authentication required


نــبــات الــغــاب ( الــــــــبـــــــــــــوص)

 

نبات الغاب من أهم النباتات المائية التى تنتشر فى جمهورية مصر العربية بكميات كبيرة، تستحق الدراسة لكيفية استخدامها فى تغذية الحيوانات المجترة عليها. نبات الغاب ينتشر فى معظم البحيرات، وعلى شواطئ الترع، والمصارف، والأنهار وله نفس المميزات لـ ورد النيل التى تساعده على الانتشار، منها التأقلم مع البيئة، والقدرة السريعة على الانتشار، القدرة الفائقة على التنافس، فهو يتميز بالسيادة على النباتات المائية المصاحبة له. وهذه النباتات ذات مجموع خضرى وفير، وذات إنتاجية عالية لوحدة المساحة، مما شجع الكثير من الباحثين على التفكير فى الاستفادة منها فى تغذية المجترات ، لحل جزء من مشكلة نقص الأعلاف الخضراء صيفاً.

يعرف نبات القيصوب بأسماء أخرى منها البردي، الغاب أو البوص والاسم العلمي له Phragmites australis ويعرف بالإنجليزي Common Reed وهو نبات معمر (أي ان دورة حياته تمتد إلى أكثر من سنتين)

له سيقان أرضية رايزوميه تمتد من 40- 100سم وربما تصل إلى 200سم داخل التربة ويتراوح طوله في الغالب من 2إلى 4أمتار. يقال ان موطنه الأصلي هو أمريكا وهو نبات عالمي الانتشار حيث ينتشر في جميع المناطق الباردة والصحاري المدارية الرطبة مثل أفريقيا، بعض دول آسيا، المكسيك، تشيلي، الأرجنتين وبعض البلاد الأوروبية،

ينمو النبات في المناطق التي تتجمع بها مياه الصرف الصحي أو في المناطق المنخفضة التي تتجمع بها مياه الأمطار أو بتلك المناطق ذات مستوى الماء الأرضي المرتفع،

يعطي هذا النبات أزهاراً في صورة سنبلية تنتج عدداً كبيراً من البذور، ويتكاثر إما بالبذرة أو بالساق الرايزومية. وتلعب الرياح دوراً أساسياً في انتشاره حيث تنتقل البذور من مكان إلى آخر بواسطة الرياح ومن ثم تنبت هذه البذور عند سقوطها في بيئة زراعية عالية الرطوبة.

الخصائص الكيميائية لهذا النبات
أنه يحتوي على طاقة عالية حيث ان كل 100جرام تحتوي على 415سعرة حرارية (كالوري) وكذلك على كميات عالية من الدهنيات والنشويات والألياف. بالإضافة إلى بعض العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والمغنسيوم وعدد من الفيتامينات مثل فتامين B2, B1, C, A.

استخداماته البيئية
من أهم استخدامات الغاب (القيصوب) البيئية هو استخدامه في معالجة مياه الصرف الصحي وإزالة الروائح الكريهة منها وتنقيتها في كثير من البلدان الأوروبية مثل بريطانيا، الدنمارك، وبعض الدول العربية مثل مصر. وهناك بحث يجري الآن في محطة الأبحاث والتجارب الزراعية التابعة لكلية الزراعة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية. ويتلخص دور النبات في ان جذور وريزومات هذا النبات تقوم بدور العائل للبكتيريا الهوائية والبروتوزوا، حيث يقوم النبات على امتصاص الأكسجين من الهواء الجوي عبر خلايا Aeronchyba

 

ومن ثم انتقاله إلي الجذور الريزومات أسفل وحقنه إلى داخل بيئة النمو بمعدل يصل إلى 50جراماً في المتر المربع في اليوم الواحد وبالتالي رفع نسبة الأكسجين الذائب في البيئة إلى أكثر من 100ضعف ومن ثم يقوم هذا الأكسجين بأكسدة المادة العضوية الموجودة في مياه الصرف الصحي وبالتالي تقليل الروائح الكريهة. بالإضافة إلى ذلك فإن النبات له مقدرة على امتصاص العناصر السامة Toxic heavy metals الموجودة بالمادة العضوية لمياه الصرف الصحي مثل الرصاص، الكادميوم، الزرنيخ وغيرها.

