جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الأوضاع في سيناء وعلى الحدود المصرية الإسرائيلية وصلت لقمة توترها ولا تدعو للتفاؤل، إسرائيل تهدد بل وتقوم بعملية عسكرية راح ضحيتها 3 جنود مصريين ، وأصبح العالم كله يترقب ما سيحدث خلال الأيام القادمة.
هجوم مسلح في إيلات على حافلتين أدي لمقتل 10 وإصابة 26 إسرائيليا، دارت بعدها معركة عنيفة بين مسلحين وأفراد من الجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود المصرية، وتطورت الأمور سريعاً جداً ، ومع حلول الليل .. قامت طائرة إسرائيلية بمطاردة مشبوهين عند طابا واطلقت النيران عليهم، وطالت هذه النيران التى جرت بشكل عشوائى، عدداً من أفراد القوات المصرية المتواجدة، مما أدى ذلك إلى استشهاد ضابط بالقوات المسلحة من قوات حرس الحدود، بالإضافة إلى استشهاد جنديين بالأمن المركزى وإصابة آخرين حسبما أكد مصدر عسكري ، ومنذ قليل ، أعلن المصدر نفسه لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، أن الأجهزة الأمنية المصرية المعنية تقوم حاليًا بتمشيط المناطق الحدودية، بجانب تشديد الحراسات على الحدود مع إسرائيل ، وأوضح المصدر، أن هذه الإجراءات الأمنية تأتى عقب الأحداث التى تشهدها سيناء حالياً ، كما أشار المصدر إلى أن ملثمين قاموا بمهاجمة كمين تابع للقوات المسلحة عند منطقة "الريسية"، وأن القوات المتواجدة تبادلت معها إطلاق النيران.
وقد أكدت مصادر أمنية لبوابة الشباب أن المنطقة التى تعرض فيها الضابط والجنود المصريين لإطلاق النار اسمها الكونتيلا بصحراء النقب ، وهي تقع على الحدود المصرية الاسرائيلية واسمها الأمني علي الجانب المصري المنطقة " جيم " .
كما سبق وأفادت مصادر أمنية بوزارة الداخلية، عن استشهاد النقيب أحمد عبد القادر من قوات الأمن المركزي، أثناء مطاردته والقوى الأمنية المرافقة له بعض المتهمين من المجموعات المسلحة، بمنطقة العلامة الدولية رقم 79 بوسط سيناء.
الأمر لم يتوقف عند هذا ، حيث أدعت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية أن مجنداً بالقيادة الجنوبية الإسرائيلية قتل بعد إطلاق نار عليه بواسطة جندى مصرى، ليكون الجندي الاسرائيلي الثامن الذى يقتل فى يوم واحد ، وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه فى تمام الساعة السابعة مساء الخميس أطلقت أعيرة نارية من الجانب المصرى مشيرة – حسب تقريرها - إلى أنها رصاصات أطلقت من بندقية من التى تحملها القوات المصرية على الحدود ، وفى الوقت نفسه اتهم إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي مصر بأنها فقدت السيطرة على سيناء، وحملها مسئولية حادث أتوبيس ايلات ، إلا أن التليفزيون الإسرائيلي نقل على لسان خالد فوده محافظ جنوب سيناء بأن مصر لا علاقة لها بما حدث في إيلات، وأن المهاجمون لم يذهبوا لإسرائيل عبر الحدود المصرية، ولم يتم إطلاق نار من داخل الحدود المصرية على الحافلتين الإسرائيليتين، وأن العملية برمتها تمت داخل الحدود الإسرائيلية.
وواصلت إسرائيل تصعيدها للموقف، وأغلقت حدودها مع مصر، وقامت بنشر قواتها على الشريط الحدودي، وتقوم طائرات تابعة للجيش الإسرائيلي بالتحليق فوق الحدود المصرية الإسرائيلية بحثا عن منفذو الهجمات ، كما قامت بغارة علي قطاع غزة تسببت في استشهاد 6 فلسطنيين ، وقال الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن أجهزة الأمن الإسرائيلية حالت دون وقوع كارثة مروعة تم التخطيط لها خلال هذه الاعتداءات لاستهداف مدنيين إسرائيليين آخرين وخطف ضباط وجنود، وأكد أن الجيش الإسرائيلى نفذ هجمات على قطاع غزة للانتقام من منفذى الحادث، وتم بالفعل تصفية جميع المتورطين فى اعتداءات إيلات ، كما أكد أن قوات ووحدات خاصة من الجيش الإسرائيلى انتشرت على الحدود المصرية، وأعلنت حالة الاستنفار والطوارئ القصوى، تخوفاً من حدوث أى اعتداءات جديدة على حدود إسرائيل الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية.
إلا أنه رغم النفي المصري إلا أن تهديدات إسرائيل مازالت قائمة، ونواياها الخبيثة لا تخفى على أحد، وهذا ما اتضح من تصريحات اللواء سامح سيف اليزل، في ندوة عقدتها المنظمة الشبابية للاستقرار والتنمية، حيث قال إن تصريحات بنيامين نتنياهو ومدير المخابرات الحربية الإسرائيلية بأن لديهم معلومات بعدم قدرة مصر على السيطرة على الأوضاع على سيناء، وأن هذا وضع سيء، وإسرائيل لديها خطة لعبور الحدود المصرية بحجة تأمينها، وفى حال قيامهم بذلك سوف يحتلون 5 أو 7 كيلو من سيناء بدعوى تأمين حدودهم، والقوة الدولية ستوافق على ذلك.
