جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أجرت شركة سيسكو سيستيمز الامريكية وهي واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم( قيمة أصولها87 مليار دولار) دراسة ميدانية بشأن مستقبل الشبكات التليفزيونية... فماذا كانت نتائج هذه الدراسة؟
الدراسة خلصت إلي أن هذه الشبكات ستموت- نعم ستموت- في غضون عشرين عاما من الآن.
وأوضحت الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من خبير تليفزيوني عالمي أن ثمة منظومة جديدة ستحل محل هذه الشبكات, هذه المنظومة عبارة مضمون إعلامي محوسب سيجري تكييفه وتفصيله وقولبته حسب تفضيلات المشاهد.
ومع اختفاء الشبكات ستختفي علي الأرجح أمور تقليدية كثيرة... امور مرتبطة بطقوس المشاهدة التليفزيونية.. ستختفي القنوات وأجهزة التحكم عن بعد( الريموت كنترول) وحتي غرفة المعيشة المخصصة لمشاهدة التلفاز!!.
وإجمالا خلصت الدراسة إلي النتائج التالية
1- ستختفي القنوات التليفزيونية وسيحل محلها انهار من مضامين إعلامية تحت الطلب تنبع من مكتبات تحتوي علي مضامين لا حد لتنوعها سيختار منها المشاهد ما يشاء حسب ذوقه.
2- ستختفي أجهزة التحكم عن بعد وستحل محلها أجهزة تستطيع استيعاب الأوامر الصوتية ولغة الإشارة والإيماءات بل ويمكنها فهم مزاج المستخدم.
3- ستكون شاشات التليفزيون في كل مكان وستكون انحف( أقل سمكا) وستكون من الانتشار إلي حد انه ستكون هناك ساعات يد مزودة بشاشات.
4- ستتغير طبيعة الإعلانات لتصبح إعلانات ذكية أي لاتذهب إلا إلي جمهورها المستهدف أي أن المشاهد لن يري إلا الإعلان المتناسب مع مستواه الاقتصادي والاجتماعي.
5- سيكون للمشاهد القدرة علي التدخل بشكل مباشر في العروض التليفزيونية بما في ذلك تحديد نهايات المسلسلات( يقال للمشاهد مثلا إن الحلقة الأخيرة من المسلسل ستكون يوم الجمعة المقبل وأمامك حتي يوم الثلاثاء لاقتراح اتجاه النهاية).
ببل جيتس والتليفزيون
وأكد قطب صناعة البرمجيات الملياردير بيل جيتس خلال مشاركته في إحدي جلسات المنتدي الاقتصادي العالمي أن الانفجار الراهن في المحتوي المرئي علي الانترنت والاندماج الراهن بين أجهزة التليفزيون وأجهزة الكمبيوتر الشخصية سيؤدي لا محالة إلي تثوير التليفزيون لدرجة انه خلال بضع سنين سنضحك علي الطريقة التي نشاهد بها التليفزيون حاليا أو هكذا يقول.
فالذي يحدث الآن أن الناس في شتي أرجاء العالم صارت تقضي أمام التليفزيون وقتا اقل من ذي قبل مع انتشار الانترنت الفائق السرعة وإبهار مواقع الفيديو مثل موقع يوتيوب.
هذا الأمر يعني أن الناس ستبحث أكثر فأكثر عن الوسيلة الإعلامية الأكثر مرونة في عرض المضمون الإعلامي المرغوب بدلا من البرامج التليفزيونية الثابتة.
باختصار فانه إذا كان القرن الماضي هو قرن التليفزيون بامتياز فان القرن الحالي هو قرن الانترنت
لكن تاريخ الإعلام العالمي يعلمنا حكمة طالما أثبتت رسوخها الا وهي إن وسائل الإعلام تكمل بعضها بعضا وتتكيف مع بعضها البعض حتي وان بدا هذا التكيف صعبا.
ارباح سي ان ان
فقد كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز عن أن شبكة سي ان ان الإخبارية الأمريكية( التي ابدعت فكرة المحطة الإخبارية المفتوحة24 ساعة يوميا) حققت في العام المنصرم أعلي أرباح في تاريخها البالغ ثلاثين عاما, وذلك رغم كل ما يقال عن تداعيات الأزمة المالية العالمية ورغم تهاوي شعبية برامجها الشهيرة في الولايات المتحدة وصعود نجم الانترنت.
فقد بلغت قيمة الأرباح التشغيلية للشبكة حوالي خمسمائة مليون دولار وهو أعلي مستوي ربحية في تاريخها.
ويتمثل السر الأعظم لاستمرار نجاح شبكة سي إن إن في أنها تستجيب تماما للنهم الخبري للباحثين عن تفاصيل الأخبار الطارئة أي هؤلاء الذين يمسكون بالريموت كنترول ويبحثون سريعا عن تفاصيل أي واقعة تحدث.
