فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

authentication required

 

ما زالت الحياة تستهويك

فراس حج محمد

29/6/2012

ما زال الصباح جميلا مشرقا بالأمل، لأننا ما زلنا أحياء، نستطيع صناعة الفرح، مهما استبد بنا الضعف وملكنا الحزن. إن الحياة لها طعم يستهويك!

هكذا تبدو الحياة لمن أراد أن يعيش ولمن أدرك أنها نعمة من الله سبحانه وتعالى، وعلى الإنسان أن يقاوم ويقاوم بكل ما أوتي من عزم وصلابة أي عنصر من عناصر الخواء، التي تزحف إلى كيانه لتدمره، وتجعله صحراء قاحلة، لا يرى حقا ولا ينكر باطلا، ولا تعنيه الدنيا بشيء، إن هذا الإنسان لهو مستهتر بالوقت وبعمره، وكافر بنعمة الله، فما هو العمر إذن إن لم يكن هو مجموع الدقائق والثواني؟

دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
 

إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
  

تتبدل مشاعرنا وإحساساتنا كل يوم وكل ثانية، مرة نصاب بحزن عميق شامل، ومرة سعداء سعادة غامرة، ولا نستطيع أحيانا إلا الاستسلام لما يسيطر علينا من ندم أو ضعف قاتل، ولكن ما إن نبدأ يوما جديدا، لا بد من أن نهيئ أنفسنا لمشاعر جديدة مفعمة بالأمل الزاهي، شئنا ذلك أم أبيناه!!

انظر إلى وردة في بستان بيتكم، انظر إلى شجرة يهفهف أغصانها ريح خفيفة فتداعبها برومانسية الطبيعة الجميلة، انظر إلى العصافير، واستمع لغنائها الصب الشجي، لا تجعلها فقط مثيرة لأشجانك وأشواقك، بل اجعلها نغما يأمل أن يعزف راقصا على أوتار قلب ممتلئ بالمحبة والشوق لأحبابه.

انظر إلى وجه طفل صغير، واكتشف طفل روحك، ابحث عن براءة الخالق في أعماقك، فمهما امتلكت من أفكار أو أحقاد أو أحزان، إلا أن طفلك الخبيء في الروح ما زال حيا، لا تقتله بالإهمال، أعطيه جزءا من عنايتك، استمع لما يقوله لك، فكلام الأطفال أبلغ أحيانا من كلام الرجال، لأنه بسيط حتى العمق، وواضح حتى الغموض، وشفاف حتى الكثافة المكتنزة بالمعاني التي تعجز الأدباء والمفكرين.

انظر وتأمل سطر شعر كتب على حائط الحياة، يراك فيه، فَأَرِ نفسك في الحياة جميلا، مازجا أبهاها مع أقبحها، أبسطها مع أعمقها، مرها مع عسلها، رياحها مع سكونها، لأن الحياة ببساطة مطلقة هكذا، ولكن لا تتخلى عن أحلامك العليا، وأشواقك المبرّحة، فكن منها على مسافة القلب النابض بالشوق المحب للحياة المنتظر بلا كلل أو ملل أن يكون الزمان القادم أجمل، فالحياة فرصتنا الثمينة لنكون السعداء، فما نتيجة شقائنا غير الشقاء، لا فائدة من الحزن، والعاقل من اغتنم الفرصة، ولم يضيعها، فالحياة لا تنتظرنا، إن نحن بقينا نراوح مكاننا سيتجاوزنا قطارها ونظل قابعين في محطة الزمن حتى نتقوس من الحنين، ونشقى على إضاعة أجمل السنين.

لا بد من الأمل وقليل من الحلم لتكون الحياة جديرة بأن نحبها ونحب من فيها، كما يجب أن نحبهم، لن نبدل ولن نغير من أمر قلوبنا شيئا، سكنوا الخاطر ولن يرحلوا، ونحن مقيمون حياتنا في انتظار عودتهم إلى حمى الروح والنفس والهوى.

هكذا هي الحياة، ولكنها مع كل ما فيها من نتوءات وإن قست لا بد أن نتشبث بها، فنحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا، فلا بد أن يشرق الصباح ليعاود البشر ترميم أحلامهم من جديد!! 

 

المصدر: خاص بالكاتب (فراس حج محمد)
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 289 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2012 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

726,599

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.