السراج المنير في الطب العربي والإسلامى

قد يسأل سائل وما علاقة الطب بالشيطان ؟ وما هذه الخزعبلات؟! أبعد العلم والتنوير  ....  الجهل والتغرير؟!

 

والإجابة على ذلك سهلة ويسيرة ... فالذين يؤمنون بالغيب لن يصعب عليهم فهم هذا الأمر الذي علَّمنا إياه  ...  الله ... ربنا ... عالم الغيب والشهادة ... الحكيم الخبير ... بوحيه في القرآن والسنة ، فلا علم لنا إلا ما علمه الله لنا :

 

الطب : وسيلة وقائية أولاً ، ثم علاجية ثانياً لإصلاح الخلل الذي طرأ على الإنسان وأحدث فيه أعراضاً وعلامات غير طبيعية ( مرضيه ) ، قد تكون بأسباب قد حددها ولمسها الطب الحديث ( المبني على العلم التجريبي المادي المحسوس ) :

  

ومن هذه الأسباب : الإصابة بالميكروبات : البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات ، أو الطفيليات (Infections & infestations) ، أو إصابات الحوادث (Traumatic) ، أو التعرض للإشعاعات (Irradiation) ، أوالكيماويات (ومنها الأدوية الكيماوية (Iatrogenic) أوالتلوثات البيئية (Pollutions) والمبيدات الحشرية (Insecticide) ، والإضافات الغذائية مثل : المواد الحافظة والملونة والمهندسة وراثياً .

وهناك أمراضاً لم يتم حتى الآن تحديد سبب معين لحدوثها وإنما تحددت عوامل قد تكون سبباً في إظهارها أو تنشيطها مثل الأورام (Neoplastic) ، وأمراض الخلل الوظيفي والتمثيلي (Metabolic) ، والأمراض النفسية (Psychic) ، وهناك أيضاً الاستعداد الوراثي للإصابة بالأمراض ( العامل الوراثي (Genetic Factor) ) وغير ذلك من الأمراض المعروفة طبياً.

 

ولكن هناك نوع آخر من الأمراض التي لا تدركها سماعات الأطباء ولا أجهزتهم المادية، أو مختبراتهم المعملية ولا تطولها علاجاتهم بالأدوية الحسية، مما يجعل الكثير منهم يغفلون عنها ولا يأخذونها في الاعتبار عند علاجهم للمرضى. وبالتالي يفقدهم جزءاً ليس بالهين - بل وهام جداً - في التشخيص السليم والتوجيه السديد وأيضاً فيالعلاج الصحيح لهم.

 

وقد أخبرنا الله عز وجل بهذا النوع من الأمراض والشرور المُمرِضة والقاتلة والمتعلقة بتأثير الشيطان على الإنسان كالعين والحسد والمس والسحر وغيرها ...  - ( وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) - في كتابه العزيز وفى سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحى يوحى - والتي لا ينفع معها العلاج الطبي المادي وإنما علاجها بإذن اللــــــه تعالى بالوسائل الشرعية ( كالرقية والأذكار والذكر....... ) من القرآن والسنة. ( أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)) الملك.  

 

فالله عز وجل هو الذي خلق الصحة والمرض وخلق أسبابهما وهو الشافي يشفى بسبب خَلَقَهُ وقَدَّرَه ، أو يشفى بغير سبب ، له الأمر من قبل ومن بعد ، له الحكمة البالغة لا مُعقب لحكمه ولا راد لقضائه ، ولا ملجأ ولا منجا منه إلا إليه هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه شفاءاً لا يُغادر سقماً.

وهو الحكيم العليم اللطيف الخبير الرحيم بعباده ، وهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

وهو الذي  ( ... يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ... (62) ) النمل.

( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ... (60)) غافر.

-----------------------------------

ثم على المريض أن يذهب إلى الطبيب المتخصص أولاً – من باب الأخذ بالأسباب - ليستبعد أي مرض عضوي مُشارك في نفس أو في بعض الأعراض التي يشكو منها.

 

ولنحرص إذن على الاستفادة من الوسائل العلاجية الشرعية في جميع أنواع الأمراض والشرور - والتي جعلها الله هدية وهدياً للمؤمنين الموحدين  ، فهي كنز إلهي لا ينفد من الأسباب المؤكدة الشافية - بجانب العلاج الطبي المادي في الأمراض التي تستدعي ذلك.

 

ومن هذه الأسباب الشرعية :

(( الدعاء، والصبر، والصلاة ( ومنها قيام الليل ) ، والصدقات ، والصوم ، والحج والعمرة  والاستغفار ( مع تجنب الذنوب والمعاصي وكل ما يُغضب الله عز وجل ... والتي قد تكون سبباً  لحدوث الأمراض والبلاءات وسبباً لتعاظم الشيطان على الإنسان وأذاه ) ، والتقوى ، والرقى الشرعية ، وذِكر الله عز وجل ، وبِر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وغير ذلك من أعمال الخير والبر والإحسان ، والتحلي بكل خلق حسن من ود وحب وتسامح وسماحة وتَبَسُّم وأدب وعفة لسان واحترام وتراحم وتعاطف وتآلف وحسن معاملة ومروءة وشهامة وصدق وأمانة وعفاف وحياء وشجاعة وكرم ووفاء وحسن جوار ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة ، وغير ذلك من مكارم الأخلاق ( مع تجنب الغضب والقلق والانفعالات الشديدة والكراهية والحقد والحسد والغِل والكذب والخيانة والغرور والكبر وسوء الخُلُق ..... واجتناب المحرمات )).

وكل هذا قد حثنا عليه الشرع القويم ، وبه تشفى القلوب والأبدان بإذن الله.

 

 

ولكن يبقى هناك أمر يجب التنبيه عليه :

وهو ألا نجعل تأثيرات الشيطان على الإنسان شماعة يُعلق عليها الإنسان فشله أو تقصيره في تحمل مسئولياته وتقاعسه عن المطلوب منه من الواجبات الشرعية أو الدنيوية المشروعة والمفيدة . ولنعلم كما قال تعالى : (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) ... ضعيفاً على من يستعن بالله عليه.

 

 

المصدر: موقع الطب الكامل http://www.tebkamel.com/Content.aspx?id=22
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 329 مشاهدة
نشرت فى 23 سبتمبر 2012 بواسطة tebnabawie

سالم بنموسى

tebnabawie
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,193,377