ماذا بعد انقلاب 3 يوليو 2013
أولا: موعد الانقلاب في شهر يوليو وكأن العسكر يراهنون على أن يوليو شهر الانقلابات حيث كان انقلاب 1952 في 23 يوليو
ظن العسكر أن المصريين اليوم لم يستشعروا مرارة الانقلاب على مدي ستين عاما فأرادوا أن يعيدوا إلى أذهان الشباب مرارات الهزيمة منذ عام 1952 وحتى الآن ليفقدوا الأمل نهائيا في قدرتهم على التخلص من الاحتلال الأجنبي والهيمنة الأمريكية عن طريق حكم العسكر الموالين لأمريكا والكيان الصهيوني
ثانيا: القائمون على الانقلاب
وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي
شيخ الأزهر أحمد الطيب
ممثل حزب النور جلال المرة
الأنبا تواضرس ممثل الكنيسة
<!--وزير الدفاع ظن أن الجيش جيش أبيه وأمه فقرر أن يغامر بالجيش المصري حتى يصبح رئيسا لمصر ولن يكون لأن الخيانة تؤدي بصاحبها إلى الهلكة وقد أعماه بصره وبصيرته حين اتخذ أمريكا إلها له يأتمر بأوامرها ويجتنب نواهيها وهو لا يعلم أنها أول من ترمي به في أقرب سلة مهملات
<!--شيخ الأزهر ظن أن المصريين يقدرون الأزهر ودور الأزهر وهذا صحيح ولكن ليس التقدير لشيخ الأزهر الذي عينه مبارك المخلوع وكان عضوا في لجنة السياسات بالحزب الوطني، ليس لشيخ الأزهر الذي كان رافضا فكرة الخروج على الحاكم في عهد مبارك والآن هو يتآمر على الحاكم المسلم الذي اختاره الشعب بانتخابات نزيهة يشهد العالم بنزاهتها، ليس شيخ الأزهر الذي خان رئيسه وخان الأزهر الذي يمثل الدرع لمسلمي العالم، وغدا يأتمر شيخ الأزهر بأوامر الكنيسة التي تطالب بحذف مادة دين الدولة الإسلام
<!--ممثل حزب النور مقطب الجبين وهو اختيار تم بعناية حتى يعطوا انطباعا أن هذا العبوس الوجه هو من يمثل الإسلام، ممثل حزب النور يمثل الأحزاب السياسية على الساحة المصرية وكأن الساحة السياسية خلت من الأحزاب الإسلامية إلا من حزب النور
<!--الأنبا تاوضرس ممثل الكنيسة، اجتمعت كل نصارى مصر في شخصية تاوضرس في نظر وزير الدفاع، اجتمعت كل الأحزاب العلمانية والليبرالية والناصرية والاشتراكية لتمثل في شخصية تاوضرس،وإلا فلماذا لم يمثل حزب المصريين الأحرار أو حزب الكرامة أو غيرها من الأحزاب التي تدعي الليبرالية
ثالثا:ماوراء ممثلي الانقلاب
لاشك أن أمريكا هي وراء كل الانقلابات العسكرية التي تمت في الماضي والحاضر، وقد رأينا الزيارات المكوكية واللقاءات اليومية بين السفيرة الأمريكية في مصر وقادة الانقلاب بما فيهم وزير الدفاع، بالإضافة إلى زيارتها لميدان التحرير للإطمئنان على الطراطير الذين تسلقتهم لحدوث الانقلاب بنكهة شعبية
وأمريكا هي من اختارت ممثلي الانقلاب بعناية:
<!--وزير الدفاع عميل أمريكي صهيوني في مصر لضرب الجيش المصري في مقتل
<!--شيخ الأزهر يخشى على منصبه وتظن أن له تأثيرا في الشارع المصري
<!--حزب النور لا علاقة له بالسياسة من قريب أو بعيد كما أنه يؤثر السلامة حقنا للدماء، ولا أدري أية دماء يحقن دماء المسلمين أم دماء النصارى، دماء المسلمين أم دماء البلطجية مع أن المجلس العسكري أسال دماء كثير من المصريين ولم نر حزب النور يعترض على سياساته ويطالبه بحقن الدماء مثلما طالب الرئيس مرسي بحقن الدماء، ما لكم كيف تحكمون، تحكمون بإسلام أمريكا الذي تريده لكم أن يكون داخل المساجد ولا يتعداه إلى شئون الحياة، أن يقتصر على إطالة اللحية وتقصير الثوب واستخدام السواك ونقاب المرأة وعدم خروجها من البيت، فماذا عن إسلامنا نحن الذي عرفناه من قرآننا وسنة نبينا، إسلام القوة والعزة والكرامة والعدل والحرية، هل يريدون لنا إسلام العبيد لغير الله، أن نشرك مع الله إلها آخر هي أمريكا
