د. سامى الطوخى - استشارى التدريب فى العلوم الادارية والقانونية والقضائية

نحو "  طرق أمنة ومجتمع مثالي  -  نقاط بيضاء مقابل نقاط سوداء "

النقاط البيضاء والنقاط السوداء في قانون المرور

أعداد : د. سامى الطوخى

جامعة زايد – أكاديمية الدراسات القضائية والتدريب المتخصص

وكيل مركز الاستشارات والبحوث والتطوير – أكاديمية السادات للعلوم الإدارية

المحتويات

أولا : أهمية وخطورة إعادة تنظيم قطاعات النقل .

ثانيا : السياسات المقترحة لطرق أمنة والحد من حوادث والطرق .

ثالثا : نقاط بيضاء مقابل نقاط سوداء .

رابعا : مقترحات تطوير قانون السير والمرور بإدخال والتوسع فى نظام النقاط البيضاء مقابل السوداء .

خامسا : التوصيات .

أولا : أهمية وخطورة إعادة تنظيم قطاعات النقل :

أن السلامة على الطرق لا يجوز أن تترك للمصادفة [1]، لأنها أمر يتعلق بصحة وبقاء الإنسان محور وأساس التنمية . فحوادث الطرق وما يترتب عليها من مأساة إنسانية تشكل عبئا نفسيا على المواطن ، فضلا عن التكلفة الباهظة التى يتحملها المصابين وذويهم من ناحية ، والمجتمع وما يتكبده من خسارة في رأس المال البشرى وخسارة مادية مباشرة وغير مباشرة جراء تكاليف العلاج الطبي والتأهيل وخسارة الأصول المادية من ناحية ثانية ، فضلا عن ضياع فرص إنتاجية الأشخاص المصابين والمتوفين نتيجة تلك الحوادث .

ولخطورة حوادث الطرق فقد سعت بعض المنظمات الدولية لزيادة الوعي بخطورة تلك المشكلة ، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية – لأول مرة – أن " أمان الطرق " هو موضوع الصحة العالمي فى ( 7 أبريل 2004 ) كما نظمت الأمم المتحدة أسبوع لامان الطرق تحت شعار " أمان الطرق لا يؤتى مصادفة "[2]

 

 الثابت من خلال التقارير الدولية أن :

-       إن إصابات المرور على الطرق مشكلة عالمية كبرى بالنسبة للصحة العامة والتنمية، ويتوقع أن يتزايد حجمها كثيراً في السنوات القادمة.

-       تؤثر إصابات المرور على الطرق تأثيراً كبيراً على حياة الشباب

-       من الممكن تجنب حوادث المرور على الطرق

-       السلامة على الطرق لا تتحقق عن طريق المصادفة

-       التعاون العالمي ضرورة حتمية من أجل تعزيز الجهود الوطنية لتحقيق السلامة على الطرق

عشر حقائق بشأن خطورة  السلامة على الطرق :[3]

1.  يقضي أكثر من 1000 طفل وشاب دون سن 25 عاماً نحبهم يومياً جرّاء حوادث المرور.  وتُعد الإصابات الناجمة عن حوادث المرور أهمّ أسباب الوفاة بالنسبة للأشخاص الذين تترواح أعمارهم بين 10 سنوات و24 سنة.

2.  إنّ معظم الشباب الذين يتوفون أو يتعرّضون للإصابات في حوادث المرور التي تقع في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل هم من من الراجلين أو راكبي الدراجات أو الدراجات النارية أو مستخدمي وسائل النقل العمومي. أمّا في البلدان المرتفعة الدخل فإنّ معظم الشباب الضحايا هم من السائقين غير المتمرّسين.

3.  لا بد لراسمي السياسات من مراعاة مواطن الضعف التي يتسم بها الأطفال لدى شقّ الطرق وتخطيط المبادرات الخاصة بالسلامة على الطرق، فضلاً عن مراعاة سماتهم الخاصة، مثل نقص التجربة واختلافات مراحل نموهم والحاجة إلى اللهو والتنقّل بسلامة.

4.  تُعد السرعة أشيع انتهاكات قوانين المرور التي يقترفها السائقون من الشباب والذكور وهي تسهم في وقوع نحو ثلث مجموع حوادث المرور. تحول نُظم الحصول على رخصة القيادة بالتدرج دون نزوع السائقين إلى بلوغ حدود السرعة على الطرق أو تجاوزها.

