وسطية للثقـافــة والحـوار

اشراف: صالح أبو العباس

بادي ذي بدء

ترى من المتخاصمان؟

من القاضي والحكم؟

أين عقدت الجلسة؟

فيم كانت الخصومة؟

ما هو الحكم.. وما هي حيثياته؟

من الذي دفع الحق؟

ما هي النتيجة النهائية؟

روى ابن كثير في تفسيره ج2صـ286.. عن أنس رضي الله عنه.. قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس.. إذ رأيناه ضحك.. حتى بدت نواجذه.. فقال عمر رضي الله: بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. ما أضحكك؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : (جثى رجلان من أمتي يوم القيامة بين يدي رب العزة فقال أحدهما: أي رب..خذ مظلمتي من هذا فقال الله سبحانه وتعالى للظالم: أعط أخاك حقه فقال: يا رب لقد نفدت حسناتي فقال الله سبحانه وتعالى للمتظلم: ماذا تفعل بأخيك وقد نفدت حسناته؟ فقال: يا رب فليتحمل من أوزاري), وهنا فاضت عينا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالدمع وقال : "إنه ليوم عظيم ذاك اليوم الذي يحتاج فيه الناس إلى أن يحط عنهم من أوزارهم" فقال الله تعالى للمتظلم: انظر إلى أعلى.. ماذا تجد؟ فأراه الله سبحانه وتعالى من مظاهر الجنة ومدائنها وقصورها وأنهارها وما يأخذ بالألباب فقال: أي رب لمن هذه القصور؟.. ولمن هذه المتع؟..  لأي نبي.. ولأي صديق؟ فقال الله عز وجل: لمن يدفع الثمن فقال المتظلم: ومن الذي يملك الثمن؟ فقال الله عز وجل: أنت قال: كيف يا رب؟ فقال الله عز وجل: بعفوك عن أخيك فقال المتظلم: فقد عفوت عنه يا رب قال الله عز وجل: خذ بيد أخيك وادخلا الجنة).

ما أعظمها من جلسة.. وما أكرمه من صلح

صلح عقده الملك الكريم سبحانه.. في محكمة تحت ظل عرش الرب سبحانه.

مكتوب على بابها: "وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ".

وكانت بين متخاصمين من أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)..أحدهما له مظلمة.. والظالم لا يستطيع أداءها.. وأراد المظلوم أن يحط عليه من سيئاته.

عندها تجلى كرم الكريم.. وجود الجواد.. فأعطى المظلوم حقه وزيادة بعد أن دفع الثمن.

وما هو الثمن؟

إنه العفو

العفو.. صفة الرب.. إن ربي لعفو غفور.. يقبل القليل من العمل ويغفر الكثير من الزلل.. يغفر الذنوب جميعا ً بالرغم أن كما يقول عن نفسه " أخلق ويعبد غيري.. وأرزق ويشكر سواي.. خيري إلى العباد نازل.. وشرهم إلي صاعد.. أتودد إليهم بالنعم.. ويتبغضون إلي بالمعاصي "

العفو.. صفة الحبيب (صلى الله عليه وسلم)..لا يجازي السيئة بالسيئة.. ولكن يعفو ويصفح .

شعاره وهتافه: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" .. بالرغم أن حالهم معه كما يصوره القرآن " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ".

العفو.. شعار صحابة محمد (صلى الله عليه وسلم) "فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ".. فقالوا: "بل نحب أن يغفر الله لنا".. بالرغم أنهم سبوه في عرضه وشرفه .

العفو.. صفة الداعية إلى الرب سبحانه.. إذ واجب عليه أن يتحلى بصفتين ما: "الصدع بالحق.. والرحمة بالخلق" .. التي من لوازمها العفو والصفح .

العفو.. لابد وأن يكون هو خلقنا وسبيلنا وديدننا وحياتنا.. في العسر واليسر.. في المنشط والمكره.. وإلا فليبحث كل واحد منا عن قائد غير محمد العفو .

العفو.. عنوان ديننا " قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ".

wasatya

وسطية للثقافة والحوار

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 104 مشاهدة
نشرت فى 27 إبريل 2013 بواسطة wasatya

وسطية للثقافة والحوار

wasatya
نافذة للرأى الحر الوسطى المعتدل من كل طوائف الشعب المصرى والعربى والاسلامى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,865