ربما تكون تلك المفردة من أكثر المفردات تداولا مؤخرا في صحفنا هي وأختها الصغرى الإصلاح ورغم ذلك فغالبا ما تأتي في كل الكتابات التي تناولتها كلوغاريتم غامض مبهم يصعب وضع تصور للحل المناسب له ،وإذا ما قمنا بمحاولة لفك طلاسم ذلك اللوغاريتم سيتضح لنا أن أهم طرف في المعادلة التي قد تصل بنا الي نتيجة مقبولة هو المعارضة غير أن هذا التصور قد لا يذهب بنا بعيدا فعند تطلعنا إلي القوي والأحزاب التي تتكون منها المعارضة لوجدنا انه علاوة علي ضعفها وترهلها وإتقانها لسنوات طوال دور الطرف المغلوب علي أمره ليس لديها بين قياداتها الحالية من يمكن أن ينتشلها من وضعها الراهن فهذه القيادات هي نقسها التي ساهمت بشكل كبير فيما أصاب أحزابها من ضعف وترهل وتكيفت مع كونها الطرف الأضعف وأصبح إتقانها لهذا الدور سنوات طويلة عائقا كبيرا أمامها لممارسة أية ادوار أخري ،وقد تجسد هذا جليا في فترة الحراك الأخيرة مرورا بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية"المرحلة الأولي" حيث ظهر واضحا للعيان عجز تلك القيادات عن التعاطي والأوضاع الجديدة وادي ذلك إلي وجود نوع من الفراغ في الساحة السياسية والذي أدي بدوره إلي بروز العديد من الحركات الشابة التي تكونت مؤخرا وحاولت بما يتناسب مع حجمها وقصر مدة تكوينها مليء هذا الفراغ ،إن ما أريد قوله هو أن شيفرة التغيير إنما تكمن في المعارضة لذا فلابد أولا من معالجة أوجه القصور ورأب أسباب الصدع فيها ولعل أبرزها تلك القيادات التي ارتضت لأحزابها أن تكون مجرد ديكورات تجمل وجه النظام القبيح طوال مدة حكمه وارتكنت في تبرير ضعفها إلي ممارسات النظام القمعية دون أن تبدي يوما أي لمحة مقاومة لهذا الوضع وكأنها قد ارتضته لنفسها:إن المرحلة القادمة هي مرحلة دقيقة لذا ينبغي علي قوي المعارضة أن تعيد ترتيب حساباتها ونخرج من حالة الارتباك والتخبط الراهنة وحتما سيعود هذا بالتبعية علي الصالح الوطني ذلك إذا ما كانت هناك رغبة قوية في التغيير وفي التخلص من ذلك النظام العقيم الذي ما يزال يحكم منذ ما يقرب من ربع قرن تفوق في حجمها جميع المطامع والمصالح الشخصية، حينها ربما سوف يتغير الكثير في المشهد الحالي


[email protected]

  • Currently 66/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 354 مشاهدة

ساحة النقاش

tulipe

tulipe
IDB »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

292,598