نتيجة للزيادة المطردة في استخدام الوقود عالمياً، خصوصاً في الدول الصناعية والصاعدة وتلك الآخذة في النمو مثل الصين، الهند، البرازيل، تايلاند، وإندونيسيا وبسبب ارتفاع أسعار البترول، والغاز عالمياً، خصوصاً في أوقات الاضطرابات السياسية كالحروب والثورات الشعبية، وخاصة في الدول الكثيفة الانتاج (75 % من إنتاج البترول يتم من خلال دول الشرق الأوسط وحدها) أو نتيجة لحدوث كوارث طبيعية تؤدي إلى صعوبة الحصول على مصادر أخرى للطاقة مثل الطاقة النووية (كما حدث في اليابان نتيجة للزلازل أو موجات التسونامي المصاحبة لها التي أدت إلى توقف بعض المفاعلات النووية بها). رصدت منظمة الأغذية والزراعة الارتفاع في أسعار البترول خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ متوسط سعر برميل البترول عام 2002 فقط 27 دولاراً للبرميل، ارتفع إلى 32 دولاراً عام 2003 ثم 52 دولاراً عام 2004 ارتفع إلى 58 دولاراً عام 2000 ثم إلى 62 دولاراً عام 2006 وإلى 80 دولاراً للبرميل في سبتمبر 2007 وإلى 90 ثم إلى 130دولاراً في 2008 ثم انخفض إلى حوالي 60 دولار في 2009، وسجلت أسعار البترول زيادة وصلت إلى 15 % في 2010 لتصل إلى 92 دولاراً للبرميل في فبراير 2011.
بالإضافة إلى أن الدراسات الحديثة أكدت أن احتياطي العالم من البترول سوف ينفد في خلال 50 عاماً والغاز الطبيعي خلال 65 عاماً والفحم خلال 200 عاماً. ومن ثم كانت هناك حاجة ضرورية وملحة لإيجاد مصادر طاقة بديلة ومتجددة. وأسفر البحث عن طاقات جديدة عن مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها، حيث يبقى الوقود الحيوي البديل الوحيد السائل الممكن استخدامة في تسيير المركبات على نطاق واسع. فالإيثانول الناتج كوقود حيوي يمكن أن يخلط بالجازولين (البنزين) أو يستخدم منفرداً كوقود للسيارات بعد تعديلات طفيفة في موتورات السيارات.
يعود تاريخ الوقود الحيوي إلى عام 1974 في البرازيل، إبان ما عرف بأزمة النفط الأولي بسبب الحظر العربي لتصدير البترول إلى الغرب أثناء حرب عام 1973 كمحاولة من الغرب للتحرر من أسر الذهب الأسود، والنظر إلى ما بعد عصر النفط، تحسباً لنضوبه بنهاية القرن الحالي، إلا أنه شهد ازدهاراً كبيراً مع بداية الألفية الحالية، خاصة بعد الأزمة الثانية التي تسبب فيها إعصار كاترينا عام 2005 وأدت إلى تدمير وإعطاب عدداً كبيراً من المنشآت النفطية الأمريكية مصاحبة لارتفاع جديد في أسعار النفط، و لقد وفرت البرازيل 18 بليون دولار من انتاج الوقود الحيوي في الفترة من 1990 الي 1997.
و يوجد جيلان من الوقود الحيوي تم تصنيفهم طبقاً للجزء النباتي المستخدم في انتاج الوقود الحيوي:
الجيل الأول : وهو يشتمل على انتاج الوقود الحيوي (biofuel) من المحصول الغذائي منافساً الإنسان في غذائه ومتسبباً في ارتفاع أسعار الحاصلات الغذائية في الأسواق العالمية، حيث يتم فيه تصنيع وقود الإيثانول الحيوي من الحاصلات السكرية والنشوية، فيما يتم تصنيع الديزل الحيوي من الحاصلات الزيتية.
الجيل الثاني : الحيوي؛ يتم فيه الاستفادة من المخلفات الزراعية بالاستفادة من جميع أجزاء النبات من أوراق وسيقان وجذور وطاقتها الكامنة في تصنيع الوقود الحيوي بعيداً عن المحصول نفسه، بما لا يشكل منافسة للإنسان في غذائه واستفادة من كامل أجزاء النبات.
إذن فالجيل الأول يعتمد في الأساس على السكر والحبوب، اللذان يعتبران مصدران أساسيان للغذاء وخاصة في العالم العربي الذي يستورد معظم موادة الغذائية بأسعار عالية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى عجز في الميزان التجاري، بالإضافة إلى زيادة الأعباء على الاقتصاديات العربية، وخاصة احتياطاتها من النقد الأجنبي مما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلك المحلي، أو تضطرالدولة إلى تحمل مليارات الدولارات في صورة دعم و الذي غالباً لا يصل إلى مستحقيه.
وقد صف جين زجلر، مقرر الأمم المتحدة لحق الطعام أن حرق الطعام لإنتاج الوقود جريمة ضد الإنسانية وأنها سوف تؤدي إلى انتشار الجوع وتفشي المجاعات وانتشار أمراض سوء التغذية، حيث طالب جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإيقاف إنتاج الوقود الحيوي لمدة خمس سنوات، لإتاحة الوقت لتقييم وقعهها على حق الطعام وغيره من الحقوق الاجتماعية والبيئية والإنسانية. والتأكد من أنها لن تتسبب في تفشي الجوع. ومنذ انعقاد قمة الغذاء العالمية عام 1996 وحتى نهاية عام 2007 زاد عدد الجائعين في العالم إلى 854 مليوناً، كما أن هناك 37 دولة تواجه أزمات غذائية عنيفة يقع أغلبها في أفريقيا، وتضيف باقي الأصوات المعارضة لتصنيع الوقود الحيوي من المحاصيل إلى أن الوقود الحيوي تسبب في ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية خاصة من حاصلات الذرة والقمح والأرز وفول الصويا والسكر والزيوت ومنتجات الألبان واللحوم والدواجن والبيض (بسبب زيادة أسعار الأعلاف النباتية)، وحذرت منظمة الأغذية والزراعة في بيان لها صادر في شهر ديسمبر 2007 بأن الدول النامية والفقيرة التي تعتمد على استيراد غذائها من الخارج سوف تواجه سنوات صعبة بداية من عام 2008 وأن اقتصادياتها الضعيفة لن تتحمل قيمة الزيادة في فاتورة استيراد الغذاء.
كما أشار المعارضون أيضاً إلى حتمية حدوث أزمة في المياه العذبة في العالم في زمن ندرة المياه في ظل توقع زيادة سكان العالم من 6 مليار نسمة حالياً إلى 8 مليار نسمة بحلول عام 2050 خاصة وأن الحاصلات الزراعية المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي تصنف على أنها حاصلات مستنزفة للمياه، وأن إنتاج لتر واحد من الإيثانول يستنزف ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف لتر من المياه العذبة حسب منطقة الزراعة ونوع النبات المستخدم.
ويؤكد المراقبون على أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية الرئيسية، والتي سيتنافس عليها الإنسان وانتاج الوقود واقع لا محالة في ظل محدودية الترب الزراعية والمياه العذبة في العالم. ومن ثم يتنبأ خبراء أسواق وبورصات السلع الأساسية بارتفاع أسعار السكر والزيوت وكافة أنواع الحبوب خاصة القمح والذرة والأرز، وهو ما حدث فعلاً عام 2007، حيث ارتفع سعر القمح بنسبة وصلت إلى 100 %، والذرة 15 % والأرز بنسبة 30 % والزيوت بنسبة 80 % وجميع منتجات الألبان بنسبة 80 % واللحوم والدواجن بنسبة 25 % ( نتيجة لارتفاع أسعار الأعلاف النباتية). وهناك مخاوف كبيرة من أن الزيادة المتوقعة في أسعار الغذاء سوف تضر كثيراً بالفقراء والدول النامية خاصة التجمعات السكنية في الريف والمناطق الهامشية، وبالتالي فهناك مخاوف من تفشى الجوع والمرض وزيادة الجهل.
إذن فهي مشكلة تواجه ليس فقط العالم العربي الذي يسرف في استنفاد نفطه واهماً أنه لن ينفد أبداً، وإنما هي مشكلة تواجه كل الدول النامية التي تعاني مثلما نعاني من ضعف الانتاج الزراعي، نتيجة لقلة المياة والتكونولوجيا المستخدمة في الزراعة، وعدم وجود إمكانيات للبحث العلمي، كذلك سوء النقل والتخزين للحاصلات الزراعية والاسراف في الاستهلاك الذي يؤدي بدورة إلى زيادة الفاقد منها.
الأخطر من ذلك أن المشكلة تزداد تعقيداً يوما بعد يوم، فالعالم المتقدم يتحدث عن أزمة طاقة، أما أزمة العالم العربي فهي ثلاثية مركبة، أزمة غذاء، وأزمة مياه، بالإضافة لأزمة الطاقة التي ستطالنا عاجلاً أم آجلاً.
تتطلب هذه الأزمة عدة آليات لمواجهتها، والتعامل معها من الآن، قبل أن تصبح كارثية كما هو متوقع على المستوى البعيد إن لم نتداركها.
إن دولة مثل مصر على سبيل المثال تستورد حوالي 45 % من إجمالي احتياجاتها الغذائية (نحو 55 % من احتياجاتها من القمح (من 6 إلى 7 مليون طن سنويا)، 90 % من احتياجاتها من الزيوت وحوالي 32 % من احتياجاتها من السكر، إضافة إلى 50 % من احتياجاتها من الذرة بمعدل مليون طن سنوياً. وبالتالي فهناك فجوة غذائية تحتاج إلى إنتاج المزيد من الغذاء، وذلك بالاستفادة من كل نقطة ماء عذب وكل شبر تربة خصبة. وتمتلك مصر بخلاف المساحة الزراعية القائمة (8,4 مليون فدان) نحو خمسة ملايين أخرى قابلة للزراعة بالاستصلاح، ونمتلك مياه عذبة لاستزراع نحو 3 مليون فدان منها فقط. ولا يفضل استخدام هذه الامكانيات المحدودة لانتاج الوقود الحيوي في مصر.
وعلى ذلك فإن هناك طريقتين من وجهة نظري للتفاعل مع هذة المشكلة:
أولاً: يجب على العرب أن يقودوا حملة عالمية للحد من استخدام نواتج المحاصيل الغذائية الأساسية ومحاصيل السكر في إنتاج الإيثانول، على أن تكون هذه الدعوة مخاطبة الجانب الانساني. إلا أنني أشك في نجاح هذه المحاولات مع الغرب؛ الذي يعرف مصلحتة جيداً، ولا يعمل إلا لها.
ثانياً: وهو الحل الأنسب من وجهة نظري ليس للعرب فقط، وإنما للعالم بأسره، وهو الاتجاه إلى الجيل الثاني من الوقود الحيوي، الذي لا يؤدي انتاجه إلى منافسة مباشرة مع الاستهلاك الآدمي من الحاصلات الزراعية. وهذا الحل يتطلب ان يحذوا العرب حذو باقي الدول المتقدمة، والتي تفكر في المستقبل بشكل منطقي وعملي، فتتجه صوب البحث العلمي الجاد في سبيل تطوير عملية إنتاج الوقود الحيوي من المخلفات الزراعية. فهناك مئات الملايين من أطنان المخلفات الزراعية تتراكم سنوياً في مختلف دول العالم ويعد التخلص منها مشكلة كبيرة، ويتسبب في العديد من المشكلات البيئية والصحية مثل حرق قش الأرز، وبقايا الحاصلات الزراعية الأخرى في مصر.
المشكلة الوحيدة التي تواجه هذا الجيل من الوقود الحيوي؛ هي التكلفة العالية للوحدة الواحدة من الوقود والتي يأتي معظمها من تكلفة الإنزيمات المضافة. فتحويل هذه البواقي النباتية إلى وقود حيوي يستلزم كميات كبيرة من الإنزيمات، والمعاملات الحرارية، والكيماوية المكلفة، وبالتالي تصبح عملية إنتاجه على نطاق واسع عملية مكلفة وغير اقتصادية. والاتجاهات الحديثة في البحث العلمي والقائمة الآن وينفق عليها بالملايين تتجه إلى تطوير، واكتشاف أنواع جديدة من الإنزيمات، والكائنات الدقيقة المستخدمه في عمليتي التحويل الحيوي و التخمر.
وكذلك تستخدم التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية في تربية واستنباط هجن وأصناف جديدة من المحاصيل التي تتميز بسهولة تحويلها إلى الوقود الحيوي بكميات قليلة من المعالجات الإنزيمية.
والميزة الرئيسية لهذا الجيل من الوقود الحيوي أننا نستطيع استخدام البقايا النباتية في انتاج الوقود، مع إمكانية استخدام الحبوب في تغذية الانسان أو الحيوان، وكذلك إمكانية استخدام مخلف نباتي مثل قش الأرز بدلاً من حرقه، وتلويث البيئة في إنتاج الوقود.
وهناك اتجاه إلى زراعة واستخدام أنواع جديدة من المحاصيل غير التقليدية في إنتاج الوقود الحيوي مثل "الجاتروفا"، وهو نبتة تحتمل أقسى أنواع الجفاف وتنتج ثماراً بذرية غنية بالزيت.
ويقترح البعض إلا تتم زراعة حاصلات الوقود الحيوي في الأراضي الزراعية الحالية أو المستقبلية التي يمكن أن تصل إليها المياه العذبة لتخصيصها للغذاء. وإنما يمكن زراعة حاصلات الوقود الحيوي في الأراضي القاحلة عالية الملوحة، أو مرتفعة القلوية والتي ليس هناك أمل أو جدوى اقتصادية من إصلاحها.
الموضوع يحتاج الي سلسلة من المقالات نظراً لما يحويه من جوانب اقتصادية، سياسية، اجتماعية، وبيئية وكذلك تفاصيل علمية دقيقة.
أصل النحل:
يُعتقد أن النحل انحدر من دبابير تتبع فصيلة Sphecidae، التي تخلت عن الافتراس في سبيل الاعتناء وتوفير الغذاء من رحيق وحبوب لقاح لصغارها. ويبدو أن النحل عموما ظهر في العصر الثالث في المناطق الاستوائية، وأقدم مستحثات النحل وجدت في عينات من طبقات الكهرمان(Baltic Amber)، التي ترجع إلى عصر الأيوسين منذ 40 مليون سنة؛ وتَوزع النحل من تلك المناطق إلى غرب آسيا وشمال إفريقيا وأوروبا، واستطاع أن يتأقلم ويعيش في مناطق شديدة البرودة كالقطب الشمالي مثلا.
تقسيم وتصنيف النحل:
يقسم النحل إلى10 أو11 فصيلة، تضم 700 جنس تقريبا و20,000 نوع، والنحل العاسل يتبع فصيلة Apidae والجنس Apis، وهو جنسها الوحيد ويحوي خمسة أنواع هي: النحل الكبير( العملاق )، النحل الصغير ( القزم )، النحل الشرقي( الهندي )، النحل الغربي ( العاسل )، وأضاف بعض المتخصصين نوع خامس وهو نحل الصخور( Mark، 1987؛ Graham، 2003). وتم تقسيم هذه الأنواع الأربعة تبعا لحجم الأفراد وطريقة بناء وهندسة الخلية وطول الجناح الأمامي كالآتي:-
النحل الصغير (القزم) Apis florea:-
يعتبر من أصغر أنواع النحل المعروفة حجما واقدرها على تحمل درجات الحرارة العالية والتي تصل أحيانا إلى 50مْ، ويبني قرصا واحدا صغير الحجم من الشمع بحجم كف اليد في أفرع الشجيرات والأشجار ذات الارتفاع المنخفض والقريب من سطح الأرض، ويبلغ حجم القرص 15×15 سم، ويجمع هذا النوع كميات صغيرة من العسل الذي يشتهر بفوائده الطبية في مناطق تواجده و معيشته وهي الهند وماليزيا وتايلاند واندونيسيا. وهو يتصف بالوداعة المتناهية، لذا نادرا ما يهاجم الإنسان؛ حيث لايستطيع دفع آلة اللسع في الجلد، كما أن كمية السم المحقونة تكون صغيرة. وهو ميال للهجرة Emigration والتطريد (Swarming) حيث أن الهجرة هي طريقة يتّبعها هذا النوع من النحل إذا ما حل فصل الجفاف وأصبح المرعى لا يلبي حاجته من الغذاء، فيهجر فيها أفراد الطائفة مكانهم إلى مكان جديد تتوفر فيه حاجتهم، وتسمى هذه الهجرة بهجرة الجوع Hunger Emigration. أما التطريدSwarming فيحدث عندما تزدحم الخلية ويصبح عدد الأفراد كبيرا حيث تعمل الشغالات على بناء البيوت الملكية الجديدة للحصول على ملكات جديدة عذراء، وبعد فقس أول بويضة ملكية (تقتل الملكات من قبل الملكة الجديدة أو الملكة الأم) ثم تهاجر الملكة الأم مع عدد من الشغالات المختلفة الأعمار لتكوين طائفة جديدة مستقلة؛ وهي الطريقة الطبيعية للتطريد في النحل و بها يزيد من عدد طوائفه. يخزن النحل الصغير العسل في أعلى القرص وتكون حضنة الشغالات في الوسط يليها حضنه الذكور ثم بيوت الملكات في الطرف السفلي للقرص.
النحل الكبير (العملاق) Apis dorsata:-
يعتبر هذا النوع من أكبر وأشرس أنواع النحل، فهو كثير الهجرة وغير مستأنس، يبني قرصا واحدا كبيرا تتراوح أبعاده مابين 60 سم طولا و36 سم عرضا، وسمكه من أعلى 10 سم ومن أسفل1 سم، وقد يصل محصول العسل فيه من 30-40 كيلوجرام؛ ويكون هذا القرص معلقا في نتوءات الصخور العالية وأفرع الأشجار الأفقية، يصل طول لسان هذا النوع إلى 7ملم مما يساعده على جمع الرحيق من الأزهار ذات التويج العميق.
