أعرض هذا القصة بتصرف (ذكرها الشيخ سعيد بن مسفر – حفظه الله – في مقابلة معه في إذاعة القرآن بالمملكة) :
كانت هناك مدرسة في إحدى القرى وفيها مدرسون منهم رجل معرض عن الله تعالى ..
فلا يصلي ولا يأتي بأمور الدين وعين فيها مدرس فيه خير وصلاح قال :
لما ذهبت إلى تلك المدرسة وفي الاستراحة بين الدروس رأيت المدرسين مجتمعين وحدهم وهناك مدرس آخر في غرفة وحده فسألتهم قالوا :
إنه لا يصلي فنحن لا نريده ، ولا نجلس معه ، قال :
فذهبت وجلست معه فأبعد عني فلما كانت الاستراحة الثانية فعلت مثلها ، فأنس بي قليلاً ثم قلت له :
إنني أتيت إلى هذه القرية وليس معي أحد من أهلي وأريد أن أسكن معك ؛ لأنك وحدك أيضًا ..
فساءه ذلك وقال :
أنا ليس في خير ، فقلت أسكن معك بضعة أيام وإذا وجدت محلاً خرجت عنك ، فوافق على ذلك ، فكنت أخدمه فأغسل ملابسه وأصنع الطعام وأنظف البيت ، وأنا على ذلك لا أذكر له شيئًا من تقصيره في الصلاة ، فقلت له يومًا :
أريد أن أذهب واستأجر بيتًا فنهاني ، نظرًا لخدمتي له ..
وفي يوم من الأيام كنا جالسين نشرب الشاي بعد الغداء إذ أذن المؤذن لصلاة العصر فوضعت ما في يدي وقمت فلما رآني قال لي :
ألا تتعب من الذهاب إلى المسجد كل يوم خمس مرات ، قلت له :
لا بل أجد الراحة والطمأنينة فهل لك أن تجرب ذلك ..
فقال : نعم ، فذهبنا إلى المسجد دون أن يتوضأ فلما دخلنا المسجد صلينا ركعتي المسجد ، فقمت خلفه ، ورفعت يدي إلى السماء وقلت : يا رب قد فعلت معه كل شيء حتى أدخلته عليك فأعده يا رب ، فلما قضينا الصلاة قلت له كيف وجدت قلبك ..
قال : راحة لم أجد مثلها ..
فقلت له إذن هناك صلاة المغرب ، وأرجوا أن تغتسل وتتوضأ، فوافق على ذلك ، ثم هداه الله تعالى فالتزم بأوامر الدين جميعًا وصرنا أصدقاء ..
فقلت للمدرسين : معاملتكم ليست حسنة انظروا كيف هداه الله تعالى بالأخلاق والرفق. ثم انتدب للعمل خارج المملكة فذهب هناك وأسلم على يديه الكثير. والحمد لله رب العالمين.
ساحة النقاش