جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
عرضنا فى تحقيق سابق وقوع بعض المصريات فريسة لغجر الأردن (النور)، واكتشافهن بعد السفر للأراضي الأردنية أنهن مجبرات على العمل فى الدعارة والتسول لجلب المال للأزواج الذين قاموا بخداعهن ليصبحن حلقة فى منظومة عصابات النَوَر .
والحقيقة أن مسلسل الخداع لا يقوم به الزوج الأردني فقط ولكن يشارك فيه سماسرة مصريون متمثلين فى سيدات مسنات احترفن العمل فى الاتجار بالفتيات عن طريق زواج الصفقة الذي تقع البنت المصرية ضحية له.
جيزة عمان رايح جاى...... وتعتبر الست (صباح خميس ) التى كانت تسكن هى وعائلتها منطقة (كفر الجبل بشارع الهرم بمحافظة الجيزة) من أوائل المصريات اللاتي تزوجن من نورى أردنى منذ 25 عاما، لكنها لم تعش كثيرا في دور الضحية ولم ترفض كبقية الضحايا الدور الذي رُسم لها والذي أحضرت من القاهرة خصيصا للقيام به.
بل قررت المشاركة في الإيقاع بالمزيد من الضحايا واحترفت مهنة السمسرة هى وباقى عائلتها ليقوموا بتوريد الفتيات المصريات من بعض القرى الفقيرة فى محافظة الجيزة للزواج من نَوَر أردنين، فكانت البداية مع بنات أخواتها.. ثم الجيران، وعندما تحول الأمر لتجارة مربحة انتقلت لقرى دهشور بمنطقة البدرشين بالجيزة لانتقاء الفتيات وتعددت رحلاتها طوال العام بين مصر وعمّان لمباشرة نشاطها المشبوه.
كلمة السر ***** فجر ****لم أتمكن من مقابلتها ،نظرا لأنها تقيم فى الأردن، لكني استطعت التواصل مع إحدى ضحاياها من خلال فجر الخضيرى ،المنسقة الميدانية لجمعية حواء المستقبل، التي تعمل ضمن مشروع مناهضة الاتجار بالنساء مع سيدات تعرضن للانتهاك على أيدى أثرياء عرب وأيضا المعرضات لخطر الإتجار.
تقول فجر : " لم نكن نعرف فى البداية أن هذه العائلة متخصصة فى توريد النساء لنور الأردن إلا بعد أن توصلنا إلى الحالة (س .م 28 سنة)، وطلبت مساعدتنا الاجتماعية والقانونية للحصول على الطلاق من زوجها النورى الأدرنى .
حاولت مقابلة هذه السيدة لمعرفة المزيد عن هذه العائلة فرفضت التواصل معى بشكل مباشر وروت حكايتها من خلال فجر قائلة:
وقتها كان عمرها 23 عاما ولم أكن أعرف صباح بتشتغل إيه، ولكنها أقنعت أمى أن لديها عريس أردنى لقطة هيخرج عائلتى من الفقر وهيدفع مهر كبير، وهعيشني فى الأردن أحسن عيشة زى خالتى صباح .
وافقت أمى لأنها كانت تثق فى خالتى خاصة وأن العريس شابا في مثل سني. صحيح كان هدفها الأساسي أن أتزوج أنا و أخواتى من عرب حتى نتخلص من الفقر، لكن ما يضرش طالما الجواز شرعي والعريس مش عجوز زي ما بنسمع.
وعندما وصلت الأردن فوجئت إن المكان الذى أسكن فيه مجرد خيمة فى الصحراء وتساءلت " هو أنا سيبت بيت أمى عشان أسكن فى خيمة وفى الصحراء؟! "
ولم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة فقد فوجئت أنني مطلوب منى العمل فى الدعارة عندما قال زوجي " اللى يرمى لك أى ورقة خديها ومتقوليش لأ .. خالتك عارفة النظام ولازم تعملى زيها ".
