وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

عفواً دكتور الهلالي.. لقد جانبك الصواب عفواً دكتور الهلالي.. لقد جانبك الصواب 2 صالح أبو العباس الإثنين, 24 فبراير 2014 17:37 أثارت تصريحات د/ سعد الدين الهلالي ـ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهرـ جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك.. فالبعض يري أن الكلام لا شيء فيه.. فما هو إلا تشبيه موقف بموقف وآخرون - وهم الأكثرية - يرون أن هذا الكلام كفر صريح وتدليس وفيه تشبيه لبعض القادة بالأنبياء من حيث العصمة وما إلي ذلك . سمعت هذا الكلام من العلامة الفقيه د/ سعد الهلالي.. وسمعت أيضاً تعقيب سعادته وهو يوضح مقصود كلامه .. حيث أوضح أنه لا يقصد تشبيه القادة بالأنبياء.. ولا يقول أيضا بظهور رسولين بعد خاتم الرسل والنبيين محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولكن يريد أن يشبه موقفاً بموقف.. وأيده في ذلك د/ أحمد عمر هاشم وغيره من علماء الأزهر الشريف . تأملت هذا الكلام فوجدت أن الدكتور سعد الدين الهلالي قد جانبه الصواب من عدة أوجه: أولاً: لم يوفق في اختيار الألفاظ: وهذه أزمة يعاني منها كثير من العلماء المتصدرين للمشهد السياسي ، وهم في الحقيقة لا يعلمون من علم السياسة إلا قراءة الجرائد ومتابعة برامج " التوك شو" في حدود المتاح لهم من الوقت ـ لأنها أمور تلهي عن ذكر الله ـ. فالفقيه حينما يتكلم في الأمور السياسية يصطحب بعض المصطلحات الفقهية والتي تختلف في معناها عن المصطلحات السياسية تماماً كمن يعلب كرة القدم بقواعد لعبة السلة حينما يقترب من مرمي الفريق الآخر يمسك الكرة بيده ليسدد هدفاً ! .. وإذ به يجد صافرة الحكم تقرع أذنيه ـ التي كانت متشوفة لسماع المدح والثناء ـ . لقد أخطأ من حيث يريد الإصلاح باستخدام قواعد لعبة السلة .. وهي صحيحة في ميدانها وملاعبها ولكن تخالف قواعد كرة القدم . مصطلحات الفقيه تختلف كثيراً عن مصطلحات المحدث .. كما أنهما يختلفان عن مصطلحات علم العقيدة وإن كانوا جميعاً من علوم الشريعة. ثانيا: التجني علي الإخوان المسلمين ؛ حينما ساوي بين موقفهم السياسي وموقف فرعون من قومه ولو قال الدكتور سعد الهلالي " أن السيسى ومحمد إبراهيم أنقذوا مصر من فشل الإخوان في الحكم ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة وتقديمهم للثقة علي الكفاءة, قد يكون مقبولاً ". أما أن يشبه موقف الإخوان بموقف فرعون والذي يصف القرآن الكريم حاله مع قومه قائلا " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " والذي قال من قبل "أنا ربكم الأعلى" فلا ينبغي تشبيه موقف الدكتور مرسي ـ الرجل الطيب ـ بموقف فرعون . ثالثا ً: قلب الحقائق والاستخفاف بعقول البسطاء ، وقد قلت من قبل وأكرر أن الإخوان المسلمون فشلوا في حكم مصر، لعدة أمور من أبرزها عدم تمرسهم في إدارة الدولة ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة دون أي اعتبار للكفاءة . أما أن يقول الدكتور الهلالي أنهم مارسوا الاستبداد باسم الدين علي المصريين قائلاً : "تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرر، ويأتي من يقول لا دين لكم إلا ما نمليه عليكم ، ولا دين إلا ما نعرفه لكم" . هذا الكلام فيه محاولة لتغيير الحقائق.. فالمشهور لدي الجميع أن الدكتور مرسي ـ رئيس مصر السابق ـ لم يتعرض للقوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية سواء بالحذف أو بالتعديل ، بل قامت حكومة مرسي بتجديد رخص " كابر يهات " شارع الهرم . بل الأعجب من ذلك عندما ناقش مجلس الشورى مسألة اقتراض 4.8مليار من صندوق النقد الدولي طلب بعض ممثلي الأحزاب الإسلامية عرض المسألة علي هيئة كبار العلماء.. وقام الدكتور عصام العريان ليعلنها صريحة: " نحن في دولة مدنية وليس في دولة دينية ". ثم أردف قائلاً: "لسنا بصدد مناقشة مسألة فقهية.. حتى نعرضها علي هيئة كبار العلماء". وأخيراً .. ماذا يفعل المواطن البسيط وهو يري ويسمع أحد علماء الأزهر الشريف - قلعة العلم وقبلته ورمز وسطيته، ومرجعية أهل السنة من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلي فرغانا - يحرض علي القتل وآخر يبرر القتل ؟ لا ينبغي للعلماء والدعاة أن يكونوا طرفاً في الصراع السياسي ، يدعون إلي القتل أو الإعانة عليه.. فواجب الوقت للعلماء والدعاة أن يصلحوا بين الناس يقول جل وعلا " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا " أسأل الله أن أكون قد أنصفت الرجل وأنصفت من الرجل. [email protected]

