جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أثار البعض ضرورة اجتماع كلمة الحركة الاسلامية علي كلمة سواء وتوحد صفوفهم في مواجهة الهجمة العاتية التي تجتاحهم وتوشك أن تقتلعهم وتحدث البعض تنظيرا وتقعيدا فاحببت أن أشارك برأيي المتواضع مع الاخوة الذين سبقوني في الحديث حول هذا الموضوع ربما أشارك بإلقاء حجر في الماء الراكد في هذه القضية القديمة الجديدة .
بداية وقبل الدخول في الموضوع لابد من مقدمتين امهد بهما للموضوع
الأولي : أن كل الجماعات والجمعيات العاملة في الحقل الاسلامي – باستثناء جماعات التكفير واصحاب الشذوذ العقائدي – يحملون ويدعون الي عقيدة أهل السنة والجماعة .. فجماعات الاخوان والسلفيين والتبليغ والجماعة الاسلامية وجمعيات مثل أنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرهم يتبنون عقيدة أهل السنة والجماعة وإن دخل فيهم أفراد علي غير ذلك فانه عندهم ليس نهجا ولا دعوة .. وكذا فإن مناهجهم في تلقي فروع الفقه والعمل بها هو منهج أئمة أهل السنة والجماعة بمذاهبهم الاربعة ومنهج أهل الحديث وغيرهم ولا تجد فيهم من يتبني في فروع الفقه من غيرهم من المذاهب كالشيعة أو الخوارج أو غيرهم .. وعليه فهم جميعا متفقون علي ثوابت العقيدة والفقه مما يجعلهم من الناحية العلمية من الفرقة الناجية ولاينطبق عليهم حديث الفرق – إن صح – ولايعد تنوعهم واختلافهم داخلا في ذلك التنوع المذموم .
الثاني : أن هذه الجماعات والجمعيات تتفق في هدفها الاساسي وهو السعي لاقامة الدين في الفرد وفي الأسرة وفي المجتمع بل وفي العالم وأنهم لايختلفون علي هذا الهدف الأساسي وأن أهدافهم الثانوية إنما هي سبيل لتحقيق هذا الهدف الأساسي وبالتالي فإنهم يجتمعون علي وحدة الهدف وهو اقامة الدين سعيا لارضاء الله عز وجل .
وتستطيع من هذه المقدمة أن تدرك أن هذه التجمعات والمسميات ما هي الا أطر تنظيمية لمجموعة من الأفراد تجمعهم لائحة مكتوبة أو عرفية ليسعوا سويا بالعمل للدين لتحقيق الهدف سالف الذكر من خلال نهج اتفقوا عليه اجتهادا من الكتاب والسنة .. والمقصود من ذلك أن التنوع هنا ليس تنوعا في أصول العقيدة والفقه وانما هو تنوع في اجتهادات هذه الجماعات في الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف ..الكل لايختلف علي شمولية الاسلام لكل مناحي الحياة ولكن الخلاف حول العمل وترتيب اولوياته حسب المتغيرات المختلفة المؤثرة في هذا الترتيب .
الاختلاف هنا بصفة عامة ليس ظاهرة سلبية إذ أن كل تجمع يقف علي ثغر من ثغور الدين يعمل فيه بجهده مكملا ما عند الآخرين من أعمال .. وكل تشكيل منهم يستوعب في جهده من تشاكل معه فتستوعب كل الطاقات والميول والاجتهادات في هذه التشكيلات عملا للدين .