يخرن العسل في الجانب العلوي من القرص وتحتل الحضنة الجانب السفلي وتربى الشغالات في عيون سداسية مساوية في حجم قطاعها العرضي لمثيلاتها في أقراص النحل الغربي، ولكن بعمق يساوي ضعف عمق العين السداسية للنحل الغربي، بالتالي يبلغ طول شغالة النحل العملاق ضعف شغالة النحل الغربي، كما أن ذكور النحل العملاق لا تختلف في حجمها على الشغالات حيث تربى في عيون سداسية تماثل العيون السداسية التي تربى فيها الشغالات. يتواجد النحل العملاق بجنوب آسيا في بلاد الهند وماليزيا وسيلان والصين واندونيسيا، ورغم أن هذا النوع غير مستأنس فان إنتاجه من العسل يشكل ما نسبته 60-70% في الهند.
النحل الشرقي (الهندي) Apis Indica= Apis cerana:-
يحتل النحل الشرقي مركز الوسط من حيث حجم أفراده فهو يقع بين النحل العملاق والنحل الصغير، و يسكن تجاويف الأشجار والفجوات ويبني عدة أقراص متوازية من الشمع، و يختلف حجم هذه الأقراص باختلاف الطائفة والحيز الذي تسكنه. النحل الشرقي شديد الميل للتطريد وتظهر بالطائفة الأمهات الكاذبة بعد فقد الملكة مباشرة ؛ كما أن تطريده يختلف عن ذالك المعروف في الخلايا المستأنسة والشائعة في الوقت الحالي، حيث أنه أثناء الطيران التزاوجي يصحب الملكة عددا من الشغالات إلى جانب الذكور، وبعد التلقيح تلازم الشغالات الملكة وتكوّن طردا يعطي طائفة جديدة فيما بعد. وأماكن تواجد هذا النوع من النحل هو الهند وسيلان.
النحل الغربي (العاسل) mellifera Apis :ـ
وتعني كلمة mellifera النحل الناقل للعسل ويطلق عليه أيضا اسم mellifeca وتعني النحل الصانع للعسل والاسم الأول هو الأكثر شيوعا رغم عدم دقته. وهذا النوع وكما هو معروف يحتل المرتبة الأولى في إنتاج العسل تجاريا حيث أظهر تفوقا كبيرا على النحل الشرقي من حيث الاستقرار في خلاياه التي لا يرحل عنها.
تواجد الأنواع السابقة باستثناء النحل الغربي مقتصر على الهند والمناطق المجاورة لها، وتعيش هذه الأنواع معيشة برية في الأحراش والجبال، ولم يتمكن الإنسان من استئناسها؛ أما النحل الغربي فيبني خلاياه في تجاويف الصخور والأشجار وغيرها، وهو قابل للإيواء في الخلايا التي يصنعها الإنسان، وألف الخلايا البدائية قديما وألِف بعدها الخلايا الحديثة، وكنتيجة لانتشاره طبيعيا ونقله من قبل الإنسان إلى مناطق جغرافية وبيئات مختلفة، اكتسب صفات وميزات تلائم تلك المناطق والبيئات، مما أدى إلى ظهور عدة نويعات ( سلالات جغرافية ) عدّدتها بعض المصادر إلى أكثر من عشرين نويعا أو سلالة جغرافية، وهي التي يعتمد عليها في إنتاج العسل في معظم دول العالم؛ ومن المحتمل أن لايوجد أي من هذه النويعات نقيا تماما. ( Morse و Flottum، 1970).
وتصنف هذه النويعات أو السلالات الجغرافية حسب التوزيع الجغرافي أو اللون. فحسب التوزيع الجغرافي قسمها Rothenbuhler (1968) إلى أربعة مجاميع هي:
السلالات الإفريقية، وسلالات وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا، وسلالات الشرق الأدنى، وسلالات غرب البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا. وأيد هذا الرأي ببعض التحوير.( Ruttner، 1986،1988). فأقترح 24 نويعا ضمها في أربعة مجاميع كالتالي:-
أ-المجموعة الأفريقية: وتضم النويعات:
1- النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
2- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
3- Smith Apis mellifera litorea.
4- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
5- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
7- Apis mellifera unicolor Latreille.
8- النحل اليمنيRuttner yemenitica mellifera Apis.
ب- مجموعة وسط البحر الأبيض المتوسط و جنوب شرق أوروبا. : وتضم النويعات:
1- sicula Montagano mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Pollmann Apis.
4- النحل المقدونيmellifera macedonica Ruttner Apis.
5- mellifera cecropia Kiesenwetter Apis.
ج - مجموعة الشرق الأدنى. : وتضم النويعات:
1- نحل الأناضول (التركي) mellifera anatolica Maa Apis.
2- mellifera adami Ruttner Apis.
3- النحل القبرصي Apis mellifera cypria Pollman.
4 - النحل السوري Apis mellifera syriaca Buttel-Reepen.
5- النحل القوقازي Apis mellifera csucasica Gorbachev.
6- mellifera meda Sorikov Apis.
7- النحل الأرميني Apis mellifera armeniaca Sorikov.
د- مجموعة غرب البحر الأبيض المتوسط شمال غرب أوروبا. : وتضم النويعات:
1- نحل الصحاريmellifera sahariensis Baldensperger Apis.
2- النحل الشمال إفريقي Apis mellifera intermissa Buttel-Reepen.
3- النحل الإيبيريmellifera iberica Goetze Apis.
4- النحل الألماني الغامق Apis mellifera mellifera Linnaeus.
وأوضح Butler (1977) أن موطن النحل الأصلي هو جنوب آسيا، وقسم النحل الغربي إلى نويعين فقط هما:
Apis mellifera adansonii ، mellifera mellifera Apis أما بقية النحل الغربي فهو سلالات تحت هذين النويعين.
وقد أرجع (1987) Mark أصل النحل إلى إفريقيا الاستوائية و قسمه إلي ثلاثة مجاميع حسب القارات ضمت 21 نويعا كالتالي:
المجموعة الأوربية و المجموعة الإفريقية و المجموعة الآسيوية. ويندرج تحت كل مجموعة سلالات جغرافية أو نويعات Subspecies.
أ- المجموعة الأوربية: وتشمل النويعات:
1- النحل الألماني الغامق mellifera mellifera Apis.
2- النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3- النحل الكرنيولي(النمساوي) mellifera carnica Apis.
4- النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
وربما هناك عدد آخر من السلالات الأوربية التي لم تدرس كلّيا أو دُمجت مع مجموعات أوربية أخرى فهناك مثلا النحل الميسيدوني Apis mellifera cecropia الذي يبدو أنه يتبع الكرنيولي وهناك النحل الروسي mellifera acervorum Apis. والترانزقوقازي mellifera remipes Apis الذي يعتبر غير واضح. (Mark، 1987).
ب- المجموعة الأفريقية: وتشمل النويعات:
1- نحل الشمال إفريقي(التليان)mellifera intermissa v.Buttel-Reepen Apis.
2- النحل المصري mellifera lamarckii Apis.
3-النحل الشرق إفريقي lepeletier scutellata mellifera Apis.
4- النحل الغرب إفريقيLatreille Apis mellifera adansonii.
5- نحل الجبالSmith Apis mellifera monticola.
6- نحل الكيبEscholtz Apis mellifera capensis.
ج – المجموعة الآسيوية: ومنها النويعات التي تبدأ من تركيا غربا إلى إيران وتشمل:
1- نحل الأناضول (التركي) anatolia Apis mellifera.
2- النحل السوري syriaca Apis mellifera.
3- Apis mellifera meda.
أما حسب اللون فقسّمها عبد السلام ((1990 و إبراهيم وآخرون ( 1998) والقديري (1998) إلى ثلاث مجموعات هي النحل الأسود والنحل الأصفر والنحل السنجابي، وتضم كل مجموعة عددا من السلالات وصل عددها إلى عشر سلالات أو أكثر.
أ-النحل الأسود Black bees :-
وينتشر في شمال غرب أوروبا وشبه جزيرة اسكندناوة وشمال أفريقيا؛ ويندرج تحت المجموعة النويعات الآتية:-
1– النحل الشمال أفريقي Apis mellifera intermissa.
2- النحل الألماني lehzeni mellifera Apis.
3- النحل اليمني yemenian mellifera Apis.
و يلاحظ أن هناك تداخلا بين السلالات من حيث الألوان فمثلا يبدو أن الكتّاب لم يحددوا بدقة الموقع الجغرافي للنحل الأسود، كما جاء في أساسيات تربية النحل وإنتاج العسل للقديري (1998) و تربية النحل ودودة القز لإبراهيم وآخرين (1998) وتربية النحل و إدارة المناحل في مصر و البلاد العربية لعبد السلام (1990). وأضاف البنبي (1993) إلى هذه المجموعة النحل السويسري والنحل الانجليزي والنحل الهولندي والفرنسي.
ب- النحل الأصفر Yellow bees:-
تنتشر هذه المجموعة في البحر الأبيض المتوسط وتظم النويعات ( السلالات الجغرافية) الآتية:-
1– النحل المصريmellifera lamarckii Apis .
2– النحل الإيطالي mellifera ligustica Apis.
3 – النحل القبرصي mellifera cyproa Apis.
4- النحل السوري mellifera syriaea Apis.
5 – النحل التركي (الأناضولي) mellifera anatolica Apis.
ج- النحل الغامق (السنجابي) Dark bees :- وينتشر في جنوب شرق أوروبا وبحر قزوين ويظم:-
1 - النحل الكرنيولي (النمساوي) mellifera carnica Apis.
2 - النحل القوقازي caucasica mellifera . Apis
ويبدو عدم تطابق لون السلالة الايطالية و السلالة المصرية رغم أنها تندرج من حيث التقسيم تحت مجموعة واحدة هي مجموعة النحل الأصفر؛ فنحل السلالة المصرية لونه بني غامق إلى أسود بينما نحل السلالة الايطالية لونه أصفر ذهبي. عليه فان ربط اللون بالمنطقة الجغرافية غير دقيق خصوصا في سلالات النحل القياسية.
النتائج والمناقشة:
أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال آراء المختصين في مجال أصل وتصنيف النحل، دلت على أن هناك آراء مختلفة حول أصل النحل العاسل، وعدد وتوزيع وتسمية نويعاته، وفي إذا ما كانت السلالة الجغرافية مساوية للنويع أو تمثل مرتبة أدنى، وفي هذا المجال هناك رأي مختلف حول مدلول السلالة الجغرافية نفسه. وأوضحت هذه النتائج أيضا آراء مختلفة حول انتشار النويع الشمال إفريقي intermissa Apis mellifera ، فمن جهة رأى البعض تواجده في كل شمال إفريقيا بما في ذالك ليبيا، ومن جهة أخرى اقتصر وجوده على تونس والجزائر والمغرب.
من خلال مناقشة نتائج آراء المختصين في النحل يجب الإشارة إلى أننا نستخدم مصطلح السلالة ليعني السلالة الجغرافية أو البيئية أي بمعنى نويع. وتبعا لقواعد ومبادئ تصنيف الحيوان لا نعترف بالسلالة إلا إذا كانت سلالة جغرافية أو بيئية، وبالتالي فهي مرادفة للنويع ولا نعترف بأي مراتب أدني من ذلك. وعليه فان مقترح Butler (1977) يعتبر خرقا لتلك القواعد والأسس، ورأيه في ذلك يشوبه شيء من عدم الدقة، كما أن مبرر Dietz (1991) القائل بأن السلالة في تهجين النحل تعني الانتخاب الطبيعي، وهي غير السلالة في الحيوانات الأخرى والتي جاءت نتيجة الانتخاب المبرمج من قبل الإنسان أي أن الأولى فيما عدا التلقيح الاصطناعي تعتبر طبيعية وليس للإنسان دخل فيها مبرراً غير دقيق، فتدخّل الإنسان لا يكون فقط بالتلقيح الصناعي، وإنما مجرد نقل نويع ووضعه بجانب آخر أو سلالة قرب سلالة تعني تدخلا غير طبيعي، أي أن نقل أو استيراد نحل من مكان ووضعه في مكان آخر يعني إتاحة الفرصة عن قصد أو غير قصد لتزاوج الاثنين ولا فرق بينه وبين التلقيح الصناعي.
وفيما يخص تحديد النويعات تتفق هذه الدراسة مع Mark ((1987 في أن تمييز النويعات الشرعية بالغ الصعوبة لأسباب أهمها تغيير الانتشار الطبيعي للنويعات بسبب نقل النحل لأنحاء العالم، والاختلاف بين المصنفين والمربين في استخدام الصفات. وهنا اشدد على وجوب استعمال كل الصفات لتحديد النويعات سواء صفات مرفومترية أو تشريحية أو سلوكية وغيرها وعدم الاقتصار على الصفات المرفومترية التي غالبا ما تكون غير دقيقة. كما أن التباين داخل النويعات نفسها يجعل من الصعب رسم خط فاصل لتحديد النويع.
مما تقدم أرى انه يجب أن تكون الآراء وان اختلفت لاتخرج عن نطاق المبادئ والقواعد التصنيفية التي حددها قانون التصنيف، حتى نستطيع إنتاج تصنيف واقعي يمكن الاعتماد عليه.
أما فيما يخص النويع الشمال إفريقي intermissa Apis mellifera فانه ومن واقع مشاهداتي كنحّالة وأيضا باحثة واتصالي بالنحالين في ليبيا لم أجد ما يشير إلى وجود هذا النويع في ليبيا حسب الوصف الوارد في Mark ((1987 و Dietz (1977) فالنحل المحلي الموجود في شمال غرب البلاد وكذالك الموجود في شمال شرقها يختلف عن ذالك الوصف تماما. كما أن نحل شمال غرب ليبيا يختلف عن نحل شمال شرق ليبيا، كون الأول يمكن أن يكون هجن بين المحلي والايطالي والثاني هجن بين المحلي و الكرنيولي؛ ولا نتفق مع البنبي (1993) في الجغرافيا كون شمال إفريقيا مقتصر على تونس والجزائر والمغرب حسب رأيه، ولكن نتفق معه في عدم وجود intermissa Apis mellifera في ليبيا إذا كان هذا هو قصده. كما انه لم يشر إلى نحل الكهوف والأحراش في ليبيا، وفيما إذا كان موجودا فعلا وهل مازال على نقاوته كسلالة جغرافية ؟ وأترك هذا إلى دراسة تصنيفية مستقبلية معمّقة حتى يمكننا الجزم أن النحل المحلي يمكن تصنيفه و تسميته كنويعين أو سلالتين جغرافيتين.
والنحل يعيش معيشة اجتماعية تفوق كل النظم البشرية المعروفة فى عصرنا هذا ، فيوجد نظام دقيق لتقسيم العمل بين أفراد الطائفة الثلاثة :
الملكة ، والذكر ، والشغالات ، كما يوجد نظام للحراسة وتريبة الصغار ورعايتهم ، ونظام لجلب الرحيق وحبوب اللقاح إلى الخلية ، ونظام لعزل المرضى ، ومقاومة خروج على نظام الطائفة ، وكل الأفراتد تعمل بجد ونشاط فى سبيل توفير كل متطلبات المجموعة ككل ، فلكل فرد من الأفراد وظيفته التى يقوم بها تبعاً لجنسه وعمره ، ولطائفة النحل القدرة على تنظيم دراجة حرارة مسكنها والمحافظة عليها إلى حد كبير تحت أصعب الظروف الجوية ، ويصل الأمر إلى أن الشغالة لو حملت حملاً به آثار للمبيدات تؤثر الموت خارج الخلية حتى لا تؤذى طائفتها .
تتكون الطائفة من ملكة واحدة هى أم الطائفة وعدد الأف من الشغالات وبضع مئات من الذكور ، ويعيش الجميع فى مسكن واحد يحتوى على العديد من الأقراص الشمعية بعضها يحتوى على الحضنة فى اطوار وأعمار مختلفة ( بيض ويرقات وعذارى ) ، كما يحتوي عدد آخر من الأقراص على الغذاء الشامل للعسل وحبوب اللقاح .
الملكة : أنثى كاملة التكوين ، ووظيفتها الوحدة وضع البيض ، ويختلف لونها باختلاف سلالة النحل ، ومتوسط عمرها بين ثلاثة وأربع سنوات ، وقد يصل إلى
( سبع سنوات) وتضع الملكة الممتازة فى موسم نشاطها عدداً يتراوح ( 1500) و
( 2000) بيضة فى اليوم بمعدل أربع بيضات فى الدقيقة الواحدة ، مع أخذ فترات من الراحة كل 20 أو 25 دقيقة ، ووزن البيض البذى تضعه فى يوم يقرب من وزن جسم الملكة ، ونظام وضعها للبيض عجيب جداً ، حيث تبدا فى منتصف القرص ثم تدور فى شكل دائرى بطريقة هندسية رائعة ، وتلقح الملكة مرة واحدة فى العمر ، ولها القدرة على التكاثر العذرى أو التكاثر البكرى ، حيث تضع بيضا غير مخصب ينتج عنه ذكور فقط ، وتضع أحياناً أخرى بيضاً مخصباً ينتج عنه ملكات وشغالات . وحتى الآن لم يستطع العلماء برغم الجهود الشاقة والمبذوله معرفة الموجه لعملية وضع البيض ، ولا يزال هناك سؤال حائر لم يجد الإجابة الشافية وهو : ما هى الدوافع والعوامل الفسيولوجية أو غيرها التى تجعل الملكة تؤثر وضع البيض المخصب على غيره والعكس صحيح ، وليس هذا هو السر الوحيد الذى لم يكشف النقاب عنه ، بل هناك مئات الأسرار فى حياة هذه الخلوقات لا تزال مجهولة حتى الآن برغم التقدم الكبير فى مجال العلوم اليولوجية أو علوم الحياة بوجه عام .
