<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
أزمة التواصل فى المجتمعات العربية والإسلامية :
أننا مجتمعات تتحاور كثيراً بالانفعالات والصراخ والحلف باليمين ، كأسلوب لفرض الرأى بمختلف الطرق حتى يخيل للمتتبع أننا فى شجار وقتال حول قضايا مصيرية ، نتكلم جميعا فى نفس الوقت فالكل يتكلم ويستمع فى نفس الوقت لكن الإنصات غير موجود على الرغم ان الله سبحانه وتعالى خلق لنا أذنين وفم واحد معنى ذلك أننا خالفنا قاعدة اساسية فى الاتصال وهى الانصات للآخر .
نقاطع من يتكلم ولا ننتظر دورنا ونبنى على أجزاء من الكلام مواقف واتجاهات وتعليقات وأحكاماً على حساب حقيقة ما يريد قوله الآخر وهو ما يسبب عدم تفاهمنا فى غالب الأحيان ، عندما نريد أن يقنع أحدا منا الآخر لا يستعمل الدليل العلمى والحجة والبرهان الفكرى المنطقى أو المعلومه بقدر ما يستعمل الصراخ ورفع الصوت عاليا فى وجه الآخرين تخويفا وترهيبا تارة أو يلجأ إلى الحلف باليمين لقطع الحديث بأنه يتكلم باليقين ( الاعتق فى امتلاك الحقيقة فهو يعرف اكثر من الآخر فلا يقبل ان يناقشه أو يرى بغير ما يرى هو وهى من مظاهر العقلية الفرعونية ) .
حوارنا وتواصلنا دائما مبنى على منطق الغلبة والسيطرة على الآخر فى الكلام وليس على منطق التفاهم وتبادل الآراء والأفكار والمعلومات ، الإنسان العارف والمثقف واثق من نفسه عند الكلام فيرمز مشاعره وأحاسيسه وقناعاته فى الكلمات ، أما الأمى والفقير معرفيا ومعلوماتيا يرمزها بالحركات الجسمية ، التى تتجسد فى مظاهر مختلفة كالصراخ فى وجه الآخر والحلف باليمين والاستهزاء بالآخر بالحركات ومختلف الأوصاف وأشكال التعبير الجسمى .
تسيطر علينا الأحكام المسبقة على بعضنا البعض فيصنف كل واحد منا الآخر فى خانات وقوالب جاهزة ( دينية وفكرية أو إيديولوجية أو عرقية أو مذهبية أو مهنية أو جهورية حسب السياق والموضوع) يفسر بها أقوالنا وآراءنا ومواقفنا .
الواقع التواصلى فى مجتمعاتنا يستلزم منا إعادة تربية أجيالنا على مبادئ أسس الحوار الفعال والتواصل الجيد المؤدى الى التفاهم على مستوى المؤسسات التربوية المدارس والجامعات ، والمؤسسات الاعلامية ، والمؤسسات الدينية كالمساجد ، والمسرح والفن والأدب والدراما وغيرها .
الناس يختلفون فى الآراء والقناعات طبقا لاختلاف افكارهم وتجارب حياتهم وتاريخهم النفسى ومرجعياتهم الثقافية والاجتماعية والأكاديمية ، كل انسان يملك الحاجة الى تأكيد ذاته وإثباتها أمام الآخرين ، لذلك نحتاج كلنا الى احترام وتقدير بعضنا البعض فى كل الظروف والوضعيات .