء تواصليا منذ ولايته.
تثمينا للمداخلة المندوب السامي، تلا عضو من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير كلمة أثنى فيها على المجهودات ال****ة لكل من المندوب السامي وعامل الإقليم وأعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير.
قبيل أن يسدل الستار على المهرجان الخطابي أشار ممثل مركز الإحصائيات بالمندوبية السامية إلى تكريم 9 أشخاص من أسرة المقاومة وجيش التحرير وتسليمهم أدرعا تذكارية وشواهد تقديرية، كما حضي الراحل حبوها بدراع خاص منحته له دولة الكويت الشقيقة عربونا على كفاحه ومقاومته للمستعمر، تسلمه أحد أقارب الفقيد. فيما وزعت إعانات مالية على أرامل أسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم، ورصد بذلك مبلغ مهم يعنى بتغطية مصاريف الكفن والدفن .
وختاما تليت برقية ولاء وإخلاص رفعت إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
العربي الراي/ رئيس جمعية آفاق للمقاولة والتنمية
نشرت فى 20 إبريل 2011
بواسطة AFAKSMARA
عدد زيارات الموقع
54,639
ساحة النقاش