<!--الأنبا تاوضرس يمثل الكنيسة المصرية التي هي امتداد لأقباط المهجر التي تريد دولة مسيحية على أرض مصر لأنهم أصل البلد والمسلمون يحتلون مصر ويجب مغادرتها وطرد المحتل المسلم وقد ظهر هذا الكلام على ألسنة كثير من نصارى الداخل والخارج
لقد أعطت السفيرة الأمريكية لكل ممثل من هؤلاء وعدا على لسان المتحدث باسمها وهو وزير الدفاع:
<!--أعطت لوزير الدفاع رئاسة مصر
<!--أعطت لشيخ الأزهر الأمان للمصريين وحقن الدماء
<!--أعطت لحزب النور الحفاظ على الشريعة والمادة الثانية من الدستور
<!--أعطت لتواضرس وعدا بمصر دولة علمانية تحكمها الكنيسة المصرية
ماذا بعد الانقلاب؟
<!--إعلان طرطور حاكما للبلاد
<!--إعلان توقف العمل بالدستور
<!--إعلان تجميد عمل مجلس الشورى المنتخب من الشعب
<!--إعلان وزارة كل الصلاحيات بيد وزير الدفاع (السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية بيده)
هل سمعنا للأحزاب التي أيدت الانقلاب صوتا
أصبحت مصر كلها بيد أمريكا وتحت تصرف السفيرة الأمريكية شعبا وقيادة
ثار الشعب وهم يعلمون أنه سيثور والمطلوب أن يثور، ولكن على من يثور الشعب وكم من الوقت يثور؟
سيثور الشعب على الطراطير الذين أدوا دورهم في الانقلاب ولم تعد أمريكا في حاجة إليهم فلتتركهم للشعب يقضي عليهم ولتركز في استكمال خطتها للسيطرة على كل مقدرات الدولة المصرية
<!--الصراع الأول: بين حزب النور وباقي الأحزاب الإسلامية الرافضة للإنقلاب
<!--الصراع الثاني: بين حزب النور والكنيسة على المادة الثانية من الدستور
<!--الصراع الثالث: بين الشعب المعارض للإنقلاب والمؤيد له
<!--الصراع الرابع: بين شباب تمرد وعواجير الأحزاب الكرتونية
<!--الصراع الخامس: بين الجيش والشعب
<!--الصراع السادس: بين مصر والقوى الإقليمية التي تريد الفشل للثورة المصرية حتى لا تنتقل إلى الشعوب العربية الأخرى وتطيح بعروش الطغاة من الحكام العرب
وبذلك يكونوا قد وضعوا الشعب المصري في مجموعة صراعات تقضي على كل القوى المتصارعة لتبقى قوة الصهاينة هي القوى المسيطرة على مفاصل الدولة المصرية
وقد تؤدي في نهاية الأمر إلى تقسيمها كما حدث في السودان ويحدث في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين
والعرب والمسلمون كما هم في بلاد نيام نيام، لا يبحثون عن مصادر قوتهم ويحاولون بها كسر شوكة أعدائهم المتربصين بهم
ومصدر قوتهم الوحيد هو الإسلام وكما قال الفاروق عمر رضي الله عنه كنا اذل قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
فهل نعود إلى مصدر عزتنا وقوتنا لنعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس أم نسير في فلك أعدائنا ويردوننا عن ديننا لتبقى الأرض مليئة بالظلم وسوء الأخلاق
إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده،ولم يترك الله الأرض للصهاينة والأمريكان ليعيثوا فيها فسادا ولكن يجب علينا أن نأخذ بأسباب العزة والنصر حتى ينصرنا الله
"وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم"
ثقوا في نصر الله لكم والله ناصر دينه بكم إن كنتم تستحقون النصر أو باستبدالكم إن فرطتم في الدفاع عن دينكم وأرضكم وعرضكم
"وما النصر إلا من عند الله إن الله لقوي عزيز"
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
مهندسة/ سحر زكي