حفل الزفاف : تلقح الملكة لا يتم إلا خارج الخلية ، ولقد بذلت محاولات كثيرة للسيطرة على تلقيح الملكات ، وحتى الآن لم يكتب لها النجاح الأكيد، وتصدر الملكة العذراء صوتاً وهى تطير حول الطائفة لتنبه الذكور إلى أنها قد خرجت للتلقيح ، ويسمى هذا الطيران بطيران الزفاف الذى يستغرق أربع عشر دقيقة ، ويحدث ذلك فى أيام ذات الدفء والجو الصحو ، ثم تطير ويتبعها العديد من الذكور فى الجو ، ولا يلحقها إلا أقوى الذكور وأقدرها على الطيران لمسافة طويلة ، ويعتبر هذا نوعاً من الانتخاب الطبيعى ، ويتم التلقيح فى الهواء ، لذلك لا يرى إلا نادراً . وبعد التلقيح تعود الماكة إلى الخلية فتتعرف الشغالات على الملكة الملقحة بوجود جزء ظاهر ابيض فى مؤخرة البطن ، وتبدا الشغالات فى إزالة هذا الجزء من مؤخرتها وتنظيفها ولعقا وتغذيتها وتعاونها فى فرض سيطرتها على الخلية والتخاص من الماكات العذارى الأخريات ، ثم بعد ذلك بثلاثة ايام تبدا فى وضع البيض .
المادة الملكية : ووجود الملكة فى الطائفة ذو أهمية كبيرة لانتظام العمل وحسن سيرة ، وبالرغم من التعداد الكبير للشغالات الموجودة بالطائفة فإن الجميع يشعر بوجود الملكة ، ويتغير سلوكها عند الشعوربفقدها ، لذلك فإن هذه المادة تعتبر وسيلة السيطرة والأستقرار فى الخلية كلها ، وتفرز الملكة هذه المادة عن طريق غددها الفكية وتنتشر على جسمها فتلعقها الشغالات المحيطة بها عندما تساعد الملكة فى تنظيف جسمها ، ثم تتبادلها مع باقى الشغالات . وقد ذكر أحد العلماء (بيكر) أن الملكات المسنة يقل إفرازها من هذة المادة ، وهذا يشجع على بناء عدد من البيوت الملكية لكى تنتج ملكة تحل محل الملكة المسنة .
الشغالة : والشغالات تكون كتائب العمل بالنسبة للطائفة ، وهى أنثى غير كاملة التكوين ، غير مهيأة للتزاوج ووضع البيض , ولها صفات تشريحية ومورفولوجية (شكلية) خاصة تمكنها من القيام بالوظائف والأعمال المنوطة بها ، فقد تحورت أجزاء فمها وقرون استشعارها وأرجلها وآلة وضع البيض فيها لأداء وظائف خاصة غير وظائفها الأساسية ، ويتراوح عدد الشغالات ما بين عشرة آلاف وستين ألف شغالة ، وقد يذيد على ذلك فى موسم النشاط .
وعمر الشغالات يتراوح بين ستة أسابيع وعدة أشهرخلال فترة الشتاء ، ويقع على الشغالات عبء الأعمال الخارجية والدخلية ، وتتحدد بيعة هذه الأعمال بالحالة الفسيولوجية واحتياجات الطائفة ، وتمر الشغالة بجميع الأعمال خلال حياتها ، والجدير بالذكر أن الشغالات تقضى نصف عمرها تقريبا فى الأعمال الداخلية ، والنصف الباقى فى الأعمال الخارجية والأعمال الداخلية تشمل إنتاج العسل وتربية اليرقات العذارى والعناية بالملكة ومساعدتها ، وتظل الشغالة تقوم بهذه الأعمال مدة تبلغ (21) يوماً.
ثم بعد ذلك تصبح شغالة سارحة تقوم بالأعمال الخارجية من جمع للرحيق وحبوب لقاح واكتشاف مصادر للغذاء جديدة إذا ما نفدت المصادر المستعملة . والغريب أن الأعمال التى تقوم بها الشغالة تتدرج حسب عمرها وطبيعتها الفسيولوجية وتتسلسل الأعمال كما يألأتى :
* بعد خروج الشغالات تقوم بتجفيف وتنظيف نفسها وتناول غذائها مع غيرها من الشغالات .
*تبدا فى القيام بأول عمال فى الطائفة وهو تنظيف العيوان السداسية التى خرجت منها الشغالات الأخرى وإعدادها لكى تضع الملكة بها البيض ، وتستغرق هذه العملية ثلاثة أيام ، وتقوم أيضا بتدفئة الحضنة خلال هذه المدة .
* من اليوم الثالث وحتى السادس من عمرها تقوم بتغذية اليرقات كبيرة السن على العسل وحبوب اللقاح .
* عند بلوغ اليوم السادس من عمرها تكون غددها فوق البلعومية قد نشطت وتبدأ فى أفراز الغدد الملكى .
*من اليوم السادس هذا حتى تبلغ من العمر (13) يوماً تغذى الشغالة اليرقات الحديثة السن على الغذاء الملكى . والجدير بالذكر أن اليرقات جميعهاً فى عمر الثلاثة أيام الأولى يكون الغذاء الملكى هو غذاء هذه اليرقات .
* من اليوم الثالث عشر من عمر الشغالة حتى الثامن عشر ينحصر عمل الشغالة فى بناء الأقراص الشمعية ويزاداد إفراذ الشمع .
*من ( 18) إلى ( 21) يوماً تقوم الشغالات بحراسة الخلية .
* عندما تبلغ الشغالات واحد وعشرون يوماً من عمرها تترك الأعمال الداخلية وتصبح شغالة سارحة تقضى بقية عمرها فى جمع الرحيق وحبوب اللقاح ، وهى الأعمال الاخارجية التى تقوم بها الشغالات .
والشغالات تمثل بذلك كتيبة العمل فى الخلية .
الذكر :
ينشأ عن بيضة غير مخصبة تفقس بعد ثلاثة أيام ، وتتميز الذكور بضخامة جسمها ، ولا يوجد للذكور آلة لسع أوغدد مفرزة، و ليس له سوى
وظيفة واحدة فقط هى تلقيح الملكة .
والذكر الذى يؤدى هذه العملية يموت بعدها فورا حيث تنفصل الة السفاد منه وتبقى فى موخرة الملكة ويعيش الذكرعالة على الخلية باكل العسل , لذلك فالمعروف انه قرب انتهاء موسم فيض الرحيق تحاول الشغالات التخلص من الذكور فلا تطعمها ,وتدفع بها
خارج الخلية لتموت وعندوجود الملكة الشابة والملقحة فى الخلية فان تخلص النحالمن الذكور عملية انتاجية هامة جدا.
التفاهم بالرقص : ويتم التفاهم والتخاطب بين افراد الطائفة بمجموعة من
الرقصات تقوم بها الشغالة و بزوايا مختلفة مع قرص الشمس,وقد عرفت اصول هذه اللغة وقواعدها وكيف بمكن للنحل الكشاف ان ينقل الى باقى افراد الطائفة المعلومات المتعلقة بمصادر الرحيق و حبوب اللقاح واتجاهها وبعدها او قربها من مسكن النحل و يقوم النحل برقصات مختلفة , فتكون الرقصة دائرية إذا كان بعد مصدر الرحيق عن الخلية لا يتعدى خمسين مترا و تكون الرقصة ( رقصة ذنب ) إذا كان البعد أكبر من ذلك و أثبت العلماء أن عدد هذه الإهتزازات للبطن ( الرقصات ) و التى تقوم بها الشغالة خلال فترة معينة يدل على البعد بدقة , فالمعروف علميا أن عدد الدورات التى تقوم بعا الشغالة خلال (15) ثانية تتناسب تناسبا عكسيا مع المسافة بين المصدر الرحيق و الخلية فمثلا إذا كان عدد الدورات عشر دورات فى (15 ) ثانية كان المصدر يبعد مائة متر عن الخلية و إذا كان عدد الدوارت ست دوارت كان البعد
( 500) متر ، وإذا كان أربع دورات كان البعد على مسافة كيلو متر كامل .
هذا من الناحية ادلالة على الأبعاد . أما بالنسبه لتحديد الأتجاه إلى مصدر الرحيق أو حبوب اللقاح فيكون ذلك من اتجاه نهاية بطن الشغالة أثناء اهتزازاتها والأمثلة على ذلك :
* النحلة متجهة إلى أعلى أثناء رقصتها كان مصدر الطعام فى نفس اتجاه الشمس .
* النحلة متجهة إلى أسفل : كان المصدر فى الاتجاه المضاد للشمس.
* إذا كان اتجاه البطن بزاوية قدرها 60 درجة إلى اليسار كان مصدر الطعام على بزاوية قدرها 60 درجة مع اتجاه الشمس .
*إذا كانت الرقصة بزاوية معينه إلى اليمين كان مصدر الطعام على نفس الزاوية فى عكس اتجاه الشمس ، وهذا كله بلإضافة إلى مجموعة من الاهتزازات المختلفة الأخرى ، يكون التفاهم جيداً ودقيقاً بين أفراد الطائفة .
عظات وعبر للناس : نحل العسل برغم صغر أحجامها إلا أنها حشرات نافعة تتعدد فوائدها لتشمل إنتاج العسل والشمع والغذاء الملكى ، وحتى سم النحل اكتشف أنه سم وترياق وشفاء لكثير من الأمراض الروماتيزمية وغيرها . ولقد كان سلوك هذه الحشرات ونشاطها ومنتجاتها سبباً مباشراً فى هدايسة كثير من علماء البيولوجى
( الحياة ) إلى الله سبحانه وتعالى ، بالإضافة إلى فوائد أخرى منها : زيادة عقد الثمار نتيجة نقل الحشرة حبوب اللقاح بين الأزهار المختلفة الجنس .
وهذه بعض الحقائق والارقام عن هذه المخلوقات العجيبة :
* للنحل مثابرة ومداومة على العمل فالشغالة تقوم بعدة رحلات لجمع الرحيق وحبوب اللقاح وتصل هذه الرحلات فى اليوم الواحد عدداً يتراوح بين ( 10) أو
( 15) رحلة .
* العامل المحدد لسرعة طيران الشغالات هو سرعة الرياح وحالة الشغالات ومكتوسط سرعة الشغالة المحملة والعائدة إلى طائفتها ( 15) ميلاً فى الساعة وغير المحملة تكون سرعتها ( 12.5) ميل فى الساعة نظراً لقياسها ببعض عمليات الاستكشاف أثناء طيرانها .
* تضطر الشغالة الجامعة لرحيق الإزهار إلى زيادة عدد يتراوح بين(50)
و(100) زهرة لتجمع حملا كاملا من الرحيق وهو يزن ما يقرب من 40 ملليجراما ويتوقف عدد الأزهار التى تزورها الشغالة على عدة عوامل جوية وعوامل أخرى مختلفة منها :
* منشا الأختلاف بين افراد الطائفة يرجع إلى نوع البيض والغذاء والمسكن.
* دقة الأبصار فى نحل العسل تساوى واحدا على مائة من دقة عين الإنسان .
* والنحل يميز بين مجموعات الألوان كالأصفر والأزرق المخضر والأزرق وغيرها وهو يفضل اللون الأزرق وله القدرة على الربط بين الألوان .
* قدرة النحل على الشم والتمييز للروائح تقارب الإنسان ولقد أمكن للنحلة أن تميز رائحة زهرة السنط من بين ( 43) نوع من الزيوت العطرية . وهذه القدرة على تميز الروائح تساعد النحل على تميز أفراد الطائفة نفسها عن النحل الغريب .
* وفى حياة النحل معجزات كثيرة جداً منها اتلاف الأفراد الثلاثة المكونة
الملكة ، والذكر ، والشغالات ومشا هذا الأختلاف يرجع إلى
أولاً اختلاف نوع البيض الذى تضعه الملكة فهو يكون إما غير مخصب فينتج منه ذكوار وإما يكون مخصباً والإخصاب يكون إخصاب جيد وينتج عند ملكات أو إخصاب غير جيد ينتج عنه شغالات وهى إناث غير مكتملة التكوين الأنثوى وحتى الآن لا تعرف دواعى الملكة فى توقيت نوع البيض الموضوع وما هى الدوافع فى وضع البيض فى ثلاثة أنواع
( غير مخصب ،مخصب إخصاباً جيداً ، مخصب إخصاباً غير جيداً) هل قدرة الله أعطتها وسيلة للتحكم فى الأنتاج فينتج ذكوراً متى شاءت وملكات وشغالات متى شاءت وفى البشر لم يتمكن العلم من اكتشاف القدرة على إنجاب الذكور وهذه مشكلة الجاهلية تؤرق المجتمع وتصل إلى وأد البنات وقتلهم وحتى الآن وبعد أن نهى الإسلام وأبطل وأد البنات فإن قلق إنجاب البنات مايزال لدى مجتمعات من المسلمين .فقضية إنجاب البنات قضية ربانية بحتة لايستطيع البشر التحكم فيها وصدق الله العظيم إذ يقول { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} (49ـ 50 ) سورة الشورى
أما ملكة النحل فهى تتحكم فى نوع البيض وفى إخصابه من عدمه .
ثانياً : فى منشاً اختلاف أفراد الطائفة المسكن والعين السداسية التى تنبى ، فعيون وبيوت الذكور والشغالات تختلف عن البيوت الملكية وتختلف عيون وبيوت الشغالات عن بيوت الذكور .
ثالثاً : فى منشأ اختلاف الطائفة هو التغذية ويعتبر الغذاء الملكى الذى تفرزة الشغالات الصغيرة هو لبن النحل الذى تتم به تغذية اليرقات ومعروف أن التطور فى حشرة نحل العسل كامل : بيضة تفقس عن يرقة تتغذى وتتحول إلى عذراء حرة ثم تتحول إلى حشرة كاملة سواء كانت ملكة أو شغالة أو ذكر .. تقوم الشغالات الصغيرة فى عمر أقل من 18 يوميوماً بإفراز الغذاء الملكى وتغذى كل اليرقات ( يرقات الذكور والشغالات والملكات ) بهذا الغذاء الملكى فى الثلاثة أيام الأولى من عمرها وبعد الثلاثة أيام تمنع الشغالات الغذاء الملكى عن يرقات الذكور والشغالات بينما تستمر اليرقة الملكية فى التغذية بالغذاء الملكى حتى تحولها إلى حشرة كاملة
( ملكة بالغة) .
سبحان الله الشغالات الصغيرة تمنع تغذية يرقات الشغالات بالغذاء الملكى بعد الثلاثة أيام الأولى من عمرها وتستبدل بخبز النحل وهو غذاء صنع من العسل وحبوب اللقاح وهكذا نرى أن الغذاء ـ وهو عامل بيئى ـ قد أثر فى أختلاف مشأ أفراد الطائفة
هناك معجزات أخرى شغلة نحل العسل مثلاً تستطيع إخبار أفراد الطائفة بمصدر رحيق جديد مكتشف لأول مرة وتحديد المسافة بين مصدر الرحيق والخلية والاتجاه إلى هذا المصدر بلغة معروفة تسمى لغة النحل
( الاهتزازات بنهاية البطن السابقة) والعلاقة بين عدد الاهتزازات وبعد ومصدر الرحيق عن مكان الخلية أيضا الإبصار الكلى فى شغالات نحل العسل ورؤية الألوان والضوةء المستقطب والتطريد وحدوثه واسبابه كل ذلك ظواهر معجزة فى عالم النحل أيضاً الشغالات الكاذبة أو الأمهات البياضة ظاهرة تحير العلماء وتقلق النحالة وتجذب المناحل كلها معجزات ما زال العلم عاجزاً عن إدراك كنهها أو معرفة أكيدة لأسبابها ودوافعها سبحان الله العظيم
مناطق جسم الحشرة Body regions of the insect
يتكون جسم الحشرة من حلقات عددها عشرون وهذه الحلقات تتجمع لتكون ثلاث مناطق رئيسية هي :
1. الرأس Head ويتكون من ستة حلقات مندمجة .
2. الصدر Thorax ويتكون من ثلاث حلقات.
3. البطن Abdomen ويتكون من إحدى عشر حلقة.
ويتصل بكل حلقة من حلقات الجسم زوج من الزوائد يكون واضحاً في الجنين ولكن تختفي أو تختزل بعض هذه الزوائد بعد خروج الحشرة من البيضة.
الرأس وزوائده Head and its appendages:
يتركب رأس الحشرة من عدد من الصفائح تكاد تلتحم بعضها ببعض تماماً ليتكون غلافاً متماسكاً صلباً يعرف بـ علبة الرأس تحمي الأجزاء التي في داخلها وأهمها المخ. وهناك صعوبة كبيرة جداً في تمييز عدد حلقات الرأس الستة لأنها إندمجت مع بعضها ولكن يمكن تميزها في الأطوار الجنينية. ويفصل الرأس عن الصدر جزء غشائي رقيق هو العنق ويشتمل على مزدوجة تعمل كنقطة إتصال أو إرتكاز بين الرأس والصدر الأمامي. ويحمل الرأس أعضاء الحس وهي زوجاً من قرون الإستشعار وزوجاً من العيون المركبة وقد توجد عيون بسيطة، كما يحمل أجزاء الفم.
علبة الرأس Head capsule:
تتركب علبة الرأس من الصفائح الآتية:
أ-من السطح العلوي أو الأمامي:
1-الجمجمةEpicranium: وهي عبارة عن المنطقة الظهرية من الرأس وتغطي الرأس من أعلى وتمتد إلى الخلف حتى منطقة الثقب المؤخري، ويقسم الجمجمة –في أغلب الحشرات- في الوسط الدرز الجمجمي الذي يتفرع إلى فرعين يتجهان إلى الأمام أو إلى أسفل (حسب اتجاه الرأس) يعرفان بـ الدرزين الجبهيين والجبهة هي الجزء المحصور بين هذين الفرعين من الأمام ويحمل العين البسيطة الوسطية.
2-قمة الرأس Vertex: وهي عبارة عن الجزء العلوي من الجمجمة فوق الجبهة مباشرة بين العينين المركبتين.
3-الدرقة Clypeus: وهي الجزء الضيق الذي يقع أسفل الجبهة مباشرة وتحمل في أسفلها الشفة العليا.
4-الشفة العليا Labrum: وهي الجزء الذي يلي الدرقة مباشرة من أسفل كم أنها تغطي الفكين العلويين من الأمام.
