ترجع فكرة بعض الكائنات الأسطورية إلى التقاليد والحكايات الشعبية التي تتاقلتها لأجيال منذ الماضي البعيد ، فكل ثقافة مرتبطة بعدد وافر من المخلوقات المثيرة والغريبة ويكون للعديد منها أصول بشرية ومنها التياناك Tianak أو الطفل الشيطان.

تعتبر التياناك أو إيمباكتو Impakto مخلوقات منتشرة في الأساطير الفلبينية تتخذ نموذج الطفل. وعادة ما تأخذ شكل طفل حديث الولادة وتصرخ كطفل في الغابة لجذب المسافرين الغافلين . وبمجرد الإلتقاء به من قبل الضحية يعود التياناك إلى شكله الحقيقي ويهاجم الضحية. وبصرف النظر عن تعذيب الضحايا ، فإن التياناك يبتهج أيضاً في قيادة المسافرين الضالين أو خطف الأطفال.
وفقاً للأسطورة يقول البعض أن التياناك هم أطفال لقوا حتفهم قبل أن يحصلوا على طقوس التعميد وبعد الموت يذهبون إلى مكان يعرف باسم الليمبو Limbo (عالم النسيان) وهو عبارة عن غرفة في الجحيم يسقط فيها الأشخاص الذين لم يحصلوا على طقوس التعميد فيتحولون إلى أرواح شريرة. وتعود هذه الأشباح إلى مملكة الموتى في هيئة عفاريت ليأكلوا الضحايا الذين مازالوا على قيد الحياة. ويمكن أن يكون التياناك أيضاً هجين ناتج عن تزواج شيطان مع إنسان أو جنين مُجهض يعود للحياة للإنتقام من أمه.
وهناك عدة أشكال من مواصفات وأنشطة التياناك البدنية. وقد يرتبط هذا المخلوق الأسطوري في بعض الأحيان بمخلوق في التراث الشعبي الماليزي يسمى (بونتياناك) والذي يكون وفقاً لفولكلور الملاوي عبارة عن امرأة توفيت أثناء الولادة وعادة ما يعلن البونتياناك عن وجوده من خلال طفل يبكي أو يتشكل على هيئة سيدة جميلة ويخيف أو يقتل هؤلاء الذين تسبب سوء حظهم في الاقتراب منه. وهو يتخفى أساساً في هيئة امراة شابة جميلة ليجذب ضحاياه (عادة من الرجال). ويمكن أحياناً الكشف عن وجوده من خلال رائحة عطرة يعقبها بعد ذلك رائحة كريهة.
ووفقاً للتراث الشعبي ، يمكن للمرء أن يربك ذلك المخلوق ويقضي على سحر صرخاته من خلال تحويل ملابسه (قلب ملابسه من الداخل إلى الخارج وارتدائها بالمقلوب) وتقول الأسطورة أن مخلوقات التياناك هذه تجد ذلك أمراً مضحكاً فتترك الضحية لحال سبيلها. ويقول البعض أن الطاردات مثل الثوم والمسبحة يمكن أن تبعد التياناك.
هناك شريط فيديو في حوزة الشرطة الفلبينية يظهر فيه فتاة شابة كانت قد ذُبحت على أيدي أفراد عائلتها الذين اشتبهوا في أنها من مخلوقات التياناك ، حيث زعم أن الفتاة كانت تجتذب صبياً أكبر منها سناً وتأخذه إلى الغابة وتقتله. والصورة هنا تظهر جسدها المذبوح من إحدى لقطات الشريط.


فرضيات التفسير

تخدم بعض الأساطير أهدافاً دعوية أو دينية أو أخلاقية على غرار أسطورة رأس إبليس أو أم الدويس وغيرها من الأساطير التي تناولها موقع ما وراء الطبيعة ، وبالنسبة لهذه الأسطورة فإن عملية الإجهاض المحرمة دينياً والتي تتمثل بازهاق حياة الجنين ستعود بالعواقب الوخيمة على الأم لأن جنينها سينتقم منها بحسب الأسطورة، كما أن أغلبية شعب الفيليبين يعتنق المذهب المعمداني Baptist من الكنيسة الكاثوليكية وتشكل عملية التعميد (طقوس دينية تقوم على تغطيس الجسم بالماء ، تطبق على المواليد الجدد أو الداخلين الجد في الدين المسيحي) أمراً أساسياً في الدين وعد الإلتزام بها يقود إلى الجحيم وبناء على ذلك فإن عدم التعميد سيقود كذلك إلى نتائج وخيمة وتحول شيطاني أي ترهيب من لا يقوم بطقوس التعميد وهذا يضع مسؤولية دينية أمام المجتمع وهذه هي الغاية من أسطورة البعبع (التياناك).
zeinabelbana

زينب محمد رشاد البنا

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 221 مشاهدة
نشرت فى 2 ديسمبر 2011 بواسطة zeinabelbana

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

zeinabelbana
»

عدد زيارات الموقع

361,166