الهجــــــــــــــــــــــــــــــــــرة
عرض النبي دعوته على أهل الطائف فرفضوا دعوته بل سلطوا عليه سفاءهم حتى دميت قدماه فإذا بملك الجبال يأتيه قائلا له: لو شئت أطبقت عليهم الأخشبين (جبلين من جبال مكة)، فقال النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين: لا لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبده، ثم حوصر النبي وأصحابه في شعب أبي طالب ثلاث سنوات لا يجدون إلا ورق الشجر طعاما لهم.
وجاء وفد المدينة للحج فعرض عليهم النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلموا وعادوا إلى المدينة مبشرين بالدين الجديد، إلى أن عاد وفد من المدينة في العام الذي يليه إلى مكة فأخبرهم النبي برغبته في الهجرة إليها على أن يقوموا بحمايته كما يحمون نساءهم وأبناءهم ولهم الجنة، وتمت بيعة العقبة الثانية التي تمثل العقد الإجتماعي بين النبي وأهل المدينة، وكانت الهجرة بداية التأريخ لدولة الإسلام.
فماذا فعل النبي في المدينة وكيف استقبله أهلها؟
يتكون مجتمع المدينة من:
<!--الأوس والخزرج وبينهما عداوة مستمرة يزكيها يهود المدينة للتربح من تجارة السلاح التي يجيدونها (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)
<!--المهاجرون وقد خرجوا بدينهم تاركين أموالهم وديارهم (وعليهم البحث عن عمل يكفيهم في مقامهم الجديد).
<!--اليهود (بنوالنضير – بنوقريظة – بنوقينقاع).
<!--أتباع عبدالله ابن أبي ابن سلول الذين يستعدون لتنصيبه حاكما للمدينة.
ماذا يفعل النبي في هذا المجتمع الذي تنتشر فيه العداوة بين أبنائه وماذا يفعل مع من يربح من تلك العداوة، وما موقفه من ابن سلول الذي كان يستعد لتولي حكم المدينة؟.
<!--آخى بين الأوس والخزرج.
<!--آخى بين المهاجرين والأنصار (جمع المسلمين مهاجرين وأنصار على كلمة سواء).
<!--وضع بنود المعاهدة التي تحكم العلاقة بين المسلمين ويهود المدينة حتى إذا ما خالف نصوصها أحد الطرفين يكون جزاؤه الطرد من المدينة طبقا لبنود المعاهدة، ووقع الطرفان على ذلك.
<!--تعامل النبي مع ابن سلول وأتباعه كما يتعامل مع المسلمين بعدما أظهروا إسلامهم أمام القوة التي وجدوها من وحدة الصف وعهدهم مع اليهود.
من خلال تلك الإجراءات التي كانت واضحة لأهل المدينة جميعهم استطاع النبي أن يبدأ في بناء دولة الإسلام الوليدة التي احتضنتها المدينة ودافع عنها المهاجرين والأنصار حتى تم فتح مكة في العام الثامن للهجرة.
لقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة أحب أرض إليه إلى المدينة التي أصبح أنصارها أحب الناس إليه حيث قال: لولا الهجرة لكنت إمرأ من الأنصار، و رجع الناس في مكة بالشاة والبعير ورجع الأنصار برسول الله إلى المدينة التي نصرت النبي ومنها انطلق الإسلام لينشر عدله في أرجاء الأرض.
وحقق النبي بهجرته:
<!--الحفاظ على دعوة الإسلام بنشرها وبناء دولتها.
<!--الحفاظ على المهاجرين والأنصار الذين حملوا عب نشر الدعوة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.
<!--التخلص من أعداء الأمة وهم يهود المدينة الذين نقضوا عهدهم مع النبي وتآمروا على قتله ونشروا العداوة بين المسلمين وانتهكوا حرماتهم وتحالفوا مع قريش لاحتلال المدينة.
<!--العودة إلى مكة فاتحا منتصرا.
<!--تطهير المسجد الحرام من الأصنام وألا يدخله بعد الفتح مشرك.
نسأل الله النصر والعزة للإسلام والمسلمين
والحمد لله رب العالمين
سحر زكي