تعود صيادو الأسماك في قطاع غزة على صيد كميات وفيرة من أسماك الوطوط خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل من كل عام، ويسهل اصطياد هذه الأسماك نظرا لهدوئها وطفوها على سطح البحر وعادة يلقي الصيادون أسماك الوطوط المصطادة على شاطئ البحر ومن ثم نقلها إلى أسواق قطاع غزة لبيعها للناس على شكل قطع يبلغ سعر الكيلوجرام الواحد منها ما معدله 10 شواقل. في موسم صيد هذه الأسماك، يتوافد العديد من المواطنين إلى شاطيء البحر بغرض توثيق والتقاط العديد من صور أسماك الوطواط أثناء إخراجها من البحر وعرضها على رمال الشاطئ البحر بكميات كبيرة، بينما يأتي آخرون بغرض شراء أجزاء طازجة منها قبل إيداعها في الأسواق أو تخزينها. تتميّز هذه الأسماك كما معظم الأسماك الغضروفية بلحمها اللذيذ الذي يألفه الغزيون ويتفنون في طهيه.

تعد أسماك الوطوط أو شيطان البحر (Devil Fish or Ray = Mobula mobular) من الأسماك الغضروفية المهددة بالاختفاء عالميا بسبب حجومها الكبيرة ومحدودية معدل انتشارها عالميا ونضوجها الجنسي المتأخر وبطء ومحدودية معدل تكاثرها وكثرة هلاكها لتعرضها للصيد العرضي أو الثانوي (Bycatch Mortality) في شباك الصيد السمكي المختلفة بالإضافة إلى حساسيتها للتغيرات البيئية المختلفة. على الرغم من طبيعة السمكة البيلاجية (تواجدها في عمود الماء وبالقرب من السطح) إلا أنها تتغذى على القشريات العالقية (Planktonic Crustaceans) والأسماك الصغيرة، كما أنها تتغذى بتصفية الرمال التي تنكشها بقرونها لتصطاد القشريات والرخويات والديدان وغيرها من الحيوانات اللافقارية المتواجدة تحت القيعان الرملية. تعتبر هذه الأسماك من الأنواع البيوضة الولودة (Ovoviviparous) أي أن البيضة تفقس داخل الرحم ومن ثم تلد الأسماك أجنتها بعد اكتمال نموها داخليا.

تمتلك أسماك الوطوط ذيولا قصيرة، كما يكسو اللون الأسود جانبها العلوي بينما يكسو اللون الأبيض جانبها السفلي. تتمتع هذه الأسماك دون غيرها بوجود حزام رأسي على شكل قرنين أسودين يشبهان الصورة الذهنية للشيطان ومن هنا جاءت تسمية هذه الأسماك بـ "شيطان البحر – Devil Fish". قد يصل طول سمكة الوطوط إلى أكثر من خمسة أمتار لتكون بذلك واحدة من أكبر أسماك الراي الغضروفية المعروفة عالميا.

اعداد/ منال محي الدين