المستضعفون في الأرض

'وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (٧٥)' [سورة النساء]

'إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (٩٧)' [سورة النساء]

اﻵية 75 تحث المسلمين على الجهاد في سبيل الله والمستضعفين الذين لا يستطيعون الخروج من القرية الظالم أهلها

اﻵية 97 تتحدث عن الذين ظلموا أنفسهم ولم يحاولوا الخروج من القرية الظالمة بحجة أنهم مستضعفين

هناك نوعان من المستضعفين
النوع اﻷول: 
يعلن عن ظلم الظالمين
لا يستطيع الخروج من القرية الظالم أهلها
يطلب من الله العون وأن يجعل لهم وليا ونصيرا
وهؤلاء من يطالبنا الله بنصرتهم ووجوب الجهاد لرفع الظلم عنهم

النوع اﻵخر:
هو الظالم لنفسه ﻷنه:
لم يعلن عن الظالمين 
لم يحاول الهجرة في أرض الله الواسعة هربا من الظلم الواقع عليه
لم يطلب العون من الله لرفع الظلم 
اكتفى بالسكوت على الظالمين
أولئك لهم جهنم وساءت مصيرا

'قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٢٤)' [سورة التوبة]
اﻵية 24 من سورة التوبة توضح أن اﻷهل والعشيرة والمال والتجارة إن كانوا أفضل من الجهاد فتربصوا
هل سيأتي من يخرج المستضعفين من هؤلاء اﻵباء واﻷبناء واﻷزواج من القرية الظالم أهلها فيدخلون في النوع اﻷول من المستضعفين
أم يكون هؤلاء هم الظالمين ﻷنفسهم ويقولون كنا مستضعفين في اﻷرض بوجود اﻵباء واﻷبناء واﻷزواج ويدخلون في النوع الثاني

اﻵيات الثلاث توجب الجهاد في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان

والله أعلم
والحمد لله رب العالمين

سحر زكي