اذن من أين يأتي الخلل ؟
1-الهدف لدي البعض – اقامة الدين - ليس واضحا بصورة كافية فنراه ينشغل باهداف جزئية او بالوسائل الموصلة للهدف عن الهدف الاساسي وقد يضحي في سبيل التمسك بمسميات او شعارات من اختراعه لم نؤمر بها ولم ننه عن تركها بامور من صميم الدين لم يجز الشارع التخلي عنها وقد يتمسك البعض بالوسائل ويبالغ في ذلك حتي يضيع الهدف
2-من اخطر مظاهر الخلل هو تقديس الموروثات من اشخاص او افكار او اعمال القادة ممن سلف ورفع تلك الموروثات الي مرتبة فوق النقد ونتجاهل انها موروثات بشر خطاء لها ظروفها المرتبطة بواقع واحوال متغيرة تحتاج لنظر جديد يناسب جديد الواقع والظروف والاشخاص
والمشكلة ان التمسك بهذه الموروثات يسمونها الثبات علي الحق والصحيح ان الحق هو الكتاب والسنة وماعدا ذلك من اجتهادات الاشخاص ومواقفهم لايتحدث عن الثبات عليها الا أن توافقهما .وفارق كبير بين الثبات علي الحق والدوران معه حيث دار وبين الثبات علي الرأي
3- من اكبر الخلل الا يدرك الافراد أن الانتماء للجماعة وفكرها هو بعض من الانتماء للاسلام وأن الانتماء لافرادها هو بعض من الانتماء العام للمسلمين ولذلك فمن الخطأ أن يطغي الانتماء الجزئي علي الكلي فنقدم الانتماء لافراد الجماعة علي الانتماء لعموم المسلمين فيكون تحابنا في الجماعة لا في الله وتتحول الجماعة من وسيلة لاقامة الدين الي هدف كثيرا ما يطغي علي الهدف الاصلي
4- اعتقاد البعض أنهم جماعة المسلمين التي امرنا بلزومها والتي وصم مفارقها بالضلال ووجب قتله حفاظا علي وحدة الجماعة .. بل قد يصل الامر بالبعض لتكفيرمن خالفهم وقد لايجرؤ البعض علي قول ذلك صراحة ولكن تصرفاته تحمل هذا المعني فيصف جماعته أنها الجماعة الوحيدة التي تحمل منهج الحق أو أنها الوحيدة التي فيها صفات جماعة المسلمين أو أكثرها وينعكس ذلك علي تصرفاته فيحتقر الآخرين ويجتنب التعاون معهم ومشاركتهم اعمالهم واشراكهم في اعماله ويستنكر علي افراده مصاحبتهم ويوهن محبتهم في القلوب بكثرة ذمهم ويجتنب الصلاة في مساجدهم والذهاب الي مجامعهم ومنشأ كل هذه الأشياء هو الإحساس بأنه المتفرد بالانتماء للحق وما عداه ليس كذلك .
والحقيقة أن الجماعات والمسميات والشعارات ماهي الا إطار لتنظيم العمل ولاتحمل اي دلالة علي صواب الاعمال أو خطئها وانما ما وافق السنة من اعمال فهو الصواب مناط الثواب بغض النظر عمن جاءت منه او ما ينتمي اليه .وليس لهذا الانتماء أي اثر في قبول العمل أو رده أو في صحة العمل أو خطئه
الخلاصة أن أول خطوات العلاج هو السعي لجذب الجميع للعودة للانتماء العام للاسلام والمسلمين وتنمية مشاعر الحب في الله لكل المسلمين والسعي لايجاد صيغ لتنمية هذا التقارب وتلك الروح هذه هي البداية الحقيقية لاتفاق الكلمة وتوحيد الصفوف ودعك من التنظيرات والتقعيدات والضوابط واللوائح فإن القلوب لاتجمعها اللوائح .
بداية وقبل الدخول في الموضوع لابد من مقدمتين امهد بهما للموضوع
الأولي : أن كل الجماعات والجمعيات العاملة في الحقل الاسلامي – باستثناء جماعات التكفير واصحاب الشذوذ العقائدي – يحملون ويدعون الي عقيدة أهل السنة والجماعة .. فجماعات الاخوان والسلفيين والتبليغ والجماعة الاسلامية وجمعيات مثل أنصار السنة والجمعية الشرعية وغيرهم يتبنون عقيدة أهل السنة والجماعة وإن دخل فيهم أفراد علي غير ذلك فانه عندهم ليس نهجا ولا دعوة .. وكذا فإن مناهجهم في تلقي فروع الفقه والعمل بها هو منهج أئمة أهل السنة والجماعة بمذاهبهم الاربعة ومنهج أهل الحديث وغيرهم ولا تجد فيهم من يتبني في فروع الفقه من غيرهم من المذاهب كالشيعة أو الخوارج أو غيرهم .. وعليه فهم جميعا متفقون علي ثوابت العقيدة والفقه مما يجعلهم من الناحية العلمية من الفرقة الناجية ولاينطبق عليهم حديث الفرق – إن صح – ولايعد تنوعهم واختلافهم داخلا في ذلك التنوع المذموم .
الثاني : أن هذه الجماعات والجمعيات تتفق في هدفها الاساسي وهو السعي لاقامة الدين في الفرد وفي الأسرة وفي المجتمع بل وفي العالم وأنهم لايختلفون علي هذا الهدف الأساسي وأن أهدافهم الثانوية إنما هي سبيل لتحقيق هذا الهدف الأساسي وبالتالي فإنهم يجتمعون علي وحدة الهدف وهو اقامة الدين سعيا لارضاء الله عز وجل .