5-الوجنة(الخد ) Gena: وتشمل كل المساحة الجانبية أسفل وخلف العينين على كل جانب ، ويتصل بها كل من الفكين العلويين (اللحييان)
6-القفا Occipt: وهو الجزء الذي يصل بين قمة الرأس والرقبة من الخلف.
ب- من السطح السفلي أو الخلفي:
1-الجمجمة: تمتد نحو الخلف حتى الثقب المؤخري.
2-الثقب المؤخري Occiptal foramen: وهو الفتحة التي يمر منها المرئ والحبل العصبي وتتصل حوافها بالعنق الغشائي الذي يربط الرأس بالصدر.
3-الشفة السفلى: Labiumوتوجد في وسط مقدمة الرأس من أسفل ، وهي تحمل الملامس الشفوية.
4-الفكان السفليان Maxillae: وهما عبارة عن الجزئين الموجودين على جانبي الشفة السفلى ويحمل كل منهما ملمساً فكياً.
أوضاع الرأس
والرأس في الحشرات يمكن تقسيمها إلى عدة أنواع تبعاً لإتجاه محورها الطولي وموضع أجزاء الفم فيها إلى :
1- رأس ذو أجزاء فم أمامية Prognathous: يكون المحور الطولي للرأس على إمتداد المحور الطولي للجسم وتكون أجزاء الفم أمامية الوضع كما في السوس ، النمل الأبيض.
2- رأس ذات أجزاء فم سفلية ( عمودية ) :Hypognathousيكون المحور الطولي للرأس عمودياً على المحور الطولي للجسم وتكون أجزاء الفم على الجهة البطنية (سفلية) كما في الجراد والذبابة المنزلية.
3- رأس ذات أجزاء فم سفلية بطنية ( سفلية مائلة ) Opithognathous: تنحني الرأس إلى الخلف على السطح البطني للحشرة وتوجد أجزاء الفم بين الزوج الأمامي للأرجل في وضع مائل كما في قافزات الأوراق والبقة الخضراء.
قرون الإستشعار Antennae
من أهم مميزات الحشرات هو وجود زوج من قرون الإستشعار تتصل بالجزء الأمامي من الرأس بين العينين المركبتين.
يخرج كل قرن من تجويف يعرف بنقرة قرن الإستشعار وهو يتحور إلى أشكال مختلفة وقد يختزل في بعض الحشرات حتى يكاد لا يتجاوز ندبة صغيرة.
وتعتبر قرون الإستشعار أعضاء حسية. فهي للمس كما في الجراد أو للشم كما في بعض أنواع الذباب ، أو للسمع كما في البعوض. ونادراً ما نجد أنها تتحور لتؤدي وظائف أخرى مثل التنفس في بعض الخنافس المائية أو للقبض على الأنثى أثناء التزاوج. وفي بعض الحشرات توجد فروقاً مورفولوجية في قرون الإستشعار تفرق بين الذكر والأنثى.
ويتركب قرن الإستشعار من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:
1. الأصل : Scape وهو العقلة الأولى أو القاعدية لقرن الإستشعار وهو أطول العقل.
2. العنق Pedicel: وهو العقلة التالية للأصل وهي أصغر قليلاً من الأصل.
3. السوط(الشمراخ) :Flagellum وهو الجزء الباقي من قرن الإستشعار ويتكون عادة من عدد من العقل التي قد تتحور لتكون الأشكال المختلفة لقرون الإستشعار وقد يكون عقلة واحدة في بعض الأحيان.
ويوجد في الرأس عضلات قرن الإستشعار التي تتصل بقاعدة الأصل، وهذه العضلات تمكن الأصل أن يتحرك وحده، ثم عضلات أخرى ناشئة من الأصل تصل إلى قاعدة العنق ولذلك يمكن للعنق أن يتحرك وحده أيضاً. إنما السوط ليس له عضلات خاصة به ويستمد حركته تبعاً لحركة العنق.
أجزاء الفم Mouth parts
تتركب أجزاء الفم أساساً من الأجزاء التالية:
أ- شفة عليا Labrum
ب- زوج من الفكوك العلوية Mandibles (اللّحى)
جـ- زوج من الفكوك السفلية ( المساعدة ) Maxillde
د- شفة سفلى Labium
ويخرج من أرضية الفم جزء آخر يطلق عليه اللسان Hypopharynx
وقد تحدث بعض التحورات في شكل وتركيب هذه الأجزاء ، أو أحياناً تكون مختزلة تبعاً لطبيعة تغذية الحشرة ونوع الغذاء.
أنواع وتحورات أجزاء الفم
مع تطور عادات الاغتذاء المختلفة بين الرتب العليا، بشتى الوسائل لتلائم أنواعاً أخرى من الغذاء وعادات الاغتذاء. وعلى ذلك فقد نشأت عدة تحورات لمص الغذاء السائل أو لعقه أو امتصاصه كالاسفنج، أو لاختراق أنسجة النبات أو الحيوان لامتصاص عصارتهما.
(1) أجزاء الفم القارضة :
ويوجد في الصرصور الأمريكي وهو التركيب الأساسي (المثالي) لأجزاء الفم في الحشرات . ويتكون من :
أ- شفه عليا: عبارة عن صفيحة رقيقة يوجد بها شق في منتصف الحافة الأمامية وتتصل بالدرقة من الجهة السفلية.
ب- الفكان العلويان: كل منهما عبارة عن كتلة من الكيتين الصلب وتحمل حافتها الداخلية أسناناً قوية في طرفها الأمامي وسطحاً طاحناً في طرفها الخلفي ويتحكم في حركة كل فك عضلات قوية مقربة ومبعدة . ويتحرك حركة جانبية
جـ- الفكان السفليان المساعدان: كل فك مساعد يتكون من الصفائح الكيتينية الآتية:
1- القاعدة : وهو الجزء القاعدي الذي يصل الفك بالرأس.
2- الساق: جزء طويل نوعاً ما وهو يتصل مفصلياً مع القاعدة ويحمل بقية أجزاء الفك المساعد ( الخوذة ، الشريحة، ملماس فكي).
3- الخوذة : وهي الصفيحة الخارجية .
4- الشريحة: الصفيحة الداخلية وهي مسننة.
5- الملماس الفكي: يوجد عند إتصال الخوذة بالساق وهو مكون من خمس عقل ويحمل شعوراً كثيرة.
والفك السفلي يتحرك في جميع الإتجاهات
د- الشفه السفلى: وتتكون من إندماج زوج من الزوائد المماثلة في تركيبها للفكوك المساعدة وهي تتركب من الأجزاء الآتية:
1. تحت الذقن : وهو الجزء القاعدي الذي يصل الشفه السفلى بالرأس.
2. الذقن: وهو الجزء الذي يعلو تحت الذقن.
3. فوق الذقن: وهو الجزء الذي يلي الذقن.
4. اللسان (جلوسا) : عبارة عن زوج من الصفائح الداخلية الصغيرة الحجم.
5. جار اللسان (باراجلوسا) : عبارة عن زوج من الصفائح الخارجية.
6. ملماسان شفويان: عند قاعدة فوق الذقن يوجد حامل الملمس الشفوي على كلا الجانبين ويحمل كل منهما ملمساً شفوياً مكوناً من ثلاث عقل.
هـ- اللسان: وهو عبارة عن نتوء ناتج من فراغ الفم في الوسط وعليه تفتح القناة المشتركة الآتية من الغدد اللعابية واللسان يقوم بتحريك الطعام داخل الفم وكذلك توجد عليه أعضاء حسية لتذوق الطعام.
( 2 )- أجزاء الفم الماصة: كما هي ممثلة في أبي الدقيق والفراش. تبين أن أجزاء الفم هذه إنما تصلح لمص أو سحب الغذاء السائل فقط. وتغتذى الحشرات التي لها أجزاء فم مثل هذه بالرحيق الذي تحصل عليه من الأزهار، ومن ثم هي لاتحتاج إلا إلى خرطوم ماص طويل لتجمعه به ، ولذلك فإن خوذتي الفكين قد استطالتا استطالة عظيمة ، وتجتمعان معاً وتضمهما خطاطيف مشعوبة لكي تكونا ذلك الخرطوم المرغوب فيه . ويوجد في كل من الخوذتين ميزاب يمتد طولياًّ على سطحها الداخلي ، ويكون الميزابان القناة الغذائية التي يُمتص الرحيق فيها. ويلتف هذا الخرطوم أسفل الرأس وقت الراحة، ثم ينفرد بضغط الم عند الاستعمال. تبين أن مكونات أجزاء الفم الأخرى مختزلة تقريباً وهي:
- الشفة العليا، مختزلة إلى صفيحة مستعرضة ضيقة عند الحافة السفلية للرأس.
- اللحيان وتحت البلعوم، غائبة كلية.
- الفكان ، متحوران تحوراً عظيماً، وهما ممثلان بالخوذتين الممدودتين امتداداً عظيماً لتكونا الخرطوم وملماسين فكيين مختزلين اختزلاً كبيراً.
- الشفة السفلى ، وهي مختزلة إلى مجرد صفيحة بطنية صغيرة، وتحمل ملماسين شفويين حسنى التكوين ولكل منهما 3 شدفات
( 3 ) - أجزاء الفم القارضة اللاعقة : كما هي ممثلة في شغالة نحل العسل. لقد تكون في هذه الحشرة خرطوم ماص لتغتذى به برحيق الأزهار ، غير أنها قد احتفظت في نفس الوقت باللحيين القويين من الطراز القارض لأنها تستخدم أجزاء الفم أيضاً في تشكيل الشمع لبناء مشط العسل. وعليك أن تتبين إذاً أن اللحيين ، وهما حسنا التكوين ولكنهما فقدا الأسنان
الفكين ، ويتكون كل منهما من قاعدة الفك وساق الفك ، وتحمل الأخيرة منهما خوذة طويلة كالنصل وشريحة أثرية وملماساً فكياً مختزلاً. الشفة السفلى ، ولها شدفتان قاعديتان ، الذقن وفوق الذقن ، تدعمهما صفيحة مستعرضة هي الحزام ( ترتكز على قاعدتي الفكين على الجانبين). والملماسان الشفويان طويلان ويتكون كل منهما من 4شدفات، وجارا اللسان مختزلان إلى فصين صغيرين ، بينما استطال اللسانان استطالة عظيمة مكونين لساناً طويلاً له شفية عند طرفه تشبه الملعقة . واللسان مطوى تجاه الناحية البطنية ليكون أنبوبة أو قناة غذائية يُمتص فيها الرحيق.وعندما تنطبق الخوذتان والملماسان الشفويان واللسان معاً كل على الأخرى فربما تكون بنياناً أنبوبيّاً قوياً يمكن أن يولج في الأزهار بعمق.
( 4)- أجزاء الفم الماصة كالإسفنج: كما هي ممثلة في الذبابة المنزلية. تلعق هذه الحشرة الغذاء السائل عند سطح ما ، وهذا الغذاء إما أن يكون أصلاً على شكل سائل أو أن تحوله الحشرة إلى سائل بفعل لعابها أو بسوائل ترجعها من أمعائها. تبين أن أجزاء الفم تكون خرطوماً ممدوداً يتدلى رأسيّاً ، ولها شفيتان انتهائيتان تشبهان الإسفنج ، ويمكن تمييز ثلاث مناطق في هذا الخرطوم:
- البوز، وينتمي من الناحية المرفولوجية للرأس ، وهو مخروطي الشكل وتغطيه من الأمام (الجهة الظهرية ) صفيحتان هما الدرقة والداعمة. والفكان ممثلان هنا بساقي الفكين، وهما يوجدان على جانبي البوز والشفة العليا فوق البلعومية، وكذلك بملماسين فكيين يتكون كل منهما من شدفة واحدة.
- المِمَص، وهو يتكون من شفة سفلى خلفية (باطنية) كبيرة وبها ميزاب أمامي عميق تبيت فيه الشفة العليا فوق البلعومية وكذلك تحت البلعوم (اللسان) الذي يقع خلف الشفة العليا. وبالشفة العليا فوق البلعومية مجرى عميق على سطحها الخلفي بينما يوجد ميزاب على السطح الأمامي للسان، ويكون المجرى والميزاب معاً القناة الغذائية. ويتحد البلعوم في الناحية القريبة مع المرئ ويلتقي مع هذه القناة الغذائية عند طرفه البعيد.وتوجد صفيحة قبل بلعومية صغير على شكل U عند ذلك المكان ، وظيفتها أن تحفظ جوف البلعوم مفتوحاً.
- الشفيتان، وهما كبيرتان كبراً عظيماً، وتقطع سطحيهما الداخلي والسفلي قنوات مستعرضة متعددة هي القصيبات الكاذبة ، التي تظل مفتوحة بمجموعة من الحلقات الشيتينية غير الكاملة. وتتجه القنوات جميعاً ناحية الفتحة الفمية التي تحيط بها صليبة بعيدة تشبه حدوة الحصان.
أجزاء الفم الثاقبة الماصة: هذه أحد الطرز الشائعة لأجزاء الفم ، وتتكون بوجه خاص في الحشرات الطفيلية ، وهي طراز يلائم ثقب أنسجة النبات والحيوان ومص عصيرها أو دمها. ويتحور اللحيان والفكان في هذه الحالة إلى قُليمات إبرية الشكل يمكن أن تُدفع في أنسجة العائل الرخوة. ومثل أجزاء الفم هذه ممثلة في عدة حشرات طفيلية ففي أنثى البعوض (جنس كيولكس) يتبين أن معظم أجزاء الفم فيها متحور إلى قليمات تشبه الإبر، والشفة السفلى تكون نوعاً من الخرطوم المستطيل الذي يوجد على جانبه الظهري ميزاب يعمل كغمد لستة قليمات هي : الشفة العليا فوق البلعومية وتحت البلعوم واللحيين وخوذتي الفكين . وتتكون القناة الغذائية بين الشفة العليا فوق البلعومية ، التي تنطوى إلى أسفل ومن تحت البلعوم الواقع تحتها، بينما يمتد المجرى اللعابي داخل تحت البلعوم . والملماسان الفكيان حسنا التكوين ، وتحمل الشفة السفلى شفيتين حسيتين انتهائيتين.
الصدر وزوائده: Thorax and its appendages
يتكون الصدر في الحشرات من ثلااث حلقات هي:
1- الصدر الأمامي Pro thorax
2- الصدر الأوسط Meso thorax
3- الصدر الخلفي Meta thorax
ويتركب الهيكل الخارجي لكل منها من ظهر علوي وقص بطني وصفيحتين بلوريتين أوجنبتين. ويتصل الصدر بالرأس بعنق قصير قابل للتثنى ، تغطيه صلبية عنقية واحدة أو أكثر على كل جانب.
ويحمل الصدر أعضاء الحركة وهي تشمل الأرجل والأجنحة.
كل عقلة صدرية تحمل زوجاً من أرجل المشي وكذلك يتصل بكل من الحلقتين (العقلتين) الصدريتين الوسطى والخلفية زوجاً من الأجنحة. وقد يختفي الزوج الخلفي من الأجنحة في بعض الحشرات ليحل محله دبوسا إتزان كما في رتبة ذات الجناحين أو قد ينعدم وجود الأجنحة بالمرة إما لأنها تعتبر صفة أصلية كما في الحشرات عديمة الأجنحة مثل ذوات الذنب الشعري أو السمك الفضي ، أو غياب الأجنحة لكونها صفة مكتسبة نتيجة للظروف البيئية(التطفل) مثال القمل والبق والبراغيث.
في الحشرات عديمة الأجنحة يتساوى حجم حلقات الصدر الثلاث تقريباً أما في الحشرات المجنحة فإن الحلقات الصدرية الحاملة للأجنحة تكون كبيرة في الحجم. وفي الحشرات التي يكون فيها زوجين من الأجنحة المتساوية نجد أن حلقة الصدر الأوسط تساوي حلقة الصدر الخلفي في الحجم أما في الحشرات التي تحمل زوجاً واحداً من الأجنحة فإن الحلقة الصدرية الوسطى تكون أكبر حجماً من الحلقة الخلفية . ومن المهم أن نشير هنا إلى أن الصدر الأمامي لا يحمل أجنحة على الإطلاق ويختلف حجمه بإختلاف الحشرات. ويوجد بالصدر عضلات قوية تتحكم في حركة الأرجل والأجنحة.
الأرجل: Legs
تتميز الحشرات الكاملة ومعظم اليرقات بوجود ثلاثة أزواج من الأرجل الصدرية تستعملها الحشرات أصلاً في الحركة على الأرض ولكنها كثيراً ماتتحور لأداء وظائف أخرى حسب معيشة الحشرة ويحدث التحور عادة في الأرجل الأمامية أو الخلفية أما الأرجل الوسطى فهي غالباً غير متحورة.
أنواع الأرجل:
تتركب رجل الحشرة نموذجيّاً من 5 شدفات : الحرقفة والمدور والفخذ والقصبة ( الساق ) ورسغ القدم . وفي الغالب ينقسم رسغ القدم وينتهي بمخلبين وببنيان واحد أو أكثر أسفلهما يشبه الوسادة . ووظيفة الأرجل في الأصل هي المشي والعدو غير أنها قد تتحور لتؤدي وظائف أخرى شتى. افحص أرجل الحشرات التالية وتبين إلى أي مدى هي متحورة لتلائم شتى الوظائف التالية:
-المشي أو الركض ، كما في الصراصير . شدفاتها طويلة وأسطوانية.
-النقب(أو الحفر) ، كما في الرجلين الأماميتين للحفار. الشدفات قوية ومستطيلة والقصبة عريضة ومسلحة بأسنان قوية.
-القبض على الفريسة، كما في الرجلين الأماميتين لفرس النبي المفترسة. الفخذ له ميزاباً طوليّاً تستقبل فيه القصبة، وأن كلتيهما مزودتان بأشواك قوية ، ومن ثم فهما مهيئتان للقبض على الفريسة بينهما.
-القفز (أو النط)، كما في الرجلين الخلفيتين للنطاط. الفخذ كبيرة جداًً لكي تبيت فيها العضلات الباسطة القوية التي تعين الحشرة على القفز.
