فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

في حمى الإلهة آفروديت

يقال إن لآلهة الحب علاقة بشهر أبريل: (آپرو) وتعني آفروديت/ فينوس

فراس حج محمد/ فلسطين

شهيّة فعل الأمر

ظلّي هنا عندي وعندي ثرثري

سيلي على شفتي ككأس مسكرِ

واطوي الحنينَ هناك سفر غوايةٍ

وتبتّلي

وتعرّفي

وتغرّبي

وفي ضلوعي غرغري

وتنافسي على وقتي الفسيحِ

تقاسمي لغتي مع ياسمينٍ أخضرِ

ولتغسلي وجع الغبار

إليّ هيّا فاعبري

وعلى ربوعيَ انتشري

حلمي شهيٌّ طازج لم يبدُ منه سواكِ

هيّا فسّري

أنا ههنا أنتِ الهناكَ

كشقّ نفسِ بالتحامِ الأسطرِ

 

انشطار

في المدينة امرأةٌ أخرى تفتّش عنك فيَّ فلا تجدني

وتنظر من خلالك في خلايا الشّمس تعبرني...

وتطيل في يدها تلمّس ما تخبَّأ منكِ

منّي

وتنطق ما تكتّم من هول السّؤالِ تحاول أن تراكِ ولا تراني

تقلّب في اللّغات وفي ظلّ هناك على الجدارْ

هي مثلنا موجوعة ومولّهة

تنسلّ ما بيني وبيني

فجأة فكأنّها عرّافةٌ لتقول لي بالحرف ذات الاسمْ

- كيف عرفت ذلك؟

- وكيف ينبت في شفتي على شفتي ظلال البيلسانِ؟

- لكنّ صورتها تقولْ

لعلّك تكذب يا صديقي

وتداركتني كي تضيفْ

- هيا ابتسم!

وغادرتني دون ردٍّ أو تأنِّ

وأوجعت منّي قلوباً حدّها حدّان من سأمٍ وظنِّ

 

أنتِ الإلهةُ دون ريْب

سبعون ألف ملاك يُجْلون صورتك الشّفيفة في دم النّهرِ

ويحملون العرشَ

عرشك المحفوف بالشّهواتِ والنّشوةْ

ويرتقون لمجدكْ

سبعون ألف رواية أخرى تقوم على عتبات بابكْ

ترفعكِ عن رجس هذي الأرضْ

كي تمشي على الماءِ

حيّة مثل نبيٍّ أو وليٍّ وحيَ وحدِكْ

سبعون ألفاً من رجال اللهْ

يستلهمونك في كتابِ الأساطيرْ

ولا ينجحون تماماً كي يقولوا جملةً من بعض قولكْ

سبعون ألف كتاب يشغل كُتّابَها في الانتباه لسرّ لونكْ

ويتوهون كما تاهوا مذ أوّل الخلقِ لا يهتدون بغير ضوئك

سبعون ألفاً من مصابيح الرّواة تضاءُ

يوم كنتِ ويوم صرتِ ويوم أضأتِ

ويوم ارتحلنا إلى مسارح فيضك

سبعون ألف نعيم بين ركبتيْكِ وبين حقول صدركْ

ونظلّ نحن الفقراءَ إليكِ

الضّعفاءَ

والعطشى

حيارى

جائعين

على موائد خبزكْ

ويوم كنتِ صار النّورُ مجد اللهْ

وابتدأ البدءُ والشّرع والدّين والدّنيا لأجلكْ

سبحانَ سبحانَ سبحانَ ما أعظمَ شأنكْ!

 

منطق "قدْ"

لو أني أقرأ أسرار الجملةْ

أكتب شيئاً للنّجمة

وأحدّق في حلَقِ الوردةْ

أتوضّأ كي أبصر أنّي حيّْ

أسجد كلّ الوقت لكي أسمو

تغرقني الجملة تلك بماء الوردْ

لو أنّ الوحي يفكّكني سطراً حرّاً في منطق "قدْ"

 