التحكم في نموه والتخلص منه
يمكن التحكم في نمو الغاب (القيصوب) والتخلص منه بطريقتين:
أولاً: المكافحة الميكانيكية:
يعد التخلص من نبات الغاب (القيصوب) أمراً صعباً ولكن يمكن اتباع التوصيات الآتية:
- إيقاف تدفق المياه وردم المستنقعات وتجفيفها نهائياً يعد من أهم خطوات المقاومة.
- الحرق يعد عملية غير مجدية للإزالة نسبة لوجود الجذور تحت الأرضية والتي لا تتأثر بالحريق بل يزداد نموه بعد الحرق بسبب زيادة تفرع الريزومات.
- الحرث، القطع والجز عمليات غير مجدية بعد نمو الغاب (القيصوب) بسبب تعمق الريزوم في التربة إلى مسافات بعيدة تصل أحياناً إلى المترين.

ثانياً: لمكافحة الكيميائية:
بعد الحش يتم الانتظار لحين نمو مجموع خضري جيد للنباتات بارتفاع بين 30- 50سم ومن ثم يتم رشه بمحلول تركيزه 2% من مبيد جلايفوسيت 41% على ان يراعى الرش الجيد لكل المجموع الخضري حيث ان المبيد سوف يمتص عن طريق المجموع الخضري ثم ينتقل إلى الأجزاء الأرضية وبالتالي قتلها.- يتم تكرار الرش مرة ثانية بنفس المبيد والتركيز عند نمو المجموع الخضري للمرة الثانية وذلك للقضاء على ما تبقى من ريزومات.

استخدام الغاب فى تغذية المجترات
الاسم الإنجليزى: Reeds grass

الاسم العلمى:Arundo domax,l


فى دراسة أجراها شحاتة وآخرون فى سنه 1988 وجد الغاب الأخضر يحتوى على 35% مادة جافة، 10% بروتينا خاما، 31.4% أليافا خاما، 3.1% مستخلصا إيثيريا، 45% كربوهيدرات ذائبة، 10.4رمادا على أساس المادة الجافة، وان القيمة الغذائية له المقدرة بواسطة الأغنام كانت 45.5% مواد غذائية مهضومة، 5.50% بروتينا مهضوما.


فى دراسة أخرى على استخدام دريس الغاب المجروش فى الأعلاف المتكاملة وجد تاج الدين وآخرون سنة 1989 أن المادة الجافة المستهلكة والقيمة الغذائية تزداد بإضافة المركزات، وانه يمكن المجروش فى صناعة الأعلاف المركزة بنسب (50 : 50) (مالئا : مركزا) حيث المادة الجافة المستهلكة، والقيمة الغذائية مقدرة على الأغنام 1.7كجم / رأسا / يوما، 53.4% مواد غذائية مهضومة، 10.2% برونينا مهضوما على الترتيب.
وفى دراسة مقارنة بين دريس ورد النيل، تبن الفول ودريس البرسيم

(برسيم رباية) بنسب 40% من الأعلاف المتكاملة (40 : 60 مالئا : مركزا) وتأثير ذلك على القيمة الغذائية، والكفاءة الغذائية، لإنتاج اللبن من الأبقار الفريزيان وجد أن القيمة الغذائية للأعلاف المتكاملة المحتوية على تبن البرسيم وكانت أقل استهلاكاً من العلائق المحتوية على الغاب (0.9 كجم) فى حين كانت المحتوية على دريس البرسيم ، وتبين الفول متساوية (1.9 كجم) والمحتوية على ورد النيل (1.7 كجم). وعند تغذية أبقار

الفريزيان بها وجد أن حيوانات اللبن لا تقبل على التغذية على الأعلاف المتكاملة المحتوية على دريس ورد النيل (نبات كامل) مما أثر تأثيراً كبيراً فى انخفاض إنتاج اللبن، مما يوضح عدم كفاءة استخدام نبات ورد النيل الكامل فى تغذية حيوانات اللبن ، ولكن يمكن استخدامه فى تغذية الأغنام فى الأعلاف المتكاملة بنسب من 30 إلى 50%.


وفى دراسة أجراها الخولانى (رسالة ماجستير – جامعة المنصورة، 1998) بعنوان "إحلال نباتات الغاب محل الذرة السكرية أو البرسيم فى علائق الماعز الحلاب"، وأظهرت النتائج أن الغاب يحتوى على 35.48% مادة جافة، 12% بروتين خام، 31% ألياف خام، 1.2% دهن خام، 46.6% المستخلص الخالى من الأزوت، 9.2% رماد حيث أتضح أن محتوى الغاب من البروتين الخام (12.0%) أعلى من السورجم (الذرة السكرية) (10.1%) والبرسيم (10.9%) والدريس (11.2%) وقش الأرز (3.30%).