5.  يواجه الشباب العديمو التجربة الذين يقودون سيارات بمستويات كحول في الدم تتجاوز 05ر0 غرامات/ديسيلتر مخاطر التعرّض لحادث مرور بنسبة تفوق ما يواجهه السائقون المتمرّسون الأكبر سناً بنحو 5ر2 أضعاف.  وينبغي تحديد مستويات الكحول المناسبة للسائقين المبتدئين وإنفاذها.

6.  إنّ ارتداء الخوذة الواقية هو السبيل الفعال الوحيد للحد من إصابات الرأس وحالات الوفاة الناجمة عن حوادث الدراجات النارية. كما ينبغي تشجيع الأطفال الذين يركبون الدراجات على ارتداء الخوذات الواقية.

7.  يسهم استخدام أحزمة المقاعد بطريقة سليمة في الحد من مخاطر الوفاة أثناء وقوع حادث مرور ما بنسبة تصل إلى 61%.  ينبغي أن تركّز قوانين أحزمة المقاعد والحملات التي تروّج لاستخدامها على السائقين الشباب ومرافقيهم الذين كثيراً ما ينزعون إلى التغاضي عن استعمالها.

8.  يمكن أن يسهم فرض استخدام الكراسي الخاصة بالأطفال في الحد من وفيات الأطفال بنسبة تصل إلى 35%.  وينبغي وضع الأطفال في كراس تناسب عمرهم ووزنهم.

9.  يمكن أن تصعب رؤية الراجلين وراكبي الدراجات على الطريق، وبخاصة أثناء الليل.  ويمكّن ارتداء الملابس ذات الألوان الساطعة أو العاكسة من تحسين رؤية أولئك الأشخاص والمساعدة على تجنّب الاصطدام بهم.

10.        إنّ الأطفال يختلفون عن البالغين من الناحية الجسدية والنفسية والفيزيولوجية. وسيكون لنوعية وشكل الرعاية التي يتلقونها أثر في شفائهم التام من حادث قد يتعرّضون له وفي قدرتهم على العيش وتأدية وظائفهم بشكل كامل في المجتمع.

ثانيا : السياسات المقترحة لطرق أمنة والحد من حوادث والطرق :

للحد من حوادث الطرق وتحقيق السلامة المرورية على طرق أمنة لابد من اتخاذ حزمة من السياسات التى تستهدف تحقيق التنمية المرورية والسلامة المستدامة ، فى الجوانب التالية :

1-  إطار التخطيط  الاستراتيجي  والمسئولية السياسية في قطاع النقل والسلامة المرورية:

-   وجوب أن تعمل وزارة النقل والجهات التابعة وذات الصلة في إطار خطة إستراتيجية خمسيه على الأقل وان يكون بقاء وتجديد تعيين القيادات داخل قطاع النقل مرهونا بمدى تحقيق الأهداف الإستراتيجية والتكتيكية والتشغيلية المعتمدة لقطاع النقل .

-   يجب إصدار تشريع يوضح اشتراطات شغل الوظائف القيادية في قطاع النقل وان يشترط التأهيل المهني المسبق من مدرسة عليا متخصصة في إدارة منظومة النقل وان يكون هناك أيضا تأهيل مسبق للوظائف السياسية لقطاع النقل .

-   أن يتم مساءلة القيادات السياسية والإدارية في قطاع النقل عن نتائج الأداء وتحقيق الأهداف والخطط الإستراتيجية وفقا لقانون منظم للتخطيط الاستراتيجي على غرار ما هو متبع بالولايات المتحدة الأمريكية في قانون نتائج الأداء الحكومي لعام 1993  Government Performance Results Act of 1993 [4]

2- الإطار التنظيمي والسياسي :

-   تنظيم وإدارة قطاع النقل من خلال كيانات مؤسسية  تضم كافة الإطراف المعنية ذات الصلة وتخضع لمبادئ الحوكمة .

-   إنشاء مجلس مستقل للتحقيق في حوادث الطرق وقطاع النقل يتبع السلطة التشريعية تنظيميا ويرفع تقاريره الى البرلمان لتحقيق المساءلة السياسية والى وزارة النقل لإجراء التصحيحات وينشر في ذات الوقت تقاريره على موقعه الالكتروني تحقيقا للشفافية والحوكمة  فى  ضؤ معايير السلامة والأمان العالمية  .

-   إنشاء أمبودسمان  للنقل والسلامة والأمان على المستوى المركزي للدولة ( مفوض برلماني للنقل ) ومفوض شعبي " امبودسمان " على المستوى المحلى .

