تجربة ناجحة

 

اسمي احمد ....سني 27 عاما.

كنت طفلا في السابعة عندما سمعت عن طلاق عمتي سناء 

ومجيئها للإقامة في بلدتنا .

توقعت أن أري إنسانة حزينة من ردود أفعال أمي وزوجات عمي، لكن المفاجأة أن عمتي كانت مبتسمة.

عندما كبرت عرفت أن زوجها طلقها لعدم إنجابها...و أنها مصابة بضمور في الرحم ...رحمها رحم طفلة

لكن عمتي لم تكن ناقمة حتى عليه!

كانت تقول في ثقة: غصبا عنه هو محتاج للخلفة.

أمي كانت تصاب بارتفاع الضغط لأن عمتي ليست ناقمة على زوجها الذي طلقها و أعادها إليه.

لكن عمتي كانت تقول جملة غريبة ( الرفق جوهرة )

لم أكن أفهمها، لكني مع الوقت فهمت 

عمتي إنسانة رفيقة

تربت أن التماس الأعذار والرفق بالآخرين هو أهم شيء!

كانت تعاون أمي و زوجات عمي في تربيتنا.

تحكي القصص، وتساعد في الرعاية، بلا أي عصبية.

وعندما كانت أمي تجري ورائي لتضربني كانت عمتي تقول: هذا سندك حد يضرب سنده ؟

تتراجع أمي

طالما أحببت عمتي رغم أنها من ناحية الشكل ليست بالجميلة.

المدهش أن زوجها بقي يتواصل، ويريد إعادتها إلى عصمته،

وكان قد أنجب .. لكنها اعتذرت!

سمعته يقول لها: أريدك أن تربي أبنائي لكنها ردت عليه .. الله يوفقك

أمي الغالية كانت عصبية وعمتي كانت هادئة .

أصاب أمي مرض احتاجت معه إلى ملازمة المستشفى

عمتي قامت برعايتنا اثناء غيابها.

عمتي كانت تقول:

 الرفق جوهرة وفهمت إنها تعني الهدوء

لا تضرب ولا تنفعل ولا تعادي

وكانت تقول أن الإنسان أحوج مخلوق إلى الرفق.

و لا أنسى عندما كادت شجرة تموت بحديقة المنزل فعطفت عمتي على الشجرة واهتمت بها، حتي عادت إلى النمو.

عمتي هي التي علمتني الصلاة.

قلت لها: اليس ربنا عظيم طيب لماذا يحتاج منا الصلاة بماذا ستنفعه ؟

قالت بهدوء: هو الي يتصل بملك الملوك هو الي يستفيد ولا الملك يا احمد؟

نحن نصلي من اجلنا نحن الي نحتاجها!

أخي علي كان عالي الصوت كانت تقول:

دوما أحب صوت علي  الرائع المنخفض علي كان يندهش 

ثم فجأة بدأ يخفضه !!!

عادت أمي من المشفى لتجدني أصلي و علي قد كف عن ارتفاع الصوت.

رأيت مرة عمتي تتأمل صورة زفافها..

سألتها إنتي زعلانة إنك لم تنجبي؟؟

قالت: هي الخلفة بيد من يا احمد؟ 

قلت بيد الله!

قالت في يقين: الله لايريد بي الا خيرا انا لست منزعجه.

بصراحة كنت اشعر ساعات إنها مفتقدة زوجها..

لكنها ليست راضية للرجوع اليه. رغم آلحاجه من اجل حياته الجديده.

لكن لا أنسى يوم عاد إلى بلدنا، فرايته وسلم علي.

جلس معها ومع أعمامي.. وأقنعها بالعودة.

كان نادما علي الطلاق!

قلت أنا: ارجعي يا عمتو له.

كانت تبكي في حجرتها،

طبطبت عليها ..

قالت لي: زوجته الجديدة رافضة رجوعنا لا اريد تضييعه هو واطفاله، لكن زوجها كان مصرا على إعادتها.

سألته لماذا ؟

قال لي لا يوجد مثلها كانت أهم من كل شئ لكن أنا كنت غبي.

عمتي أصرت على عدم العودة كنت بجوارها،

عندما تلقت اتصالا من زوجته الثانية صارخة متوعدة ابعدي عنه، وردت عمتي برفق حاضر ! و أغلقت الخط.

كنتُ منفجرا (لماذا لم تصرخي)؟

قالت بدموع (زوجة خائفه على زوجها )

لكن تدهورت الحالة النفسية لزوج عمتي.

حتى اضطرت زوجته إلى الاتصال بعمتي ترجوها العودة إليه.

كنت مندهشا !!

أعلم أن عمتي تحبه.

وعندما عادت إليه، ردت الحياة إلى نفسه،

لكن المدهش هو أن كراهية زوجته لعمتي بدأت في الازدياد.

مع تحريض أولادها ضد عمتي

لكن عمتي كانت تصبر وتحتضنهم. تعلقوا بها أكثر من أمهم  ثم تعلقت بها زوجة زوجها، عمتي كانت توصيه خيرا بها، وكانت تقول لها: إنت الودود الولود و أنا عاقر.

عمتي قصة في الانسانة المكتملة

اليوم بعد أن توفاها الله فجأة،

أقف على دفنها و إلي جواري زوجها  الباكي وأبناؤه الثلاثة وعلي أخي

واتذكر كلماتها :

الرفق جوهرة يا احمد.

لقد حُرِمَت عمتي الإنجاب ولكنها لم تحرم الرفق ولم تحرم العاطفة كانت اما من غير اطفال

لكل إنسان انحرم من نعمة ما . 

ممكن ترضى و تسعد بالذي معك ..

كم طفلا انحرم من الحنان ومن عطف ام كهذه ؟

الحمدلله على حياة يرتبها الله وفق رحمته و حكمته 

 النفس الراضية نعمة ...

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 208 مشاهدة
نشرت فى 11 يونيو 2019 بواسطة wshatnawi

ساحة النقاش

Wael Shatnawi

wshatnawi
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

83,515