نستخلص من نتائج هذه الدراسة أن الغاب الأخضر يمكن استخدامه كمصدر رئيسى للأعلاف الخضراء فى فصلى الشتاء والصيف حيث أعطى نتائج فى الهضم وإنتاج اللبن وبعض قياسات الكرش والدم متقاربة مع البرسيم كعلف أخضر شتوى ومتفوقة أحيانا على السورجم كعلف أخضر صيفى.
ومن الدراسات التى أجريت على استخدام الغاب فى تغذية المجترات وجد أنه يمكن الحصول على 4-5 حشات فى العام ، وأنه يمكن تغذية الحيوانات المجترة عليه فى صورة طازجة ، كمادة علف خضراء صيفاً، أو يمكن تجفيفة شمسياً، وجرشة ، وإدخاله فى تصنيع الأعلاف المتكاملة مع الأعلاف المركزة بنسبة (70:30) أو (50:50).


وفى بحث بعنوان "التقييم الغذائى للسيلاج المصنع من نباتات الذرة والغاب بواسطة الماعز" قام به معهد بحوث الإنتاج الحيوانى

وتم نشر هذا البحث بالمؤتمر الأول للإنتاج الحيوانى والسمكى المنعقد يومى 24و25 سبتمبر 2002م بكلية الزراعة جامعة المنصورة ،

 

حيث أجريت هذه الدراسة لبحث تأثير استبدال نباتات الغاب محل نباتات الذرة عند عمل السيلاج على المأكول وهضم المركبات الغذائية والقيمة الغذائية. وقد تم استخدام عدد 16 ذكر ماعز زرايبى تام النمو متوسط أوزانهم 40 كجم حيث وزعوا عشوائياً لأربعة مجاميع (4 بكل مجموعة)، وقد تم استبدال نباتات الغاب بنبات الذرة عند تصنيع السيلاج بالنسب التالية: صفر% (سيلاج 1) ، 35% (سيلاج 2) ، 70% (سيلاج 3) وأخيراً 100% (سيلاج 4).
أظهرت النتائج أن الكربوهيدرات الذائبة والدهن قد إرتفعا مع سيلاج الذرة بينما الألياف الخام ارتفعت مع سيلاج الغاب (30.3%) مقارنة بسيلاج الذرة (27.5%). زادت نسبة اللجنين الذائب فى الحمض (ADL) فى السيلاج المصنع من الغاب بينما ارتفعت نسبة الألياف الذائبة فى الحمض (ADF) فى سيلاج الذرة مقارنة بالغاب.

أظهرت سيلاج المخاليط (فى العليقة الثانية والثالثة) زيادة فى معدل الاستهلاك اليومى مقارنة بسيلاج الغاب وسيلاج الذرة، وقد حققت العليقة الثانية زيادة تقدر بحوالى 10% و 8% عن كل من سيلاج الغاب وسيلاج الذرة على التوالى. كما زاد معدل استهلاك المياه مع زيادة نسبة الغاب (100، 70، 35%).
ارتفعت معاملات هضم المركبات الغذائية مع عليقة السيلاج الثانية (65% أذرة + 35% غاب) مقارنة بالعلائق الأخرى، أما عند مقارنة سيلاج الذرة بسيلاج الغاب فقد لوحظ أن معظم معاملات الهضم (المادة الجافة – المادة العضوية – الألياف الخام – الكربوهيدرات الذائبة) لم تختلف معنوياً بين النوعين، لكن زاد معامل هضم البروتين و الدهن مع سيلاج الذرة مقارنة بسيلاج الغاب وكانت الزيادة معنوية.
أظهرت قياسات القيمة الغذائية متمثلة فى المركبات المهضومة الكلية ومعادل النشا والبروتين المهضوم أقل القيم مع سيلاج الغاب وكانت الزيادة معنوية.


أظهرت قياسات القيمة الغذائية متمثلة فى المركبات المهضومة الكلية ومعادل النشا والبروتين المهضوم أقل القيم مع سيلاج الغاب بينما لم توجد اختلافات معنوية بين العلائق الأخرى.
تحققت زيادة معنوية فى الغذاء المأكول مقدراً كمادة غذائية مهضومة كلية أو كبروتين مهضوم مع عليقة السيلاج الثانية (65% ذرة +35% غاب)

مقارنة بكل من سيلاج الغاب أو الذرة كل على حده.
من هذه الدراسة نستخلص أن السيلاج المصنع من خلط الذرة والغاب سويا هو الأفضل.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 6302 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2013 بواسطة yassen2010

ساحة النقاش

yassen2010
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

99,317