3-  الإطار التمويلي لطرق أمنة :

تبنى حزمة من أساليب التمويل غير التقليدية لتمويل البنية التحتية لقطاع النقل الأمن والسلامة المرورية على أن يتم تنظيم ذلك من خلال قانون منظم لعمليات التمويل ومشاركة القطاع الخاص .

4- الإطار الإداري للكيانات المنظمة لقطاع النقل :

إعادة هيكلة وتطوير الكيانات المنظمة لقطاع النقل ، من خلال تحديث كافة القواعد والنظم الحاكمة لعمليات التخطيط والتنظيم والقيادة والتدريب والتحفيز والتقويم والمتابعة والرقابة والمساءلة عن الأداء .

5- الإطار الاعلامى  والتعليمي التربوي :

-       إدماج ثقافة النقل الأمن والسلامة المرورية ضمن مناهج التعليم بمراحله المختلفة .

-       اعتماد خطة إعلامية لطرق أمنة ومجتمع مثالي مشارك فى تحقيق التنمية المستدامة لطرق أمنة .

6- الإطار الفني لمعايير ومواصفات أمان الطرق والسلامة المرورية :

وجوب تقنين معايير ومواصفات عالمية لامان الطرق والسلامة المرورية ووضع الخطط والبرامج التى تكفل تحقيق الحد الأدنى من المواصفات وخطط التدرج للمواصفات العالمية باستخدام طرق التمويل غير التقليدية .


7-   الإطار التشريعي لقطاع النقل الأمن والسلامة المرورية :

" وجوب اقتران القواعد القانونية الجزائية بقواعد قانونية تنموية "

وتوضيح ذلك يتمثل فى وجوب إعادة النظر فى المنظومة القانونية الحالية الحاكمة لقطاعات النقل المختلفة والتي تتبنى فى كثير من الأحيان المفهوم التقليدي للقواعد القانونية باعتبارها مجموعة القواعد التي تنظم سلوك الأفراد الخارجي في المجتمع بصورة ٍ عامة ٍ و مجردة ٍ، و توقع الدولة جزاء على من يخالفها.

والتحول بدلا عن ذلك الى الاتجاهات الحديثة المتمثلة فى  القواعد القانونية التنموية والتى يمكننا تعريفها فى مجال قطاع النقل بانها مجموعة القواعد -  الهادفة لتحقيق العدالة والبناء والتنمية المستدامة لنقل امن وسلامة مرورية  - من خلال تنظيم سلوك الأفراد الخارجي في المجتمع بصورة ٍ عامة ٍ و مجردة ٍ، و توقع الدولة جزاءا تقويميا على من يخالفها.

ومن الاتجاهات الحديثة فى هذا الشأن ما قرره المشرع الاماراتى  على سبيل المثال فى بعض نصوص  قانون السير والمرور  حيث تم استحداث ما يسمى بقانون النقاط السوداء[5] ، والتي تعرف بأنها " عدد من النقاط يتم تحديدها ويحملها السائق المركبة المخالف مقابل بعض المخالفات المرورية التي يرتكبها السائق والمحددة بالجدول المرفق ، ويتناسب عدد النقاط مع جسامة المخالفة وتحتسب من تاريخ ارتكاب المخالفة. " وبحيث يكون  الحد التراكمي : لهذه النقاط هو بلوغ عدد النقاط المرورية (24) نقطة خلال فترة زمنية لا تتجاوز سنة.

ولتنفيذ ذلك استحدث المشرع آلية لرصد تلك النقاط تسمى " سجل المخالفات المرورية " وهو عبارة عن سجل تدون فيه المخالفات المرورية للسائق وتاريخ ارتكابها وعدد النقاط المرورية التي يتم تحميلها عليه مقابل كل مخالفة. وقد نصت المادة الثانية على أن : يُـنشأ لدى إدارة المرور سجل للمخالفات المرورية التي يرتكبها السائق وتصنف فيه هذه المخالفات في مجموعات متجانسة من حيث خطورتها.

ويتمثل التوجه الحديث لدى المشرع الاماراتى فى هذا القانون فى انه لم يكتفي بالمظهر السلبي لعقوبة المخالف"العقوبة السلبية التقليدية " المتمثلة فيما اسماه بالنقاط السوداء  بل تضمن فى بعض الأحيان عقوبة تقويمية تنموية وهو ما نقترح تسميته بالنقاط البيضاء وفيما يلى مظاهر النقاط السوداء والبيضاء فى قانون السير والمرور الاماراتى :

ثالثا : نقاط بيضاء مقابل نقاط سوداء :

مظاهر النقاط السوداء :

1.  قاعدة تحديد المخالفات المرورية على سبيل الحصر : حيث نص المشرع على أن يحدد لكل مخالفة عدد معين من النقاط المرورية ، وذلك وفق الجدول المرفق بهذا القرار.( المادة الثانية ).

