رسالة إلى وسائل الإعلام وما يسمى بجبهة الانقاذ
د. زياد موسى عبد المعطي أحمد
معهد بحوث أمراض النباتات
الحملة التي تشنها ما يسمى بجبهة الانقاذ ووسائل الإعلام الموالية لها ضد الرئيس د. محمد مرسي وضد حزب الحرية والعدالة والاخوان المسلمين بهدف إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو تقليل شعبية الاخوان وحزب الحرية والعدالة لكي لا يحصلوا على أغلبية أو أكثرية في مجلس الشعب القادم، أرى أنها لا تعطي ثمارها المرجوة لهم بل تأتي بنتائج عكس ما يريدون.
أقول لهم إذا صح ما تقولون أن الإخوان يخسرون من شعبيتهم ومؤيديهم كل يوم بسبب ما تقوله القنوات الفضائية التي تهاجم الإخوان وتقوم بتلميع ما يسمى بجبهة الإنقاذ، فإن شعبية هذه الجبهة أيضاً تتناقص بصورة أكبر، وشعبية زعماء هذه الجهة تقل وتتآكل، ومصداقية هذه القنوات تقل، وتفقد كل يوم أعداد من جمهورها بسبب عدم المهنية والحرفية، والهجوم على الرئيس والحكومة والإخوان بسبب وبدون سبب، ونشر الشائعات والأكاذيب المضللة للرأي العام، وهذا يعود على هذه القنوات بالخسائر المادية نتيجة تناقص أعداد المشاهدين للقنوات الفضائية والقراء للصحف، ومن ثم يقل عدد المعلنين والرعاة، وحتى من يشاهدون هذه القنوات ويقرأون هذه الصحف يفقد أغلبهم الثقة فيما يقدمونه من أخبار، وما يردده من قيادات ما يطلقون على أنفسهم جبهة الإنقاذ.
ولذلك فإني خلال هذه السطور أحاول أن أرسل رسالة لهذه القنوات وهذه الجبهة لكي يتعاون الجميع معاً لبناء ونهضة مصر ليأتي الخير لمصر من جميع أو أغلب أبنائها.
أقول لوسائل الاعلام التي تهاجم الرئيس والحكومة ليل نهار، ولا تبرز أي إنجاز للحكومة أين المصداقية والحرفية في ممارسة الاعلام، هل من المعقول ألا تتم تغطية قمة دول العالم الاسلامي في الأيام الماضية، ومناقشة الحد الأقصى والأدنى للأجور في مجلس الشورى والتركيز على فتوى لأحد المشايخ ينكرها عامة العلماء وعامة الشعببل أنكرها الشيخ الذي نسبوا الفتوى له بعد أن اقتطعوا جزء من حديثه؟! هل من المعقول ألا يتم الإشارة إلى أي إنجار للحكومة؟ كأن هذه الحكومة لا تعمل إطلاقاً والوزراء يجلسون في بيوتهم!
فمثلاً ما يلمسه المواطن العادي حيث أنه من الملاحظ أن أزمة أنابيب البوتاجاز في هذا الشتاء قد انتهت في مناطق وقلت كثيراً في مناطق أخرى عندما نتحدث عن هذه الأزمة عن نفس التوقيت من شتاء العام الماضي، ولم يتم تغطية أخبار أخرى مهمة مثل افتتاح مصانع لتدوير القمامة، والبدء في استعمال الطاقة الشمسية، والبدء في انشاء مصنع سامسونج في بني سويف الذي سوف يتم افتتاحه خلال أشهر قليلة، وزيادة مرتبات فئات كثيرة من الموظفين، وزيادة المعاشات وغير ذلك، وافتتاح معمل تكرير للبترول، وغير ذلك من أخبار تدعو للتفاؤل وأن مصر تتغير للأفضل ولكن وسائل اللإعلام الموالية لما يسمون أنقسهم بجبهة اللإنقاذ يرون أن هذه الإنجازات لا تتم في مصر بل تحدث في بلاد أخرى تسمى بلاد الواء واء وهذه الأحداث لا تهم المصريون في شيء!!
لذلك نرجو احترام المشاهد والقارئ وتغطية الأخبار والأحداث بصورة حيادية، وأن تنقل وسائل الإعلام الإيجابيات والسلبيات، ولا تركز فقط على السلبيات والصورة القاتمة التي ترسمها لمصر الحاضر والمستقبل.