وتضيف: حتى أتخلص من "علقة" كل يوم يجب أن أسمع الكلام وأعود يوميا بمبلغ 150 دينار، لم يكن يسألنى عن كيفية الحصول على هذا المبلغ فكل الوسائل متاحة لى دون قيد أو شرط، فكنت أعمل فى الدعارة وأقوم بعمل وشم الحناء وأتسول وكل هذه الأنشطة تتم تحت إشرافه .
كلهن صباح .......(س .ع) ،ابنة شقيقة صباح، .. هربت إلى ليبيا عن طريق أصدقاء زوجها ولم تستسلم لمصيرها الذي أرادته لها خالتها، عملت عاملة فى أحد المنازل ومن هناك استطاعت العودة إلى مصر وعلى الفور قررت رفع دعوى طلاق من زوجها الأردنى .
تقول : بالرغم من أن المعلمة صباح لديها 5 بنات يحملن الجنسية الأردنية، لكنها لم تكن تسمح أن تمارس إحداهن هذه الأنشطة، فكانت تخفيهن أثناء حفلات السكر التي يقيمها زوجها يوميا لأصدقائه، وهذا لا يقتصر على بنات صباح وحدها فبنات النور الأدرنين يتعاملن أفضل معاملة والمصريات خادمات لهن وعليهن العمل للإنفاق على بنات ورجال النور..!
وتعلق فجر: الغريب أن أمها تنتظر طلاق ابنتها بفارغ الصبر حتى تزوجها من آخر سعودى..!
أما م .ع شقيقة (س) ،التي تعيش منذ 6 سنوات في الأردن ، فلم تستطع الفرار مثل شقيقتها بعد أن خصص زوجها أشخاصا لمراقبتها أثناء تسولها طيلة النهار مقابل 200 دينار أردنى، وفى الليل يجبرها على مضاجعة أغراب فى الخيمة التى يعيشون فيها مقابل مبلغا آخر.. وكلما شكت لأحد من عائلتها يقول لها " عيشى زى ما خالتك عايشة ".!.
زواج وأنتقام .........لم تكن كفر الجبل القرية الوحيدة التى تتزوج بناتها من نور الأردن، فقرية طموه بمركز أبو النمرس من أكثر القرى التى تتاجر ببناتها وتزوجهن بعرب بنور الأردن ،على الرغم من أنها قرية ليست بالفقيرة ومعظم السكان متعلمين تعليم متوسط ويعملون فى التجارة والمقاولات وأكثرهم عمال فى مصانع الغاز، ومعظمهن يتزوجن داخل مصر ولا ينجبن لأنهن يعلمن أنه تجارة في صورة زواج.
تشير فجر أنها تمكنت من مقابلة حالة واحدة من خلال إحدى الندوات الدينية عقدتها داخل طموه، حيث تزوجت من نورى وقامت بسرقته عندما جاء إلى مصر وجاءت ببلطجية لضربه وسرقة أمواله بعدها عاد للأردن دون رجعة، وكان مبررها لذلك: " كان عايزنى أعمل حاجات وحشة وانا مرضتش وكان لازم انتقم ".
يذكر أن دراسة وصفية أعدتها جمعية حواء المستقبل لرصد "زواج الصفقة" بمراكز البدرشين والحوامدية وأبو النمرس بمحافظة الجيزة ،صدرت مسودتها الأولى فى يونيو 2011، تنامي الظاهرة بعد الثورة، حيث أثبتت أن مركز الحواميدية يحتل المركز الأول وخاصة قرية منى الأمير التي وصلت النسبة فيها إلى 14.9% ، يليها قرية العزيزية بمركز البدرشين حيث تبلغ 10.1%. ثم قرى أبو لاشين (8.9%) والسهران (7.8%) والحوامدية (7%)، وقد بلغت نسبة زواج الفتيات من عرب ،18 سنة فأكثر، فى قرية ميت قادوس مركز أبو النمرس 6.8% وتكون بذلك قد احتلت المرتبة السادسة .
ساحة النقاش