تشكل التحديات الحضارية باستمرار محطات لتقدم الشعوب وتطورها ومساهمتها في الركب الحضاري، واليوم نجد أن الاستحقاق المعلوماتي وتحدياته تشكل الأساس لتقدم الشعوب العربية، للوصول إلى تحدي المعرفة الذي هو جوهر عصر المعلومات، وفي عصر المعلومات والمعرفة يشكل الكتاب وبنوك المعلومات بأشكالها التقليدية الورقية والإلكترونية، المنهل الأساسي للتعامل مع المعلومات والمعارف وتناقلها. وضمن هذه التحديات يجب أن ندرس بعناية حالة النشر العربي للمعارف والعلوم، والبرامج، وندرس باستمرار توجهات النشر الإلكتروني خصوصاً بعد انتشار الانترنت وتطور وسائل النشر الإلكتروني مع تطور تقنيات الوسائط المتعددة (Multi Media) وتطور وسائط تخزين المعلومات الإلكترونية حتى أصبح باستطاعتنا حفظ موسوعات بآلاف الكتب ضمن وسائط تخزين حاسوبية عادية، وأصبحت قدرة المعالجة والبحث الإلكتروني أسرع آلاف المرات من السابق، مما يفتح الطريق واسعاً أمام تطور الكتاب الإلكتروني العربي والدولي بلغات أهمها الإنكليزية. وتطورت بنوك المعلومات ومكانزها بشكل أحدث إغراقاً في حجم المعلومات يجعل الإنسان الذي لا يدرك مهارات الاختصار المعرفي يضيع في بحور متوالدة من المعلومات حيث تفقد المعرفة الأساسية معناها، وتطرح ثورة في أساليب التعلم والتعليم والعقلية التي يجب أن تعالج بها المعلومات ضمن هذه التحديات نطرح اليوم في بحثنا هذا تاريخ تطور وسائط التخزين بمحطاتها الرئيسية والمحطات الرئيسية لتطور الكتاب الإلكتروني، وتوقعات الخبراء بمستقبل انتشاره. والموضوع كبير، ويتطلب توسعاً مستمراً ولكن ما تم اختياره والتركيز عليه هو أساس للاهتمام المستقبلي بمستقبل النشر المعرفي في الوطن العربي ضمن ما نراه من ترهل وضعف في بناء مكانز المعلومات العربية، وفي نشر متطور للكتب الإلكترونية.
ونحن في الوطن العربي مازلنا لم نعط للمعلومات دورها الحضاري، وما زال اهتمامنا في أرشفتها وتصنيفها وتخزينها، وتوفيرها بديناميكية للباحثين بالشكل الحديث والضروري للتطوير أمراً مهمشاً وثانوياً، ونحن ندخل اليوم عصر الاقتصاد المعرفي والاقتصاد الرقمي الذي تتحول فيه معظم السلع للشكل الرقمي من الكتب والأبحاث، والنقد، والتصاميم، والإحصائيات، والأفلام والعروض والدراسات، وكلها بالشكل الرقمي والعلمي عبر شبكة الإنترنت، من هنا تصبح الموضوعات القادمة من التجارة الإلكترونية e-commerce، والتسويق الإلكتروني، والمدن التجارية الافتراضية، والنقد الافتراضي e-money ، والكتاب الإلكتروني e- books ، والحكومة الإلكترونية e- government ، موضوعات هامة وأساسية في تحديات القرن الحادي والعشرين في الوطن العربي، فالعولمة القادمة تعتمد على الانفتاح التجاري والثقافي العالمي، واعتماداً على الإنترنت والاتصالات بشكل خاص، ولكن تحديات العولمة لدينا هي بناء الوسائل الاقتصادية والثقافية التي تساعدنا في مواجهة تأثيرات العولمة من جهة وفي امتلاك الوسائل والعلوم والخبرات التي تساعدنا في النجاح وتحقيق الفاعلية في التعامل بوسائل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكل المفاهيم والوسائل الحديثة الفاعلة في عصر العولمة والمعلومات، إن صناعة الكتب الإلكترونية هي صناعة ناشئة في كل العالم.
المصدر: من مقال: تكنولوجيا المعلومات و الإنترنت واتجاهات تقنيات حفظ و استرجاع الوثائق الكتاب ومستقبل النشر الإلكتروني، إعداد: هاني شحادة الخوري
نشرت فى 16 فبراير 2012
بواسطة kenanaonline
ساحة النقاش