نرجو ألا تروج وسائل الإعلام للبلطجية باسم الثورة، وتقول على بلطيجية وقاطعي طريق ومتحرشين ومغتصبين ثوار، والثورة من هؤلاء بريئة، وأن تحترم هذه الوسائل الإعلامية عقول المشاهدين، فبعضهم يستضيف ويروج لما يطلقون على أنفسهم "بلاك بلوك"، ويصورونهم بالثوار الغيورين على مصلحة الوطن، بينما عامة الشعب يرفضون هؤلاء الذين يعطلون وسائل الموصلات وينشرون الذعر والبلطجة بين الناس، بل إن مذيعة تحاول أن تبدو خفيفة الظل تطالب من يطلقون على أنفسهم "بلاك بلوك أن يغيرو لون ملابسهم من اللون الأسود إلى أي لون آخر لأن اللون الأسود هو سبب ضجر البعض منهم، كأن اللون الأسود هو أساس المشكلة وليس البلطجة وقطع الطرق وتعطيل وسائل المواصلات وحرق الوطن!!!!
نرجو من وسائل الإعلام المصرية أن تحترم عقول المصريين، نرجو منهم التعلم من وسائل الاعلام العالمية الحرفية والمهنية، وأن تنقل السلبيات والإيجابيات، وأن يكون هتاك تقييم لمقدمي البرامج والكُتاب، وتصحيح أسلوب عملهم وبالذات من يتفوهون بألفظ خارجة، نرجو ونأمل أت تتطور وسائل إعلام مصر وأن تساهم في نهضة مصر من خلال رصد محايد للأحداث، وتقديم صور مضيئة تبعث الأمل للمصريين، وتقديم مقترحات للبناء وللتنمية.
أما ما يسمى بجبهة الانقاذ الوطني فأرجو منهم أن يقدموا حلول لمشاكل مصر، وأن ينزلوا للشارع المصري، وأن يعرضوا أفكارهم للمواطنين، وأن يقدموا خدمات للمواطنين، وأن يقدموا برامج لحل مشاكل الناس، فمجرد الرفض الدائم لأي حوار، والدعوة الدائمة للتظاهر دون الاحساس بالمواطن ومشاكلهم يقلل من شعبيتهم ويقلل من فرص نجاحم في أي انتخابات.
أرجو منهم ألا يكونوا عوناً لمن يريدون إفشال مصر من القوى الخارجية، أرجو منهم المساهمة في بناء مصر، أرجو منهم ألا يقتصر دور قادتهم على المطالبة بنزول الشعب للمظاهرات الرافضة لسياسات الرئيس ، وهذه الدعوات واضح لعامة الشعب أنه لا توجد لها صدى، وأن هذه التظاهرات لا يستجيب لها إلا الهشرات أو المئات، وأن الناس قد ملت من المظاهرات وتريد بناء الوطن، وتوفير فرص العمل وزيادة الدخل وحل مشاكلهم.
أرجو من هذه الجبهة أن تسعى للوصول السلطة من خلال الطرق التي تسلكها الأحزاب في العالم للوصول إلى السلطة عبر صناديق الانتخابات، وذلك من خلال انتشارها بين الجماهير بمختلف الوسائل المشروعة بالجماهير، وممارسة الديمقراطية الحقيقية التي يطالبون بها، والتي نراها في الدول المتقدمة.
أرجو أن يكون تعدد الأحزاب يمثل ثراء الحياة السياسية المصرية ويكون في صالح الوطن والمواطن، وأن تتنافس الأحزاب في خدمة الوطن والمواطنين، وتقديم البرامج لحلول المشاكل، وتقديم المقترحات للنهضة والبناء، فكما أن المنافسة في مجال الرياضة ترفع مستوى الفرق المتتافسة، فنرجو أن تكون هناك منافسة شريفة ترفع المستوى السياسي والفكري والتنظيمي للأحزاب، وكما أن التنافس بين الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية يكون في خدمة المستهلك لتقديم سلع ذات مستوى مناسب وأسعار مناسبة ليختار منها ما يناسبه، فنرجو أن يكون هناك تنافس بين الأحزاب لخدمة المواطنين، لكي ينضم بعضهم لما يناسب فكره، ويختار أفراد الشعب في الانتخابات ما يرى أنه يحقق أحلامه وطموحاته.
نرجو أن نتعاون ونتنافس لتحقيق البناء والنهضة والتقدم لمصر، لا نتصارع ونتخاصم، فهيا بنا جميعاً لنبدأ