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/397793-%D8%B9%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%8B-%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%AF-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%A8
أثارت تصريحات د/ سعد الدين الهلالي ـ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهرـ جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك.. فالبعض يري أن الكلام لا شيء فيه.. فما هو إلا تشبيه موقف بموقف وآخرون - وهم الأكثرية - يرون أن هذا الكلام كفر صريح وتدليس وفيه تشبيه لبعض القادة بالأنبياء من حيث العصمة وما إلي ذلك . سمعت هذا الكلام من العلامة الفقيه د/ سعد الهلالي.. وسمعت أيضاً تعقيب سعادته وهو يوضح مقصود كلامه .. حيث أوضح أنه لا يقصد تشبيه القادة بالأنبياء.. ولا يقول أيضا بظهور رسولين بعد خاتم الرسل والنبيين محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولكن يريد أن يشبه موقفاً بموقف.. وأيده في ذلك د/ أحمد عمر هاشم وغيره من علماء الأزهر الشريف . تأملت هذا الكلام فوجدت أن الدكتور سعد الدين الهلالي قد جانبه الصواب من عدة أوجه: أولاً: لم يوفق في اختيار الألفاظ: وهذه أزمة يعاني منها كثير من العلماء المتصدرين للمشهد السياسي ، وهم في الحقيقة لا يعلمون من علم السياسة إلا قراءة الجرائد ومتابعة برامج " التوك شو" في حدود المتاح لهم من الوقت ـ لأنها أمور تلهي عن ذكر الله ـ. فالفقيه حينما يتكلم في الأمور السياسية يصطحب بعض المصطلحات الفقهية والتي تختلف في معناها عن المصطلحات السياسية تماماً كمن يعلب كرة القدم بقواعد لعبة السلة حينما يقترب من مرمي الفريق الآخر يمسك الكرة بيده ليسدد هدفاً ! .. وإذ به يجد صافرة الحكم تقرع أذنيه ـ التي كانت متشوفة لسماع المدح والثناء ـ . لقد أخطأ من حيث يريد الإصلاح باستخدام قواعد لعبة السلة .. وهي صحيحة في ميدانها وملاعبها ولكن تخالف قواعد كرة القدم . مصطلحات الفقيه تختلف كثيراً عن مصطلحات المحدث .. كما أنهما يختلفان عن مصطلحات علم العقيدة وإن كانوا جميعاً من علوم الشريعة. ثانيا: التجني علي الإخوان المسلمين ؛ حينما ساوي بين موقفهم السياسي وموقف فرعون من قومه ولو قال الدكتور سعد الهلالي " أن السيسى ومحمد إبراهيم أنقذوا مصر من فشل الإخوان في الحكم ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة وتقديمهم للثقة علي الكفاءة, قد يكون مقبولاً ". أما أن يشبه موقف الإخوان بموقف فرعون والذي يصف القرآن الكريم حاله مع قومه قائلا " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " والذي قال من قبل "أنا ربكم الأعلى" فلا ينبغي تشبيه موقف الدكتور مرسي ـ الرجل الطيب ـ بموقف فرعون . ثالثا ً: قلب الحقائق والاستخفاف بعقول البسطاء ، وقد قلت من قبل وأكرر أن الإخوان المسلمون فشلوا في حكم مصر، لعدة أمور من أبرزها عدم تمرسهم في إدارة الدولة ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة دون أي اعتبار للكفاءة . أما أن يقول الدكتور الهلالي أنهم مارسوا الاستبداد باسم الدين علي المصريين قائلاً : "تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرر، ويأتي من يقول لا دين لكم إلا ما نمليه عليكم ، ولا دين إلا ما نعرفه لكم" . هذا الكلام فيه محاولة لتغيير الحقائق.. فالمشهور لدي الجميع أن الدكتور مرسي ـ رئيس مصر السابق ـ لم يتعرض للقوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية سواء بالحذف أو بالتعديل ، بل قامت حكومة مرسي بتجديد رخص " كابر يهات " شارع الهرم . بل الأعجب من ذلك عندما ناقش مجلس الشورى مسألة اقتراض 4.8مليار من صندوق النقد الدولي طلب بعض ممثلي الأحزاب الإسلامية عرض المسألة علي هيئة كبار العلماء.. وقام الدكتور عصام العريان ليعلنها صريحة: " نحن في دولة مدنية وليس في دولة دينية ". ثم أردف قائلاً: "لسنا بصدد مناقشة مسألة فقهية.. حتى نعرضها علي هيئة كبار العلماء". وأخيراً .. ماذا يفعل المواطن البسيط وهو يري ويسمع أحد علماء الأزهر الشريف - قلعة العلم وقبلته ورمز وسطيته، ومرجعية أهل السنة من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلي فرغانا - يحرض علي القتل وآخر يبرر القتل ؟ لا ينبغي للعلماء والدعاة أن يكونوا طرفاً في الصراع السياسي ، يدعون إلي القتل أو الإعانة عليه.. فواجب الوقت للعلماء والدعاة أن يصلحوا بين الناس يقول جل وعلا " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا " أسأل الله أن أكون قد أنصفت الرجل وأنصفت من الرجل.

اقرأ المقال الاصلى فى المصريون : http://almesryoon.com/%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A/39-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/397793-%D8%B9%D9%81%D9%88%D8%A7%D9%8B-%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%82%D8%AF-%D8%AC%D8%A7%D9%86%D8%A8%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%A8

 

أثارت تصريحات د/ سعد الدين الهلالي ـ أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهرـ جدلاً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيس بوك.. فالبعض يري أن الكلام لا شيء فيه.. فما هو إلا تشبيه موقف بموقف وآخرون - وهم الأكثرية - يرون أن هذا الكلام كفر صريح وتدليس وفيه تشبيه لبعض القادة بالأنبياء من حيث العصمة وما إلي ذلك .

سمعت هذا الكلام من العلامة الفقيه د/ سعد الهلالي.. وسمعت أيضاً تعقيب سعادته وهو يوضح مقصود كلامه .. حيث أوضح أنه لا يقصد تشبيه القادة بالأنبياء.. ولا يقول أيضا بظهور رسولين بعد خاتم الرسل والنبيين محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ ولكن يريد أن يشبه موقفاً بموقف.. وأيده في ذلك د/ أحمد عمر هاشم وغيره من علماء الأزهر الشريف .

تأملت هذا الكلام فوجدت أن الدكتور سعد الدين الهلالي قد جانبه الصواب من عدة أوجه:

أولاً: لم يوفق في اختيار الألفاظ:

وهذه أزمة يعاني منها كثير من العلماء المتصدرين للمشهد السياسي ، وهم في الحقيقة لا يعلمون من علم السياسة إلا قراءة الجرائد ومتابعة برامج " التوك شو" في حدود المتاح لهم من الوقت ـ لأنها أمور تلهي عن ذكر الله ـ.

فالفقيه حينما يتكلم في الأمور السياسية يصطحب بعض المصطلحات الفقهية والتي تختلف في معناها عن المصطلحات السياسية تماماً كمن يعلب كرة القدم بقواعد لعبة السلة حينما يقترب من مرمي الفريق الآخر يمسك الكرة بيده ليسدد هدفاً ! .. وإذ به يجد صافرة الحكم تقرع أذنيه ـ التي كانت متشوفة لسماع المدح والثناء ـ .

لقد أخطأ من حيث يريد الإصلاح باستخدام قواعد لعبة السلة .. وهي صحيحة في ميدانها وملاعبها ولكن تخالف قواعد كرة القدم .

مصطلحات الفقيه تختلف كثيراً عن مصطلحات المحدث .. كما أنهما يختلفان عن مصطلحات علم العقيدة وإن كانوا جميعاً من علوم الشريعة.

ثانيا: التجني علي الإخوان المسلمين ؛ حينما ساوي بين موقفهم السياسي وموقف فرعون من قومه

ولو قال الدكتور سعد الهلالي " أن السيسى ومحمد إبراهيم أنقذوا مصر من فشل الإخوان في الحكم ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة وتقديمهم للثقة علي الكفاءة, قد يكون مقبولاً ".

 أما أن يشبه موقف الإخوان بموقف فرعون والذي يصف القرآن الكريم حاله مع قومه قائلا " إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " والذي قال من قبل "أنا ربكم الأعلى" فلا ينبغي تشبيه موقف الدكتور مرسي ـ الرجل الطيب ـ بموقف فرعون .

ثالثا ً: قلب الحقائق والاستخفاف بعقول البسطاء ، وقد قلت من قبل وأكرر أن الإخوان المسلمون فشلوا في حكم مصر، لعدة أمور من أبرزها عدم تمرسهم في إدارة الدولة ومحاولتهم للسيطرة علي مفاصل الدولة دون أي اعتبار للكفاءة .

أما أن يقول الدكتور الهلالي أنهم مارسوا الاستبداد باسم الدين علي المصريين قائلاً :

"تمر الأيام وما كان لأحد أن يتخيل أن سنة الله تتكرر، ويأتي من يقول لا دين لكم إلا ما نمليه عليكم ، ولا دين إلا ما نعرفه لكم" .

هذا الكلام فيه محاولة لتغيير الحقائق.. فالمشهور لدي الجميع أن الدكتور مرسي ـ رئيس مصر السابق ـ لم يتعرض للقوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية سواء بالحذف أو بالتعديل ، بل قامت حكومة مرسي بتجديد رخص " كابر يهات " شارع الهرم .

بل الأعجب من ذلك عندما ناقش مجلس الشورى مسألة اقتراض 4.8مليار من صندوق النقد الدولي طلب بعض ممثلي الأحزاب الإسلامية عرض المسألة علي هيئة كبار العلماء.. وقام الدكتور عصام العريان ليعلنها صريحة: " نحن في دولة مدنية وليس في دولة دينية ".

ثم أردف قائلاً: "لسنا بصدد مناقشة مسألة فقهية.. حتى نعرضها علي هيئة كبار العلماء".

وأخيراً .. ماذا يفعل المواطن البسيط وهو يري ويسمع أحد علماء الأزهر الشريف - قلعة العلم وقبلته ورمز وسطيته، ومرجعية أهل السنة من طنجة إلى جاكرتا ومن غانا إلي فرغانا - يحرض علي القتل وآخر يبرر القتل ؟

لا ينبغي للعلماء والدعاة أن يكونوا طرفاً في الصراع السياسي ، يدعون إلي القتل أو الإعانة عليه.. فواجب الوقت للعلماء والدعاة أن يصلحوا بين الناس يقول جل وعلا " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا "

أسأل الله أن أكون قد أنصفت الرجل وأنصفت من الرجل.

[email protected]
wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 72 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2014 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,601