من جاعَ جاء

أنتِ شديدة الجوعِ

وأنا كثير العطشِ

فاروي الحكاية لي على صغير المائدةْ

واملأي الكأسَ من الشّفاهِ الأربعةْ

هنا شيء تخلّق منك عليّ منّي

رؤية بيضاء تقرأني على مهل الضياءِ تَكُنّي

لم تخبّئني مجازاً

لم تُكَنّي

لم يخنّي غير أنّي

هنا ولدتُ على لغتي

وأنتِ هناك مثلي

نحتاج شعرا طويلا كي يعبر الرّؤيا لنا تحت ذاك الظّلّ ظِلّي

نقتسم الوقت على الوقتْ

لك ليلتان كثيفتانِ، بعضُ ضحى وعصرِ

ولي صبحان مختمران بكأس عصرِ

ورشفتان وعينُ طيرِ

كي أكمل المشوار من شرقٍ لغربِ

أعدّيني وعِدِّيني وعَدّيني وعودي بي لأوّل ما تراقص من لُعَبي

أنا المحتاجُ كي أحيا إلى شغفٍ شقيّ

أو جنون الشغبِ

تراءيْ لي على بعدٍ كأنّك كنت لي ضبابا واضح السّببِ

من جاع جاءَ

ومن يجوعُ يفيء لظلّ حقلِ

 

من ألف عام

لأول مرةٍ من ألفِ عامٍ عندما غسّلتني القابلةْ

بالماء والملحِ تقشّر جلدي

وصِحْتُ كأيِّ طفلٍ بدائيٍّ

بحثت بين أغطية السّرير عن يوميَ القادم

من ألف عام وأنا طفلٌ شاب شعري كلّه

وصرت أدردَ

أحلم كلّ ليل بماء النّرجس الحيويّ

ولم أتعلم الحكمة

وكلّما قرأت في الأفكار

طفلي يذكّرني بملح القابلة

لأوّل مرّة أتوه بما لديّ من عشب بابليٍّ

أشرب من دفوق الصّخرِ

أطعم التّراب الأسود الطّينيّ

لأوّل مرّة من ألف عام وأنا أبحث عن فكرة أخرى

بامرأة أخرى

لأعبر بين كفيها نضوج مرحلتي الطّفوليّة

من ألف عامٍ وعمري أربعونْ

طفلي ما زال يسبح في خليّته الجنينيّة

يحتاج حليبه الأوّل المنسيّ في أنساغ أمّي

دافئاً ما زال يكتبني بياضاً أزليّاً

 

جنون الرّيح

الصّبح يفضح كلّ شيء سوى الرّيح

لا شيء يُسكتها على أطراف هذا الكون

تظلّ تركض تركض إلى ما لا يُحدّ

لا تعود الرّيح

لا تنتهي

لا تبدأ من جديد

موجودة مثل الأزل

لا تنام الرّيح أيضا

كلّما حكّها غضب الإله انتفضت

مرّة في كلّ عام تصرخ في الموتى أنِ "افسحوا يفسح الله لكم

هناك موتى وافدون فأكرموهم"

تفتح الرّيح شدقيها لتأكل أكثر ممّا ينبغي

خيماً ولاجئين

وركّاب بحار

كلّ ما هو ميّت حول صوت الرّيح مات بصوت ريح!

لا حلّ إلا أن تهدأ وحدها

لتكمل بعد حينْ

 

وحدكَ يملكُ وحدَكْ…!

تصيرُ بحرا

مسرب ضوءٍ فاتنٍ

تشرب الغيمةُ شخصكْ

يعصر المطرُ

الربيعُ

المدُّ

قمحكَ… لحنكَ… فجركْ

تهمي عليّ قصيدتينِ

وأعلي في المسارح شوقكَ

حرفكْ

إذ أكونُ على المباسم وردكْ

تزهرُ فيّ حدائق المعنى

قمرا تصير

تطوف حوليَ سبعاً

أروّي في ثنايا الضَّوْء صوتكْ

وأرحلُ فيكَ رحلتك الأبديّة هذهِ

وأرى ما لا يراه السالكونَ

الحاملون الوهمَ وهمكْ

لذلك أعتني وحدي بصوتي

يردّد دون خلق الله مجدكْ

ليصير هذا الكونُ

وحدكَ وحدكَ

ملككْ…!

نشرت في موقع ألترا صوت

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 392 مشاهدة
نشرت فى 14 إبريل 2020 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

728,140

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.