باختصار فان سي ان ان تعتبر أن الخبر هو النجم وفي المقابل فان المحطات المنافسة تعتبر أن النجم التليفزيوني هو سر النجاح, والواقع ان سي ان ان بدأت تجرب هذه الخلطة لكنها لم تفلح معها حتي الآن.
فإذا كان هذا هو واقع تحديات صناعة التليفزيون العالمية فماذا عن واقع المحطات الإخبارية العربية والناطقة بالعربية مثل قنوات الجزيرة والعربية وبي بي سي و الحرة إلخ...
تحديات التحديات
بالتأكيد فان هذه القنوات تواجه مفارقة غريبة الأطوار, فبحكم الأحداث السياسية الزلزالية التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط, فانه من المفترض أن هذه القنوات تعيش الآن أزهي عصور التغطيات الإعلامية.
لكن رغم صحة هذه الفرضية فإن الواقع يشي بأن جملة تحديات هائلة تواجه هذه المحطات في الوقت الراهن أهمها:
1- تحدي التكيف السريع مع أحداث ووقائع ومستجدات لم يسبق لها مثيل علي صعيد الخبر والرأي والاعتبارات المهنية والسياسية.
2- تحدي التقلب الشديد وحدة الاستقطاب في المزاج العام السائد في الشارع العربي بحكم سخونة الأحداث ومصيريتها وثوريتها( غلبة منطق من ليس معنا فهو ضدنا) فكل تيار سياسي أو فكري في المنطقة العربية يبدو وكأنه يريد من كل وسيلة إعلام أن تكون في صفه قلبا وقالبا وإلا كانت غير موضوعية بل وربما اتهمت هذه الوسيلة بالعمالة والتحريض.
3- تحدي صعود نجم العشرات من القنوات المحلية التي تسلط الأضواء علي كل كبيرة وصغيرة في البيئة المحلية الضيقة وهو ما يجعل المشاهد في أحيان كثيرة لا يلجأ إليها إلا عند الرغبة في متابعة الأحداث العالمية أو الإقليمية الكبري.
4-تحدي مسايرة التكنولوجيات الحديثة في عالم صناعة التليفزيون.
حكاية ستيف جوبز مع التليفزيون
وقد كان للعبقري التقني الأمريكي الراحل ستيف جوبز حكاية مع قصة تطوير التلفاز.
فقد كشفت السيرة الذاتية لجوبز- مؤسس شركة الإلكترونيات الامريكية العملاقة آبل- أنه تحدث مع معد سيرته الذاتية عن نجاحه في حل المشكلات التي تواجه إنتاج جهاز تليفزيون تفاعلي أي تلفاز يتفاعل مع مشاهديه.
وقد أثار الكشف عن هذه المحادثة التي روي تفاصيلها والتر إيزاكسون معد سيرة الراحل ستيف جوبز تكهنات بشأن احتمال طرح آبل جهاز تليفزيون تفاعليا عما قريب.
كانت السيرة الذاتية لمؤسس آبل قد طرحت في الأسواق أخيرا وقد أعدها إيزاكسون بعد أن أجري حوالي40 مقابلة مع الراحل للاتفاق علي المراحل الأساسية في حياته بدءا من سنواته الأولي كابن بالتبني وحتي الشهور الأخيرة من حياته عندما كان يسابق الزمن لتطوير منتجات حديثة في الوقت الذي كان يترقب فيه الموت بسبب إصابته بالسرطان.
ومن أبرز ما كشفه الكتاب الذي حمل عنوان ستيف جوبز أنه كان من بين أهداف صاحب آبل الدخول إلي سوق التليفزيون وتغيير ملامحه كما فعل بجهاز آي بود في قطاع الموسيقي وجهاز آي فون في سوق الهاتف المحمول. وفي حين حاولت آبل ومنافستها جوجل في الماضي الاعتماد علي الإنترنت من أجل تحويل التليفزيون التقليدي إلي تفاعلي, إلا أن الفشل في إنتاج أجهزة تليفزيون قادرة علي الاتصال بالإنترنت كان المشكلة الأساسية التي تواجه جوبز.
تليفزيونات ذكية
كما تأمل شركة توشيبا اليابانية للإليكترونيات أن تجعل من السهل بالنسبة لمشاهد التليفزيون أن يشاهد برامجه المفضلة في الوقت الذي يريده دون أي عناء.
وتم تزويد التليفزيونات الجديدة التي تنتجها الشركة بكاميرا مدمجة يمكنها التعرف علي أربعة مستخدمين بحيث يقوم التليفزيون تلقائيا بضبط الإعدادات التي يفضلها كل منهم من حيث مستوي الصوت ودرجة الإضاءة بل وعرض قائمة القنوات التي يحبذها كل مستخدم منهم.
وتقول الشركة إن هذا الجهاز يمكنه أيضا التعرف علي هوية مشاهده, كما أنه مجهز بمعالج سيفو إينجين الذي يمكنه تحويل الصورة ثنائية الأبعاد إلي صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد.