وتستطيع من هذه المقدمة أن تدرك أن هذه التجمعات والمسميات ما هي الا أطر تنظيمية لمجموعة من الأفراد تجمعهم لائحة مكتوبة أو عرفية ليسعوا سويا بالعمل للدين لتحقيق الهدف سالف الذكر من خلال نهج اتفقوا عليه اجتهادا من الكتاب والسنة .. والمقصود من ذلك أن التنوع هنا ليس تنوعا في أصول العقيدة والفقه وانما هو تنوع في اجتهادات هذه الجماعات في الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف ..الكل لايختلف علي شمولية الاسلام لكل مناحي الحياة ولكن الخلاف حول العمل وترتيب اولوياته حسب المتغيرات المختلفة المؤثرة في هذا الترتيب .
الاختلاف هنا بصفة عامة ليس ظاهرة سلبية إذ أن كل تجمع يقف علي ثغر من ثغور الدين يعمل فيه بجهده مكملا ما عند الآخرين من أعمال .. وكل تشكيل منهم يستوعب في جهده من تشاكل معه فتستوعب كل الطاقات والميول والاجتهادات في هذه التشكيلات عملا للدين .
اذن من أين يأتي الخلل ؟
1-الهدف لدي البعض – اقامة الدين - ليس واضحا بصورة كافية فنراه ينشغل باهداف جزئية او بالوسائل الموصلة للهدف عن الهدف الاساسي وقد يضحي في سبيل التمسك بمسميات او شعارات من اختراعه لم نؤمر بها ولم ننه عن تركها بامور من صميم الدين لم يجز الشارع التخلي عنها وقد يتمسك البعض بالوسائل ويبالغ في ذلك حتي يضيع الهدف
2-من اخطر مظاهر الخلل هو تقديس الموروثات من اشخاص او افكار او اعمال القادة ممن سلف ورفع تلك الموروثات الي مرتبة فوق النقد ونتجاهل انها موروثات بشر خطاء لها ظروفها المرتبطة بواقع واحوال متغيرة تحتاج لنظر جديد يناسب جديد الواقع والظروف والاشخاص
والمشكلة ان التمسك بهذه الموروثات يسمونها الثبات علي الحق والصحيح ان الحق هو الكتاب والسنة وماعدا ذلك من اجتهادات الاشخاص ومواقفهم لايتحدث عن الثبات عليها الا أن توافقهما .وفارق كبير بين الثبات علي الحق والدوران معه حيث دار وبين الثبات علي الرأي
3- من اكبر الخلل الا يدرك الافراد أن الانتماء للجماعة وفكرها هو بعض من الانتماء للاسلام وأن الانتماء لافرادها هو بعض من الانتماء العام للمسلمين ولذلك فمن الخطأ أن يطغي الانتماء الجزئي علي الكلي فنقدم الانتماء لافراد الجماعة علي الانتماء لعموم المسلمين فيكون تحابنا في الجماعة لا في الله وتتحول الجماعة من وسيلة لاقامة الدين الي هدف كثيرا ما يطغي علي الهدف الاصلي
4- اعتقاد البعض أنهم جماعة المسلمين التي امرنا بلزومها والتي وصم مفارقها بالضلال ووجب قتله حفاظا علي وحدة الجماعة .. بل قد يصل الامر بالبعض لتكفيرمن خالفهم وقد لايجرؤ البعض علي قول ذلك صراحة ولكن تصرفاته تحمل هذا المعني فيصف جماعته أنها الجماعة الوحيدة التي تحمل منهج الحق أو أنها الوحيدة التي فيها صفات جماعة المسلمين أو أكثرها وينعكس ذلك علي تصرفاته فيحتقر الآخرين ويجتنب التعاون معهم ومشاركتهم اعمالهم واشراكهم في اعماله ويستنكر علي افراده مصاحبتهم ويوهن محبتهم في القلوب بكثرة ذمهم ويجتنب الصلاة في مساجدهم والذهاب الي مجامعهم ومنشأ كل هذه الأشياء هو الإحساس بأنه المتفرد بالانتماء للحق وما عداه ليس كذلك .
والحقيقة أن الجماعات والمسميات والشعارات ماهي الا إطار لتنظيم العمل ولاتحمل اي دلالة علي صواب الاعمال أو خطئها وانما ما وافق السنة من اعمال فهو الصواب مناط الثواب بغض النظر عمن جاءت منه او ما ينتمي اليه .وليس لهذا الانتماء أي اثر في قبول العمل أو رده أو في صحة العمل أو خطئه
الخلاصة أن أول خطوات العلاج هو السعي لجذب الجميع للعودة للانتماء العام للاسلام والمسلمين وتنمية مشاعر الحب في الله لكل المسلمين والسعي لايجاد صيغ لتنمية هذا التقارب وتلك الروح هذه هي البداية الحقيقية لاتفاق الكلمة وتوحيد الصفوف ودعك من التنظيرات والتقعيدات والضوابط واللوائح فإن القلوب لاتجمعها اللوائح .