- أرجل جمع غذاء: ونجد فيها الحلقة الأولى للرسغ كبيرة ومفلطحة وتغطى بشعور قصيرة قوية مرتبة في صفوف تعلق بها حبوب اللقاح التي تخزن في الجزء المحصور بين الساق وحلقة الرسغ الأولى ويطلق عليها سلة حبوب اللقاح. (الأرجل الخلفية لشغالة نحل العسل).
- أرجل تعلق: يتكون الرسغ من حلقة واحدة تنتهي بمخلب واحد قوي ينحني إلى أسفل ويقابله مهماز قوي يسمى مهماز الساق وتستخدم الحشرة المخلب والمهماز للتعلق بشعر العائل (قمل الرأس والجسم).
- أرجل العوم: تكون الرجل مفلطحة كالمجداف ويوجد عليها شعور كثيفة وطويلة تساعد الحشرة على العوم.( الأرجل الخلفية للخنفساء المائية).
أرجل اليرقات: ويوجد منها نوعان:
أ- أرجل صدرية(حقيقية): وتتكون من خمس حلقات كما بالرجل العادية وهي قصيرة وينتهي الرسغ بمخلب واحد وهي توجد على الحلقات الصدرية لليرقة.(إنظر الرسم)
ب- أرجل بطنية (كاذبة) : ويوجد منها عادة خمس أزواج على حلقات البطن 3،4،5،6،10 . وتتكون الرجل من بروز من البطن مخروطي الشكل تنتهي بعدد كبير من الخطاطيف تساعد اليرقة على التحرك وتختفي هذه الأرجل في الطور اليافع.
الأجنحة: Wings
يعتبر وجود الأجنحة في الحشرات من أهم الصفات التي جعلت الحشرات تسود على غيرها. ويوجد لمعظم الحشرات زوجان من الأجنحة على الصدر الأوسط والصدر الخلفي. وفي بعض الحشرات لا يوجد إلا زوج واحد من الأجنحة هو الزوج الأمامي مثال الذباب، حيث أن الزوج الخلفي من الأجنحة قد تحور إلى دبوسا إتزان. وفي بعض الحشرات تختفي الأجنحة تماماً وتصبح الحشرات عديمة الأجنحة(صفة أصيلة أو مكتسبة) مثل السمك الفضي والقمل.
ويعتبر شكل الجناح من أهم الصفات التي بنى عليها تصنيف الحشرات ، فعلى حسب عدد الأجنحة وشكلها وضعت الحشرات في رتب مختلفة ordersفمثلاً الحشرات التي لها أجنحة جلدية وضعت في رتبة جلدية الأجنحة Dermaptera، والحشرات ذات الأجنحة الصلبة الغمدية ، وضعت في رتبة غمدية الأجنحة Coleoptera ، والحشرات التي أجنحتها مغطاة بحراشيف تعرف بـرتبة حرشفية الأجنحة Lepidoptera والحشرات التي لها زوج واحد من الأجنحة وضعت في رتبة ذات الجناحين Diptera.
شكل الجناح:
الجناح مثلث الشكل تقريباً وله ثلاثة حواف هي:
1- حافة أمامية أو ضلعية Ant.m.
2- حافة خارجية أو قمية Apical m.
3- حافة خلفية أو شرجية post. Anal.m
وللجناح ثلاث زوايا هي:
أ- زاوية أمامية: وهي عند قاعدة الحافة الأمامية.
ب- زاوية خارجية: وهي الزاوية المحصورة بين الحافة الأمامية والخارجية.
ج-زاوية خلفية: وهي الزاوية المحصورة بين الحافة الخارجية والخلفية.
وغالباً يكون الزوج الخلفي من الأجنحة له الدور المهم في عملية الطيران ويقوم الجناح الأمامي بحماية ماتحته من أجزاء الحشرة أكثر من المساعدة في عملية الطيران. وتتحور الأجنحة إلى أشكال عديدة منها ماسبق ذكره ومنها ماسوف يدرس بالجزء العملي.
أثناء الطيران في معظم الحشرات يتشابك الجناح الأمامي بالجناح الخلفي ويتحركان معاً كوحدة واحدة , وهذا يوفر مجهوداً كبيراً للحشرة ويزيد من كفاءة الطيران , ولكن هناك حشرات مثل النمل الأبيض يتحرك كل جناح متقلاً عن الآخر.
جهاز شبك الأجنحة ( الطوق ):
يوحد ثلاثة أنواع لشبك الأجنحة
1 – النوع الخطافي Hamulat
يوجد في الحشرات غشائية الأجنحة ( النحل والزنابير ) ويخرج من الحافة الأمامية للجناح الخلفي صف من الخطاطيف الدقيقة المنحنية تشتبك مع جزء سميك من الحافة الخلفية للجناح الأمامي.
2 – النوع الشوكي Frenulate
يوجد في كثير من أنواع الفراشات وهو يختلف نوعاً ففي الإناث الشويكات القوية تشتبك مع فصلة من الشعر تخرج من السطح السفلي للجناح الأمامي وتعرف بالمشبك , أما في الذكور فتلتحم شويكات الجناح الخلفي في شوكة واحدة قوية تشتبك مع نتوء منحني من السطح السفلي للجناح الأمامي.
3 – النوع المتراكبHHHH: Jugate
يوجد أيضاً في بعض أنواع الفراشات، وفيه تخرج من قاعدة الحافة الخلفية للجناح الأمامي زائدة تشبه الإصبع تمتد تحت الجناح الخلفي بينما يكون باقي الجناح الأمامي ممتداً فوق الجناح الخلفي وبذلك يتم التماسك بين الجناحين.
ميكانيكية الطيران: Mechanism of flight
تتأثر حركة الجناح أثناء الطيران بنوعين من العضلات الصدرية:
1- عضلات غير مباشرة:Indirect muscles
وهي أكبر العضلات في جسم الحشرة وتتصل بالصدر فقط دون أن ترتبط بقواعد الأجنحة وتشمل مجموعتين هما:
أ- عضلات ظهرية بطنية: وهي تصل مابين الظهر والقص (الترجا والإسترنا) وبانقباض هذه المجموعة من العضلات يؤدي إلى انخفاض ظهر الحشرة إلى أسفل وارتفاع الأجنحة إلى أعلى نظراً لاتصالها المفصلي بالصدر.
ب- عضلات طولية: وهي تمتد بطول الحشرة (الحلقات الصدرية) مرتبطة بحواف ظهورها (ترجاتها) المتعمدة وإنقباض هذه المجموعة من العضلات يؤدي إلى تقوس ظهر الحشرة إلى أعلى وإنخفاض الأجنحة بالتالي إلى أسفل.
ويتوالى إنقباض هاتين المجموعتين من العضلات (أ،ب) الغير مباشرة بالتبادل وبسرعة تتحرك الأجنحة حركة سريعة لأعلى ولأسفل.
2- عضلات مباشرة: Direct muscles
وهي مجموعة من العضلات تنشأ من البلورا (جنب) وتتصل إتصالاً مباشراً بالصفائح الموجودة عند قواعد الأجنحة. وبإنقباض وإنبساط هذه العضلات يؤدي إلى حركة الأجنحة حركة خفيفة للأمام وللخلف كما أن بعضها يعمل على دوران الجناح حول محوره.
تعريق الأجنحة Wing venation
يتركب جناح الحشرة من طبقتين غشائيتين رقيقتين تقويهما شبكة من الأنابيب المجوفة تسمى بالعروق تكون مملوءة بالدم عند خروج الحشرة الكاملة من العذارى أو الحوريات . وتعتبر دراسة هذه العروق ذات أهمية قصوى في تقسيم الحشرات حيث أن لكل رتبة بل لكل عائلة أو لكل نوع من الحشرات نظام تعريق معين يميزه عن غيره.
وقد وضع نظام خاص لتعريق الأجنحة إعتبر النظام الأساسي أو الأولي لدراسة العروق في الأجنحة ويمكن تلخيصه فيما يلي:
1- الضلعي (costa أو C) : وهو يقوي الحافة الأمامية للجناح وهو عادة غير متفرع.
2- تحت ضلعي (sub costa أو .Sc): وهو يقع خلف العرق السابق ويتفرع قبل وصوله إلى حافة الجناح إلى فرعين هما Sc2 ، Sc1.
3- العضدي (Radius أو R) : وهو يتفرع أولاً إلى فرعين ، الفرع الأول العضدي الأمامي (R1)، والفرع الثاني العضدي الكبير (Rs) وهذا بدوره يتفرع إلى فرعين ثم إلى أربعة فروع (R2 , R3 ,R4 ,R5 ).
4- الوسطى (Media أو M): وهو يتفرع إلى فرعين رئيسيين، الأول يسمى الوسطي الأمامي (MA) والثاني يسمى الوسطي الخلفي (MP). ويتفرع الوسطي الأمامي بعد ذلك إلى فرعين، والوسطي الخلفي إلى أربعة فروع.
5- الزندي (Cubitis أو Cu): وهو يتفرع إلى فرعين Cu2 وَ Cu1 ، يتفرع الزندي الأول Cu1 إلى فرعين Cu1b وَ Cu1a، أما الزندي الثاني Cu2 فإنه لا يتفرع.
6- العروق الشرجية(Anal أو A): توجد في النهاية الخلفية للجناح ثلاثة عروق لاتتفرع وتسمى بالعروق الشرجية A1 , A2 , A3.
في الحشرات الموجودة الآن لا يوجد نظام التعريق النموذجي السابق ولكن يمثل التعريق بها زيادة أو نقصاً عن هذا التعريق الأساسي(الأولي). وزيادة عدد العروق تكون ناشئة عن زيادة تفرع العروق الرئيسية إذ أن الفروع الرئيسية تكون ثابتة دائماً.
وإذا كان عدد العروق مختزلاً عن النظام الفرضي (الأولي) فيكون ذلك ناشئ عن تلاشي بعض العروق الرئيسية أو أفرعها نتيجة إنضمام عروق رئيسية إلى بعضها.
كذلك نجد بالجناح عروق مستعرضة توصل مابين العروق الطولية الرئيسية وتسمى باسم العروق الرئيسية التي تصل بينهما ، والعروق المستعرضة تعطي للجناح دعامة وصلابة.
البطن وزوائدها:
يتركب البطن من سلسلة من الحلقات المتتالية المتساوية في الحجم تقريباً وهي متداخلة في بعضها البعض على شكل تليسكوبي يُمكن الحشرة من أن تمتد وتنكمش حسب إحتياجها فمثلاً تمتد عندما يكون جهازها الهضمي مملوءاً بالغذاء أو أن جهازها التناسلي ممتلئ بالبيض.
في معظم الأحوال نجد أن كل حلقة بطنية عبارة عن حلقة بسيطة، بمعنى أن الترجا والإسترنا عبارة عن صفيحة بسيطة غير مقسمة إلى أجزاء وكذلك البلورا تكون غشائية ولا تتميز إلى أجزاء منفصلة.
من دراسة أجنة الحشرات نجد أن العدد الأولي (البدائي) للحلقات البطنية هو 11حلقة + قطعة نهائية تسمى عُجب Telson. وهذه القطعة النهائية لا تعتبر حلقة حقيقية وتوجد في أجنة أنواع قليلة من الحشرات وتضمر أثناء النمو الجنيني.
وفي بعض الحالات تكون حلقات البطن مختزلة عند الطرف الأمامي والخلفي، ويزداد هذا الإختزال في الرتب العليا من الحشرات. والحلقة الحادية عشر لاتوجد إلا في الأطوار الكاملة من الحشرات الدنيا مثل الصرصور وحتى في هذه الحالة أنها �
الشكل الظاهري للحشرات
جدار الجسم أو الجليد: Body wall or integument
يغطي جسم الحشرة هيكل كيتيني وظيفته حماية الأعضاء والأنسجة الداخلية من الجفاف والأضرار الأخرى كما يتصل به العضلات وترتكز عليه كما أنه يحدد شكل الحشرة. ويشتمل الجليد على الطبقات التالية من الخارج إلى الداخل:
أ- فوق جليد (جليد سطحي)
ب-جليد إبتدائي الذي ينقسم بدوره إلى جليد خارجي وجليد داخلي
جـ-البشرة الداخلية (تحت البشرة)
د – الغشاء القاعدي وهو غشاء رقيق غير خلوي ترتكز عليه خلايا البشرة
والجليد عموماً طبقة غير خلوية تفرزها خلايا البشرة الداخلية وتكون مرنة في بدء تكوينها ثم تتصلب تدريجياً ويقتم لونها لتكون صفائح صلبه تفصل بينهما مناطق غشائية (أغشية مفصلية) من جليد لين ويجمع هذا التركيب بين التماسك والمرونة ويتركب الجليد من مادة كيتينية تتكون من سكريات عديدة متحدة مع مواد عضوية وغير عضوية وبروتينات وكبريت وفينول، ومن المهم أن نشير هنا إلى أن مادة الكيتين لاتوجد كتركيب حر في الطبيعة.
أ-الجليد السطحي (فوق جليد):
وهو طبقة رقيقة جداً تشتمل في الحقيقة على عدة طبقات متراكبة بعضها فوق بعض وهي من الخارج إلى الداخل كما يلي:
1-الطبقة الأسمنتية Cement layer وتتكون من مادة بروتينية دهنية في الغالب
2-الطبقة الشمعية Wax layer وهي تكسب الجليد عدم نفاذيته للماء.
3-طبقة البوليفينول Polyphenol ثم
4-طبقة الكيوتيكيولين Cuticulin وهي مكونة من مادة بروتينية دهنية وهي غير منفذة للماء ولا تتأثر بالأحماض أو القلويات المخففة.
ب-الجليد الابتدائي: ينقسم كذلك إلى :-
1-الجليد الخارجي:وهو أصلب طبقة من طبقات الجليد وهي طبقة كيتينية مختلطة بحامض التانيك وتحدث به عملية التصلب.
2-الجليد الداخلي: وهو أسمك الطبقات وهي مرنه تحتوي على الكيتين والبروتين وتترسب بها بعض أملاح من الكالسيوم لتزيد من صلابة الجليد ويخترقها عديد من القنوات الثقبية تمتد من خلايا البشرة.
جـ-البشرة الداخلية أو تحت البشرة:
وتتكون طبقة البشرة الداخلية من صف واحد من الخلايا تنتشر بينها خلايا غدية ومن أهم وظائفها:
1- إفراز طبقة الجليد 2-إفراز سائل الإنسلاخ
3-تساعد على إلتئام الجروح
4-تمتص نواتج هضم الجليد القديم
وترتكز خلايا البشرة على غشاء رقيق غير خلوي يعرف بالغشاء القاعدي
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن كل الأعضاء والتراكيب التي توجد في أي حشرة تكون مغطاة أو مبطنة بطبقة من الجليد ماعدا منطقة المعى المتوسط حيث تحدث عملية الإمتصاص . وللجليد عدة وظائف من أهمها:
1-يعمل كدعامة للحيوان ككل 2-تدعيم الأجنحة
3-التقليل من عملية فقد الماء
4-التحور للعمل كأعضاء للحس
يكون الجليد صلب في بعض المساحات ويظل ناعم رقيق في مناطق أخرى تعرف بمناطق الأغشية المفصلية وذلك لتسهيل حركة الزوائد والجسم.
الإنســـلاخ Moulting or Ecdysis
يعتبر الإنسلاخ عملية أساسية للنمو في شعبة مفصليات الأرجل وذلك للتغلب على صلابة الهيكل الخارجي للجسم. وفي الحشرات خاصة يفقس البيض ويخرج منه حورية أو يرقة التي تتغذى وتنمو تدريجياً. وحيث أن جدار الجسم كيتين صلب وغير قابل للنمو أو للتمدد لذلك نجد أن الحشرة تتخلص من جلدها القديم ويحل محله جدار آخر يكون أكثر مرونه فيسمح بنمو الحشرة قليلاً ثم تعاود الحشرة الإنسلاخ عدة مرات أثناء نموها إلى أن تصل إلى الطور اليافع. وقبل الشروع في عملية الانسلاخ تسكن اليرقة أو الحورية فترة من الزمن تسمى فترة الانسلاخ تمتنع الحشرة عن الغذاء وتبدأ عملية الانسلاخ
وتتم عملية الإنسلاخ على عدة مراحل هي:
1. تستطيل خلايا البشرة وتنفصل عن طبقة الجليد الداخلي (الإندوكيوتيكل) الموجودة فوقها وتفرز سائل الإنسلاخ الذي تفرزه غدد الانسلاخ موجودة بين خلايا البشرة وهو عبارة عن إنزيمات تحتوي على انزيمي الكيتينيز الذي يؤثر على الكيتين وكذلك البروتينيز الذي يؤثر على البروتين . يقوم سائل الانسلاخ بإذابة الطبقات الداخلية للجليد القديم (الجليد الداخلي) . ويتراكم سائل الإنسلاخ في الفراغ الذي يحدث نتيجة لذوبان الطبقات الداخلية ونتيجة لهذا الذوبان تحدث عملية تليين أو تنعيم للجليد القديم وذلك بانسحاب أملاح الكالسيوم المختزنة به ثم يقوم الحيوان بتخزينها لحين الإحتياج إليها.
2. تبدأ خلايا البشرة في إفراز وتكوين الجليد الجديد بدءًا بالجليد السطحي الذي يقوم أيضاً بحماية الجليد الجديد وفي هذه الحالة يكون الجليد الجديد تحت القديم مباشرة وفي نفس الوقت ينفصل سائل الانسلاخ إلى جزئين أحدهما العلوي فعال والآخر السفلي غير فعال.
3. يحدث إنشقاق على إمتداد الصدر والرأس خلال خط وسطي ويكون ضعيفاً نظراً لعدم وجود طبقة الجليد الخارجي فيه بحيث ينشق نتيجة أي ضغط خفيف من داخل جسم الحشرة وكذلك يتم تدمير لبعض الأغشية المفصلية حتى تسهل عملية إنسحاب جسم الحشرة من الجليد القديم . فيبرز الصدر أولاً ثم الرأس ثم البطن.
4. وفي بداية وجود الجليد الجديد تحدث عملية النمو حيث يكون لا يزال ليناً إلى أن تحدث عملية تصلب الجليد الجديد ثم تميزه إلى الطبقات المعروفة للجليد.
