لقد جبت مشارق الأرض ومغاربها وجدّفت في بحر الحياة وشاهدت مواكب الأمم والشعوب فلم أجد أكثر نقاء وصفاء من الرمثا لأن قلبها الصافي المفعم بالحياة والنشاط لا يمكن أن يتغير بتغير الفصول حيث يضل فيه الربيع ربيعاً إلى نهاية الدهور وهذا لمن وهب أجنحة الحب ليحلق إلى ما وراء الغيوم عندها سيرى ذلك العالم السحري في معشوقتي والذي يخلب الألباب ويجمع الأحبة والأحباب والأصحاب , فكلمة واحدة من فيها تصيرك غنياً بعد الفقر ونظرة من أطراف أجفانها تجعلك من اسعد الناس .
رمثانا عذوبة الأطفال مستمدة من عذوبتك في هذا الوجود وصباح الكون يغار من صباح مجدك التليد فطهرك طهارة يزيل الهم والغم من قلب الشقي العنيد ويزرع فيه البهجة والفرحة من جديد وابتسامتك وريد تبعث المجد في قلب الوليد , أفردوس أنت أم لحن الوجود ؟ قد جئتي إلينا لتحيي الوئام والسلام بأرض الجدود , ريحانة أنت وعطر تليد , لا بل فجرمن الكون تجلّى لقلبي المكدود, أنت للربيع روح عمت ألدنا فاهتزت منها عابقات الورود , رمثانا : هل أنت مدينة أم معشوقة بعثتي للخلق من جديد ؟ أليس كل هذا فيك ليبث الفرح في قلب الشباب وليعيد البسمة للعالم التعيس النهيد , أنت عطر وريحان مديد يبعث النشوة والحب والفرح لكل الوجود .
فمعذرة أيتها المعشوقة لأن عينيّ كلما أبصرتك خفق قلبي للحياة ورفرف المجد والعز في حقل عمري المجرود , أنت من بعث الحب في الروح الحزينة فجعلتها تغني للحياة وتطرب الفؤاد بالنشيد , أنت لحن عبقري حلوة التغريد , فيا ابنة الأردن يرى فيك روعة الخلود , حيث تبعثين فينا التمجيد والتجديد أنت أغانينا وأهازيجنا وأحلامنا وسحرك جمال فريد , أنت نشوتي وربيعي وصباحي يا ارض العهود , رمثانا أنت عروسنا المكللة بالعز والمجد والفخار في كل العهود فأرضك عذيّة , وامواهك نقيّة وسهولك سخيّة وجبالك عصيّة ويدك نديّة , يسير المجد في ركابك وتزأر الأسود في أثوابك تربتك تبر وتبر ترابها رطب لا يعرف القحط والمحل والجدب امنحينا السلام والفرح وابعدي عنّا الآلام والشقاء والترح , فيا نور عينيّ وضوء فجري الجديد أنقذيني من الأسى لكوني لا اقدر على حمل المزيد وهبيني الحب حتى أجاري الورى لكسر قيد الحياة التليد أنت ما أنت ! , أنت فجر جديد ما له من نديد فوق الشعر والخيال والوصف وفوق النهى وكل الحدود .
ساحة النقاش