السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد يبدو عنوان الموضوع غريب لكنه تساؤل حيرنى ...

لو قرءت معى تلك الكلمات ستفهم سبب حيرتى ! ! !

عندما حاك أينشتاين نسبيته العامة حاول أن يفسر الجاذبية فيها بناء على نظرية أخرى غير تلك التى تبناها نيوتن

ربما لم يكن أينشتاين راضيا عن قول نيوتن بوجود قوة طبيعية بين الأجسام ذات الكتل وأن تلك القوة تتناسب مع مربع المسافة بين الكتلتين
أو ربما إنخراطه فى معادلات ماكسويل وتأثره بالنظرية الكهرومغناطيسية هو من جعله يعتبر أنه كما تؤثر القوة الكهرومغناطيسية بمجالها الخاص بها فإنها لابد من وجود مجال خاص بالجاذبية

وقد ثبت علميا أن نظرية أينشتاين للجاذبية قد وافقت التجربة حيث أخفقت نظرية نيوتن التى تنادى بالطبيعة

ومن هذه التجارب الفاصلة إنحراف الضوء إذا مر بجوار جسم مادى وتأثره بمجاله
وقد ثبت ذلك بما لايدع مجالا للشك عندما كسفت الشمس وظهرت النجوم المضيئة بجوارها فانحرف نورها عند مروره بجوار الشمس المظلمة فظهرت النجوم فى غير مواضعها بنفس الطريقة التى تنبأت بها نظرية أينشتاين

كذلك حركة الكوكب عطارد حول الشمس تتفق ونظرية أينشتاين وتختلف ونظرية نيوتن

إذن فقد فرضت نظرية أينشتاين للجاذبية نفسها فى المجتمع العلمى

ليست أهمية نظرية أينشتاين تكمن فى مطابقتها للواقع فقط بل فى جمالها وبساطتها أيضا ...

فقد رأى أينشتاين فى تلك النظرية أن الحيز الخالى من المادة والإشعاعات هو حيز منبسط يمكننا وصفه بإستخدام هندسة إقليدس التى تعلمناها فى مدارسنا

لكن إذا أُدخلت على الحيز أجساما مادية أو إشعاعات أصبح جزء منه ملتويا ولو أردت وصفه وتحديد مواقعه ما أسعفتك هندسة إقليدس ولكنك ستلجأ إلى هندسة أخرى غير مألوفة ...
هندسة غير مستوية لا تعترف بإستقامة أقصر خط يصل بين نقطتين إنها الهندسة اللا إقليدية أو هندسة السطوح الملتوية

ومن خصائص إلتواء الحيز هو أن المادة تنحدر إلى أسفل ولا أقول تنجذب وعليه يصبح مجال التجاذب لا علاقة له بقوى الطبيعة

وهذا على عكس المجال الكهرومغناطيسي فله علاقة وثيقة بقوى الطبيعة فهو مجال طبيعى ...

لقد وحد أينشتاين إتجاه التفكير بأن جعل مجالا للتجاذب على منوال المجال الكهرومغناطيسي
لكن شخصية هذا المجال غير شخصية ذاك فهناك إزدواج فى الشخصية
شخصية هندسية... وشخصية طبيعية ...

لذلك عكف منذ عام 1918 على التوحيد ليذيب هاتين الشخصتين فى شخصية واحدة
ويذيب القوانين فى قانون واحد لعله يصل إلى التوحيد

لكنه مات قبل أن ينال مراده وقبل أن يصل إلى نتيجة حاسمة

إن هذا الكلام قد يثير فى الذهن أن الجاذبية ليست قوة بالمعنى الطبيعى للقوة بل هى ذات طابع هندسي إن صح التعبير

فهل حقا تعتبر الجاذبية قوة ؟ أم هى مجرد تشكيل هندسي أو إعادة هيكلة لفضاء الكون ؟

فى إعتقادى لو لم يوجد الزمكان (أو النسيج الزمكانى) فلن يكون لمجال الجاذبية وجود
ولن يكون للجاذبية أى أثر

إذن فالجاذبية ليست مرتبطة بالكتلة بحسب ما تصور نيوتن فلا يمكننا أن نعتبر مثلا أن مصدر المجال الجذبوى هو الكتلة كما نعتبر مثلا أن مصدر المجال الكهرومغناطيسي هو الشحنة ...

إن مصدر مجال الجاذبية هو إنحناء هندسي ...

فلماذا إذن نعتبرها قوة طبيعية مثلها فى ذلك مثل الكهرومغناطيسية والنووية القوية والنووية الضعيفة؟     ان فرضية أن السبب في الجاذبية هو انحناء الزمكان .. قد تبدو من الوهلة ألأولي متوافق مع النسبية

ولكن ما السبب في انحناء الزمكان هل الكتلة أم الحجم .. بالطبع الكتلة

لأن هناك أجسام صغيرة في الكون وتتمتع بقوي جاذبية جبارة .. لأنها تحتوي علي كتل كبيرة من المادة

ولها تحدب زمكاني أكبر

إذا لو افترضنا أن السبب هو التحدب .. فلنا أن نذكر أن سبب التحدب هو الكتلة

لذا نستطيع أن نعتبر أن الكتلة هي السبب في الجاذبية .. حتي بعد هذا الافتراض
zeinabelbana

زينب محمد رشاد البنا

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 240 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2011 بواسطة zeinabelbana

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

zeinabelbana
»

عدد زيارات الموقع

363,019