ويطلق على المدة التي تقضيها الحشرة بين كل إنسلاخين "فترة" Stadium كما يطلق على طور الحشرة بين إنسلاخين "عمر" instar. أو بمعنى آخر الشكل الذي تأخذه الحشرة أثناء كل فترة بالمظهر Instar وعندما تصل الحشرة إلى صورتها الكاملة تعرف حينئذ بالطور اليافع adult or imago
وتحدث عملية الإنسلاخ تحت تحكم نوعين من الهرمونات أحدهما يساعد على إتمام عملية الإنسلاخ وهو هرمون الإنسلاخ Ecdysone الذي تفرزه غدة الصدر الأمامية وذلك بتنظيم وبتوجيه من هرمون آخر يُفرزمن خلايا عصبية خاصة في المخ والهرمون الآخر يمنع ويوقف عملية الإنسلاخ وهو هرمون الشباب Juvenile . وتتوقف عملية الإنسلاخ على التوازن بينهما وكذلك التغيرات البيئية المناسبة والغير مناسبة فمثلاً توفر الغذاء والضوء والحرارة المناسبة تساعد على عملية الإنسلاخ أما البرودة وشدة الضوء وقلة الغذاء فهي تمنع عملية الإنسلاخ.
مما سبق نجد أن وجود هذا الجليد الصلب الميت والغير قابل للإمتداد جعل النمو تدريجياً مستحيلاً ولذلك فإن المفصليات عامة والحشرات خاصة تنسلخ من وقت لآخر ويكون النمو فيها متقطعاً .
ويطلق على المدة التي تقضيها الحشرة بين كل إنسلاخين "فترة" Stadium وعلى طور الحشرة بين انسلاخين أو بمعنى آخر الشكل الذي تأخذه الحشرة أثناء كل فترة بالمظهر أو العمر Instar وعندما تصل الحشرة إلى صورتها الكاملة تعرف حينئذ بالطور اليافع adult or imago ويطلق على المدة بين فقس البيض ووضع الحشرة البالغة للبيض اسم الجيل Generation
التلوين في الحشرات: Colouration
يمكن تقسيم لون الحشرات إلى:
أ-الألوان الكيميائية: وهي نتيجة لوجود مواد ذات تركيب كيميائي معين لها القدرة على إمتصاص بعض موجات الضوء وعكس البعض الآخر وتنشأ هذه المواد غالباً من عمليات التحول الغذائي أو تكوين مواد إخراجية وتشمل اللون الأسود والبني والأصفر والبرتقالي.
ب-الألوان الفيزيائية: وهي تحدث نتيجة لحدوث إنعكاسات ضوئية على بعض أجزاء الحشرة ومثال ذلك اللون الأبيض.
جـ-الألوان الكيميائية والفيزيائية: وهي تحدث نتيجة لبعض التحورات التركيبية مضافاً إليها طبقة من الصبغة. مثال ذلك اللون الأخضر الزمردي والذهبي
طائفة الحشرات
تمثل طائفة الحشرات حوالي 71% من الأعداد الفعلية لأنواع المملكة الحيوانية. وقد نشأت الحشرات على الأرض منذ زمن طويل يقدر بملايين السنين وهي وجدت على الأرض قبل الإنسان . ونجد أن الحشرات ينتشر وجودها في كل بقعة من بقاع العالم فوق سطح الأرض أو تحت التربة ومنها ما يعيش في الماء وقد وجدت الحشرات أيضاً في القطب الجنوبي حيث يصعب الحياة هناك لعدم وجود نباتات. وكل ما يأمل أن يحققه الإنسان في مجال مقاومة الحشرات وانتشارها هو أن يحد من ذلك الإنتشار بالقدر الذي تصبح في مستوى غير ضار به أو بالبيئة المحيطة به.
والحشرات هي إحدى طوائف شعبة مفصليات الأرجل وتضم حوالي 30 رتبة ومعظم الحشرات حوالي 75% التي نواجهها في حياتنا تتبع رتبة الحشرات غمدية الأجنحة ( الخنافس ) التي تعتبر أكبر رتب الحشرات تليها رتبة حرشفية الأجنحة ( الفراشات ) ثم رتبة غشائية الأجنحة ( النحل والنمل والزنابير ) . وتشترك الحشرات مع بقية طوائف شعبة مفصليات ا لأرجل في الصفات العامة كوجود الهيكل الكيتيني الخارجي وتقسيم الجسم إلى حلقات، والانسلاخ ، وفراغ الجسم الدموي، ووجود زوائد مفصلية إلى غير ذلك ، إلا أنها تتميز بصفات خاصة هي:
1. وجود زوج واحد من قرون الاستشعار.
2. الجسم مقسم إلى ثلاث مناطق هي الرأس والصدر والبطن.
3. الصدر مكون من ثلاث عقل (حلقات)هي صدر أمامي ووسطى وخلفي.
4. كل عقلة من عقل الصدر تحمل دائما زوج من الأرجل المفصلية ( أي أنه يوجد ثلاثة أزواج من الأرجل المفصلية )
5. الصدر يحمل عادة زوجين من الأجنحة . ويوجد بعض الحشرات لها زوج واحد من الأجنحة وأخرى ليس لها أجنحة .
6. وجود القصبات الهوائية للتنفس
7. البطن يتكون من 11 عقلة
المميزات العامة للحشرات
احتلت الحشرات المركز الممتاز الذي وصلت إليه بين أفراد المملكة الحيوانية عن طريق تمتعها بعدة مميزات هامة وأهمها:-
1 - قدرة الحشرات على الانتشار وبالذات الطيران الذي مكنها من الانتشار إلى جميع البيئات والمناطق فهذا قلل التزاحم والتنافس
2 – قدرة الحشرات على التأقلم فهي تعيش في جميع البيئات من القطب إلى خط الاستواء فهي تعيش في على جميع النباتات وبعضها متخصص في نبات معين كما أن بعضها متطفل على كائنات أخرى وبعضها يعيش في الينابيع الساخنة والبعض في المناطق الباردة بدرجة 50 تحت الصفر. كذلك تعيش في الكهوف
3 – حجم الحشرات صغير غالباً من 6 – 10 ملم لذلك تحتاج الى طعام قليل ومكان صغير
4 – عناد الحشرات فالحشرات عنيدة تحقق مأربها
5 – تركيب جسم الحشرة فهو هيكل خارجي صلب متمفصل يمكنها من الحركة في أي اتجاه ويقاوم الحرارة وفقدان الماء والمبيدات.
6 - القدرة على حماية نفسها بالتخفي وبناء شرنقه
7 – سرعة التكاثر فالحشرات تتكاثر بسرعة وبطرق مختلفة وتطلق ملايين البيض
Integrated Pest Management I.P.M
يعتبر الأسلوب المستخدم لمكافحة الآفة الحشرية ناجحاً إذا قلت التكاليف التطبيقية عن القيمة المادية للزيادة الناتجة عن اتباعة سواء في كمية أو نوعية المحصول على المدى الطويل , مع الأخذ في الاعتبار توافق أسلوب المكافحة المتبع مع إشتراطات الحفاظ على سلامة القائمين بتنفيذه من جانبه و وتجنب التأثيرات المعاكسة لسلامة الظروف البيئية من جانب أخر.
ويرتبط الأسلوب المستخدم لمكافحة آفة ما برؤية المختص بمكافحة الآفات, وأهدافه ووجهات نظرة. ففي الخمسينيات والستينات ظن مختصوا كيمياء المبيدات أن استخدام المبيدات هو الحل الامثل والأوحد والعام ضد أي آفة, بغض النظر عن الأضرار الناجمة عن استخدام تلك السموم على الأعداء الحيوية , اكتساب الآفات للمناعة , تلوث البيئة, الآثار المتبقية للمبيدات في التربة والماء والهواء وعلى المنتجات الزراعية وعلى صحة الإنسان وحيواناته الاقتصادية.
وبداية من السبعينيات اخذ هذا المفهوم ينحسر ليحل محلة فكرا اشمل ونظرة أوسع للمشكلة ككل فيما عرف أولا بالمكافحة المتكاملة للآفات Integrated Pest Control ثم تطور فيما بعد إلى ما يطلق عليه حاليا أدارة مكافحة الآفات Pest Management. والأساس في المكافحة المتكاملة للآفات , أو إدارة مكافحة الآفات , أن الآفات خلقت لتبقى وأن التخلص التام منها أمر شبة مستحيل , وأن النجاح في مكافحتها يكمن في خفض تعدادها – ومن ثم أضرارها – دون التعداد الاقتصادي الحرج Economic threshold Level وهذا هو غاية ما تهدف إليه إدارة مكافحة الآفات بالفكر الحديث وذلك من خلال الاستخدام المستنير, والمتوازن, لكافة الأساليب المتاحة والمعروفة أو المستخدمة لمكافحة الآفات مع التنسيق مع التنسيق اللزوم بينهما بدقة سواء من حيث كيفية أو نوعية أو توقيت الاستخدام لكل منها أو لأي مجموعة مشتركة من عناصرها.
التعريف الدقيق للإدارة المتكاملة للآفات IPM:
عبارة عن اختيار وتكامل وسائل المكافحة المتكاملة للآفات باستخدام تكنولوجيا المكافحة والتوفيق فيما بينهما ضمن نظام مدروس يحقق سياسة التحكم في تعداد الآفات للحصول على اكبر عائد ممكن بأقل تكاليف ممكنة مع مراعاة القيود البيئية في كل نظام بيئي ومراعاة ظروف المحافظة على البيئة على المدى الطويل وأهم عناصرها والذي يشكل حوالي 80% من هذا النظام وهو عنصر المكافحة البيولوجية.
أساسيات أو فلسفة نظام I.P.M:
تمثل النقاط الهامة الآتية أساسيات النظام الجيد لإدارة المكافحة:
1- عند زيادة أعداد الآفة يجب أن يكون التعامل معها هو كيفية خفضها وليس إزالتها كلية.
2- لا بد أن تكون هناك معرفة تامة بالنظام البيئي Eco system حتي تؤخذ قرارات مناسبة لمكافحه الافات.
3- يجب الاستفادة القصوي من الأعداد الطبيعية للآفات مع العمل في تناسق تام مع المبيدات ذات السمية الاختيارية.
4- النظام الفعال للإدارة المتكاملة للآفات هو جزء من إدارة المزرعة.
الخطوط الإرشادية في برامج I.P.M:
1- تحليل حالة الآفة وتقدير الحد الحرج بالآفات الخطيرة:
وذلك يتم على مدار العام لكل آفة حيث يجب استخدام وسائل المكافحة لمنع زيادة تعداد الآفة من الوصول إلى مستوي الفرد الاقتصادي ومن هنا يجب تحديد الأوضاع التالية:
أ) مستوي الضرر الاقتصاديE.I.L .(( Economic ingury Level
ب) الحد الحرج الاقتصاديE.T.L .( Economic threshold Level)
ج) وضع الاتزان العامE.P. .
E.I.L |
E.P. |
E.T.L |
2- ابتكار وسائل تعمل على خفض أوضاع التوازن للآفات الخطيرة:
(أ) إدخال , وأقلمة , ونشر الأعداد الطبيعية للمناطق التي لم يتواجد فيها من قبل
(ب) استخدام أصناف نباتية مقاومة للآفات.
3- تحوير أو تعديل بيئة الآفة (لزيادة فعالية الوسائل المكافحة البيولوجية) باستخدام:
أ- دورات زراعية مناسبة. ب- التسميد.
ج- القضاء على مخلفات المحاصيل. د- استخدام مقننات نموذجية للري.
هـ- حرث الأرض. و- الإزالة الميكانيكية للحشائش.
ز- تغيير مواعيد الزراعة. ح- المصايد النباتية.
ط- الحش والخف.
4- البحث عن سبل علاجية تحدث أقل خلل بيئي أثناء الحالات الطارئة:
وذلك عند ظهور موجات وبائية من الآفة أو الآفة أو الآفات الثانوية باستخدام:
أ- اختيار المبيد المتخصص. ب- الجرعة المناسبة. ج- التوقيت المناسب للمعاملة.
5- ابتكار وسائل تحذيرية:
أ- المصايد الضوئية Light Traps.
ب- المصايد الفرمونية Pheromone Traps .
ج- مصايد الطموم الغذائية Bait Traps .
د- استخدام نظم الحاسبات الالكترونية Computers .
تقنيات أو أساليب أو تكتيكات المكافحة المتكاملة للآفات :
1- المكافحة الزراعية :
وهى من أقدم طرق مكافحة الآفات وهي تطبق داخل نظام IPM وتشمل عوامل كثيرة منها: ( الحرث – ميعاد الزراعة – الري – التسميد – الدورة الزراعية – الحصاد – إزالة الحشائش وبقايا المحصول).
وكل ذلك يمكن توظيفه في برامج المكافحة ويمكن عن طريق التبكير في الزراعة لمحصول القطن إنقاذ المحصول من آفات كثيرة وتقليل الاعتماد على المبيدات.
وتعتبر خط الدفاع الأول ضد الآفات.
2- المكافحة الميكانيكية والفيزيائية :
منها درجة الحرارة – تعقيم التربة لقتل أمراض النبات بالتربة – استخدام طريقة الأشعة الشمسية بوضع طبقة النيلون على الأرض للتخلص من النيماتودا – كذلك الجمع اليدوي للإصابات النباتية والتخلص منها – الشباك والحواجز – المصايد – ماكينات الجمع والشفط – العصر والطحن – التقليم.
3- المكافحة الحيوية (البيولوجية ):
وهى من أهم عناصر برامج I.P.M في مكافحة الآفات حيث استخدام الأعداء الطبيعية للآفة ومنها المفترسات والطفيليات وممرضات الآفات. وقد أثبتت نجاحا كبيرا في مكافحة الآفات والمحافظة على البيئة.
وقد أوضح Twfik (1994) أنة يوجد في مصر أكثر من 200 نوع من الأعداء الطبيعية. وعلى ذلك يجب على المهتمين بـ I.P.M بذل كل الجهود للاستفادة منها في مكافحة الآفات.
وطبقا لـ Abbas (1994) فأن Trichagramma evanescens يلعب دورا كبيرا في مكافحة حفارات قصب السكر في مصر.
4- مقاومة العائل :
وهى طريقة مؤثرة واقتصادية وأكمنة لمكافحة الآفات في برامج IPM ويوجد الآن أكثر من 150 نوعا مقاوما للنيماتودا وأكثر من 100 نبات مقاومة للحشرات وأكثر من 150 نوعا مقاوما لأمراض النبات.
وقد وجد Bottrell (1979) أن بعض الآفات الزراعية أمكن مكافحتها باستخدام محاصيل مقاومة للآفات وهذا يؤدي إلي توفير بلايين الدولارات سنويا.
5- الطرق التشريعية والحجر الزراعي:
وذلك بالالتزام بالقوانين التشريعية الخاصة بمكافحة الآفات سواء عن طريق منع ري البرسيم بعد 10 مايو حتي يمكن القضاء على أجيال دورة ورق القطن وكذلك عدم نقل فسائل مصابة من منطقة لأخرى بها إصابة وما إلى ذلك.
6- طرق الضبط الذاتي والتطويع الوراثي والهندسة الوراثية:
حيث توسع العالم في السنوات الأخيرة في استخدام طرق الضبط الذاتي والتطويع الوراثي والهندسة الوراثية لمكافحة الآفات. وأصبحت تلك الأساليب أحد مكونات برامج إدارة مكافحة الآفات؛ وتشمل هذه الطرق الآتية:
أ- الفيرومونات الجنسية : Sex Pheromones
مثل مصائد الفيرومونات الجنسية والتي تلعب دورا هاما في السيطرة على الآفات من خلال التضليل الجنسي للذكور وجذبها لمصائد خاصة بالتالي أبعادها عن الإناث ومنع أو تقليل فرص عملية التلقيح , مما يؤدي إلي تقليل أعداد البيض أو دفع أعداد الإناث إلى وضع بيض غير مخصب لا تنتج عنه ذرية. وقد استخدمت هذه الطريقة بنجاح في مزارع الفاكهة وأعطت نتائج مباشرة كما تستخدم حاليا بنجاح في حقول القطن في كثير من البلدان ( Ridgway et al. ,1990).
ب- تعقيم ذكور الحشرات : Sterile males
من الطرق الحديثة والناجحة التي استخدمت بفاعلية في القضاء على بعض الأنواع من ذباب الماشية وكذلك حشرة ذباب الفاكهة بتعقيم الذكور كيميائيا أو بالإشعاع ثم نشرها صناعيا في الطبيعة لتعطي أجيالا ضعيفة وعقيمة وهناك محاولات عدة في نفس الاتجاهات على أنواع من الحشرات لم تعط بعد النتائج المرجوة وتتم عملية تعقيم ذكور الحشرات على ثلاثة مراحل: (التربية المكثفة للحشرات ,والتعقيم , والنشر بالمزارع). ويعتمد نجاح هذه الطريقة على قدرة الذكور العقيمة على التنافس التزاوجي مع الذكور البرية في الطبيعة (Boller , 1987) .
ج- الهندسة الوراثية : Generic engineering
أن تكنولوجية نقل الجينات من كائن حي لكائن حي أخر عن طريق ناقل كالفيروس أو البلاسميد ستغير كثيرا في المستقبل لعديد من المفاهيم الخاصة بإدارة مكافحة الآفة كما ستؤثر بالتأكيد على نوعية المبيدات الميكروبية وتحسن من صفاتها , فضلا عن إمكانية تحسين صفات العناصر البيولوجية الاخري كالمفترسات والطفيليات. وعلية فان أفاق الدور الذي يمكن أن تلعبه الهندسة الوراثية في تطوير أفكار وخطط وأساليب إدارة مكافحة الآفات تبدو لا نهائية (Lindquist and Busch – Petersen, 1987).
