مواطنون اصحاء يبنون مجد الوطن
د. زياد موسى عبد المعطي أحمد
باحث – معهد بحوث أمراض النباتات
الصحة أهم ما يمتلك الأفراد، وصحة المواطنين أفضل ما تمتلك الأوطان، يجب أن يهتم كل فرد بصحته وصحة المسئول عنهم، سواء أكانت المسئول عنهم في أسرته، أو مسئول عنهم في العمل، ويجب أن تهتم الدول بقطاع الصحة، وما يتعلق بمجال الصحة، فأي وطن به أعداد كبيرة من المواطنين الذين يعانون من مشاكل صحية أرى أنه وطن سوف يعاني كثيراً، فعندما يكون هناك شخص مريض في المجتمع يقل إنتاجه، أو يكون ملازم للفراش ولا ينتج للمجتمع، بل يكون يعاني أفراد أسرته أيضاً من نفسياً ومعنويا ويقل إنتاجهم.
كل إنسان مسئول عن صحته بالمحافظة على نفسه مما يسبب له أمراضاً، من عدم التعرض لمسببات عدوى، والمحافظة على نظافته الشخصية، ونظافة منزله، وممارسة رياضة مناسبة لمن يعملون أعمالاً مكتبية، وعدم إهمال صحته بالكشف عند الأطباء إذا استلزم الأمر. فالصحة نعمة من الله يجب أن نستغلها.
وصحة الأسرة مسئولية رب الأسرة، فيجب على الأب والأم مراعاة صحة أبنائهما، وعدم التقصير في متابعة الحالة الصحية للأطفال من مراعاة التطعيم ضد الأمراض في المواعيد المناسبة، وعلاج الأبناء أولاً بأول من أي أمراض يعانون منها، فأبناء اليوم هم رجال الغد، وهم من يحملون المسئولية، ويردون الجميل لآبائهم، ويراعون صحة آبائهم عند الكبر والشيخوخة، ويهتمون بصحة آبائهم.
وعلى الدول الاهتمام بالقطاع الصحي، والقطاعات المرتبطة بالصحة، فليس المهم فقط علاج الأمراض بل أرى أنه من الأهم الوقاية من الأمراض "الوقاية خير من العلاج"، والوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان لابد من الاهتمام من بقطاعات البيئة والزراعة والبحث العلمي وغيرها.
قطاع الصحة والـتامين الصحي في الدول المتقدمة يخصص لها نسب أكبر من تلك المخصصة في الدول، ويتم توفير تأمين صحي للمواطنين وبالأخص الغير قادرين على تحمل مصاريف العلاج.
وأرى أن من الضروري توفير الأدوية بأسعار مناسبة، والمتابعة الدورية لتسعير الأدوية، ومتابعة الأصناف الغير متوفرة في الأسواق لحل الأدوية أولاً بأول.
ولكي يؤدي العاملون في مجال الصحة أعمالهم بصورة جيدة ومعنويات مرتفعة يجب الاهتمام بهم ورفع مرتباتهم لكي يؤدون الرسالة الموكلة إليهم.
أرى أنه من الواجب توافر السلامة والصحة المهنية في وذلك بالمحافظة على صحة وسلامة الإنسان في أماكن العمل وذلك من خلال توفير بيئة عمل صحية وآمنة وخالية من المخاطر ومسببات الأمراض والحوادث والإصابات، مثل المهن الطبية يجب الالتزام بالأسس التي تقي من العدوى.
وأرى أن الأهم من علاج الأمراض هو الوقاية من هذه الأمراض، وللوقاية من الأمراض يجب الاهتمام بمجال البيئة، ومكافحة التلوث، وتقليل التلوث البيئي الذي يسبب العديد من الأمراض
وكذلك يجب الاهتمام بصحة الحيوانات لكي تعطي إنتاج وفير يوفر مصدر غذاء مهم للإنسان، وكذلك لمنع انتشار الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوانات، مثل أمراض أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وغيرها.
وكذلك الاهتمام بصحة النباتات لتوفير إنتاج نباتي جيد من الأغذية يوفر عناصر غذائية مناسبة لصحة الإنسان، وتوفير مبيدات آمنة وصديقة للبيئة بدلاً من المبيدات التي قد تسبب امراضاً للإنسان، وتضر بالبيئة.
وكذلك يجب الاهتمام بمجال البحث العلمي في مجالات الصحة والبيئة والزراعة للوقاية من الأمراض وعلاج الأمراض، والتركيز على الأمراض المنتشرة بصورة كبيرة مثل فيروس سي والسرطان اللذان ينتشران بصورة رهيبة حيث أن مصر من أكثر دول العالم إصابة بهذه الأمراض، ويلمس المواطن العادي مدى انتشارهما، وتسببهما في معاناة العديد من الأسر، وحدوث عدد كبير من الوفيات في الفترة الحالية.
وكذلك الاهتمام بمجال الحجر الصحي والزراعي، وتوفير أحدث الأساليب اللازمة للكشف عن الأمراض في الموانئ والمطارات والجهات المختصة بالكشف عن الأمراض لحماية البلاد من دخول أمراض جديدة معدية تتوطن في البلاد.
ونحلم بمصر بها مواطنين اصحاء، يبنون مجد الوطن، فالصحة تاج على رؤوس الأوطان.