ملخص البحث

 

يتدخل العامل البشرى لاستغلال المقومات الطبيعة للسياحة ، وأثناء ذلك إما أن يكون استغلاله استغلالاً رشيدًا يسمح له بالاستفادة منها دون أن يكون له مردود سلبيٌّ على البيئة السياحية ، أو يكون استغلالاً جائرًا يجعله يستفيد من البيئة ولكن يُخلف وراءه تدميرًا لها لينعكس عليه فيما بعد ؛ لأنه جزء من تلك البيئة التي يحيا بها بالأساس.

ويتناول هذا البحث منطقة من مناطق السياحة العلاجية في مصر ،  تمثل نموذج بكر غنى بموارد السياحة العلاجية, نظيف لم تصل إليه براثن التلوث، ولم يعرف بعد الصناعة الحديثة بما تخلفه من ملوثات متنوعة , ولم يعرف السكن العشوائي، والتزاحم، والضوضاء، والاختناقات المرورية.إجمالاً لم تصل إليه بعد كثير من مشكلات المدن والتجمعات الحضرية، هذا النموذج هو “منخفض الواحات البحرية”؛ ذلك المنخفض الذى يبعُد عن القاهرة بنحو 360كم،  ويزخر بمقومات سياحية علاجية يمكن ان تسهم فى تنمية الإقليم وتغير صورة الحياة فيه .

ويتوافر لدى منخفض الواحات البحرية مجموعة من المقومات الطبيعية والبشرية التى تساعد على خلق بيئة سياحية عامًة وعلاجية خاصًة،وتتضمن المقومات الطبيعية : موقع مُنخفض الواحات البحرية وعلاقاته المكانية ، وتركيبه الجيولوجي الذي كان له دور كبير في احتفاظ الطبقات بالمياه ، كما أمدت الصخور تلك المياه بخصائصها المعدنية .بالإضافة إلى معالم السطح ، والمناخ ، والحياة النباتية ، ونظافة البيئة من التلوث.

وإذا كان الله قد وهب الواحات البحرية تلك الطبيعة الجميلة والمقومات العلاجية فلا بد أن يؤيد ذلك مجموعة من المقومات البشرية التى تشتمل على تسهيلات الإقامة ، ووفرة الخدمة الطبية ، والعمالة السياحية ، ورعاية الدولة ، ووسائل النقل والمواصلات ، وتسهيلات الإمداد ، ومرافق البنية الأساسية ، بالإضافة إلى وسائل الترفيه ومنها رحلات السفارى ، وزيارة المناطق الأثرية والتراثية ، والتسوق فى محال العاديات . والواقع أن المقومات البشرية للسياحة العلاجية ضعيفة للغاية ؛ إذ إن تسهيلات الإقامة العلاجية تكاد تقتصر على فندقٍ واحدٍ أما بقية أماكن الإقامة فتقوم بعمل زيارات لروادها إلى مناطق الآبار والعيون لقضاء يوم والعودة مرة أخرى . كما أنه لا توجد خبرة طبية لمتابعة حالات المرضى بل إن المرضى يأتون ويستخدمون مياه الآبار والعيون بناء على خبرات سابقة ، أو من خلال حديث الأصدقاء والأقارب.

ويمكن إيجاز ما توصلت إليه دراسة العينة فيما يأتى: يتضح أن أهم جنسيتين ترتادان الواحات البحرية هما الألمانية واليابانية وترتفع نسبة الإناث قليلا عن نسبة الذكور (54%) ، ويتركز ثلثا السائحين في الفئة العمرية 50 عاما فأكثر ، وهما في الغالب ( 80% ) يأتون إما برفقة بعض أفراد الأسرة أو الأصدقاء ، ويأتي حوالي ثلثي السائحين (60%) إلى مصر لزيارة الواحات البحرية فحسب دون غيرها من أماكن أخرى .

وتعد القاهرة منطقة الإرسال الأولى للسائحين .الذين يأتون برا فلا توجد بدائل    أخرى ،ويُقيمون إما في فندق أو معسكر فهما نمطا الإقامة السائدان في الواحة . وكذا يقيمون في فئة ثلاث نجوم فأقل فلا توجد فى الواحات البحرية فئات فندقية أعلى من ذلك . وتمثل الشركات السياحية المؤثر الأول فى السائحين للتعريف بالواحة أو لتنظيم الرحلات إليها ، ومن بعدها يأتي الأقارب والأصدقاء .

وكشفت الدراسة أيضا عن أن أكثر من ثلث سائحي البحرية قد زاروها من قبل ما بين زيارة واحدة وثلاث زيارات . وعادة ما يكون غرضهم من الزيارة رحلات السفاري أو الاستشفاء حيث بلغت نسبة الغرض الأول نحو 50% ، في حين بلغت نسبة الغرض الثاني نحو  21% ، في حين بلغت نسبة من يجمعون بين الغرضين 30% من جملة عدد السائحين.

أما عن تقييم السائحين لنتائج الاستشفاء ، وعن العقبات والمشكلات التى واجهتهم ، ومقترحاتهم لتنمية السياحة الاستشفائية فى الواحة وجد أن نحو 90% من جملتهم يرون أن نتائج الاستشفاء تتراوح بين ممتازة وجيدة جدًا . كما وجد أن 85% من السائحين لم تواجههم أية عقبات أو مشكلات أثناء الرحلة .وأخيرا تركزت مقترحات السائحين من أجل تنمية السياحة الاستشفائية فى الواحة حول إقامة منتجعات علاجية ، والحفاظ على البيئة وكانت نسبتهم  30% ، والاستغلال الأمثل للمقومات السياحية والعلاجية وإنشاء مطار كانت نسبتهم 30% أيضا.

المصدر: د/عدلي أنيس سليمان - مدرس الجغرافيا البشرية- كلية الآداب- جامعة القاهرة
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 1113 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2011 بواسطة wahate

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

29,714