7- المكافحة الكيميائية:
منذ الخمسينيات تعتبر المكافحة الكيميائية الطريقة الأكثر شيوعا لمكافحة الآفات الحشرية بداية من استخدام مركبات الكلور العضوية مثل د.د.ت , ثم مركبات الفسفور العضوية مثل الملاثيون , ثم مركبات الكريمات مثل السيفيد ثم حديثا كمجوعة البيروثرويدات مثل الدلتا ميثرين. ولقد كان اتخاذ القرار خلال تلك الحقبة منحصرا في تحديد أنسب مواعيد المعاملة بالمبيدات , وأفضل جرعاتها وأفضل صورة لها (مسحوق تقفير – سائل رش – غاز) لتعطي أعلى نسبة إبادة مباشرة. وعندما ظهرت مشاكل المناعة ومقاومة الآفات للمبيدات كما حدث في حالة المن مثلا (Attia and Hamilton , 1978) صار من الضروري زيادة الجرعات لتحقيق نفس نسبة الابادة. وعلى المدى الطويل , أدي ذلك إلى ارتفاع تلوث البيئة بمواد ثابتة كيماويا ومن الصعب تحولها , وتفاقم المشكلة بعودة تلك المواد الضارة إلى جسم الإنسان وبتركيز عال جدا من خلال غذائه (Metcaef and Luckmann , 1975).
ومن هنا نشا مفهوم ترشيد استخدام المبيدات بتقليل جرعاتها , واستخدامها في الأوقات المناسبة و والتنسيق بين الطرق المختلفة بما فيها المكافحة الكيميائية , ومن ثم تبلورت سياسات إدارة مكافحة الآفات. ولقد تكامل مع هذا الاتجاه في السنوات الأخيرة التوسع في استخدام المبيدات الميكروبية والتي تتميز بعدم تلويث الوسط المحيط لتخصصها ومحافظتها على الأعداء الحيوية .
وأدي كل ما سبق ذكره إلى أن عملية اتخاذ القرار في اختيار مبيد معين لم يعد يتوقف على نوع الآفة أو الكثافة العددية لها فقط و بل أيضا على طرق تناول وتداول هذا المبيد (سهولة الاستخدام – درجة الأمان – الثمن) Dent, 1991 .
تصميم برامج المكافحة المتكاملة :
لتصميم أو بناء برامج مكافحة متكاملة لآفة ما يلزم توافر أربعة مجموعات من المعلومات يمكن تلخيصها في الآتي:
1- العائل النباتي :-
1) محصول حقلي , أم محصول خضر , أم أشجار فاكهة , أم نباتات زينة.
2) موعد زراعتة ومدة بقائه بالحقل.
3) النباتات المجاورة والمحاصيل المجاورة المختلفة الاخري التي قد تكون عائل نباتي ثاني للآفة المراد مكافحتها , كذلك الحشائش المصابة.
4) المعاملات الزراعية مثل الري , التسميد , التقليم , .... الخ.
2- علاقة العائل النباتي بالآفة من حيث :-
1) أي أجزاء العائل النباتي عرضة للإصابة.
2)العلاقة بين موعد الزراعة وظهور الإصابة.
3) العلاقة بين مراحل النمو المختلفة للعائل النباتي وظهور الإصابة أو شدتها.
4)العلاقات بين المعاملات الزراعية المختلفة مثل الري والتسميد والعزيق وشدة الإصابة.
5) المعاملات أثناء الحصاد أو التخزين والتسوية وعلاقة ذلك بالإصابة (أمثلة: الإصابة بفراشة ديدان البلح , فراشة درنات البطاطس , آفات الحبوب المخزونة التي تنتقل من الحقل للمخزن , أحطاب القطن والذرة).
6) وجود أنواع نباتية أخري قابلة للإصابة يمكن الاستفادة بها في إتباع أسلوب المكافحة عن طريق المصايد النباتية.
3- الآفة :-
1) تحديد نوع الآفات بدقة و أسمها العلمي , الجنس , العائلة التي تتبعها ثم ترتيب هذه الآفات من حيث الأهمية ومقدار الضرر الناشيء عنها.
2) معلومات كاملة عن دورة حياتها , عدد أجيالها في مصر والعالم على مدار العام ومعرفة الظروف التي تؤدي إلى قلة أهميتها أو زيادة فرزها في البلدان الاخري.
3) مواعيد ظهورها, علاقة ذلك بالمحصول محل الاهتمام والعوائل النباتية الاخري أن وجدت , وسلوكها في التغذية.
4) دراسة تغير تعدادها وزيادة أو نقص جمهورها على مدار العام, وفى الأعوام السابقة.
5) أعدائها الطبيعية من حشرات مفترسة ومتطفلة أو مسببات أمراض منتشرة بالبيئة المصرية (أو غيرها من البلدان), ودور تلك الأعداء الطبيعية في خفض أعدادها على ومدار العام على المحصول محل الاهتمام أو غيرة من المحاصيل أو العوائل النباتية التي تهاجمها هذه الآفة.
6) المبيدات الكيماوية التي ينصح باستخدامها ومدي فعاليتها في خفض أعدادها , والمشاكل الناجمة عن استخدامها سابقا في مصر أو غيرها من البلدان.
7) أمكانية استخدام المصائد بأنواعها المختلفة.
8) حجم الضرر الاقتصادي الناشيء من الإصابة في حالة عدم وجود برنامج للمكافحة وتحت ظل البرامج المطبقة بالفعل.
9) تحديد الحد الاقتصادي الحرج الذي يبدأ عنده استخدام أسلوب المكافحة المناسب.
10) ايجابيات وسلبيات أساليب المكافحة المطبقة بالفعل.
4- الظروف المناخية :-
1) تأثير درجة الحرارة بالارتفاع والانخفاض على الآفة من حيث دورة حياتها وعدد أجيالها.
2) تأثير الرطوبة النسبية على دورة حياة الآفة.
3) العلاقة بين الظروف المناخية السائدة وتوزيع الآفة بالمناطق المختلفة من مصر وعلاقة الظروف المناخية بزيادة الإصابة أو شدتها في فصول معينة من السنة.
4) العلاقة بين الظروف المناخية ونشاط الأعداد ونشاط الأعداد الطبيعية للآفة من حشرات مفترسة أو متطفلة.
مما تقدم من معلومات يلزم توافرها ، ويمكن صياغة وبناء برنامج مكافحه متكامل لآفة ما على محصول معين ،هذا ونود الإشارة إلى أن أسلوب المكافحة المتكامل للآفات لقي في السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا من المستغلين في مجال وقاية النباتات بعد أن اتضح عدم امكانيه تحقيق نجاح في كثير من الحالات عند إتباع اسلوب المكافحة الحيوية وحدها أو المكافحة الكيماوية وحدها ، وبعد أن أصبح الهدف ليس القضاء على الحشرة الضارة قضاء تاما ( وهو ليس بالممكن من الناحية العلمية ) بل تنظيم أعدادها وخفضها عن الحد الذي يسبب ضررا" اقتصاديا".
ومن الأهمية بمكان, أن ننوه إلى أن هذه المعلومات جميعها أو بعضها أو واحدة منها قد تشكل حجر الزاوية التي يبني علية برنامج مكافحة متكامل لآفة ما, كما سيتضح ذلك من الأمثلة التطبيقية التالية ولما كان المحصول غالباً يصاب بأكثر من آفة في مراحل نموه المختلفة, فانه يلزم أن ترتب الآفات من حيث أهميتها بحيث يعمل برنامج مكافحة متكامل لأهم تلك الآفات أو لآفة ما خلال مرحلة معينة من مراحل النمو حيث أنة من الوجهة العلمية يصعب صياغة برنامج مكافحة متكامل لجميع الآفات التي تصيب محصول معين.
*المكافحة البيولوجية لدوده القصب الصغرى بإستخدام طفيل التريكوجراما
Biological control of the lesser sugar cane borer, Chilo agamemnon by release Trichogramma evanescens
تنتشر زراعات القصب فى مصر الوسطى ومصر العليا ، فى مساحة تقترب من 260 ألف فدان تستخدم معظمها لصناعه السكر واهم الافات الحشرية التى تهاجم قصب السكر فى مصر هى ( دوده القصب الكبرى )، (ودودة القصب الصغرى ) بالإضافة الى عدة افات ثانويه غير ذات اهمية .
عندما بدأ التفكير فى عمل برنامج للمكافحة البيولوجية لأهم افات القصب الحشرية تم ما يأتى من دراسة :
1- مراجعة الابحاث السابقة عن أفات القصب وأعدائها الطبيعية .
2- زيارت ميدانية لمحافظات مصر الوسطى والعليا لمعرفة اهم الافات وتحديد بؤر الاصابة .
3- وتحديد أهم الافات وهما ( دودة القصب الصغرى ودودة القصب الكبرى ) ولما كانت دودة القصب الكبرى تصيب النباتات الحديثة فى بداية الموسم ثم يؤدي إتلافها للقمة النامية للنبات الى تفرع النبات الى فرع اخر أو فرعين ليعوض البرعم المفقود، ولوجود طفيل على بيضها يقلل من أعدائها لذلك وجد انها لا تمثل ضرراً كبيرا للمحصول .
4- تم عمل حصر للأعداء الطبيعية من طفيليات ومفترسات والتى تهاجم دودة القصب الصغرى بإعتبارها اهم أفة تهدد زراعات القصب فى وجه قبلى ويستمر ضررها طول الموسم، كما أنها تؤثر على المحتوى السكرى للنبات وتؤدى الاصابة بها الى تعصف النبات وخسارة كبيرة بالمحصول، كما ان نسبة الاصابة بها تصل الى 29% من جملة العيدان بالفدان فى بعض المناطق.
5- أجريت دراسات بيولوجية وأيكولوجية على أهم طفيل وجد وهو طفيل ( الترايكوجراما Trichogramma evanescena) والذى يتطفل على بيض فراشة دودة القصب الصغرى، فيمنع فقس البيض تماماً .
6- وجد من الدراسات التى اجريت أن هذا الطفيل يتواجد بالحقول بصفة طبيعيه متطفلاً على بيض دودة القصب الصغرى غير أن نشاطه يظهر بوضوح ( تم ذلك عن طريق تقدير النسبة المؤية للتطفل على مدار السنة فى أكثر من منطقة ) فى نهاية الموسم بعد أن تكون الاصابة قد حدثت بالفعل بدودة القصب الصغرى خلال شهرى مايو ويونيو.
من المعلومات التى تم الحصول عليها من الدراسات السابقة تم وضع برنامج لإستخدام هذا الطفيل لمكافحة الافة بيولوجياً – وتم الاكثار الموسع للطفيل ( تم هذا العمل بمعمل بحث المكافحة البيولوجية بالجيزة – مركز البحوث الزراعية ) بالخطوات التاية :
1- إستخدام فراشة الحبوب كعائل معملى حيث تم تربيتها تربية موسعه مع جمع الفراشات بالألاف لوضع البيض الذى يستخدم بعد ذلك لتربية الطفيل .
2- تعريض بيض فراشة الحبوب ( فى المواعيد المناسبة ) لإناث طفيل الترايكوجراما لتضع بيضها بداخلة لينمو الى الطور اليرقى ثم طور العزراء .
3- توزيع بيض فراشات الحبوب السابق التطفل عليها فى المعمل بطفيل الترايكوجراما فى الحقول فى شكل قصاصات من الورق ملصق عليها عدد معلوم من البيض المتطفل علية والمحتوى بداخلة على طفيل الترايكوجراما فى طور العزراء وذلك ليخرج منه طفيل الترايكوجراما بعد ذلك ويبحث عن بيض فراشة دودة القصب الصغرى فيتطفل علية ويتلفة قبل ان يفقس إلى يرقات .
4- تم توزيع البيض المتطفل علية بحقول القصب فى بداية الموسم عند بدء الاصابة بدودة القصب الصغرى خلال شهرى مايو ويونيو ، حتى يمكن للطفيل التغلب على الافه فى البداية وخفض أعدادها الى أقل قدر ممكن، خاصة وأنه ثبت من الدراسات الحقلية التى أجراها قسم بحوث المكافحة الحيوية أن طفيل الترايكوجراما يكون ضعيف التأثير وبأعداد قليله فى بداية الموسم، لذلك فإن عملية الاطلاق فى بداية الموسم تكون مهمة، وزيادة أعداد الطفيل فى الطبيعه ليؤدى دوراً أفضل. ( وبلغ عدد الطفيليات التى تم إطلاقها للفدان 20 ألف طفيل )
5- يتم التنبية بعدم إستخدام أى نوع من المبيدات بما فى ذلك مبيدات الحشائش قبل الاطلاق بحوالى 15يوماً وكذلك أثناء أو بعد الاطلاق ، ومن المعروف أن حقول القصب لا تستخدم فيها المبيدات، وكان ذلك أحد أهم العوامل لنجاح أسلوب المكافحة الحيوية بها .
6- امكن خفض الاصابة بدودة القصب الصغرى ( الدوارة ) فى زراعات القصب بمحافظة المنيا حيث تم الاطلاق الموسع ثلاث سنوات متتالية من متوسط علم قدرة 17.3% إلى 4.1% .
المكافحه البيولوجية( الحيوية) Biological control
كأحد عناصر المكافحه المتكامله للافات ودورها الايجابى فى الحد من التلوث البيئى بالمبيدات.
اصبحت احتياجات الانسان متزايده بعد نموه الاجتماعى والعددى، من هنا لجأ الانسان الى التوسع فى استصلاح واستزارع الاراضى وايضا الى الزيادة الرأسية والتحميل للمحاصيل المنزرعة. ومن هنا اصبحت الزيادة العددية للمجتمعات الحشرية تشكل خطورة على موارد الانسان ،لذلك لجأ الانسان الى مكافحه الافات وعليه تطورت نظم المكافحه بتطور تقنيات العصر الى ان وصل الى المكافحه الكيماوية وبدأ الانسان فى استغلالها بصورة سيئة مما ادى الى نتائج عكسية وبدات المشكلة .
وقبل ان نسرد المشكله نقول ان المفهوم القديم الذى اعتمد عليه الانسان وهو قبل او طرد او منع الافات الحشرية من إحداث الضرر بموارده الزراعية مفهوم ناقص حيث لم ينص على جزيئة مع المحافظة على النظام البيئى الزراعى.
من هنا ظهرت المشاكل الناجمة عن الاعتماد كلية على المبيدات الحشرية فقط للقضاء على الافات الحشرية واصبح المنظور الاقتصادى الذى تم وصفه من حيث ان المبيدات الحشرية تعمل على زيادة الانتاج الزراعى بالقضاء على الافات الحشرية مفهوم غير حقيقى وذلك لان التقديرات بنيت على الجانب المنظور او المرئى وأهمل الجانب الغير منظور والذى يتمثل فى التقديرات الغير منظورة والتى تشكل تكلفة اقتصادية كبيرة وخطيرة على المدى القصير والطويل وهى:
1- تكوين سلالات من الحشرات مقاومة لفعل المبيدات Resistance
وبالتالى لابد من زيادة الجرعات المستخدم بعد ذلك وعدد الرشات المستخدمة.
2- تحول بعض الاّفات الثانوية عديمة الضرر الى افات رئيسية اصبحت تشكل خطورة هامة على المحاصيل الاقتصادية.
3- قتل الاعداء الطبيعية للاّفات وهى ثروة لها دورها فى التخفيف من أعداد الاّفات
4- التاثير الضار على طوائف نحل العسل والاسماك والطيور وصور الحياة البرية المختلفة.
5- الاّثار السامة للمبيدات على المحاصيل الزراعية ومحاصيل العلف المستخدمة فى تغدية الحيوانات .
6- تلوث المصادر المائية فوق سطح الارض المتمثله فى الترع والقنوات ومصادر المياة الجوفية تحت الارض.
7- الاضرار التى تمس العامل البشرى الهام وعلى وجه الخصوص:
أ- الامهات الحوامل والاطفال الرضع
ب- الاطفال فى طور النمو وهم شباب ورجال المستقبل وبالتالى على العنصر البشرى المنتج مستقبلا" الى جانب تاثيرها على الاعمار المختلفة
8- تكاليف علاج الأمراض الناتجة عن التلوث وهى أمراض العصر المعروفة.
9- رفض الدول إستيراد المنتج الزراعى المعامل بالمبيدات وهى خسارة اقتصادية حيث فقد العملات الصعبة.
من هنا لابد من النظرالى استخدام اسلوب يعمل على مكافحه الاّفات دون الاخلال بالنظام البيئى والاتزان الطبيعى والمحافظة على الكائنات الحية وهو : نظام المكافحه المتكامله للاّفات الحشرية او ماتسمى بادارة (واسلوب التحكم المتكامل فى الاّفات الحشرية Integrated pest management وهو عبارة عن اختيار وتكامل وسائل المكافحه المتكامله للاّفات بإستخدام تكنولوجيا المكافحه والتوفيق فيما بينها فمن نظام مدروس يحقق سياسة التحكم فى تعداد الاّفات للحصول على اكبر عائد ممكن بأقل تكاليف ممكن مع مراعاة القيود البيئية فى كل نظام بيئى ومراعاة ظروف المحافظة على البيئة على المدى الطويل واهم عناصرها والذى يشكل حوالى 80% من هذا النظام عنصر المكافحة البيولوجية Biological control
تعريف المكافحه البيولوجيه من وجهة المفهوم الايكولوجى:As a natural phenomenon:
بأنه هو الدور الذى تلعبه المفترسات والطفيليات ومسببات الامراض الحشرية فى خفض اعداد نوع ما من الحشرات عن الحد الذى يمكن ان يكون عليه فى حاله غيابها كلها او احد منها، اى الدور الذى تقوم به هذه الاعداء الطبيعية "طبيعيا" ودون تدخل الانسان (De Bach 1964)
تعريف المكافحه البيولوجية من وجهة النشاط الانسانى والتطبيقى:
بأنه استخدام المفترسات والطفيليات او ممرضات الحشرات فى خفض أعداد الحشرات عن الحد الذى يسبب ضرراً أقتصاديا (De Bach 1973)
هذا ويمكن استخدام الاعداء الطبيعية للحشرات بمفردها بنجاح فى حالات خاصة فى خفض اعداد اّفة ما عن الحد الذى يسبب ضررا " اقتصاديا"، وفى حالات اخرى لا تكفى المكافحه البيولوجية وحدها كطريقة لمكافحه اّفة ما وفى هذه الحالة يحتاج الامر الى وضع برنامج متكامل.