2.  قاعدة تدرج العقوبة : ما تنص عليه المادة الثالثة من انه مع عدم الإخلال بالعقوبات الواردة في جدول المخالفات المرفق يعتبر قائد المركبة مرتكباً سابقة مرورية إذا بلغت مخالفاته الحد التراكمي، وتتخذ ضده الإجراءات الآتية :

-         حجز رخصة القيادة ووقف العمل بها لمدة ثلاثة أشهر في السابقة المرورية الأولى .

-         حجز رخصة القيادة ووقف العمل بها لمدة ستة أشهر في السابقة المرورية الثانية .

-         إذا تكرر بلوغ السائق الحد التراكمي خلال فترة التجربة، تلغى رخصة القيادة ولا يجوز له التقدم للفحص إلا بعد مرور سنة من تاريخ إلغاء الرخصة.

مظاهر النقاط البيضاء

1.    قاعدة المحو : حيث قرر المشرع أن " يتم محو النقاط المرورية التي مضى عليها سنة ولم تصل إلى الحد التراكمي للنقاط ( م 2 ) ."وهى قاعدة تستهدف تذكير قائدي السيارات بمخالفاتهم السابقة للعمل على تجنب ذات الأخطاء مستقبلا تجنبا للعقوبات الأشد .

2.  قاعدة استهداف بناء التنمية المستدامة لقيادة أمنة على الطريق : حيث نص المشرع على انه " إذا اجتاز السائق دورة تدريبية في معاهد السياقة التي تعتمدها إدارة المرور قبل بلوغه الحد التراكمي يتم محو ثمانية نقاط من مجموع نقاطه . ولا يستفيد السائق من هذه الميزة سوى مرة واحدة في السنة (م2) " .

3.  حجز رخصة القيادة لمدة سنة ولا تعاد إلى صاحبها إلا بعد اجتيازه دورة تدريبية في أحد معاهد السياقة التي تعتمدها السلطة المختصة في السابقة المرورية الثالثة (م3 ) .

4. وبالنسبة لحاملي رخصة القيادة المؤقتة (تحت التجربة)، يطبق الأتي:

-                     إذا بلغ السائق الحد التراكمي، تحجز رخصة القيادة ويوقف العمل بها لمدة ستة أشهر ولا تعاد له إلا بعد اجتيازه دورة في إعادة تأهيل السائقين في أحد معاهد تعليم قيادة المركبات التي تعتمدها إدارة المرور

5.  إذا تسبب سائق المركبة الثقيلة في أي حادث ينجم عنه تدهور المركبة التي يقودها أو أية مركبة أخرى ، أو تجاوز الإشارة الضوئية الحمراء ، أو تجاوز في مكان يمنع فيه التجاوز تحجز المركبة لمدة شهر وتحجز رخصة القيادة لمدة سنة ولا تعاد إليه إلا بعد اجتيازه لدورة تدريبية في أحد معاهد السياقة التي تعتمدها إدارة المرور، وتفرض عليه غرامة قدرها ثلاثة آلاف درهم بالإضافة إلى أية عقوبة أخرى منصوص عليها في أي تشريع أخر(المادة السابعة).

 ولا شك أن الفلسفة العقابية التقويمية التى تضمنها قانون النقاط السوداء تحقق جزئيا مفهوم عدالة العقوبة الذى ينبغي أن  ينطوي على ثلاث حقوق هى :

-       حق المتهم في تعلم ما يجنبه العودة للجريمة دون أزلال ( قاعدة التدرج – قاعدة وجوب التعلم ).

-       حق المجتمع في تعلم المتهم بما يضمن عدم عودة المتهم الى ارتكاب جرائم أخرى ضد المجتمع ( قاعدة وجوب التعلم لاستخدام الحق فى القيادة ).

-       حق توجيه إيرادات العقوبة لتحقيق التنمية المستدامة فى ذات مجال الجرائم والمخالفات محل العقاب ( اعتبار العقوبات مدخلات أساسية لطرق أمنة من خلال اعتبار الغرامات العقابية عن المخالفات إيرادات لتمويل غير تقليدي لطرق أمنة مطابقة للمواصفات ولتحقيق السلامة المرورية .

ويلاحظ ان جدول النقاط السوداء[6] قد حدد 147 مخالفة تشكل نقاطا سوداء وقرر العقوبات المقررة لكل مخالفة من حيث عدد نقاطها السوداء وغراماتها ومدة حجز المركبة ومقدرا ذلك من حيث جسامة خطورتها .

رابعا : مقترحات تطوير قانون السير والمرور بإدخال والتوسع فى نظام النقاط البيضاء مقابل السوداء :

لتحقيق مزيدا من التنمية المستدامة نحو طرق أمنة ومجتمع مثالي ينبغي أن يسلك المشرع طريقا مقتضاه التوسع فى نظام النقاط البيضاء مقابل النقاط السوداء ، وعلى سبيل المثال يقترح استحداث النقاط البيضاء التالية.

1.  تدرج سعر التأمين الإجباري والشامل بتدرج النقاط السوداء والبيضاء ، فلا شك ان عدالة القاعدة القانونية المقررة لوجوب التامين الاجبارى على السيارات تقضى التفرقة من حيث تكلفة ما يتكبده سائقو السيارات الملتزمين بقواعد الأمان والسلامة المرورية عن غيرهم ممن يرتكبون الكثير من المخالفات المرورية التى تهدد حياة وممتلكات الغير وبالتالي فان ذلك يستدعى ربط قواعد بيانات سجل  المخالفات المرورية لدى إدارة المرور بقواعد بيانات الحوادث والتحقيق فيها وإحكامها النهائية بقواعد بيانات شركات التأمين لإمكانية تحديد سعر التأمين على أساس المخاطر التى تقاس بدرجة خطورة المؤمن من حيث ارتكابه نقاط سوداء او إنقاص سعر التأمين من خلال زيادة عدد النقاط البيضاء.

2.  تقرير نقاط بيضاء فى حالة استخدام مواد صديقة للبيئة فى محركات السيارات مثل الغاز الطبيعي او الطاقة الشمسية او غيرها من بدائل الطاقة الصديقة للبيئة .

3.  تقرير نقاط بيضاء فى حالة استخدام سيارة صديقة للبيئة يقل معدل الانبعاثات الضارة بالبيئة بها عن الحد المسموح به قانونا .

4.    تقرير نقاط بيضاء فى حالة المساعدة وتقديم العون فى حالات الحوادث ، وعلى سبيل المثال :

-         الإبلاغ عن الحادث

-         مساعدة المصابين فى مكان الحادث

-         نقل المصابين الى المستشفى

5.  تقرير نقاط بيضاء فى حالة حضور واجتياز دورة فى الإسعافات الأولية ضد حوادث الطرق  فى الأماكن المعتمدة من قبل وزارة الصحة ووحدة المرور المختصة .

6. تقرير نقاط بيضاء فى حالة التطوع لتقديم برنامج تعليمي للإسعافات الأولية  معتمد وتحت إشراف وزارة الصحة والمرور

7. تقرير نقاط بيضاء فى حالة تركيب الجهاز الملاحي بالسيارة.

8. تقرير نقاط بيضاء فى حالة السلوك الايجابي بالتطوع  بشهادة الحق فيما يتعلق بحوادث السيارات ومخالفات المرور والطرق .

9.  تقرير نقاط بيضاء فى حالة الإبلاغ عن مخالفات مرورية او بيئية موثقة بدليل فوتوغرافي أو فيديو .

10. تقرير نقاط بيضاء فى حالة المشاركة فى حملة توعية مجتمعية رسمية معتمدة من السلطة المختصة بمحاضرة عن التوعية المرورية  فى النظم المقارنة .

11.تقرير نقاط بيضاء فى حالة الاشتراك فى حملة رسمية معتمدة تحت إشراف السلطات المختصة لتشجير وتجميل وتنظيف الطرق و الشوارع .

12. تقرير نقاط بيضاء فى حالة السلوك الايجابي لتقديم مقترحات لتطوير المرور أو لعلاج المشكلات المتعلقة  به .

13. تقرير نقاط بيضاء فى حالة التبرع بأموال تخصص لإنشاء وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية لعبور امن ومريح على شبكة الطرق ( عدد نقط تصاعدية )

14.استحداث ضريبة رفاهية لمالك سيارتين للاستخدام الشخصى وتتضاعف بزيادة السيارات المملوكة لذات الشخص .

15. اعتبار زيادة عدد النقاط السوداء فى مناطق مرور معينة مؤشرا على وجود خلل مؤسسي ويجب لذلك :

-         استحداث طرق تمويل غير تقليدية لهدف طرق أمنة بتخصيص مبالغ المخالفات لعلاج البناء التحتي للبنية الأساسية أو التكنولوجية أو غيرها المتسببة فى كثرة المخالفات فى أماكن وقوعها

-         اذا زاد عدد المخالفات عن حد معين مقاسا الى عدد المركبات المارة فى طريق أو إشارة  أو دوران  فيجب على الجهات المعنية التدخل بتطوير بنية تحتية أو تكنولوجية او تنظيمه أو غيرها لان ذلك مؤشر على خلل مؤسسي وليس خلل بشرى ( مثال إذا كان عدد المخالفات لإشارة ضوئية معينة كبيرا فيمكن النظر فى حتمية إنشاء نفق أو كوبري لتجنيب المركبات المخالفات التي قد تكون إجبارية لسؤ تنظيم مرفق الطرق فى هذه النقطة  ).

16.   استحداث قاعدة مقتضاها النقطة البيضاء تمحو نقطة سوداء ، وبمعنى أن السلوك الايجابي يجب أن يكون سببا فى محو ذاكرة السلوك السلبي أو أن الحسنات تمحو السيئات .

17. يكون لكل سلوك ايجابي نقطة بيضاء أو أكثر مقاسا بمدى أهمية هذا السلوك الايجابي فى تقليل المخاطر وتحقيق الأمن والسلامة المرورية .

18.  استحداث جائزة التميز في الأداء القيادي للسلامة المرورية فى حالة الحصول صفر نقاط سوداء ولأعلى صاحب نقاط بيضاء .

19. استحداث نظام تسجيل ارقام السيارات خاصة (النقل) فى نقطة بداية السير ونقطة نهاية السير ( الوصول) على الطرق السريعة وتقرير نقاط سوداء وبيضاء ترتبط بمتوسط زمن اجتياز الطرق كمعدل لحساب سرعة السيارة وبالتالى تجنب السلوكيات السلبية من بعض السائقين الذين لديهم معرفة باماكن وضع اجهزة الردارات على الطرق ويقومون بالالتزام بالسرعة المقررة عند اقترابهم من نقاط الرقابة بالردار ويتجاوزن السرعات المقررة بعد ذلك مما يؤدى الى زيادة معدلات الحوادث المرورية فى الواقع العملى ، ولا شك ان امكانية تطبيق ذلك باستخدام كاميرات موصلة باجهزة كمبيوتر توضع خاصة عند اماكن عبور وتحصيل الرسوم فى الطرق المعمول بها هذا النظام ، امرا اصبح ميسورا .

خامسا : التوصيات :

1- على المستوى العربي الدعوة لمؤتمر عربي لدراسة مشكلات السلامة المرورية فى البيئة العربية وصياغة مشروع قانون نموذجي عربي  يكون بمثابة النواة الأساسية للقانون نموذجي دولي ويقدم من خلال لجنة الاونستيرال التابعة للأمم المتحدة

2- على المستوى الدولي الدعوة لمؤتمر دولي من خلال لجنة الأمم المتحدة ( الاونستيرال ) لاقتراح وصياغة مشروع قانون نموذجي استرشادي بعنوان " قانون التنمية المرورية لطرق أمنة في مجتمع مثالي " ، على ان يحتوى القانون على محاور تفصيلية تتضمن على سبيل المثال :

-       قواعد الحوكمة  وأسس ومبادئ تنظيم عمل الكيانات المنظمة لقطاع النقل والطرق.

-   المعايير والمواصفات العالمية للسلامة المرورية وأمن الطرق ، وأساليب وضع تلك المعايير ومنهجية تطويرها واستحداثها .

-       طرق التمويل التقليدية وغير التقليدية لنقل أمن وسلامة مرورية .

 

 

 

 

  • Currently 209/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
63 تصويتات / 3663 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2009 بواسطة toukhy

ساحة النقاش

د.سامى الطوخى

toukhy
هاتف متحرك 00971501095679 البريد الالكترونى [email protected] دكتوراه في العلوم الإدارية والقانونية - بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى ، كلية الحقـوق جامــعة القاهرة . - حوالي 20 عاما من الخبرة العلمية والعملية في مجال التدريس والتدريب المتعلق بمجالات عديدة فى التنمية الإدارية والقانونية والقضائية فضلا »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

260,879