وزودت شركة توشيبا هذا الجهاز أيضا بخاصية تسجيل كل ما هو معروض علي الشاشة علي وحدة ذاكرة مدمجة سعة500 جيجابايت فضلا عن تكنولوجيا عرض خاصة يمكنها التحكم في درجة الإضاءة في كل جزء من أجزاء الشاشة بشكل منفصل.
باختصار سيكون تليفزيون المستقبل منقطع الصلة تماما عن تلفاز الحاضر هذا إن ظل التليفزيون علي قيد الحياة أصلا!!!!!.
خطف الأضواء
فقد أظهرت دراسة سنوية عالمية نشرت نتائجها وكالة الأنباء الألمانية أن الإنترنت خطف الأضواء من كل أنواع وسائل الإعلام الإخبارية الأخري. ووجدت هذه الدراسة السنوية التي أجريت لحساب ما يعرف بمشروع بيو لاستطلاع المواقف العالمية حول حالة وسائل الإعلام الإخبارية أنه وللمرة الأولي في عام2010 تقلص جمهور الإذاعة والتليفزيون والصحف والمجلات بينما كانت شبكة الإنترنت الوسيلة الوحيدة التي تشهد نموا في الإقبال.
كما وجدت الدراسة آن أغلبية من شملتهم الدراسة في الولايات المتحدة وللمرة الأولي يحصلون علي مزيد من الأخبار عبر شبكة الإنترنت بدلا من الصحف وأن الإنترنت يضيق الهوة مع التليفزيون كمصدر للأخبار في الولايات المتحدة.
وذكرت الدراسة ان وسائل الإعلام الإخبارية وصلت إلي نقطة قمة طال توقعها حيث فاقت إيرادات الإعلان علي الانترنت لنظيرتها في الصحف وذلك للمرة الأولي في عام2010 إلا أن قسما كبيرا من هذه الإيرادات يذهب إلي جامعي الأموال علي الشبكة العنكبوتية مثل شركة جوجل وياهو وآبل تاركة مؤسسات الأخبار التقليدية في عجز كبير.
هوليوود علي الخط
كما كشفت ستة من أكبر أستوديوهات هوليوود عن خدمات فيديو رقمية جديدة تسمي ألترافيوليت( أي فوق البنفسجية) تسمح للمستخدمين بشراء أفلام يمكن أن يعرضوها علي أجهزتهم والمشاركة مع عدد يصل لستة أشخاص فيما وصف بأنه ضربة أخري للتلفاز.
وتؤيد الخطة الجديدة شركات: وارنر برانزرز و بارامونت بيكتشرز و سوني بيكتشرز و تونتي سينشري فوكس و يونيفرسال بيكتشرز.
وقال ميتش سينجر كبير مسئولي التكنولوجيا بشركة سوني بيكتشرز وهو مدير تنفيذي هام يقف وراء مشروع ألترافيوليت لصحيفة لوس أنجليس تايمز إن المستخدمين ذوي المهارة العالية يقومون بالفعل بتنزيل المحتوي وعمل نسخ ومشاهدتها علي أي جهاز يريدونه.
ووفقا للخطة, فإن المستخدمين لن يشتروا أسطوانة أو ملفا رقميا, ولكنهم سيحصلون علي حق الدخول علي المحتوي المخزن علي أجهزة خوادم برنامج ألترافيوليت ليضمنوا مشاهدته علي أي جهاز متصل بالإنترنت.
البعد الثلاثي
يأتي ذلك فيما تأمل صناعة الإلكترونيات المنزلية أن يكون الاتجاه الكبير المقبل في عالم أجهزة التليفزيون هو المشاهدة ثلاثية الأبعاد. ومع هذا, فإنه إلي الآن لا يزال التوجه بين المشترين المحتملين ضعيفا. وجذب فيلم جيمس كاميرون آفاتار ملايين المشاهدين لدور العرض في أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة فيلمه الرائع علي الشاشة الكبيرة, كما أنه صنع حالة ولع جديدة جديدة بتقنية الأبعاد الثلاثية.
ومع هذا, لم تصب هذه الإثارة التي حققها آفاتار إلي الآن في صالح أجهزة التليفزيون الثلاثية الأبعاد المنزلية, حيث لا يزال المستهلكون المحتملون حذرين. وتقدر الرابطة الاتحادية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوسائل الإعلامية الجديدة( بيتكوم) بألمانيا أن أسرة من بين كل خمس أسر ستمتلك تليفزيونا ثلاثي الأبعاد بحلول عام2015.
وتصل هذه الأرقام إلي ثمانية ملايين وحدة, لكن مصادر صناعية في البلاد تقول إن المبيعات منذ مارس الماضي بلغت ما إجماليه53 ألف جهاز فقط.
المصدر: الاهرام المسائى
ساحة النقاش