اهم مميزات المكافحة البيولوجية:
1- اقل تكلفة.
2- اكثر اماناً حيث انها كائنات طبيعية ليس لها خطورة على الاطلاق.
3- اكثر دواماً واستقرارا فى النظام البيئى مالم تستخدم المبيدات الحشرية.
4- ايسر استخداما حيث لا تستخدم معدات وغيرها.
اهم عناصر المكافحة البيولوجية :Biological control agents :
تتكون من ثلات مجموعات رئيسية هى:
1- المفترسات Predators
2- الطفيليات Parasitoids
3- الكائنات الدقيقة الممرضة للحشرات Entomopathogenic micro organisms
أ- البكتيريا الممرضة للحشرات Bacteria
ب- الفيروسات الممرضة للحشرات Virus
ت- الفطريات الممرضة للحشرات Fungi
ث- البروتوزوا الممرضة للحشرات Protozoa
4- النيماتودا الممرضة للحشرات Nematodes
اهم استخدمات المكافحه البيولوجية:
1- المحافظة على الاعداء الطبيعية الموجودة بالبيئية.
2- زيادة الاعداء الطبيعية من خلال نظام الاطلاق الدورى والمكثف .
3- استيراد بعض الاعداء الطبيعية الملائمة لظروفنا البيئية واكثارها واطلاقها وذلك فى حاله لزوم الامر لذلك.
الدراسات اللازمة لاى برنامج مكافحة بيولوجية:
1-عمل تربية Insectary stock (mass production) للاعداد الطبيعية.
2-التكثيف colonization( Release) تحت انسب الظروف البيئية.
3-عمل Recovery attempts دراسات للتاكد من نجاح المكافحه.
اولا": المفترسات Predators
تعريف الافتراس:
هو نوع من المعاشرة فيه يهاجم احد المعاشرين وهو المفترس predator المعاشر الاخر وهو الفريسة preyبغرص التغدية عليه ، ويقضى المفترس مع كل فرد من فرائسه فترة من الوقت تقل من فترة طوره غير الكامل او الكامل بمعنى ان المفترس قد يمارس عاداتة الافتراسيه وهو فى طوره غير الكامل (يرقة او حورية ) او طورة الكامل ( حشرة كاملة ) حيث ان بعض الحشرات تكون مفترسة فى اطوارها غير الكامله والكامله مثل اليرقات والحشرات الكامله لانواع من ابو العيد من عائلة Coccinellidae من رتبه غمدية الاجنحة ، او مفترسة فى طورها اليرقى فقط مثل بعض انواع اسد المن من رتبة شبكية الاجنحة Newroptera
في كل الحالات يحتاج الفرد المفترس الى اكثر من فرد من فرائسة ليتغذى عليه ، ليحصل على احتياجاته الغذائية ، ويتركه لينتقل الى غيره وتنتهى حياة الفريسة بعد مهاجمة المفترس لها ، وفى عالم الحشرات قد يكون المفترس اكبر من الفريسة وقد يكون مماثل لها فى الحجم وقد يكون أصغر منها.
غالبا" ماتتميز المفترسات بتحورات مورفولوجية تساعدها على القيام بعملية الافتراس بحيث اجزاء الفم بوجود (فكوك قوية) او اجزاء فم ثاقبة ماصة، وقد تزود الارجل الامامية باشواك قوية للقبض على الفريسة كما فى حشرة فرس البنى.
كيفية الافتراس:
تتغذى الحشرات المفترسة على فرائسها بطريقتين رئيسين هما:
أ- قرض اجزاء الجسم بفكوكها القوية كما هوالحال فى خنفساء الكالوسوما من عائلة Corabidae والحشرات الكاملة للرعاشات من عائلة Odonataوحشرة فرس النبى من عائلة ديكتيوبترا Dictyoptera
ب- امتصاص سوائل جسم الفريسة بعد ادخال اجزاء فمها الثاقبة الماصة كا يحدث عند مهاجمة انواع البق المفترس اليرقات حرشفية الاجنحة او غيره او عندما تستخدم يرقات اسد المن فكوكها القوية المقوسه ذات التجويف الداخلى فى القبص على الفريسة ثم ادخلها الى داخل الجسم وامتصاص سوائل ، وغالبا ما يصاحب ذلك افراز سوائل خاصة هاضمة تساعد على ورود سوائل الجسم، وتقليل مقاومة الفريسة للمفترس.
بعض الامثلة من الرتب الحشرية:
1-مفترسات ديكيتوبترا Or Dictyoptera
فرس البنى الكبير ذو البقعتين، عديم البقع
فرس البنى الصغير وكلهم يتغدوا على الحشرات الكبيرة واليرقات الكبيرة.
2- مفترسات جلدية الاجنحة Or Dermaptera
ابرة العجوز –تتغدى على عذارى حرشفية الاجنحة بالتربة.
3-مفترسات نصفية الاجنحة Or Hemiptera
بقعة الاوريس- تتغدى على المن ، العنكبوت الاحمر، بيض حرشفية الاجنحة.
4- مفترسات شبكية الأجنحة : Or:Newoptera
أسد المن تتغذي علي المن – حوريات الحشرات القشري والبق ألدقيقي وعلي بيض دودة ورق القطن وديدان اللوز.
5- مفترسات غمديه الأجنحة : Or: Coleoptera
أهمها عائلة Coccinellidae أبو العيدان ، عائل Carabidae ومنها الخنافس الأرضية مثل الكالوروما، عائلة Staphylinidae ومنها حشرة الرواغة.
6- مفترسات ذات الجناحين: Or: Diptera
ومنها عائلة Susphidae والتي منها ذبابة السرفس وتتغذي علي المن.
7- المفترسات الأكاروسية(مفصليات أرجل غير حرشفية)
يفترس الأكاروسات وحوريات الحشرات القشرية.
8- العناكب الحقيقي ( مفصليات أرجل (عناكب))
متعددة الافتراس وتوجد بالحقول والحدائق.
ثانيا: الطفيليات : Parasitoids
تعريف التطفل:
هو نوع من أنواع المعاشرة فيه يعيش احد المعاشرين وهو الطفيل parasitoid علي حساب المعاشر الأخر وهو العائل Host وتنمو الأطوار الغير كاملة للطفيل داخل اوخارج جسم عائلها، أما الحشرات الكاملة للطفيليات فهي تتغذي علي قطرات الندي ورحيق الأزهار وتكون مهمة الإناث من الطفيليات وضع البيض في داخل جسم عوائلها أو خارج أجسام عوائلها لتخرج منه يرقة تقوم بالتغذية علي جسم العائل، أما طور العذراء للطفيليات فيتكون داخل جسم العائل أو خارجه حسب نوع التطفل وتنتهي علاقة التطفل بموت العائل.
تتوزع الحشرات المتطفلة علي غيرها من الحشرات في حوالي خمس رتب حشرية، أهمها رتبة غشائية الأجنحة Hymenoptera ، رتب ذات الجناحين Diptera وتضم رتبة غشائية الأجنحة الكثير من العائلات والأجناس التي تحتوي علي عشرات الآلاف من الأنواع المتطفلة هذا ويقدر عدد الأنواع المتطفل من الحشرات التي أمكن تعريفها من كافة الرتب المشار إليها حتي عام 1960 بنحو 300000 نوع.
تنقسم الطفيليات حسب طبيعة معيشة العائل التي تتطفل عليه الي:
1- طفيليات أولية: Primary Parasitoids
وهي التي تتطفل علي حشرات أخري تكون متغذية بطبيعتها علي النباتات أو مترممة أو مفترسة لغيرها من الحشرات..
2- طفيليات ثانوية: Hyper parasitoids
وهي التي تتطفل علي الطفيليات الأولية حيث توجد بعض أنواع الطفيليات تكون عوائلها عبارة عن طفيل أولي علي حشرة ضارة ، وبالطبع يؤدي الطفيل الثانوي متطفلة إلي خفض أعداد الطفيل الأولي. عندما يتطفل طفيل ثانوي يسمي Secondary parasitism، ويوجد تطفل ثلاثي Tertiary parasitism وفيه يتطفل طفيل يسمي بالثلاثي علي الطفيل الثانوي ويوجد أحيانا تطفل رباعي.
تقسم الطفيليات حسب موضع التطفل علي العائل إلي :
1- طفيليات خارجية Ecto parasitoids
وفيها تتطفل خارجيا علي عوائلها حيث يوضع بيض الطفيل علي سطح جسم العائل من الخارج لتخرج منه يرقة تتغذى من الخارج علي العائل حتي تصل الي طور العذراء.
2- طفيليات داخلية: Endo parasitoids
وفيها تتطفل داخليا علي عوائلها حيث تنمو أطوارها غير الكاملة داخل أجسام عوائلها وقد تتكون عذاراها داخل أو خارج جسم العائل حسب حالة التطفل.
تنقسم الطفيليات حسب نوع الطفيليات الخارجة من فرد واحد من أفراد العائل الي :
1- الطفيليات الانفرادية: Solitary Parasitoids
تضع إناث بعض الطفيليات بيضة واحدة علي أو داخل جسم عائلها ويخرج في النهاية فرد واحد من الطفيليات وتسمي هذه المجموعة من الطفيليات طفيليات إنفرادية ( في بعض الحالات قد تضع أنثي الطفيل أكثر من بيضة داخل العائل ولكن لا يخرج من الفرد الواحد من العائل سوى فرد واحد من الطفيليات وقد يعود ذلك الي عدم فقس كل البيض بل واحدة فقط، أو أن يرقات الطفيل بعد فقسها من البيضة تفترس بعضها البعض ولا تبقي إلا يرقة واحدة فقط ، أو تموت بقية اليرقات لما تفرزه اليرقة التي فقست أولا من مواد تمنع اليرقات الأخرى من النمو).
2- الطفيليات الجماعية: Gregarious Parasitoids
وهي الأنواع من الطفيليات التي فيها يخرج أكثر من فرد واحد من الطفيليات من فرد واحد من العائل وقد يتراوح هذا العدد بين اثنين الي حوالي2000 من الإفراد كما في بعض أنواع الطفيليات من عائلةEncyrtidae من رتبة غشائية الأجنحة Hymenoptera التي تتطفل علي بعض أنواع يرقات حرشفية الأجنحة.
وينشأ هذا النوع من التطفل نتيجة لأن أنثي الطفيل تضع أكثر من بيضة في جسم عائلها أوقد تضع بيضة واحدة تدخل في عدة انقسامات لتكون عدد كبير من الأجنة التي عادة ما تكون من جنس واحد.
تنقسم الطفيليات من حيث طور العائل التي يتم عليه التطفل:
1- طفيليات البيض: Egg parasitoids
وهي انجح أنواع التطفل حيث تضع إناث الطفيل البيض داخل بيض عائلها تتحول الي يرقة ثم عذراء ثم تخرج حشرات الطفيل بعد أن تقضي علي الآفة في طور البيضة ومنها طفيلات عائلة Trichogrammatidae ويوجد منها في مصر طفيل Trichogramma evanescens والذي يتطفل علي بيض دودة القصب الصغرى Chilo Agamemnon .
2- طفيل بيضة – يرقة: Egg – Larval parasitoids
وفيه تضع أنثي الطفيل البيض داخل بيضة العائل ، غير أن بيضة العائل تستطيع أن تفقس إلي يرقة تحتوي بداخلها بيضة الطفيل التي تفقس بعد ذلك إلي يرقة تتطفل داخليا علي يرقة العائل مثل طفيل Phaneratoma ocularis علي حشرة فراشة الندوة العسلية Cryptoblabes gnidiella .
3- طفيل يرقة: Larva parasitoids
وفيه يتم التطفل علي الطور اليرقي للعائل خارجياً Ecto – paradsitoids حيث يضع الطفيل بيضه علي احد أطوار اليرقةLarva خارجاً ومنها طفيليات عائلة Ichneumonidae طفيل المبلا Exeristes roborator الذي يتطفل خارجيا علي دودة اللوز القرنفلية Pectinophosa gossypilla .
وكذلك يتم التطفل علي الطور اليرقي داخليا Endo parasitoids وفيه يضع الطفيل البيض داخل احد أطوار اليرقة ومنها طفيليات عائلة Brachonidae ( الطفيل) Apanteles sp الذي يتطفل علي بعض أنواع حرشفية الأجنحة.
وهذا النوع من التطفل سواء Endo – Ecto يتم وضعها تحت تقسيم الطفيليات حسب موضع التطفل في العائل .
4- طفيل حوريةNymph – parasitoid : :
كما في الطفيليات التي تتطفل علي حوريات المن، حوريات الحشرات القشرية والبق الدقيقي وفي هذه الحالة يمضي الطفيل كل أطواره غير الكاملة داخل جسم العائل، وتخرج الحشرات الكاملة للطفيليات من أجسام عوائلها.
5- طفيل يرقة ( أو حورية) – عذراء: (Larva- pupa- parasitoid)
وفيها تضع أنثي الطفيل بيضها في طور اليرقة أو الحورية للعائل ويكمل الطفيل نمو أطواره غير الكاملة (بيضة – يرقة- عذراء) في كل من طوري اليرقة والعذراء للعائل مثل طفيل الباريليبا Barylypa sp الذي يتطفل علي يرقات دودة ورق القطن في العمرين الخامس والسادس ليكمل دودة حياته في طور العذراء ، وتخرج الحشرات الكاملة من عذراء دودة ورق القطن.
6- طفيل عذراء: Puoa – parasitoid
وفيه يتم التطفل علي طور العذراء خاصة العذارى حديثة التكوين أو في طور ما قبل العذراء Prepupa ليستمر في طور العذراء مثل طفيل البراكيميريا Brachymeria famosata الذي يتطفل علي عذراء أبو دقيق الكرنب وتخرج الحشرات الكاملة وهو من عائلة Chalcididae من رتبة غشائية الأجنحة Hymenoptera
7- طفيل الحشرة الكاملة: Adult – parasitoid
مثل طفيليات Perilitus sp التي تتطفل علي الحشرات الكاملة لأنواع أبي العيد وبعض أنواع سوس ورق البرسيم يتم التطفل داخل الحشرات الكاملة، وتمضي كل الأطوار غير الكاملة علي الحشة الكاملة للعائل.
تقسيم الطفيليات حسب عدد العوائل التي تتطفل عليها:
1- طفيليات متعددة العوائل: Polyphagus parasitoids
وفيها يتطفل نوع واحد من الطفيليات علي أكثر من نوع واحد من العوائل تنتمي الي أجناس وعائلات مختلفة أي تتباعد تقسيمياً.
2- طفيليات محدودة العوائل: Oligophagus parasitoids
وفيها يتكفل نوع واحد من الطفيليات علي عدد محدود من العوائل وغالبا ما تكون هذه الأنواع من العوائل القريبة من بعضها تقسيميا.
3- طفيليات وحيدة العائل: Monophagus parasitoids
وفيها يتطفل نوع من الطفيليات علي نوع واحد من العائل .
أشكال التطفل :
1- التطفل البسيط Simple parasitoim:
وهو حالة التطفل التي تنشأ عن مهاجمة العائل مرة واحدة من أنثي الطفيل لتضع بيضة واحدة أو أكثر.
2- التطفل المتزايد Super parasitoim :
وفيه يهاجم الفرد الواحد من العائل بإناث نوع واحد من الطفيليات أكثر من أو بأنثي واحدة من الطفيليات أكثر من مرة وتضع في كل مرة بيضة وتكون هذه الهجمات غالبا في أوقات مختلفة.
3- التطفل المتعدد Multiple parasitoim:
وفيه يهاجم العائل عدة مرات من إناث أكثر من نوع من الطفيليات يرتبط ذلك بوضع بيض أو أكثر في كل مرة ، وقد ينجح أكثر من نوع منها في استكمال دورة حياته داخل أو خارج العائل.
*سلوك الطفيليات في البحث عن العائل واختياره والتخصص العائلي: Searching capacity host seleetion host range:
تمر هذه العملية بأربعة خطوات هي:-
1- الانجذاب إلي وسط انتشار العائل.
2- البحث عن العائل داخل وسط الانتشار.
3- فحص العائل وتقبله.
4- التأكد من صلاحية العائلة ومناسبة طوره لعملية التطفل ثم إتمام عملية التطفل.
*ما يجب مراعاته عند استخدام المبيدات في بساتين الفاكهة للحفاظ علي الاعداء الطبيعية:
1- في حالة عدم انتشار الإصابة في الحديقة بأكملها يجب رش الأشجار المصابة فقط وذلك لترك الفرص لتكاثر الأعداء الطبيعية علي الأشجار غير المعاملة.
2- يمكن رش صف من الأشجار وترك الأخر بالتبادل علي أن ترش الصفوف التي تركت بعد أسبوعين من الأول للحفاظ علي الأعداء الطبيعية .
3- استخدام الزيوت المعدنية ذات التأثير الأمن علي الأعداء الطبيعية.
4- يجب تقدير نسب التطفل وأعداء المفترسات في الحدائق قبل الشروع في تنفيذ برامج المكافح الكيماوية.
ثالثا: الكائنات الدقيقة الممرضة للحشرات
Entomopathogenic microorganisms
توجد كائنات دقيقة عديدة ممرضة للحشرات وأهمها:
1- البكتريا الممرضة للحشرات Bacteria Entomopgthogeric
2- الفيروسات الممرضة للحشرات Virus Entomopgthogeric
3- الفطريات الممرضة للحشرات Fungi Entomopgthogeric
4- البروتوزوا الممرضة للحشرات Entomoparasitic Protozoa
5- النيماتودا الممرضة للحشرات Entomoparasitic Nematodes
وليست كل المجموعات السابقة ذكرها من الكائنات الممرضة للحشرات ذات أهمية تطبيقية كبيرة، حيث أن البعض منها يستخدم علي نطاق واسع كما في حالة المستحضرات البكترية للنوع Bacillus thuringiensis وسلالاته المختلفة والبعض الأخر لم يخرج عن نطاق التجريب مثل البروتوزوا.
(1) البكتريا الممرضة للحشر�
Mohamed Abdel Wanees Omr
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع