بعد تكرار حوادث القتل الثأري لافراد الشرطة الذين لم يثبت قضائيا تورطهم في قتل أبرياء من ابناء الوطن في أزمته الحالية ... يتكرر السؤال هل ستدخل مصر نفق الثأر المظلم ؟؟ هل سيسارع عقلاء الوطن لنزع فتيل الفوضي التي ستحرق الجميع ؟؟ ان هذا الهوس الثأري سيدخل البلاد لفتنة عمياء . وأكرر لا ينبغي لأحد ان يسوغ لمن وقع عليه ظلم أن يثأر لنفسه وبنفسه. لان هذا فيه من الفساد العظيم علي البلاد والعباد .. كما أن وقائع قتل واستشهاد ابناء الوطن من جميع الاطراف في ظروفنا الحالية ليست من القضايا التي يطالب فيها بالقصاص . وأقول - لكل من يرفع عقيرته في كل موطن مطالبا بالقصاص - : كفي مزايدة . فحل أزمتنا ليس بالشعارات. فاذا كنا حريصين علي اعادة اللحمة لابناء الوطن الواحد . وإذا كنا حريصين علي مستقبل هذا البلد. فقد أجمع عقلاء مصر الذين يخافون علي مستقبلها وبنص عباراتهم حلا لتلك الازمة علي :- 1- تشكيل لجنة عاجلة وجادة ومستقلة من كل الطيف الوطني لإنجاز مشروع العدالة الانتقالية على أن تتأسس رؤية العمل فيها على روح التسامح وطي صفحة الماضي باعتبارها ملتبسة والخطأ فيها غير عمدي ، مع التأكيد على التسوية العادلة والمرضية لكل أصحاب الحقوق وتتولى ذلك الدولة ومؤسساتها ، والاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا في هذا الشأن . 2-تشكيل لجنة شرعية رفيعة من كبار العلماء بالأزهر ويضم إليها خبراء قانون ورموز وطنية محايدة لحصر جميع ضحايا الأحداث التي شهدتها مصر منذ ثورة يناير وحتى اليوم ، بما في ذلك ضحايا فض رابعة والنهضة والحرس الجمهوري وميدان التحرير ومحمد محمود وبورسعيد وماسبيرو وكل الأحداث بلا استثناء ، على أن تقرر تلك اللجنة التعويض اللائق بشهداء تلك الأحداث ، ماديا بدفع الدية المقررة شرعا للورثة ، والتكريم المعنوي والوطني واعتبارهم شهداء للوطن . 3-تعهد جميع الإطراف بالإدانة الكاملة والصارمة لكل صور الإرهاب المهدد للدولة ومؤسساتها وقياداتها وأجهزتها والتعاون مع الدولة بكامل الطاقة على حصاره وتجفيف منابعه على مستوى الأفكار أو السلوك السياسي . 4-وقف حملات الكراهية في الخطاب السياسي والإعلامي ودعم توجهات المصالحة الوطنية والتعددية في الإعلام ، وسرعة إنجاز ميثاق شرف إعلامي ملزم للجميع ويطبق بصرامة لحماية النسيج الوطني من التمزق والانهيار . ان لم نكاتف جميعا لانقاذ البلاد فسوف تتعقد الامور أكثر, وتزداد الدماء التي سوف تتحرك ككرة الثلج ..............قد تتحول البلاد بعدها الي بؤرة نتنه من بؤر الثأر والعنف والخروج عن الانسانية وتخرج مصر - اذا تفاقمت الامور - حينا من الاطار البشري الي حيز الغابة ..ونحن نري ما حل بسوريا وليبيا والعراق ..............والمتآمرون في الخارج ينتظرون ...بسيناريوهاتهم لتأمين مصالحهم ...ولتأمين المجري المائي "قناة السويس" ..............وحماية الاقباط!!...وحماية الحريات !!!...والحفاظ علي امن اسرائيل .........و...و....وكل ما هو معد ضمن اطار الفوضي الخلاقة................. والسؤال الان هل الاسوأ لم يأتي بعد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هناك ضوء في آخر النفق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل هناك أمل ان لا نقع في تلك الهوة السحيقة؟؟ هل نستطيع أن ندرك مصر قبل أن تدخل النفق السوري او العراقي أو الليبي؟؟؟ والاجابة التي يعرفها الجميع بل ويريدها الجميع هي .............نعم !!! وأعتقد اننا قادرون علي تجاوز الازمة ونسف مخططات الاعداء اذا وجدت الارادة .....واذا أعلي الجميع مصلحة مصر علي أي مصالح وطموحات شخصية ...وإذا تخلي الجميع عن المزايدات بدعوي القصاص التي ستدخلنا الي نفق الحرب الاهلية والتاريخ خير شاهد ... واذا سما الجميع عن المكايدة السياسية التي تدفعهم للكذب والافتراء علي رفقاء الامس. إذا أدرك الجميع اننا نستطيع أن نعيش معا علي أرض هذا الوطن. إما نكون عقلاء ونعيش جميعا ..... أو أغبياء ونكون جميعا خارج الزمن وخارج نطاق الانسانية . لا تجعلوا العالم يشعر بالفخر انه ليس من سكان هذه البقعة من الارض. اللهم الطف بمصر وأهلها.
وسطية للثقافة والحوار
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
23,972