ولكن تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، في ظل التساؤلات التالية .. هل هناك علاقة بين عملية إيلات، وبين العملية العسكرية نسر التي تقوم بها القوات المسلحة حاليا في سيناء، وهل وجدت إسرائيل المبرر للقيام بعمل عسكري ضد مصر؟
الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات، أكد أن هناك 3 احتمالات لما حدث في إيلات، الأول هو بداية ظهور بصمات تنظيم القاعدة في سيناء والحدود مع قطاع غزة، حيث أن بعضهم كان في السجون المصرية، وهربوا في أحداث 25 يناير، ومنهم رمزي موافي طبيب أسامة بن لادن، الاحتمال الثاني هو أن ما حدث في إيلات له علاقة بالعملية نسر التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية في سيناء، فبعد ظهور 10 آلاف مسلح في سيناء، ومحاولة الجيش السيطرة عليهم، طبيعي أن يكون هناك رد فعل، ومحاولة للانتقام من جانبهم، وهذا يتم في المناطق الرخوة والتي لا يوجد بها استنفار عسكري مثل إيلات، فحادث إيلات قد يكون ردا على العملية العسكرية المصرية، الاحتمال الثالث هو أن تكون العملية قامت بها جماعات جهادية فلسطينية في محاولة منها للرد على العمليات التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.
وأكد الدكتور رفعت سيد أحمد أننا أمام احتمالات كثيرة بسبب ظهور تيارات عديدة في المنطقة غير حماس والجهاد، وفي نفس الوقت أشار إلى أن نتائج هذه الأحداث لن تؤدي إلى مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل، وأن إسرائيل بخبثها ستستغل هذا المناخ وستمهد لنفسها للقيام بعمل عسكري ضد قطاع غزة، وستقوم بضرب المدنيين تحت مبرر حماية الأمن الإسرائيلي، أما بالنسبة لفقدان سيطرة مصر على الأوضاع في سيناء فهذا غير صحيح، لأن مصر مرتبكة فقط، ولكن الجيش المصري لديه القوة التي تمكنه من إحكام قبضته على الأوضاع في سيناء، مؤكدا أن السيناريو الأسوأ لما يحدث هو عدم القضاء على الجماعات المسلحة في سيناء، بسبب الطبيعة الجبلية للمنطقة، وبالتالي لابد من حوار مجتمعي مع بدو سيناء حتى يمارسوا مع الجيش والشرطة فرض السيطرة على المنطقة.
وأكد الدكتور رفعت أن إسرائيل لن تدخل في مواجهة عسكرية مع مصر، ولكنها قد تقوم بعمل تفجيرات في مصر وتنسبها لجماعات فلسطينية كمحاولة للوقيعة.
أما اللواء طلعت مسلم الخبير العسكري والاستراتيجي فأكد أننا أما حدث مفتوح ولا نستبعد أي شيء، فقد يكون ما حدث تمهيد لعمل عسكري تقوم به إسرائيل ضد مصر، بحجة السيطرة على الأوضاع في سيناء، وقد تلقى إسرائيل دعما من الولايات المتحدة الأمريكية سواء في نوعية الأسلحة المستخدمة، أو من خلال المعلومات العلمية والفنية.
وعن إمكانية تحول هذه العمليات إلى مواجهة كاملة مع مصر أكد اللواء مسلم أن هذا يتوقف على مصر، لأن ظروفها الحالية وأوضاعها الداخلية لا تسمح بمواجهة كاملة ضد إسرائيل، كل كل شيء وارد خلال الأيام القادمة، في ظل رغبة إسرائيل في احتلال سيناء، ومحاولة توطين فلسطينيين بها.
ومن ناحية أخري ، طالب عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة باستدعاء السفير الإسرائيلى فورياً وإجراء تحقيق عاجل فى هذا الاعتداء ، وحذر موسى فى على حسابه على موقع تويتر إسرائيل من عواقب مقتل الجنود المصريين على الحدود ، قائلاً "يجب أن تعى إسرائيل وغيرها أن اليوم الذى يقتل فيه أبناؤنا بلا رد فعل مناسب وقوى قد ولى إلى غير رجعة" ، كما قدم التعازى لشعب مصر ولأسر الجنود المصريين الذين استشهدوا اليوم فى اشتباكات على الحدود المصرية مع إسرائيل ، وذلك في الوقت الذى تم الإعلان فيه عن اجتماع محتمل بين قيادات من المجلس العسكري غداً مع شيوخ القبائل في سيناء لبحث تطورات الأحداث هناك .
عموماً ورغم كل الآراء والتوقعات والاحتمالات وتطورات الأحداث ، يبق السؤال : هل فعلا دقت طبول الحرب بين مصر وإسرائيل؟
المصدر: منقول.......كتب : حواش منتصر- محمد المراكبى
ساحة النقاش