الدكتور خالد مياس
  
لا تناجيني الغداةْ
ضاعَ حُلـْمي
أرتجي لو عادَ لي يومًا صداهْ
اتركيني واذهبي ناجي الإلهْ
لا تناجي وردةً أو نخلةً صدتْ أعاصيرَ الشفاهْ
لا تقولي ما يقول الناس عني
واهجري كلَّ الكلامْ
صدقيني
وامنحيني الصمتَ قولي :
قد نذرتُ الصومَ هذا اليومَ عنْ نزفِ الكلامْ
لا تعيدي نفحةً هبّتْ على بستان شعري
فاستغارتْ في إناهْ
هيِّئي كلَّ المراكبْ
واحمليني
وارحلي بي
واسكني خلفَ الفلاةْ
بلسمُ الشعرِ دوائي
حينما امتدَّ استيائي
هالني صمتٌ لجفنكْ
فاستعدي للقاءْ
يا سمائي
قد تجلـَّتْ
فيك أنوارُ النجومٍ الساهراتْ
جمـِّلي ديوانَ شِعري
والثمي خدَّ القوافي
واسْبُري غوري بصمتِ
وانثري أقمارَ عشقي
في بساتين الفضاءْ
وامتطي متنَ الضياءْ
علـِّلي عيني بعينِكْ
وامنحيني سِحْرَ جفنِكْ
في سماءِ الناسِ ذكرى
لسمائي
قي صباحي ومسائي
علـِّليني
أمْطِريني
ظلـِّليني بالغيومْ
أنـْبـِتي زرعَ القوافي
في روابي الأمسياتْ
أرسِلي الأنداءَ عِطرًا
فيه تنزاحُ الهُمومْ
مع هذا لا تناجيني بصوتِ
يا مدادَ الشعرِ ينسابُ بـِصمتِ
لغة العين تجلـّتْ بالبيانْ
يا ضيائي
غلـِّفي قلبي وشعري بالجُمانْ
وانـْهلي مِنْ نبعِ نَحْري
عَسَلاً شهدًا مُصفـّى
وارقدي في ظلِّ شِعري
في كياني
ظلــِّليني
يا سمائي
زمِّليني بالضياءِِ
إنما فيك عزائي
كلُّ ما في الكون مهما عنَّ لن يرقى سمائي
والصبايا الحورُ مهما
في مغانيها تباهتْ
أو تجلـّى سِحْرُها في أغنياتي
أو أضاءتْ في فضائي
لن تطا نجمَ سمائي
أو تـَبَدّى في إزائي
كلُّ ظبياتِ الفلاةِ
لا تُحاكي
طـَفـْلةً مثلَ فتاتي
رِقـَّةً تسمو بذاتي
اسمُها السّامي سباني
صمتـُها أغرى جَناني
ولِساني